مـا زال عيد المرأة " العالمي" مسيلا حبرا كثيرا...
*****************
كاتبة المقال : نعيمة لحروري
مقال جدير بالتأمل، نشرته الكاتبة بيومية " الأخبار " المغربية، يوم الجمعة 22 جمادى الأولى الموافق لـ : 13 مارس 2015.
وأما عن الدافع إلى نشره بموقع أهل القرآن فلأهميته التي ارتأيت ، وأما عن عيبه الوحيد فهو أن الكاتبة عبرت بصراحة سافرة بدون لف أو دوران عن تلك الحقائق التي تصول وتجول في أذهان السواد الأعظم من المسلمين.
والمقال كما يلي حرفيا :
============
إلى الشيخ الفيزازي
أسوأ ما يمكن أن يحدث لامرأة في عيد المرأة العالمي أن تسمع من شيخ يزعم أنه يملك ناصية الدين، كلاما عن ( حقوق المرأة المسلمة) بلغة عفا عليها الدهر مرتبة في جمل حفظناها بظهر الغيب منذ زمـن ... ستشعرين أنك تتعرضين (( للتصرفيق )) بدل التصفيق لك في يــوم عيدك ...
تلك كانت مداخلة للشيخ محمد الفيزازي ( شنف ) بها أسماعنا عشية يوم الثامن من مارس بمركز الدراسات والبحوث الإنسانية والإجتماعية بوجدة ضمن نشاط لحزب النهضة والفضيلة.
اللجنة المنظمة لم تفتح المجال للنقاش وختمت اللقاء وكثير من (حتى) عالق في حنجرتي، كم رغبت أن أقول للشيخ الفيزازي الذي بدل أن (يشرّح) واقع الناس في بلداننا ويعترف بوضعهن البئيس، عـبــّـر عن (حزنه الشديد لما تعيشه النساء في الغرب) واتهم ( الغرب) يتشيـئ المرأة وهضم حقوقها.
أقول له : يا شيخ، هـذه الأسطوانة المشروخة عن الغرب أكل عليها الدهر وشرب وارتوى وتجشأ... هذا الغرب الذي جعلنا منه شماعة نعلق عليها خيباتنا وانكسارنا وصل إلى القمر وتربّع على عرش العلوم، في الوقت الذي نمضغ نحن فيه تخلفنا ونحن نتبجح بأفضليتنا عليه.
هذا الغرب الذي تلعنونه آناء الليل وأطراف النهار ترفلون في نعماء تكنولوجيته وصناعته بدءا بنور الكهرباء وانتهاء بورق المراحيض... هذا الغرب الذي ترفعون أكف الضراعة لله من أجل زلزلة الأرض من تحت أقدام بنيه، فتح أبوابه لبني جلدتنا ومنحهم من الحقوق ما لا يحلمون بعشرها في بلدانهم وسمح لهم بممارسة شعائرهم، بــل والدعوة لدينهم ...
المرأة في الغرب والتي ترثي لحالها يا شيخ إن ولجت مستشفى لتلد وجدت روضة من رياض الجنة وحملت على أكفّ الرحمة... والمرأة في مستشفيات بلداننا ترى خزنة جهنم على سرير الوضع ... هذا إن لم تضع جنينها على البلاط.
المرأة في الغرب إن داس طرفها أحدٌ، وقلما يحدث، وجدت قضاء عادلا ومحاكم تحتضن مظلوميتها وتنصفها...وفي بلداننا تجرجر في ردهات المحاكم لسنين طوال يضيع معها حقها وكرامتها وإنسانيتها...وأحيانا ... شرفها ... المرأة في الغرب إن كانت ربـة بيت ذات أطفال تعيش ملكة بمعونات الدولة... وعندنا تأكل الثرى هي وأطفالها إن كانت دون معيل على مرأى ومسمع مــن (المسلمين) ... !وحتى أولئك النسوة الغربيات اللواتي تحدثت عنهن يا شيخ وقلتَ إنهن يغرقن في الإبتذال، يفعلن ذلك بمحض إرادتهن ويجرم القانون عندهم إجبارهن على ذلك ... في حين تنشط تجارة الرقيق الأبيض في بلداننا ومواخير العهر لقاصرات... أجل الإسلام كرم المرأة، وهذا ما نعلمه جيدا ولا نحتاج لأن تذكرنا به يا شيخ، لكن أن تقول إن المرأة المسلمة ( مفششة ) فلعمري هذا عين الكذب !ما ينبغي أن يكون ليس بالضرورة ما هو كائن، وواقع المرأة المسلمة على مــرّ قرون كان بئيسا ، فهي كانت إما جارية من ألف، في قصور أمير أو في عهدة نخاس، وإما زوجة مهانة تناحر الضرائر، أو خادمة تسام سوء العذاب ... وعلى خطى الجدات لا زالت المرأة في بلاد ( المسلمين ) ... قلت إنهم الغرب ... ونحن المسلمون !الغرب وقد عرفناهم ... ولا شأن لك بهم ... فهم أحرار في تدبير حقوق نسائهم ... لكن أين هم المسلمون؟ ماذا يفعلون بالمرأة الآن هو ما يفترض أن يهمك ويهمنا؟ متى طبقوا هذه الحقوق التي منحها الإسلام للمرأة ؟ متى ؟ في هذا الزمان ؟ وفي الأزمنة الغابرة ؟
الحديث يا شيخ، عن جقزق المرأة في الإسلام في الوقت الذي لا يطبقها أحد لا يمكن من خلاله البتة مساعدة نسوة يتجرعن البـؤس اليومي.
قـد تقول إن الإسلام الحق لا يطبق ... وأنا أقول لك : الحــق ما أرى لا ما أسمع !