تجربتى مع الحج فى ربيع الثانى .1-3

امل إبراهيم في الإثنين ٠٢ - مارس - ٢٠١٥ ١٢:٠٠ صباحاً

تجربتى مع الحج فى ربيع الثانى  .1-3

اداء فريضة الحج فى شهر ربيع الثانى .

يقول رب العزة جل وعلا (وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا ۚ)-آل عمران -97. وبحمد من الله وشكره فقد أنعم علىّ ورزقنى إستطاعة حج البيت الحرام من خلال تأشيرة للعمرة ، وجاء توقيتها فى آخر مواقيت الحج الذى قال عنه ربنا سبحانه وتعالى (الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ ۚ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ ۗ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ ۗ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَىٰ ۚ وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ) البقرة 197،وهذه الشهور تبدأ من شهر ذى الحجة ،وتنتهى بنهاية ربيع الأول ،وزيادة اربعة ايام يومان قبل ذى الحجة ،ويومان بعد ربيع الأول (الأول والثانى من ربيع الثانى ) .كما قال رب العزة .( وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَّعْدُودَاتٍ ۚ فَمَن تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَن تَأَخَّرَ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ ۚ لِمَنِ اتَّقَىٰ ۗ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ) البقرة  203  .وهذه الشهور ليست متفرقة كما يقول الفقهاء وإنما هى متسلسلة  كما قال عنها القرآن الكريم فى سورة التوبة فى قوله تعالى (فَإِذَا انسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ)  التوبة 5 . أى إذا إنتهت  الأشهر الحرم ( ذو الحجة – المحرم –صفر –ربيع الأول )  ..

 ونعود لتجربتى الشخصية فى أداء الحج  . عندما علمت بموعد السفر والوصول الى مكة المكرمة فى صباح اليوم الثانى من شهر ربيع الثانى ،وهو ما يعنى اليوم الآخير من مواقيت الحج ، توكلت على الله وعزمت العزم  ونويت الإحرام فى الدخول فى مناسك الحج من بلدى  ،فقمت بالتقصير (حلق جزء من الشعر ) فى بلدى .وبعد وصولنا إلى مكة تركنا حقائبنا بالفندق وذهبنا إلى المسجد الحرام مباشرة ،وإبتعدت عمن هم معى لكى لا اقع فى الجدال المحظور  فى الحج و لأُتم مناسكى بخشوع وقنوت بعيدا عن غوغائية المُعتمرين وجدالهم حول اقوال الفقهاء فى ادعية الطواف والسعى   ،وبدأت بطواف القدوم حول الكعبة بعدد  من مرات الطواف  لا حول الكعبة مرتبط بقدرتى الصحية وغير مرتبط بعدد الاشواط التى قالها الفقهاء . ثم السعى  بين الصفا والمروة بعدد آخر ايضا حسبما رزقنى ربى من قوة ومن إستطاعة . ثم بارك الله لى فى يومى بأن كان لا زال  هُناك مُتسع من الوقت ذهبت  فيه إلى منطقة عرفات (جبل عرفات ) ، هيأ الله لى بعونه سبحانه وتعالى  سائق  (تاكسى ) رجل طيب القلب ومُسالم وخدوم  من اصول هندية  أوصلنى إلى هُناك وانتظرنى حتى انهيت مناسكى بعرفات ،وبدأت ذكر الله وقراءة القرآن و الوقوف بعرفات  خلف مسجد نمرة ، وأدعوه سبحانه فيما يسره لى من وقت آنذاك ،  وإن كان وقتا قصيرا   قبل غروب الشمس  ، ثم صليت المغرب  بجوار مسجد نمرة ، وعُدت من بعدها إلى  بيت الله الحرام . ثم ذهبت إلى  المطاعم الموجودة فى الشوارع المقابلة للحرم المكى و اشتريت 20 وجبة ساخنة من اللحوم  ووزعتها على المعتمرين امام البيت الحرام ،وذلك بديلا عن الهدى، او عن صك الذبيحة فى الحج التى امرنا بها ربنا سبحانه وتعالى فى قوله تعالى (فَمَن تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ ۚ ) البقرة 196.. وبعدها إستطعت بفضل من الله وعونه أداء طواف الإفاضة فى نفس اليوم  ، وهو اداء ما إستطعت من مرات طواف حول الكعبة مرة اخرى  .ثم إنصرفت وعدت إلى مكان إقامتى بالفندق فى ساعة متأخرة من الليل ،ولم أكن مُصدقة أنى  اتممت مناسك الحج  بحمد من الله. وإن كُنت قد أديتها على عجل وفى منتهى السرية عن أهلى ،وعمن هم معى فى رحلة العمرة ، لأنهم لا يؤمنون بمواقيت الحج ومناسكه فى القرآن الكريم ،وإنما يؤمنون بها كما هى مشهورة عن الفقهاء وكتب الحديث و بوقته المعلوم لدى العامة وهو التاسع من ذى الحجة ،وبمناسك يغلب عليها مناسك شيطانية مثل طواف العرى للرجال ،ورجم صنم إبليس الذى يستحضرونه معهم ويلازمهم اينما ذهبوا فى طقوسهم .(وهذا سيكون موضوعنا فى المقالة الثانية ) .وكذلك لخوفى من أن يشاع أمر ادائى لمناسك الحج  عند جماعة الأمر بالمعروف السعودية فيعتقلونى ، ويُحاكمونى ،او ليقتلونى بتهمة الردة عن دينهم ،وإنكار ما هو معلوم لديهم بالضرورة فى الحج وهو الحج فى غير ما الزموا الناس به فى التاسع من ذى الحجة  .ولأنى اؤمن بأن الحج فريضة شخصية ،و مسئولية فردية مثله مثل كل الفروض  كما قال ربنا سبحانه ( من إستطاع إليه سبيلا ) ،وكما قال عن الصوم ( فمن شهد منكم الشهر ) ، وليست فريضة جماعية يحشر الناس فيها فى يوم واحد كما يفعلون طبقا لدينهم السنى المخالف للقرآن الكريم .

وكُنت استحضر فى اداء المناسك وفى وقوفى بعرفات    قول الله تعالى (وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ) الحج 78  . وقوله تعالى (فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ) التغابن16  . وهذا ما كنت أستطيعه ،وكنت استحضر فى نفسى  وكأنى فى  صلاة الخوف  ،وانها غير مرتبطة بعدد من الركعات ،ولكنها مرتبطة بمدى الأمن والطمأنينة فى الفسحة الزمنية  فى إقامتها ،فكذلك كنت افعل فى خوفى وسرية ادائى لمناسك الحج   . ونسأل الله قبول صالح الأعمال والغفران لما لم نستطع اداءه .

ومن هنا ادعو الله للمؤمنين بالقرآن وحده  أن يرزقهم استطاعة اداء فريضة الحج فى مواقيته  لتخشع ولتنعم  قلوبهم بذكر الله فى ايام معدودات بعيدا عن جلبة اصوات وهرج ومرج وجدال  حجيج اهل  السنة والشيعة ،وبدعهم وجدالهم  فى دين الله وفى الحج .

 وللسلطات السعودية  أقول . ماذا ستخسرون لو نفذتم اوامر  الله  وابتعدتم عن اوامر الشيطان ، وسمحتم للناس بأداء الحج خلال مواقيته التى  اخبر عنها القرآن كلها وقال عنها  (اشهر معلومات ) وليس يوما واحدا كما تفعلون ؟؟؟

ولماذا  تُصرون على أن تكونوا ممن يصدون عن سبيل الله  ،وعمارة المسجد الحرام وتمنعون الناس عن اداء فريضة الله بالحج  ؟؟؟

-        المقال القادم

-         المسلمون يشركون بالله فى البيت الحرام ،ويخلصون العبادة لمحمد فى المدينة .

اجمالي القراءات 10982