ج2 / ف 4 : المحمديون إتخذوا دينهم لهوا ولعبا

آحمد صبحي منصور في الأربعاء ١١ - مارس - ٢٠١٥ ١٢:٠٠ صباحاً

كتاب (التصوف والحياة الدينية فى مصر المملوكية )

الجزء الثانى :  العبادات فى مصر المملوكية  بين الإسلام والتصوف 

الفصل الرابع : أثر التصوف في الذِكر فى مصر المملوكية

: المحمديون إتخذوا دينهم لهوا ولعبا

 مقدمة :

1 ــ عندما يذكر الخطيب إسم الله جل وعلا يصمت السامعون ( المحمديون ) مع إنه يجب تسبيح الله جل وعلا عند سماع إسمه العظيم . أما إذا ذكر الخطيب إسم النبى محمد فإن الجميع يجأرون بالصلاة والسلام عليه ، تقديسا وعبادة له . ومن لا ينطق بذلك ينظرون اليه شرزا كما لو إتضح لهم كفره . وأذكر فى التسعينيات أن أحد الأخوة من أهل القرآن خطب بمسجد بالاسكندرية ، ولم يذكر سوى آيات القرآن الكريم فإتهمه السنيون بإنكار السُّنة لأنه لم يذكر أحاديث نبوية على حد قولهم ، وبالتالى فخطبته عندهم باطلة. لا مانع لديهم من ذكر اسم الله جل وعلا ويسمعون إسمه ويسكتون ، ولا مانع لديهم من الاستشهاد بآيات من القرآن الكريم طالما لا تنفى معالم دينهم. ولكن الأساس هو ذكر آلهتهم مع رب العزة على سبيل التعظيم. وقد صنعوا لهم إلاها أكبر أسموه ( محمدا ) جعلوه يعلو عندهم على رب العزة الخالق جل وعلا. لهذا فإن ذكر المشركين لرب العزة بجانب إسم الاههم المصنوع هذا ليس هو الذكر الاسلامى على الاطلاق .

2 ــ ويضاف لهذا سبب آخر ، هو إن ذكر إسم الله عبادة اسلامية ترتبط بالخشوع والتقوى والتطهر ، ولكن ذكر إسم الله عندهم يرتبط بالسخرية واللهو واللعب والغرور بالدنيا ، والكفر بالآخرة . وفى سيطرة الاحتراف الدينى والتدين السطحى تجد إسم الله جل وعلا مستعملا فى اللهو واللعب بل وفى الجرائم . فى الأفراح الشعبية توجد كل مظاهر الانحلال الخلقى من مخدرات وخمرة ورقص جنسى وعاهرات ، والمغنى يشحذ همم المستمعين ويستجدى إعجابهم وهتافهم بذكر إسم رب العزة ، وهم يردون بترديد إسم رب العزة . وفى الأسواق حيث الغش والتدليس والخداع والبخس والتطفيف فى الميزان يتبادل البائع والمشترى الحلف باسم رب العزة يهلكون أنفسهم وهم لا يشعرون ، ونفس الحال فى التنافس السياسى أصبح إمتهان إسم رب العزة عادة سيئة بل تخصص فى ذلك الاخوان والسلفيون . بل إن القتل الارهابى يرتفع فيه ( الله أكبر ) ليكون رب العزة متهما بهذا .. سبحانك ربى هذا بهتان عظيم .. يذكرون إسمك العظيم إعلانا للحرب عليك يا من أرسلت رسولك الكريم بالقرآن الكريم رحمة للعالمين .. عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ..!!

3 ــ تقوم الأديان الأرضية للمحمديين على اللهو واللعب . وتختلف طرق اللهو واللعب .  فى الدين الصوفى  المُسالم يكون اللهو واللعب مرحا وفرحا وتسلية وانحلالا إخلاقيا . وحين سيطر الدين السنى الوهابى الدموى تحول اللهو واللعب الى ارهاب أسود ورايات سوداء تحترف الجدية جهادا فى القتل ولعبا بآيات الله جل وعلا القرآنية . يقتلون ويحرقون ويغتصبون ويفسدون فى الأرض وهم يهتفون ( الله أكبر ) وهم يحسبون أنهم يحسنون صُنعا !!.  

4 ــ هذه المأساة تستلزم تأصيلا قرآنيا نضيفه لهذا البحث بسبب ما يعانيه العالم من داعش وأخواتها من منتجات الشجرة الوهابية الخبيثة . نبدأ الموضوع خطوة خطوة :

أولا : إختبار الحياة الدنيا

يولد الانسان من بطن أمّه وهو يحمل وعاءين : وعاء الزمن المحدد له فى هذه الدنيا ، ووعاء العمل الذى يعمله فيها . وبمجرد ولادته يبدأ العدُّ التنازلى من عمره . يقول جل وعلا : ( وَمَا يُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّرٍ وَلا يُنْقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلاَّ فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ (11) فاطر ). إذا كان مقدرا له أن يعيش سبعين عاما فبمجرد ولادته وقد مضى من عمره دقيقة يكون قد تناقصت نفس الدقيقة من عمره أى يبقى له سبعون عاما إلا دقيقة ثم إلا دقيقتان ثم إلا ساعة ثم إلا يوم ثم الى شهر ثم إلا عام وهكذا. يركب الانسان قطار الحياة المتحرك الى الامام فيتناقص عمره بسرعة 60 دقيقة فى الساعة ، ونفسه وهى فى جسدها الدنيوى تحمل وعاء العمر ووعاء العمل ، والدقيقة التى تمر من العمر تنزلق الى وعاء العمل ، أى يصب وعاء العمر فى وعاء العمل ، ويظل هذا باستمرار الى أن ينتهى العمر وينتهى وعاء العمر ويمتلىء وعاء العمل ، ويموت الانسان وقد تم حفظ وتسجيل عمره الزمنى فى وعاء عمله، ويأتى يوم القيامة الى لقاء ربه جل وعلا ، وهو يحمل عمله إن خيرا وإن شرا ، يدخل به الجنة أو النار .

يقول جل وعلا يخاطب الانسان : ( يَا أَيُّهَا الإِنسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحاً فَمُلاقِيهِ (6)الانشقاق ) يعمل الانسان كدحا فى حياته الدنيا ، يملآ وعاء العمل كدحا يحمله على ظهره ، ويلقى بكدحه هذا رب العزة يوم القيامة مسجلا فى كتاب عمله : ( فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ (7) فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَاباً يَسِيراً (8) وَيَنقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ مَسْرُوراً (9) وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاءَ ظَهْرِهِ (10) فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُوراً (11) وَيَصْلَى سَعِيراً (12)الانشقاق ).يعنى إنك الذى تُحمّل نفسك بعملك وبإختيارك ، وما تقدمه فهو مصيرك يوم القيامة . الانسان هو الذى يقرر مصيره يوم القيامة فى الجنة أو النار . إذا قرر دخول الجنة وعمل لها عملها وهو مؤمن فإن الله جل وعلا الذى لا يُضيع أجر من أحسن عملا والذى لا يُخلف الوعد والميعاد سيجعل الجنة جزاءا لهذا المؤمن . والعكس صحيح .

هو إختبار الموت والحياة ليبلونا الله جل وعلا أيُّنا أحسنُ عملا :( الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ (2) الملك ). من عناصر هذا الاحتبار فى الحياة الدنيا زينة هذه الأرض وما فيها من موارد تغُرُّ الانسان وتجذبه وتُغويه : ( إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الأَرْضِ زِينَةً لَهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً (7) الكهف ) وينهاية العالم يتم تدمير كل هذا :( وَإِنَّا لَجَاعِلُونَ مَا عَلَيْهَا صَعِيداً جُرُزاً (8) الكهف)

ثانيا : النصائح

ومن هنا يأتى الوعظ القرآنى بالنصائح ليساعد من أراد الهدى كى يهتدى وينجح فى الاختبار ولا يقع فريسة لما فى الدنيا من لهو ولعب ، فالايمان والتقوى خير مما فى الدنيا من لهو ولعب : ( إِنَّمَا الحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَإِنْ تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا يُؤْتِكُمْ أُجُورَكُمْ وَلا يَسْأَلْكُمْ أَمْوَالَكُمْ (36) محمد) والآخرة هى خير من الدنيا للمتقين:( وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَلَلدَّارُ الآخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلا تَعْقِلُونَ (32) الانعام ). إن الدنيا لهو ولعب وزينة وتفاخر وتكاثر وتنافس فى الحصول على حُطامها الزائل بينما ينبغى أن يكون التنافس فى الوصول الى الجنة :( اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرّاً ثُمَّ يَكُونُ حُطَاماً وَفِي الآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنْ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ (20) سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (21) الحديد )

 متاع الدنيا زائل والمال والبنون مجرد زينة وقتية عارضة ذاهبة ولكن الباقيات الصالحات هى الأنفع والأبقى :( وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنزَلْنَاهُ مِنْ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيماً تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقْتَدِراً (45) الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَاباً وَخَيْرٌ أَمَلاً (46) الكهف ). وفى النهاية فالموت ينتظر الجميع ، وكل نفس لا بد أن تموت ، والأجر الحقيقى يوم القيامة ، والفائز هو من يدخل الجنة وما هذه الدنيا الا متاع خادع غرور : ( كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنْ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ (185) آل عمران )

ثالثا : معنى الدين لغويا وإصطلاحيا

1 ــ قد ينخدع الانسان بهذه الدنيا فلا يرى سواها ، وقد يتعقل ويراها إختبارا يعمل على النجاح فيه ليفوز بالجنة ونعيمها الدائم وينجو من الجحيم وعذابها الخالد . وفى كل الأحوال فالانسان هو الذى يختار ( طريق ) حياته .

2 ــ خلال حياته الدنيا يقطع الانسان ( مشوار ) هذه الحياة أو يشق ( طريقه ) فى حياته متعاملا مع الناس ومع رب الناس .  هذا ( المشوار ) أو هذا ( الطريق ) الذى يقطعه الانسان فى حياته الدنيا إسمه (الدين ). معنى ( الدين ) هو (الطريق ) و (الصراط ). بل يأتى الدين بمعنى الطريق المادى الحسّى فى قوله جل وعلا : ( وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ (122) التوبة ).

والأغلب أن يأتى ( الدين ) بمعنى الطريق المعنوى فى التعامل مع الناس ورب الناس , وبهذا يكون لكل إنسان طريقه أو ( دينه ) حسب إختياره . لذا فالمؤمن مأمور أن يقول للكافرين بالقرآن : ( قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ (1) لا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ (2) وَلا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ (3) وَلا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدتُّمْ (4) وَلا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ (5) لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ (6))أى لكم طريقكم ولى طريقى . والمؤمنون إختاروا ( دينهم ) المسالم بينما إختارالكافرون المعتدون (دينهم ) المعتدى يقاتلون المسالمين حتى يردوهم عن ( دينهم ) . يقول جل وعلا : ( وَلا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنْ اسْتَطَاعُوا وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُوْلَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (217) البقرة ). وهكذا فكل إنسان يختار ( دينه ) الذى يتعامل به مع الناس ورب الناس .

3 ــ ومن الطبيعى أن يخسر معظم الناس فى هذا الاختبار ، فيختارون دين أو طريق ( اللهو واللعب ) إنخداعا بالدنيا وكفرا بالآخرة  وإستهزاءا بالله جل وعلا ورسله وآياته . وهذا هو ( دين ) أو ( طريق ) المحمديين ، وهم الذين يهمنا أمرهم .

رابعا : ملامح اللهو واللعب فى أديان المحمديين

1 ــ لا خلاف على أن كرة القدم ( لُعبة ) . ولكن لعبة كرة القدم يتم ممارستها بكل جدية أى مثل أى دين . لها مشجعوها المتعصبون لها المجاهدون فى سبيلها ، ولكل فرقة أتباع شأن الأديان الأرضية ، وهم فى تنافس وتنازع ، وهم على الجمهور والأموال يتنافسون بل ويتقاتلون . إى إتخذوا دينهم لعبا . وفى نفس الوقت فإن الدين الأرضى فى المسجد والكنيسة والمعبد تتم تأدية شعائره باللهو والغناء والرقص والمجون . أى إتخذوا دينهم لهوا ..ولعبا .

وعلى هامش اللهو واللعب تأتى ملامح أخرى نوجزها الآن آيات قرآنية كالآتى :

1 ــ دين اللهو واللعب + الغرور بالدنيا

 يقول جل وعلا : ( وَذَرِ الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَعِباً وَلَهْواً وَغَرَّتْهُمْ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا)(70) الانعام )، وأيضا يقول جل وعلا: ( الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَهْواً وَلَعِباً وَغَرَّتْهُمْ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فَالْيَوْمَ نَنسَاهُمْ كَمَا نَسُوا لِقَاءَ يَوْمِهِمْ هَذَا وَمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ (51) الأعراف ) . والخطاب هنا عن المحمديين أساسا لأن الآية التالية يقول فيها رب العزة عن القرآن الكريم: ( وَلَقَدْ جِئْنَاهُمْ بِكِتَابٍ فَصَّلْنَاهُ عَلَى عِلْمٍ هُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (52) الاعراف ) .

2 ــ دين اللهو واللعب + الكفر باليوم الآخر + الاستهزاء بالحق

يقول جل وعلا عن عُبّاد القبور المقدسة والأولياء من البشر: ( أَفَحَسِبَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ يَتَّخِذُوا عِبَادِي مِنْ دُونِي أَوْلِيَاءَ إِنَّا أَعْتَدْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ نُزُلاً (102) قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً (103) الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً (104) أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْناً (105) ذَلِكَ جَزَاؤُهُمْ جَهَنَّمُ بِمَا كَفَرُوا وَاتَّخَذُوا آيَاتِي وَرُسُلِي هُزُواً (106) الكهف ).

وعن مصيرهم يوم القيامة يقول جل وعلا ( وَبَدَا لَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا عَمِلُوا وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُون (33) وَقِيلَ الْيَوْمَ نَنسَاكُمْ كَمَا نَسِيتُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا وَمَأْوَاكُمْ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ نَاصِرِينَ (34) ذَلِكُمْ بِأَنَّكُمْ اتَّخَذْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ هُزُواً وَغَرَّتْكُمْ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فَالْيَوْمَ لا يُخْرَجُونَ مِنْهَا وَلا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ (35) الجاثية)

3 ـ  دين اللهو واللعب + اللغو والهجر والتسامر بالقرآن

يقول جل وعلا ( حَتَّى إِذَا أَخَذْنَا مُتْرَفِيهِمْ بِالْعَذَابِ إِذَا هُمْ يَجْأَرُونَ (64) لا تَجْأَرُوا الْيَوْمَ إِنَّكُمْ مِنَّا لا تُنصَرُونَ (65) قَدْ كَانَتْ آيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ فَكُنتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ تَنكِصُونَ (66) مُسْتَكْبِرِينَ بِهِ سَامِراً تَهْجُرُونَ (67) أَفَلَمْ يَدَّبَّرُوا الْقَوْلَ أَمْ جَاءَهُمْ مَا لَمْ يَأْتِ آبَاءَهُمْ الأَوَّلِينَ (68) المؤمنون )

وعن صخبهم وضوضائهم ولغوهم بالقرآن يقول جل وعلا (وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ (26)  فصلت )

4 ــ دين اللهو واللعب + الخوض فى آيات الله

ومن معانى الخوض فى آيات الله جل وعلا التكذيب بها . يقول جل وعلا ( فَوَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (11) الَّذِينَ هُمْ فِي خَوْضٍ يَلْعَبُونَ (12) الطور ). وتوعدهم رب العزة مرتين بعذاب يوم القيامة آمرا بالابتعاد عنهم :( فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا وَيَلْعَبُوا حَتَّى يُلاقُوا يَوْمَهُمْ الَّذِي يُوعَدُونَ (83) الزخرف )( المعارج 42 ) .

وتكرر هذا فى القرآن الكريم بعدم حضور مجالسهم التى يخوضون فيها بآيات الله ، وقد كانوا يعقدون هذه المجالس فى مكة. يقول جل وعلا ( وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (68) وَمَا عَلَى الَّذِينَ يَتَّقُونَ مِنْ حِسَابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ وَلَكِنْ ذِكْرَى لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (69) وَذَرِ الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَعِباً وَلَهْواً وَغَرَّتْهُمْ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَذَكِّرْ بِهِ أَنْ تُبْسَلَ نَفْسٌ بِمَا كَسَبَتْ لَيْسَ لَهَا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيٌّ وَلا شَفِيعٌ وَإِنْ تَعْدِلْ كُلَّ عَدْلٍ لا يُؤْخَذْ مِنْهَا أُوْلَئِكَ الَّذِينَ أُبْسِلُوا بِمَا كَسَبُوا لَهُمْ شَرَابٌ مِنْ حَمِيمٍ وَعَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْفُرُونَ (70) الانعام )

ثم أيضا فى المدينة ، يقول جل وعلا ( وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذاً مِثْلُهُمْ إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعاً (140) النساء )

وعن منافقى المدينة  يقول جل وعلا ( وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ (65) لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِنْ نَعْفُ عَنْ طَائِفَةٍ مِنْكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ (66) التوبة )

و يقول جل وعلا عنهم المجرمين يوم القيامة وهم فى النار يقال لهم : ( مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ (42) قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ (43) وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ (44) وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ (45) وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ (46) حَتَّى أَتَانَا الْيَقِينُ (47) فَمَا تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ (48) المدثر )

أخيرا :

الشرح العملى لكل الآيات الكريمة السابقة يأتى فى هذا الفصل عن أثر دين التصوف فى جعل ذكر الله جل وعلا غناء ورقصا ولغوا ولهوا ولعبا .

اجمالي القراءات 10457