* محاولة تحقيق ماهية " الربــا " ــ ملحــــق ــ *
ــ أشكر الأستاذ: دالو بالدو،على تعليقيْــه الهادفين البنائين، بارك الله فيه ، وزاده هدى، وعلماً.
ــ لم أدرك ، مفهوم تدخلكم !. هل هو إقرار من جانبكم ؟ أم هو إستفسار، وتساؤل ؟
ــ إخترتأن أجعل تحقيق استفساراتكم، موضوعاً ، على حـده، وملحقاً، حتى أثبت الحكم على عمرو، أنه ليس مذنباً، حين إقتراضه من زيــد بالزيادة ( بالربا ).
ــ إذن فموضوع هذا الملحق،هو أن أجيب على استفسارات الأستاذ ، وأبيـّــن الشبهات التي وردت فيه !.
ــ قولكــم :"... ولكن إذا أعطى زيد المال لعمرو ليربيه فلماذا يمسك عنه فاليبحث عمن يقرضه المال بدون ربا أكيد سيجد ولا توجد هنا ضرورة تبيح المحظور ... " .
ــ زيــــد (ومــن شاكله) ليس هـو الذي يبحث، أو يــختار، من يعطيه مالاً، ليـُـربيه لـــه ( ليرده لــه بالزيادة !) .
ــ إنما هو عمرو، ومن شاكله، الذي يقصد المربي ( زيــدالمشهور، في البلد ) إذا ما احتاج إلى مال، لينمّـي به تجارته، أو ليسدّد به ديونه، إلى غير ذلك، من الاحتياجات الأخرى، هذا ، إذا لم يجد من يقرضه قرضاً حسناً، ولن يجــد !
ــ فعمـرو، لا، ولـن،يلجأ إلى القرض بالربــا، إذا ما فـُـتح له باب القرض الحسن، من غير ربا !إنما أولئك منعدمون - تماما - .
وإذا لم تكن غير الأسنة مركبا *** فلا يسع المضطر إلا ركوبهــا
ــ رغم، أن الله سبحانه وتعالى، إستعمل أساليب ثلاثة، لتشجيع، من يقرض ، القرض الحسن ( من غير ربــا )، إلى الثواب ، والمغفرة، ( يوم تجد كل نفس ما عملت ِمن خير محضراً ...) ءال عمران 30.
ــ أــ الحثّ، والإغراء ، واسترعاء الإنتباه !:
ــ (من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له اضعافا كثيرة ...) البقرة 245. وما جاء في سورة الحديد 11. نلاحــظ،المضاعفة أضعافا كثيرة... فهل مـــن يقول: لبـيك؟ !
اللهم لبيـك ؟ !!
ــ ب ــ التحريض والإلتماس :
ــ ( ... وأقرَضوا الله قرضاً حسنا يُــضاعف لهم ولهم أجر كريم )الحديد 18.
ــ ( إن تقرضوا الله قرضاً حسنا يضاعفه لكم ويغفر لكم والله شكور حليم ) التغابن 17.
وما جاء بالنسبة لبني إسراءيل، في ءاية المائدة 12: ( ... وأقرضتم الله قرضا حسنا... لأكفرن عنكم سيئاتكم ولأدخلنكم جنات تجري من تحتها الأنهار ...).
ــ نلاحظ : أن القـرض، يأتي دائما لله. ويأتي معه المضاعفة والأجر !
ــ ج ــ والأهم في كل ذلك، أنه جاء - القرض الحسن- بالأمر، والأمر للوجوب، من جانب رب العالمين. ( ... وأقرِضوا الله قرضا حسنا ...) المزمل 20.
ــ نلاحظ : هنا - كذلك - نسبة القرض للـّـه.
ــ قولكــم: " إدا أحضر عمرو زجاجات الخمر لزيد فلا إثم عليه لأنه لا يشربها هو بل يشربها زيد وايات كثيرة تبين انه فقط شارب الخمر هو المدنب أو أحضر عمرو نساء عاهرات لزيد ليزني فلا إثم لعمرو في ذلك لأنه لم يزني هو والاية تبين ان الإثم فقط للزاني أين قول الله تعالى ودرو ظاهر الإثم وباطنه ."
ــ فالمَثـَلان اللذان أوردتموهما: شرب الخمر، والساقيعمرو!والزنــا، والوسيط، (القواد) عمرو ! لا صلة لهما ولا رابط لهما، بموضوعنا: " إفتاء، لـ : عمرو، ومــوقفه فـي الدين (الإسلام)، بالنســبة لزيــدمــؤتِـي، وءاخــذ ، وءاكــل الربــا".
ــ 1) فعمروالــذي قـُــدر عليه رزقه : مؤمن، ( ... يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربــه ...). إذا ما أخذ مــن زيــد( فرد !أو مَصرف !) إن لم يجد إلا أحدهما !فالفــرد، ( زيد) ، والمصرف، كافران بإتيانهم القرض - بالربــا - وبأخذهم ، وأكلهم له.
ــ أما عمرو- في حكم الله ، العليم الخبير - مضطرّ غير باغ !ولا عـاد : (... فمن اضطر غير باغ ولا عـاد فلا إثم عليه إن الله غفور رحيم ). غير عـاد،من جهتيـن: لا تشمله ماهية الــربا، عمله ليس ربا - أبدا - - كما سبق أن بينت ووضّحت - ومحتاج إلى مـُقرض !فإن لم يكن بإحسان، فبــربا، من زيــد.
ــ 2) أما الساقي، والوسيط في مـَثـَلكم ، كافران بالله، من أول الأمر. والله - خالقنا - يأمرنا في كتابه المبين وبئاياته البينات، المبينات: أن لا نـقترب من السكر( الإثــم )
المحرّم : ولا من الفاحشة( الزنا ).
ــ ( يسئلونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثــم كبير... وإثمهما أكبر من نفعهما ) البقرة 219. جاء تحريم ذلك ، في قوله تعالى:
ــ ( قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطنوالإثم...)الأعراف 33.
ــ نلاحــظ، أن الإثم(الخمر) والفاحشة (الزنــا) محرمان - سيـّــان - بئاية واحدة.
ــ وجاء تحريم الإثم- خاصة - في الآية التي أوردتم من سورة الأنعام 120: ( وذروا ظاهر الإثم وباطنه إن الذين يكسبون الإثم سيجزون بما كانوا يقترفون ).(... وباطنه ...)
ما يقع في السّــر !ولا يطلع عليه الناس.
ــ نلاحــظ : أن تحــريم الظاهر، والباطـن، جــاء في كلي الإثم(الخمر) والفاحشة( الزنا ) : الأعراف 33 ، والأنعام 120.
ــ وجاء تحريم الزنا ( الفاحشة ) في ءايات كثيرة، من كتاب الله المبين، فلا فائدة، لإعادة ذكرها، وسردها ، إذن فزيــد الزاني، وفاعل الإثم، ( شرب الخمر) ، وعمرو ( الساقي والوسيط ،في مـَـثـَــلكم) ، فكلاهما إلى النار،وبئس المصير، وبئس المهاد، إن لم يتوبا إلى الله،ويُـنيبا إليه ، ويـُـسلما لـه، ويعملا عملا صالحاً . !الآيــة 70من سورة الفرقان. والآيات 53-54 من سورة الزمر.
ــ أما عمـرو، في موضوعنا ( الربا )، فمؤمن- لا نشك في ذلك - وفقير، محتاج إلى قرض !فإن وجد قرضا حسنا !- فـذاك - . فإن لم يجد ! فمِـن زيــد الرّابي: مؤتي الربا، وآخـــذ الربـا، وآكل الربــا- ذلك الذي يـُــربي مالـه في أموال الناس، كما جاء تبيانه في ءاية الروم 39. ( وما ءاتيتم من ربا ليربوا في أموال الناس فلا يربوا عند الله وما ءاتيتم من زكاة تريدون وجه الله فأولئك هم المضعفون ).
ــ فأين موقف عمرو؟ أم ذكره ؟في هذه الآية.
ــ أما، بالنسبة لــ: زيــد الذي ينتظر من عمـرو، زيادة:
ــ أليس قوله تعالى،في ءاية الروم، السالفة، بالنسبة لـزيد،الرابي ماله، في مال عمرو، خيرًا له، وأعظم بكثير ، وكثير، إن كان له لــبّ ، وبصيرة . ( إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد ). ــ ( .وما ءاتيتم من زكاة.. تريدون وجه الله فأولئك هم المضعفون ). عوضاً، من إتيان الربا !
ــ أليس ذلك خيراً لـه، ( لــزيــد ) من وعيد الله له، في ءاية البقرة 276.
ــ ( يمحق الله الـربا ويربي الصدقات والله لا يحب كل كفار أثيم ). ( ... ومن أصدق من الله حديثا ) .
ــ وخيراً لـه، من وعيد الله لـه، في ءاية البقرة التالية :
ــ ( يأيها الذين ءامنوا إتقوا الله وذروا ما بقي من الربا إن كنتم مومنين فإن لم تفعلوا فاذنوا بحرب من الله ورسوله ...) ( ... وعد الله حقا ومن أصدق من الله قـيلا ).
ــ إذن ! فخير لـه: أن يـذر ما لديه من الربــا،عند عمـرو! ويزكـّــي ماله بالصدقة.
ــ أمــا قولكــم: "من آية الدين نستنتج أنه هناك شهيدين دوا عدل فهل يقبل زيد أن يفضح امره بتعامله بالربا أن يفضح امره بتواجد الشاهدين أو شاهد وامرأتان فيفضح أمره في المجتمع فينبده وهل يقبل الشهيدين أن يشهدا في عملية السلف بالربا وهل يقبل الكاتب بالعدل أن يكتب الدين بالربا إلى أجل مسمى أكيد لن يقبل الكاتب بالعدل أن يكتب دلك واذا حدث أن كتبو بدون دكر الفائدة التي ترجع لزيد فيعطيها له بدون علم الشاهدين والكاتب ففي الأخير لن يستطيع ملاحقته قانونيا لسترجاع الفائدة ادا ابى أن يعطيه الفائدة التي تفاهمو عليها. "
ــ الجواب :أن الكاتب، والشاهد، فلا ذنب لهما، ولا إثم !إنما كتب الكاتب، وشهد الشاهد العدل، لـِــما كـُتب من الدين ( القيمة والأجل، والرهان إن كان ...) يعترف بذلك عمـرو، لزيــد. وجوباً. ويـُــشهـدَ عليه ، أو يــُـرهـَـن لـه.
ــ كما أنه لا ذنب، ولا إثم لعمـرو، المقترض بالربا، - كما سبق أن وضّحت، من كتاب الله المبين - .
ــ الديـْـن، سواء أكان: قرض ربـا، أم قرضاً حسناً ، فكلاهما يوجبان الكاتب، والشاهد، أو الرهان ، - خاصة - وأنه من قواعد الدين الحنيف، وجوب الكتابة، والشهود، ءاية الديـْـن ، البقرة 282-283.
ــ (... ولا تكسب كل نفس إلا عليها ولا تزر وازرة وزر أخرى ...).
ــ إذن، فلا إثم عليهما، ( الكاتب ، والشاهد ) إنما الإثم على زيــد الذي يؤتي ماله، ليربي في أموال الناس ( عمـرو ) بل هما شهداء عليه، حتى في الآخرة.
ــ جاء في ءاية الدين: (... ولا ياب الشهداء إذا ما دعوا...). ( ... ولا تكتموا الشهادة ومن يكتمها فإنه ءاثم قلبه والله بما تعملون عليم ). (... وتكونوا شهداء على الناس ...) الحج 78. وما جاء في ءاية ءال عمران 140 .
ــ مما تقدم ،يجب على عمـرو، وجوباً ، الإقـرار بما عليه، لزيــد، وبما عليه، من زيادة، سواء أذكرت، القيمة الخاصة بالزيادة ( الربا ) أو لم تـُـذكر.
ــ يبقى كل ذلك دَيـْـناً عليه ليؤديه.
ــ أرجو، أنـني، بهذا، قد بيـّــنت ما حاولت ، تدبـّــره، وذكـره، من كتاب الله المبين وما يجب أن يفتى به في الــربا، خاصة بالنسبة لــ : عمـرو، لأن القرءان يـُـسرٌ وتبيانٌ لكل شئ :
ــ(... ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شئ وهـدى ورحمة وبشرى للمسلمين )النحل 89.
ــ ( ولقد يسرنا القرءان للذكر فهل من مــدّكر ) !؟
ــ خلاصــة الخلاصــة: أن عمـرو في موضوع الـربا، المؤمن ، المحتاج إلى اقتراض، إن لم يجد، قارض إحسان ! فمـن زيــد، القارض بالــربا : ( مؤتيه ، وءاخـذه، وءاكلـه ).
ــ عمــرو: لا ذنب له، ولا مانع له ( شرعا )، ولا جـُـرم عليه، في دين الله القويم،
وفي كتابه المبيـن، أن يستلف من زيـد !لأن (عمـرو)ليس بمؤتي الربــا، ولا بئاخذ الربـا ، ولا بــئاكلـه !. فلنتدبـّـر ! أوامر اللهفي دينه القـيّّــم، ولا نتبلـّــد !أيها المؤمنون بالله، وبكتابه ، وبرسولـه وباليوم الآخر.
ــ إنما على عمـرو- كما بينت - أن يتحرّى عند إستلافه، من زيـد ، إن كان مصيباً !ونــاجحـاً !وغيــر خاطئ، عند اقتراضه، بزيادة ! ويستطيـــع ، ويقدر، أن يـردّ - عند الأجل - السـّــلف مع الزيادة ( الربــا) وإلا فنقول له: يداك أوكتا، وفوك نفخ !.
ــ أمـا زيــد فنقول له - إن لم يتب !- : ( ويل لكل همزة لمزة الذي جمع مالا وعـدّده يحسب أن ماله أخلده كلا لـينبذن في الحطمة ...). ونذكـّــره، بقوله تعالى : (... والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم يوم يحمى عليها ...).
ــ وأخــيراً، أجدد لكم، تشكراتي الحارة، على تدخلكم - خاصة - إطنابكم، في حق العبد الضعيف، أسأل المولى الكريم، أن يجعلكم وإيـأي، من ( إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم ءاياته زادتهم إيمانا وعلى ربهم يتوكلون الذين ... أولئك هم المؤمنون حقا لهم درجات عند ربهم ومغفرة ورزق كريم ).
* والله أعلـــم *