تقرير إسرائيلي: جمال مبارك يحيط بنفسه برجال أعمال "فاسدين" يحتاجونه لمساعدتهم وهو يحتاجهم لدعمه في ا

في الجمعة ٢٤ - سبتمبر - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً

 

تقرير إسرائيلي: جمال مبارك يحيط بنفسه برجال أعمال "فاسدين" يحتاجونه لمساعدتهم وهو يحتاجهم لدعمه في انتخابات الرئاسة القادمة
كتب محمد عطية(المصريون) :   |  24-09-2010 21:35

بعنوان" الحكم على الطريقة المصرية " قالت صحيفة هأرتس الإسرائيلية ـ في تقرير لتسيبي برئيل كبير محلليها السياسيين ـ أن جمال مبارك نجل الرئيس المصري لا يعلن رسميا عن خلافة ابيه في حكم البلاد لكنه يحيط نفسه بمجموعة من المليارديرات "الفاسدين" الذين يقومون بتمويل حملته الانتخابية مضيفا أن المال والسلطة هما الأمر المميز للطريقة المصرية في الحكم .

وأضافت هأرتس أنه قبل عام من الانتخابات الرئاسية وشهرين قبل البرلمانية اجتاحت حملة دعم جمال مبارك لوراثة ابيه شوارع العاصمة المصرية القاهرة وتحول البرنامج الاجتماعي "الفيس بوك" على شبكة الانترنت إلى حلبة فعالة جدا لداعمي نجل الرئيس والمعارضين لترشحه في الوقت نفسه ، وبشكل يومي يظهر نبأ أو خبر جديد عن انضمام مرشحين جدد للانتخابات والتي تحولت إلى "حرب قذرة" وفقا لتقرير الصحيفة .

وقالت الصحيفة الإسرائيلية أن بداية هذا الشهر شهدت انتشار صور لليلى نجلة الدكتور محمد البرادعي مرشح الرئاسة وهي ترتدي ملابس السباحة البحرية هذا في الوقت الذي يترأس فيه البرادعي الجمعية الوطنية للتغيير والتي تدعو إلى الأصلاح ومدعومة من حركة الإخوان المسلمون موضحة أن نشر صور ابنته لم تؤثر على البرادعي أو موقفه

وأضافت هأرتس انه بعد يوم واحد بدأت نظهر على الفيس بوك مجموعة دعم لعمر سليمان رئيس المخابرات العامة ، وفي الشوارع المصرية قام أشخاص مجهولون بتعليق ملصقات انتخابية داعمة له ، وخلال ساعات معدودة تم إزاله تلك الملصقات على أيدي قوات الأمن المصرية ، هذا في الوقت الذي يقوم فيه مجدي الكردي صاحب حملة تأييد جمال مبارك في انتخابات الرئاسة بوضع شعار" مصر تتوقع بداية جديدة" للدعاية لنجل الرئيس موضحة في تقريرها ان كل هذا يحدث بينما الرئيس مبارك نفسه لم يعلن عن نيته دخول سجال الانتخابات الرئاسية لولاية إضافية جديدة أو يرشح نجله وريثا له .

وذكرت الصحيفة أن جمال مبارك ذو ال46 عاما ما زال محافظا على حالة الصمت ولا يقوم حتى بالتلميح إلى نيته للترشح على مقعهد الرئاسة ، لكن في ظل صمته هذا ما زال يقوم بجمع القوى الشعبية ، من خلال أمانة سياسات الحزب الوطني الحاكم التي يرأسها وجميعة جيل المستقبل التي يقوم بإدارتها ، موضحا أنه يقوم بعملية إعداد فني للشاب المصريين ، كما أنه يدير مكتب العلاقات التجارية المصرية الأمريكية وخلال السنوات الأخيرة تم ارساله إلى عدد من الدول من قبل ابيه وذلك في بعثات سياسية .

وقالت هأرتس أن جمال مبارك قام بإعداد زيارة والده لواشنطن العام الماضي بعد خمس سنوات من غياب الرئيس المصري عن الولايات المتحدة ، كما أن جمال قام بلقاء الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ، والذي كان يعرفه قبل ان يتولى الرئاسة بباريس وخلال توليه منصب وزير الداخلية الفرنسي ،ومؤخرا انضم جمال إلى والده في قمة السلام بواشنطن اوائل هذا الشهر والتي افتتحت جولات المفاوضات بين تل أبيب ورام الله مضيفة في تقريرها أن جمال مبارك يقيم "علاقات ممتازة" مع رجال أعمال إسرائيليين وهو الامر الذي يعد ب"التجديد" في السياسة المصرية .

وأشارت الصحيفة الإسرائيلية إلى أن جمال ليس له أي خلفية عسكرية مثل والده والرئيسين السابقين بمصر جمال عبد الناصر وانور السادات مضيفة في تقريرها أن جمال رجل أعمال ذو "خلفية بنكية مصرفية" كما يمتلك قدرات تجارية حصل عليها خلال عمله ب"بنك اوف أمريكا" ، ونقلت هأرتس عما أسمته رجل أعمال اسرائيلي ـ فضل عدم ذكر اسمه للصحيفة ـ قوله : جمال هو أحد الرجال الأذكياء والمؤهلين جدا الذين أعرفهم ، كان بيننا العديد من العلاقات التجارية ولم أصادف اي مشاكل معه ، ومازالت تجمعنا صلات وعلاقات اجتماعية ممتازة "

وعن علاقة جمال برجال الاعمال قالت هأرتس بعنوان فرعي " والد العروس الثري" أن محمود الجمال والد خديجة زوجة جمال هو صاحب أحد أكبر شركات البناء بمصر ، مضيفة أن لجمال مصالح سياسية وتجارية مع عدد من الأصدقاء على رأسهم الدكتور ابراهيم كامل أحد اكبر رجال الصناعة الأثرياء في مصر والعضو بالسكرتارية العامة للحزب الوطني ، موضحة ان معارضي نجل الرئيس يقومون دائما بالإشارة إلى حصول كامل على قروض ضخمة من البنواك المصرية في فترة التسعينات حينما كان الاقتصاد المصري يعاني من حالة ركود .

وأضافت أن اسم كامل ظهر مؤخرا عندما اعترض على انشاء مفاعل الضبعة النووي المصري على ساحل البحر المتوسط لرغبته في إقمة منطقة سياحية بالمكان ، قائلة أنه بهدف دحض المزاعم بحماية النظام المصري لكامل قام الرئيس مبارك بإعلان انشاء المفاعل في الضبعة ، موضحة أنه برغم التدخل السفار لكامل في السياة المصرية إلا أنه ليس "الرجل الأسوأ" في القصة فهناك رجلان أخران يستحقان ذلك اللقب هما هشام طلعت مصطفى واحمد عز المقربان جدا من عائلة الرئيس مبارك فوفقا لتقارير اعلامية مصرية يقوم الاثنان بدعم نجل الرئيس الذي يعاني من انخفاض شعبيته على المستوى الشعبي .

وقالت هأرتس أن رجال الأعمال وأصدقاء مبارك سعداء من الوضع القائم والحكومة تمنحهم المزايا و"الصفقات السمينة"تجتزأ لهم الأراضي وتعطيهم التراخيص لمشروعات البناء ، مضيفة أن هؤلاء تحولوا إلى جزء من المنظومة الحزبية والبرلمانية والحكومية المصرية ، مما يجعلهم "محتاجين" لجمال مبارك كرئيس في الوقت الذي يحتاج اليهم الاخير كي يستعين بمساعدتهم عندما يحين الوقت في إدارة الدولة وهو ما يدفعهم نتيجة لمصالحهم في دعمه للانتصار في انتخابات الرئاسة .
اجمالي القراءات 4825