حكومة المالكي تعذب سكان أشرف على طريقة إسرائيل وصرب البوسنة

في الثلاثاء ٣٠ - نوفمبر - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً


2010/11/17
في عصر (ثورة المعلوماتية) لم يعد بإمكان الحكومات المستبدة إخفاء جرائمها عن وسائل الإعلام التي تتلقف الأخبار كل دقيقة - إذا لم نقل كل ثانية – حتى باتت الفضائيات ومواقع الأنترنت مرايا تعكس بسرعة مذهلة كل ما يحدث في هذا العالم المليء بالظلم والتعسف ومصادرة الحريات .. وبعد مضي أيام قلائل على نشر موقع (ويكيليكس) وثائق خطيرة تدين حكومة دكتاتور العراق الجديد نوري المالكي وتفضح تورطه بجرائم إبادة جماعية بحق المدنيين العراقيين، تناقلت المواقع الألكترونية تفاصيل جريمة بشعة حدثت ولاتزال تحدث حتى لحظة كتابة هذه السطور، وهي جريمة قيام القوات العراقية بمحاصرة مخيم أشرف في قضاء الخالص بمحافظة ديالى الذي يضم 3400 لاجئ إيراني، ومنع دخول مواد الإغاثة إليهم بأوامر مباشرة من حكومة النظام الإيراني المسيطرة على جميع مفاصل الدولة العراقية. لقد نشرت العديد من المواقع الألكترونية الناطقة باللغة العربية تفاصيل خطيرة عن الوضع المأساوي الذي يعيشه المئات من اللاجئين الإيرانيين في العراق المحرومين من الأغذية والأدوية ومن أبسط مقومات الحياة الإنسانية كعقوبة جماعية لهم بسبب موقفهم السياسي المعارض لحكومة الولي الفقيه في إيران، وهذا العقاب الجماعي البشع جعل هؤلاء اللاجئين يتساقطون يوميًا نتيجة المرض وسوء التغذية ومنع الأطباء من معالجة المرضى منهم سيما المصابين بمرض السرطان، فالعملية إذن تندرج تحت مسمى (الإبادة الجماعية) التي تتبع سلوك (التعذيب الجسدي والنفسي حتى الموت)، وهذا السلوك المنحرف الذي أقدمت عليه حكومة نوري المالكي يستحق إقامة دعوى قضائية ضد المتورطين فيه – سواء كانوا أطرافاً في الحكومة الإيرانية أو العراقية - في محكمة العدل الدولية، خصوصًا وأن هؤلاء اللاجئين المعرضين للموت يشكلون عددًا كبيرًا بينهم نساء وأطفال ومسنين ومرضى.. لقد تناولت المواقع الألكترونية حقائق مرعبة عن الوضع اللا إنساني داخل هذا المخيم معززة بصور ومقاطع فيديو لمرضى مصابين بالسرطان تفصلهم عن الموت أيام معدودة تمنعهم القوات العراقية من تلقي العلاج في المستشفيات التخصصية خارج المخيم، وعدد من هؤلاء قد تساقط شعر رأسهم وبدت على وجوههم علامات الضعف والنحول الشديد، من بينهم مريض يدعى (مهدي فتحي) المصاب بسرطان الكلى والذي روى جانبًا من معاناته المريرة ووصف قسوة القوات العراقية في التعامل معه إلى حد تعذيبه نفسيًا وجعله يتألم وهو ينظر إلى علبة الدواء في أيديهم ويحرمونه منها، حتى ارتكبوا جريمتهم المقززة بإعطائه دواء غير صالح للإستعمال مما سبب له نزيفاً داخليًا في الكلية.. أما المريضة الهام فردي بور المصابة بسرطان في الغدة الدرقية، فتؤكد أن القوات العراقية منعتها من تلقي العلاج خارج المخيم ووضعت العراقيل أمام نقلها إلى المستشفيات التخصصية، ولما أجبرتها شدة الآلام على الصراخ والإعتراض رفعت رأسها وهي على فراش الموت لتجد أمامها 12 عنصرا من القوات العراقية يشهرون أسلحتهم في وجهها مهددين بقتلها إذا لم تلتزم الصمت!! وقبل هؤلاء توفي العديد من سكان المخيم سواء بعد معاناة طويلة مع المرض، أو عن طريق القتل المباشر (كما حدث عند اقتحام قوات المالكي المخيم في تموز 2009 في هجوم مسلح أسفر عن مقتل وجرح العديد من اللاجئين المعارضين لحكومة طهران). ومن سخرية القدر أننا كنا في السابق نتحدث عن وحشية القوات الإسرائيلية في تعاملها مع إخواننا الفلسطينيين سواء في غزة المحاصرة أو في باقي الأراضي الفلسطينية، وكنا نبكي بحرقة عندما نستذكر فاجعة مئات الآلاف من المسلمين الذين ذبحهم الصرب بدم بارد في البوسنة والهرسك.. وها نحن اليوم نشاهد 3400 إنسان يتعرضون للإبادة الجماعية على يد قوات الحكومة العراقية (التي تدعي الإسلام)، الحكومة التي يشغل منصب رئيس الوزراء فيها قيادي في حزب الدعوة (الإسلامية!!). وإذا تجاهلنا جميع المواثيق الدولية، وإذا ضربنا بلائحة حقوق الإنسان عرض الحائط، وقلنا أن القرآن الكريم هو دستورنا وميثاقنا، سيبقى السؤال الدائر هو: هل أمرنا الإسلام أن نحاصر هؤلاء البشر (الذين هم مسلمون مثلنا) حصارًا حتى الموت؟! أعوذ بالله من غضب الله، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون

 

اجمالي القراءات 2286