في سابقة غريبة نشر الموقع الرسمي للإخوان المسلمين نص حديث صحفي أجرته صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية مع الدكتور محمد حبيب، نائب المرشد العام للإخوان المسلمين، قبل نشره في الصحيفة الأمريكية.
وصف حبيب في الحوار الإدارة الأمريكية بأنها تتبع منهج الغش والخداع والتضليل، فضلا عن ممارسة الإرهاب الدولي عبر مشروعها الذي تسعي لتنفيذه في المنطقة العربية والإسلامية.
وأشار إلي الإدارة الأمريكية ليست مؤسسة إصلاحية، وإنما لها مشروعها وأجندتها في المنطقة، التي تتعارض مع المبادئ والسياسات العامة لجماعة الإخوان المسلمين، لافتا إلي أن المشروع الأمريكي يستهدف الهيمنة والسيطرة علي منابع النفط في المنطقة العربية،
والتدخل في شؤون البلاد كغزو أفغانستان واحتلال العراق، فضلا عن دعمه غير المحدود «الكيان الصهيوني» إضافة إلي مساندته الأنظمة القمعية علي مستوي العالم، وبالتالي فهو لا يحبذ نجاح الإخوان أو صعود نجمهم، خاصة علي مستوي مصر.
وقال حبيب: لقد ظن الأمريكان أن هامش الحرية الذي طالبوا النظام المصري بتوفيره وزيادة مساحته عام ٢٠٠٥ سيؤدي إلي صعود التيارات الليبرالية في مصر، فإذا بهم يفاجأون بصعود الإخوان المسلمين، الأمر الذي جعلهم يتراجعون عن ممارسة ضغوطهم، بل إعلان دعمهم الأسلوب الاستبدادي الذي ينتهجه النظام مع الجماعة، وهو ما ظهر في حملات الاعتقالات الكثيرة علي مدي عامي ٢٠٠٦ و٢٠٠٧،
فضلا عن إحالة ٣٣ من قيادات الجماعة إلي المحاكمة العسكرية التي تعد السابعة خلال الفترة من ١٩٩٥ إلي ٢٠٠٧ هذا إضافة إلي فرض الحظر علي أموالهم، علي خلفية اتهامهم بغسل الأموال والإرهاب، وهي التهم التي برأهم منها القضاء العادي.
وأكد عدم إمكانية إجراء أي حوار مع الإدارة الأمريكية أو لقاء أحد مسؤوليها كوزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس إلا من خلال وزارة الخارجية المصرية، قائلا: نحن لا نثق في الإدارة الأمريكية لأنها تتناقض في تصريحاتها ومواقفها، ما بين عشية وضحاها، إضافة إلي سياساتها التي تستهدف الهيمنة علي العالم، عن طريق دهس كل المواثيق والأعراف الدولية واستخدام القوة كمكافئ للشرعية وحكم العالم بشريعة الغاب.
وفيما يتعلق بمعاهدة كامب ديفيد وموقف الجماعة منها، أوضح د. حبيب أن موقف الإخوان ثابت، وهو معارضة هذه الاتفاقية لأنها أجحفت بالمصالح الاستراتيجية والأمن القومي لمصر، فضلا عن شق الصف العربي وتهميش دور مصر المحوري علي المستوي الإقليمي والدولي، خاصة تجاه القضية الفلسطينية، كما دعا نائب المرشد الحكومة المصرية إلي إعادة النظر في هذه المعاهدة ومراجعة وتقييم آثارها وتداعياتها.
وتطرق إلي برنامج الحزب، مؤكدا أن برنامج حزب الإخوان كسر طوق الحصار والتعتيم الإعلامي، الذي أراد النظام فرضه علي الجماعة، لافتا الانتباه إلي أن أي تضييق من قبل النظام المصري يأتي بنتائج عكسية.
وعلي صعيد المسألة الإيرانية قال د. حبيب إن الإدارة الأمريكية والكيان الصهيوني دأبا علي تخويف الدول العربية مما يسمي بالمشروع الإيراني في المنطقة، وذلك للتغطية علي المشروع الأمريكي - الصهيوني الذي يستهدف تركيع الأمة وهويتها وأخلاقها وخصوصيتها الثقافية.
يذكر أن «المصري اليوم» اتصلت بمكتب الإرشاد للتأكد من إجراء الحوار، نظرا لأننا لم نعثر عليه في الصحيفة الأمريكية، فجاء الرد أن الحوار أجري يوم الخميس الماضي ولم ينشر فعلا، ولكن المكتب يقوم بتسجيل جميع الأحاديث التي تجري مع قيادات الإخوان لضمان عدم التحريف أو التلاعب فيها.