وجه الدكتور عبد الرحمن البر- أستاذ الحديث وعضو مكتب الإرشاد بجماعة الإخوان المسلمين - ومفتي الجماعة - الدعوة مجددا لفصائل الحركة الإسلامية للمشاركة في العملية الانتخابية وتشكيل مشروع إسلامي وطني واحد ولو من خلال عملية التصويت في الانتخابات البرلمانية القادمة.
وتأتي دعوة البر في وقت أعلنت فيه العديد من التيارات السلفية وكذلك بعض التيارات الشيعة مقاطعة الانتخابات وعدم المشاركة فيها. ويري البر أن المشاركة في الانتخابات واجبة علي المسلم فإذا أتيح له أن يشارك في انتخاب النواب الذين ينوبون عن الأمة في المسائل التشريعية أو في اختيار الحكومة، وفي إعطاء الثقة لها، أو نزعها منها، وفي درء المفاسد عن الأمة، وغير هذا من المصالح المترتبة علي دخول النواب في مجلس الشعب؛ فهي فرصة لا يجوز للمسلم أن يضيعها بل لابد من المشاركة في إزالة بعض المنكرات وإشاعة بعض أنواع المعروف أن رفع الظلم عن الناس وإبعاد الفساد عن الدولة.
وفي محاولة لتأصيل المشاركة أو العزوف عنها من الناحية الشرعية يقول البر في مقال له نشره موقع الجماعة تحت عنوان «الانتخابات.. رؤية شرعية» يقول: إذا تخلف المسلم عن المشاركة في مثل هذا الأمر؛ فقد قصر في القيام بواجبه الشرعي في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
ووصف البر المشاركة في الانتخابات بأنها نوع من الجهاد قائلا:المشاركة في الانتخابات ترشيحًا وإدلاءً بالصوت نوع من الجهاد الأكبر؛ لأن فيها جهدًا كبيرًا يبذل لخدمة الإسلام والوطن والمسلمين، وسائر الناس أجمعين، وفيها كذلك رفع لبعض الضرر عن الأمة.
وأضاف أن المشاركة في الانتخابات باتت جهادا أكبر؛ لأنها فريضة الوقت، فقضية الإسلام اليوم هي انحراف كثير من الحكومات عن دين الله تبارك وتعالي وعن شريعة الحق، وشيوع الفساد في كثير من الجوانب ومناحي الحياة علي أيدي رجالات الدولة، والجهاد الأكبر هو في إصلاحهم أو استبدالهم.
كما أكد أن العمل النيابي يعد أسلوبًا من أساليب الحسبة، فالمجالس التشريعية هي منبر من منابر الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وبخاصة إذا كان الاعتماد في الحسبة هو التغيير باللسان وليس بالقوة التي لا تؤمن عواقبها.
وأضاف إن المشاركة في المجالس النيابية لا تُلزم بقبول أي موقف تشريعي أو سياسي يُخالف الشريعة، بل للنائب أن يُعارض، وله أن يقدم البديل، وله أن ينتقد، وله أن يقاطع، وله أن ينسحب، وله أن يقدم المشروعات التي تتوافق وروح الشريعة السمحاء.
واعتبر أن عدم الدخول في المجالس النيابية وعدم المشاركة فيها، وعدم القيام بهذا الأمر مع القدرة والاستطاعة؛ أشبه بالهروب من المسئولية والتولي يوم الزحف-فالمجلس النيابي منبر من أخطر المنابر الدعوية وأعمها وأشملها وأفعلها، في إيصال الصوت الإسلامي إلي كلِّ الناس.