ظروف تأليف هذا الكتاب
كتاب ( مقدمة إبن خلدون: دراسة تحليلية ) مقدمة الطبعة الثانية

آحمد صبحي منصور في الأحد ٢٣ - أغسطس - ٢٠١٥ ١٢:٠٠ صباحاً

1 ــ كانت لدى نسخة من مقدمة ابن خلدون ، فى مكتبة الوالد رحمه الله جل وعلا . فى الصبا حاولت القراءة فيها ولم أفهمها . فى الدراسات العليا تم تكليفى فى ( قاعة البحث ) بعمل بحث عن رأى ابن خلدون فى ( العرب ) فتعاملت مع المقدمة كباحث عام 1974 حين كنت معيدا بقسم التاريخ والحضارة بجامعة الأزهر . فى رسالة الدكتوراة قرأت المقدمة كلها قراءة سريعة ، ثم ركّزت على ما يخص التصوف فيها . هذه القراءات المتعددة والمتباعدة خلقت داخلى شوقا لكتابة بحث يتخصص فى تحليل المقدمة ومواجهة ابن خلدون فيها لأتعرف أكثرعلى عبقريته .

2 ــ جاءت الفرصة عام 1998 ، فى مناسبة مرور عشر سنوات على تأسيس ( مركز ابن خلدون للدراسات الإنمائية ) فى القاهرة ، وخلال عشر سنوات كان هذا المركز بقيادة مؤسسه وصاحبه د سعد الدين ابراهيم قد أحدث نقلة نوعية فى التفكير السياسى والاجتماعى فى مصر وخارجها، وصادف هذا وصول د سعد الدين الى الستين من العمر . كنت أدير رواق ابن خلدون ، وهو ندوة اسبوعية مفتوحة تناقش بحرية كاملة شتى الموضوعات السياسية والدينية والاجتماعية ، وكنت كبير الباحثين فيه ومشرفا على عدة مشروعات بحثية وسياسية ، بالاضافة الى الكتابة فى النشرة التى يصدرها المركز شهريا ( المجتمع المدنى ) وفى تقريريه السنويين عن ( الأقليات ) و ( المجتمع المدنى ) . فى الاعداد للإحتفال بهذه المناسبة طلب منى د سعد الدين ابراهيم كتابة بحث عن العلامة عبد الرحمن ابن خلدون، يتناول حياته وإنتاجه العلمى . ورأيتها فرصة لمواجهة هذا العبقرى داخل ( مقدمته ) ، فعكفت عليها سويعات يومية خلال عدة أشهر خلال عملى  المرهق فى مركز ابن خلدون ، حتى أتممت البحث فى موعده ، وتم طبعه ليكون جاهزا فى الإحتفالية العشرية عام 1998 .

3 ــ لم تنته علاقتى بالمقدمة . أحسست بأن هناك اسئلة لم تتم الاجابة عنها بما يكفى ، فأعددت بحثين إضافيين ظللت أحتفظ بهما على أمل النشر . وتأتى الفرصة الآن فى إعادة نشر هذا الكتاب هنا لنشرهما كملاحق . 

4 ــ وبمناسبة إعادة نشر كتاب ( مقدمة ابن خلدون : دراسة تحليلية ) أرسل التحية لرفيق النضال د سعد الدين ابراهيم ، والذى أعتبره مفكرا سابقا لعصره فى مجال تخصصه ، ومناضلا مخلصا فى سبيل التنوير والديمقراطية وحقوق الانسان . كان يمكنه أن يعيش حياة هانئة ضمن آلاف المثقفين المترفين من ذوى الياقات البيضاء  من خدم المستبد الشرقى ، ولكنه آثر أن يخوض معركة التنوير عالما بالتكلفة العالية لها .  وكان من سوء حظه أن يعايش عصر مبارك ـ وهو أغبى وأجهل وأحطّ  وأحقر فرعون حكم مصر . لذا كوفىء د سعد الدين ابراهيم على تفوقه العلمى ونشاطه التنويرى بحملات إغتيال معنوى لشخصيته  شوّهت سُمعته ، قام بها أعوان مبارك ، خصوصا بعد أن أرسى د سعد الدين برنامج ( الشفافية ) الذى يناقش سرقات المستبد الشرقى وأعوانه ، وبرنامج الاصلاح فى التعليم وبرنامج تعليم المصريين حقوقهم السياسية والانتخابية ، وكنت مُشاركا قياديا فى هذه البرامج ، وجرى التنويه بها فى ندوات الراق ، وصارت خطرا ماحقا على الفرعون مبارك ، وهو يُعدُّ ابنه لوراثته . ولهذا كان غلق مركز ابن خلدون وسجن د سعد الدين ابراهيم ، وفرارى الى أمريكا من القو الظالمين . وهو شأن كل مُصلح ومُفكّر يسبق عصره سيجد د , سعد الدين ابراهيم الإنصاف فى المستقبل بعون الله جل وعلا الذى لا يضيع أجر من أحسن عملا .

والله جل وعلا هو المستعان

أحمد صبحى منصور

فيرجينيا 21 أغسطس 2015

 

  

              فهرس كتاب  ( مقدمة إبن خلدون: دراسة تحليلية   )

                      

 تم نشر هذا الكتاب فى القاهرة عام 1998 ، وهو تحليل أصولى تاريخى لمقدمة ابن خلدون ، ونعيد نشره هنا مضافا اليه ملحقين جديدين  . 

وينقسم هذا الكتاب إلى قسمين رئيسيين مع فصل تمهيدي وخاتمة .

     في الفصل التمهيدي وعنوانه " إبن خلدون بين التاريخ والتأريخ " يتناول المؤلف تاريخ إبن خلدون من نشأته وحياته السياسية في شمال أفريقيا والمغرب والأندلس إلى أن استقر في مصر حيث عمل فيها بالقضاء والتدريس . ويحلل جهده السياسي ومحاولته لإصلاح النظام القضائي في مصر المملوكية في عصره ، ثم يتناول الفصل التمهيدى ( إبن خلدون مؤرخا ) فيبحث منهجه التاريخي في كتابه " العبر " أو

" تاريخ إبن خلدون ".

*ثم يتخصص القسم الأول من الكتاب في تلخيص مقدمة إبن خلدون بأبوابها وفصولها ومباحثها وقضاياها ، ولكن في لغة متوسطة بين لغة إبن خلدون ولغة عصرنا .

ويأتي القسم الثاني ( الدراسة التحليلية ) وهو قراءة تحليلية اصولية تاريخية لمقدمة إبن خلدون ـ ويتضمن القسم الثانى ثلاثة فصول :

، في الفصل الأول يتناول موقع مقدمة إبن خلدون  في التاريخ الفكري للحضارة العربية الإسلامية . فيتتبع المنهج الفكري لحضارتنا وكيف اختلف عن المنهج القرآني وكيف أدى ذلك إلى تحول الفكر العربي الإسلامي إلى التقليد والجمود في عصر إبن خلدون ، وكيف أدى إلى تحجيم عقلية إبن خلدون ، مع أن مقدمته خرجت على حدود التقليد والجمود حين اخترعت علم العمران .

ويبحث الفصل الثاني مدى تأثر إبن خلدون بعصره في " المقدمة " منهجيا وموضوعيا ، من خلال رؤيته الجغرافية والدينية والإجتماعية والسياسية والصوفيه .

ثم يتخصص الفصل الثالث في اجتهاد إبن خلدون لعصره وعصرنا من خلال علم العمران – أو الإجتماع – وآرائه التي كانت صالحة لعصره ، وآرائه التي تصلح لعصرنا ، وآرائه التي تحتاج إلى مراجعة.

أما الخاتمة فقد خصصها المؤلف لمناقشة قضية غريبة ، إذ عاش إبن خلدون في مصر أربعة وعشرين عاما كانت أكثر سنين حياته نضجا  واستقرارا وتفرغا للعمل والبحث ، ولكن حياته الأخيرة في مصر غائبة عن المقدمة وعن التاريخ الذي كتبه ، بل إن مصر وهي ( أم العمران )غائبة عن مقدمته في علم العمران . وهذه القضية ناقشها المؤلف في الخاتمة تحت عنوان " كان إبن خلدون في مصر ، فهل كانت مصر في إبن خلدون ؟ " .

ثم فى هذه الطبعة أضفت إثنين من الملاحق :

الملاحق

الملحق الأول :كيف تآمر إبن خلدون على الدولة المملوكية

الملحق الثانى   الدولة السعودية :تحالف الدولة الدينية والعصبية القبلية في ضوء الرؤية الخلدونية

    ويعطى هذا الفهرس بعض التفصيلات :

 

                                    بسم الله الرحمن الرحيم

الفهرس

 

  مقدمة الكتاب ................................................................................    -

- فصل تمهيدي : إبن خلدون بين التاريخ والتأريخ ......................................     

  أولا : بيانات إبن خلدون :

         1- الشخصية ............................................................................                    

        2- في المرحلة الأولى التعليمية ......................................................                     

       3- في مرحلة التخرج والإجازة العلمية من الشيوخ.................................                    

       4- السنوات الهامة في تاريخ حياة إبن خلدون ...................................                        

  ثانيا : تفاصيل حياته العملية في شمال أفريقيا والمغرب والأندلس .......................                    

 ثالثا : تفاصيل حياته العملية في مصر من قدومه حتى وفاته (784-808)(24عاما)                  

 رابعا : مؤلفاته – كتابه في التاريخ – ابن خلدون مؤرخا – مقدمة إبن خلدون فى لمحة عامة  .

             

 القسم الأول : عرض مقدمة إبن خلدون

الإفتتاحية : مقدمة في فضل علم التاريخ ....................................................     .              

 - الباب الأول: طبيعة العمران في الخليقة ......................................                                

 -  الباب الثاني : أساس العمران وبدايته في العمران البدوي والأمم الوحشية والقبائل           - الباب الثالث : في العمران السياسي ، في الدولة العامة  والملك والمراتب السلطانية                 

 - الباب الرابع : في عمران المدن والبلاد ، في البلدان والأمصار  وسائر العمران                                    

- الباب الخامس : في إقتصاد العمران، في المعاش ووجوهه من الكسب والصنائع                                 

 - الباب السادس : في ثقافة العمران ، في العلوم واصنافها والتعليم وطرقه  .

                                     

 القسم الثاني : قراءة في مقدمة إبن خلدون

* الفصل الأول : موقع مقدمة إبن خلدون في تاريخ الحضارة العربية الإسلامية                                   

   - المنهج القرآني للفكر الإسلامي ...................................                                                       

     - المنهج الفكري للحضارة اليونانية .................................                                                          

  - المنهج الفكري للمسلمين ............................................                           

                - تناقض منهج الحضارة العربية الإسلامية مع القرآن الكريم                              

               - المراحل الإجمالية للحياة الفكرية عند المسلمين                                              

               - أثر التصوف في الحركة العلمية في ( عصر إبن خلدون)                                    

* الفصل الثاني : مدى تأثر إبن خلدون بعصره في المقدمة :  

التأثر المنهجى

  التأثر الموضوعي .                                 

                  * في العلوم الطبيعية : المعارف الجغرافية بين المسعودي

                  *  وإبن خلدون والشعراني ....................................                                

                    * في القضايا الدينية الصوفية ...............................                                 

                  * في القضايا الإجتماعية : من ملامح التاريخ الإجتماعى

                     * الذي يتفق مع المقدمة  .

                    * في القضايا السياسية : من وحدة الفاعل الصوفية                                   

                       إلى الثيوقراطية وإستبداد الدولة الدينية ......... .                                         

* الفصل الثالث : إجتهادات إبن خلدون لعصره وعصرنا :

إبن خلدون وعلم العمران                

                    - بين الإجتهادات والأخطاء .........................                                                                     - إجتهادات إبن خلدون في علم العمران (الإجتماع )                                          

                 - إجتهادات خلدونية في السياسة العمرانية ( علم الإجتماع

                       السياسي ).......................                                                                 

                 - إجتهادات سياسية لإبن خلدون سارية المفعول                                             

                 - علم العمران ( الإجتماع) الإقتصادي                                                        

                 - إجتهادات خلدونية في متفرقات إجتماعية                                                   

                 - إبن خلدون : إحترنا لك  !!                                                           

      الخاتمة :

كان إبن خلدون في مصر ، فهل كانت مصر في إبن خلدون؟ 

الملاحق

الملحق الأول :كيف تآمر إبن خلدون على الدولة المملوكية

الملحق الثانى   الدولة السعودية :تحالف الدولة الدينية والعصبية القبلية في ضوء الرؤية الخلدونية

   المصادر 

اجمالي القراءات 29890