|
نافينام بيلاي تلقي كلمة في الجامعة الأردنية (الجزيرة نت)
|
محمد النجار-عمان
دعت المفوضة العامة لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة نافينام بيلاي لاحترام حرية الاعتقاد ومحاربة كافة أشكال التمييز العنصري، وذلك بمناسبة اليوم العالمي لحقوق الإنسان الذي يوافق العاشر من ديسمبر/كانون الأول من كل عام.
وفي كلمة ألقتها بالجامعة الأردنية مساء الأربعاء تحت عنوان "قيم الاعتقاد: الدين، الهوية، الحرية، وتأثيرها على حقوق الإنسان"، عرضت بيلاي لجوانب من احترام الدين الإسلامي لحرية الاعتقاد، ودعت إلى ضرورة احترام قيم الاعتقاد باعتبارها من الحريات الأساسية، وفقا للإعلان العالمي لحقوق الإنسان.
ولفتت بيلاي إلى ضرورة التصدي لكل أشكال التمييز العنصري ودعوات الكراهية ومحاربتها، كما طالبت الحكومات والشعوب بالعمل للحد من انتهاكات حقوق الإنسان في كافة أنحاء العالم، حيث عرضت جوانب من هذه الانتهاكات.
وجاءت زيارة بيلاي للأردن قبيل احتفال العالم باليوم العالمي لحقوق الإنسان الذي يصادف غدا الجمعة، حيث اعتمدت الأمم المتحدة في مثل هذا اليوم من عام 1948 الإعلان العالمي لحقوق الإنسان.
وأبدت بيلاي -التي تزور الأردن للمرة الأولى- إعجابها بنصوص الدستور الأردني، وقالت إن مواده تعكس القيم الأساسية للإعلان العالمي لحقوق الإنسان، كما أشادت ببرنامج حقوق الإنسان في الجامعة الأردنية بوصفه "فريدا من نوعه في المنطقة العربية"، وقالت إن هذا البرنامج بمثابة الشريك لمفوضية الأمم المتحدة.
مناسبة خاصة
من جانبه قال مدير برنامج ماجستير حقوق الإنسان والتنمية الإنسانية في كلية العلاقات الدولية بالجامعة الأردنية الدكتور زيد عيادات إن زيارة بيلاي للجامعة الأردنية شكلت مناسبة خاصة للكلية والبرنامج الذي يعتبر الأول من نوعه في منطقة الشرق الأوسط.
وأكد -في حديث للصحفيين على هامش زيارة بيلاي- أن البرنامج وجه الدعوة لها للاطلاع على تجربة البرنامج الذي يدمج لأول مرة بين منظومة حقوق الإنسان والتنمية الإنسانية، تمهيدا لتحويل هذا الربط إلى سياسات تطبق على الأرض.
"
قالت بيلاي إنه رغم الإنجازات التي حققها الأردن على صعيد حقوق العمال المهاجرين، فإنه يجب تعديل القوانين المحلية "لإحداث فرق في حياة الناس"
" |
وأشار إلى أن البرنامج -الذي تأسس بدعم من الملكة رانيا العبد الله- يدرس باللغة الإنجليزية ويستقطب اهتمام منظمات الأمم المتحدة لكونه يدمج بين التعليم والتدريب والبحث، لتخريج جيل جديد من الشباب الباحثين في مجال حقوق الإنسان وارتباطها بمؤشرات التنمية الإنسانية.
وكانت بيلاي استمعت بداية زيارتها لعرض قدمته ثلاث من طالبات البرنامج بمناسبة اليوم العالمي لحقوق الإنسان، وتطرق لأوضاع حقوق الإنسان في العالم ومعاناة الملايين جراء عدم تطبيق قيم العدالة، كما عرض للانتهاكات اليومية التي يعيشها العراقيون في بلادهم والفلسطينيون في الضفة الغربية وقطاع غزة.
تعديل القوانين
وشاركت بيلاي صباح الأربعاء في ندوة حول سبل تعزيز الحماية للعاملين والعاملات الأجانب في المنازل، نظمتها اللجنة الوطنية لشؤون المرأة ومنظمات أخرى، حيث دعت الأردن إلى المصادقة على اتفاقية يتوقع أن تقرها مفوضية حقوق الإنسان منتصف العام المقبل بالتعاون مع منظمة العمل الدولية، تتضمن قائمة بحقوق العمال المهاجرين.
وقالت إنه رغم الإنجازات التي حققها الأردن على صعيد حقوق العمال المهاجرين، فإنه يجب تعديل القوانين المحلية "لإحداث فرق في حياة الناس".
ولفتت إلى أن العمل جار حاليا لإقرار أجندة لحماية حقوق المهاجرين في الشرق الأوسط والعالم، حيث يعد مكتب المفوضية في بيروت -مع الأمم المتحدة ومنظمات محلية- لوضع قائمة بحقوق غير المواطنين من كل البلدان، وإعداد اتفاقية لحقوق العمال المهاجرين.
وقالت بيلاي إن من بين شركاء المفوضية لإعداد هذه المسودة، البحرين والإمارات ودولا أخرى بدأت باتخاذ خطوات لحماية حقوق العمال المهاجرين فيها.
والتقت بيلاي الأربعاء العاهل الأردني عبد الله الثاني، كما افتتحت المقر الجديد للمركز الوطني لحقوق الإنسان، وهو أكبر مؤسسة مستقلة لحقوق الإنسان في المملكة تمولها الخزينة العامة للدولة.