هجوم دبلوماسي أمريكي علي القاهرة قبيل زيارة بوش

في الثلاثاء ٠٨ - يناير - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً

في الوقت الذي انتشر فيه مئات من عناصر الCIA)) في مدينة شرم الشيخ، تمهيدا للزيارة المرتقبة للرئيس الأمريكي جورج بوش، تشهد القاهرة حاليا هجوما أمريكيا من نوع آخر، وذلك بزيارة أربعة وفود من الكونجرس للبلاد في توقيت متزامن.

ففي يوم الأحد الماضي وحده كان يوجد أربعة وفود للكونجرس الأمريكي في مصر، تناقش قضايا مختلفة، فالتقي الرئيس حسني مبارك ووزير الخارجية أحمد أبوالغيط بعضو الكونجرس الأمريكي وعضو لجنة الاعتمادات بمجلس النواب، والنائب الديمقراطي عن نيويورك ستيفن إسرائيل، حيث تناقشوا حول زيارة الرئيس الأمريكي جورج بوش المقبلة لمصر، بالإضافة إلي عملية السلام ـ حسب ما ذكرت وكالة أنباء الشرق الأوسط ـ فيما قالت صحيفة «الواشنطن بوست» الأمريكية إن زيارة إسرائيل إلي مصر كانت لمناقشة مشكلة الأنفاق وتهريب الأسلحة إلي غزة.

والتقي أبوالغيط بالوفد الثاني برئاسة عضو الكونجرس دافيد برايس وثمانية آخرين معظمهم أعضاء في اللجنة المعنية بالاعتمادات، حيث تناولوا عددا من المسائل الخاصة بالشرق الأوسط والنزاع الفلسطيني الإسرائيلي.

أما الوفد الثالث فكان برئاسة النائبة عن ولاية تكساس أيدي برنيس جونسون وسبعة آخرين، التقوا مع أبوالغيط وتحدثوا عن العلاقات الثنائية بين مصر والولايات المتحدة وبعض القضايا الإقليمية، كما التقوا أيضا بالدكتور محمود أبوزيد وزير الموارد المائية والري.

كان الوفد الثالث التقي يوم السبت الماضي عددا من رموز المجتمع المدني، خلال حفل عشاء أقامه المنتدي الاقتصادي الدولي، وحضر اللقاء الدكتور مصطفي الفقي والدكتورة مني مكرم عبيد والدكتور محمد كمال والدكتور عبدالمنعم سعيد، وحمدين صباحي رئيس حزب الكرامة «تحت التأسيس»، ومنير فخري عبدالنور سكرتير عام حزب الوفد، ومحمد منصور أمين عام حزب الجبهة الديمقراطية، وعلمت «المصري اليوم» أن اللقاء تناول بحث العلاقات المصرية الأمريكية وأسباب تأخير توقيع اتفاقية التجارة الحرة بين الجانبين.

وطالب الوفد المصري خلال اللقاء بضرورة احترام وجود اختلاف في الرؤي بين القاهرة وواشنطن بشأن بعض القضايا دون أن يؤثر ذلك علي علاقات الصداقة بين الجانبين.

وهاجم صباحي، خلال حديثه مع الوفد، السياسية الأمريكية في العراق وفلسطين ولبنان، محملا واشنطن المسؤولية عن تدهور الوضع في المنطقة، وقال إنه لا يرغب في قيام الرئيس الأمريكي جورج بوش بزيارة مصر، مما أدي إلي انفعال جون ميللر منسق اللقاء طالبا من وفد الكونجرس الانسحاب وترك القاعة.

وتدخل سيف فهمي وأمينة حسونة المسؤولان عن المنتدي لإعادة أعضاء الوفد الأمريكي للقاعة مرة أخري، وقالت مصادر شاركت في اللقاء، إن موقف المنسق الأمريكي كان سيئا جدا، ويعكس التناقض في السياسة الأمريكية، خاصة أن رئيسة الوفد كانت تتحدث عن الديمقراطية الأمريكية واحترامها تعدد الآراء قبل أن يبدأ صباحي كلمته.

وقام الوفد الرابع الذي ضم عددا من مساعدي أعضاء الكونجرس الأمريكيين بلقاء بطرس غالي رئيس المجلس القومي لحقوق الإنسان، وعدد من نشطاء المجتمع المدني. وعن اهتمام الكونجرس الأمريكي بمصر في الوقت الحالي، قال الدكتور وحيد عبدالمجيد نائب مدير مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية إنه يوجد نشاط غير مسبوق خارج الولايات المتحدة للكونجرس الحالي، وليس فقط تجاه مصر،

موضحا أن هذا التطور في دور الكونجرس يأتي لزيادة دوره في المجال الخارجي، وأنه بدأ منذ حرب العراق، التي وصفها عبدالمجيد بأنها نقطة تحول كرست عدم الثقة في الصلاحيات المطلقة التي يحظي بها الرئيس الأمريكي في الشؤون الخارجية.

وأضاف عبدالمجيد أن الدول الضعيفة أو الأكثر قابلية للتدخل في شؤونها الداخلية مثل مصر، هي التي تحظي بالجزء الأكبر من تحركات الكونجرس خارج الولايات المتحدة، لتوفر أدوات هذا التدخل، وهي المعونات.

ووصف الدكتور حسن بكر، أستاذ العلوم السياسية بجامعة أسيوط، هذا الاهتمام الأمريكي بـ«موسم الهجوم علي مصر»، وقال إنه سيستمر عادة حتي شهر أبريل، وهو موعد زيارة الرئيس مبارك المعتاد للولايات المتحدة.

وأرجع بكر هذا الاهتمام إلي عدة أسباب منها رفع يد اللوبي الصهيوني عن دعم المساعدات الموجهة لمصر من قبل الولايات المتحدة، مشيرا إلي أنه أصبح يربط بين هذه المساعدات وبين التطبيع مع إسرائيل.


 

اجمالي القراءات 5036