حريم السلطان وحمير السلطان

آحمد صبحي منصور في الجمعة ٢١ - نوفمبر - ٢٠١٤ ١٢:٠٠ صباحاً

مقدمة :

1 ـ المسلسل التركى ( حريم السلطان ) سيطر على مشاعر الملايين من العرب ، خصوصا النساء بما فيهم زوجتى ، والتى قضت أوقاتا حزينة بسبب أن السلطان العثمانى سليمان القانونى قتل إبنه مصطفى ظلما بتدبير زوجته، وبناء على فتوى من ( شيخ الاسلام )  .

2 ــ  شاهدت بعض حلقات هذا المسلسل ، وبرغم ما فيه من إبهار فقد أصابنى الملل من بطء الايقاع فيه والثرثرة علاوة على مافيه من تجاوزات تاريخية تستحق العجب .

3 ــ ولقد كتبت من قبل عن الحريم العثمانى و عن السلطان سليمانى ونفوذ روكسانة ، واستغلال سليمان للدين فى تنفيذ رغباته لتتم باسم ( الشرع ) .

4 ــ  والمستفاد من هذا أنه كان للسلطان ( حريم السلطان ) وكان له أيضا ( حمير السلطان ) وهم ( شيوخ الشرع ) الذين يفتون للسلطان بما يهوى حتى لو كان قتل إبنه النجيب ظلما وعدوانا ، كما فعل سليمان .

5 ــ ولأن العرب لا يزالون يعيشون عصر ( حريم السلطان ) و ( حمير السلطان ) فسنعطى بعض التفصيل عن حريم وحمير السلطان مما سبق أن كتبناه فى أوائل التسعينيات فى جريدة ( الأحرار )  ومجلة ( حواء )

أولا : حريم السلطان

1 ــ التاريخ العثماني ـ في معظمه ـ كانت تصنعه حواء داخل أجنحة الحريم التي تحيطها الأسوار العالية والتي يتناوب على حراستها حراس من الخصيان السود يحتفظون بمفاتيح الأبواب ليل نهار .. وأجنحة الحريم العثماني تعد منطقة مغلقة أو منطقة محرمة لا يسمح السلطان العثماني لأحد بالدخول أو مجرد الاقتراب منها أو النظر لسكانها ، لا يدخلها إلا رجل واحد هو السلطان ، بالإضافة للخصيان القائمين على الخدمة ، وهم ليسوا برجال وإنما أشباه رجال .

2 ــ وحدث أن تجرأ تاجر من البندقية ونظر من بعيد للحريم السلطاني أو جناح الحريم السلطاني من خلال نظارة مقربة  فاكتشفوا أمره وأمر السلطان العثماني بشنقه فورا .. وتكررت المحاولة وقام بها مترجم أرمني يعمل للسفير الفرنسي في استانبول ، وقبضت عليه السلطات العثمانية متلبسا بالنظر من خلال النظارة المعظمة فأمر السلطان العثماني بشنقه فورا قبل أن يتدخل السفير الفرنسي .

3 ــ وكان للسلطان مقصور خاصة وسط أجنحة الحريم تحوى غرفة نومه وحماما وقاعة استقبال كبيرة ، كان يؤدى فيها الصلاة ويستقبل فيها قريباته المتزوجات . وعند زيارته لأجنحة الحريم كانت تصحبه (الكايا ) وهى من كبرى الموظفات في الحريم السلطاني ، ومن بين اختصاصاتها تنظيم الأوقات التي يقضيها السلطان مع الحريم بالليل  أو النهار ، وكان يطلق على هذه الزيارات " خلوت همايون " أي الخلوة السلطانية ". .

ولكي يتم الإعلام بوصول السلطان فإنه كان يلبس صندلا كي يحدث صوتا على الأرض المكسوة بالرخام ، وكان من قواعد البروتوكول العثماني في أجنحة الحريم أن الحريم إذا فوجئت بوجود السلطان فلا ينبغي لإحداهن أن تنظر للسلطان ، بل تغض بصرها وتنظر للأرض خشية وحياء.وكان السلطان يتزوج من الحرائر مثنى وثلاث ورباع ، ولكنه كان لا يزيد على أربع زوجات ، وكان منهن مسلمات ومسيحيات ، من الحرائر اللاتي لم يمسهن رق أو أسر ، وتزوجهن بعقود شرعية وكان ذلك في عهد السلاطين السبع الأوائل ابتداء من السلطان عثمان الأول وانتهاء  بالسلطان محمد الفاتح أي ما بين (1299 ـ 1481 ) م . ولكن  بعدها نبذ السلاطين العثمانيين الزواج من الحرائر وفضلوا عليهن الجواري الحسان اللائي كان يموج بهن القصر السلطان في أجنحة الحريم ..

4 ــ والسلاطين الأوائل مع التزامهم بالحد الأقصى في عدد الزوجات إلا أنهم لم يلتزموا بشرط العدل بين الزوجات ، فالبرتوكول العثماني كان يفضل الزوجة التي تلد ابنا على التي تلد بنتا ، وكانت مخصصات الأولى المالية أكثر من الأخرى بالإضافة إلى التقدير الزائد التي كانت تحصل عليه  والدة ولى العهد ، ولكن فيما عدا ذلك تقريبا كانت كل سلطانة تقيم في جناح خاص بها في الحريم السلطاني ، ولكل سلطنة حاشية خاصة بها تضم وصيفات يقمن على خدمتها ، وتضم الحاشية عدد معينا من الخصيان ورئيسا لهم يسمى " أغا الطواشية " أو " أغا الخصيان " ، ويقوم فريق منهم بخدمة السلطانة أي الزوجة ويقوم الفريق الآخر بحراسة الجناح والطرق الموصلة إليه .وكان عدد الحراس أربعين . أما الأغا فيتلقى رغبات السلطانة أو أوامرها وينقلها إلى السلطان نفسه إذا كانت السلطانة أم ولى العهد أو أنجبت ولدا ، أو ينقلها أي الصدر الأعظم ( رئيس الوزراء ) إذا كانت السلطانة من الدرجة الثانية ..

5 ــ وكان الحريم السلطاني يموج بأعداد وفير من الجواري الحسان ، وكان السلاطين يحصلون عليهن من ثلاثة مصادر :

5 / 1 : الشراء من تجار الرقيق الذين كانوا يسارعون إلى ساحات القتال حين يسمعون أن حربا أوروبية  قد اشتعلت ويشترون السيدات والفتيات  الأسيرات ويحملوهن إلى الدولة العثمانية ، وكان أمين جمرك الآستانة يأخذ حاجة القصر السلطاني  من الفتيات اللاتي تتراوح أعمارهن بين العاشرة والحادية عشر .

5/ 2 :  وفى أوقات السلم كان تجار الرقيق في أوروبا وآسيا يخطفون الفتيات من اليونان وإيطاليا وألبانيا والنمسا وروسيا والقرم ، وكان أكثرية تجارة الرقيق من بلاد القوقاز . لذلك كانت أغلبية الفتيات الرقيقات من تلك النواحي ، واشتهرن بجمالهن المفرط  .

5 / 3 : ثم كانت الهدايا المورد الأخير الذي يتلقى السلطان عن طريقه أجمل الفتيات ، يقدمهن له كبار موظفي الدولة أو حكام  بعض الدول الأوروبية  ، وكن يتعرضن بالطبع لدروس مكثفة في بعض العلوم والسلوكيات الاجتماعية الراقية بحيث يكن مؤهلات للدخول في الحريم السلطانى وتلقى التعاليم العثمانية ..

6 ــ ومعظم أولئك الجواري كن مسيحيات ، ولكن بمجرد التحاقهن بالقصر تتغير أوضاعهن فيدخلن في الإسلام ويتعلمن البروتوكول العثماني ..وفى أروقة القصر يتلقين دراسات في الثقافة الإسلامية والثقافة العامة والسلوك الاجتماعي واللغة التركية ..وأثناء هذه الدراسة تظهر موهبة الفتاة ومدى استعدادها للدراسات الإضافية كاللغات الفارسية والعربية والفرنسية والإنجليزية ، والتاريخ الإسلامي والجغرافية هذا إذا كانت مستعدة للدراسة النظرية ، وإذا كان لديها استعداد للدراسة العملية فتتلقى تعليما في التطريز والحياكة والموسيقى والغناء والرقص .. وكانت الجواري ينتظمن في مجموعات كل مجموعة تتكون من عشر جوار ، وتشرف رئيسة على كل مجموعة ..

7 ــ وبمضي الأيام تزداد الجارية جمالا ورشاقة وعلما وثقافة ولباقة وسعة أفق ، وعند الوصول إلى سن معينة لا تتجاوز الخامسة والعشرين يعتقها السلطان ويأذن لها كسيدة حرة في الزواج من أحد رجال الدولة ، والسلطان هو الذي يختار لها الزوج وتغادر القصر ..وقد تجذب الجارية انتباه السلطان فيختارها لنفسه وقد تنجب منه ولدا أو بنتا ، ويعلو مركزها إلى درجة تقارب السلطانة الحرة ، وحينئذ يطلق عليها لقب " قادين " وهى كلمة تركية معناها سيدة ، وتحصل على حريتها بعد وفاة السلطان ..

8 ـ ولأن من حق السلطان أن يتمتع بمن يشاء من الجواري فإن السلاطين العثمانيين عدلوا عن الزواج بالحرائر وفضلوا عليهن الجواري الحسان ، ولكنهم كنوع من الإتباع للسلاطين السابقين كانوا يعينون من الجواري أربعا ممن أنجبن ويجعلونهن من القادينات ، وكانت كل قادين بمثابة سلطانة تعيش بمعزل عن زميلاتها الثلاث ولا تقابلهن إلا في الحفلات ، ولها حاشية تقوم على خدمتها ولها إعتمادات مالية .. ولا يعلوهن في المرتبة إلا والدة السلطان إذا كانت حية ترزق .

9 ــ وتدخل البروتوكول العثماني في تحديد أوضاع القادينات ، الكبرى والثانية والوسطى ثم الصغرى ، وتحديد أهمية القادين يتوقف على نوع الولد ، فإن كان ذكرا أصبحت " باسن قادين " أي كبيرة القادينات أو " خاصكى سلطانة " لتقترب من درجة السلطانة وتصبح السيدة الأولى بعد وفاة أم السلطان ويكون ابنها كالعادة ولى العهد طالما هو أكبر الأبناء ويتولى العرش إذا لم تصادفه مؤامرة تسلبه الحياة .

وهذه جولة في الحريم العثماني اصطحبنا فيها أستاذنا الدكتور عبد العزيز الشناوي في كتابه " الدولة العثمانية "..

ثانيا : السلطان سليمان وروكسانة

1 ـ  ولد سليمان القانوني في 27 ابريل 1494 م الموافق غرة شعبان سنة 900 هـ . وعاش ثلاثة وسبعين عاما قضى منها سبعة وأربعين عاما في السلطنة إلى أن مات في السادس من سبتمبر سنة 1566 .. وهو على رأس جيشه الزاحف إلى بلاد المجر بالقرب من مدينة " بود " أو بودابست .. وذلك النمر المقاتل الذي جمع ثقافة قانونية والذي وصلت أملاك الدولة العثمانية في عهده إلى أقصى اتساعها لا يعرف الكثيرون أنه قضى سنواته الأخيرة أسيرا لغرام متأجج أدى إلى عواقب وخيمة على الدولة العثمانية .. والبيت السلطاني نفسه .

2 ــ . وهنا نلتفت إلى " روكسانة " ، الجارية الروسية الحسناء التي استطاعت ترويض النمر العثماني وسيطرت عليه تماما وأخضعته وأخضعت الدولة كلها لرغباتها .

 فتحت " روكسانة " عينيها تستقبل الحياة فوجدت نفسها ابنة لأحد رجال الدين الروس اسمه " دي روجالينو " ثم خطفها تجار الرقيق من القوقاز وانتهى بها المطاف لتباع للسلطان " سليمان القانوني " فألحقها بالحريم السلطاني وبدأت فيه حياتها جارية ، إلا أنها لفتت الأنظار إليها بجمالها الفائق والظُّرف وخفة الروح فأطلق عليها لقب " خورم " وهي كلمة تركية تعني الباسمة ، أو ذات الوجه الباسم .

وحين اكتملت أنوثتها وشخصيتها لفتت نظر السلطان سليمان فتدله في هواها وأعتقها وتزوجها وأنجب منها بنين وبنات ، وارتفعت مكانتها في البروتوكول العثماني من جارية إلى " قادين " وازداد حب السلطان لها نضارة وقوة مع مرور الأيام وجعلها السلطان مستشاره الأول في شئون الدولة ، وآثر أن يحتجب في قصره ليكون بقربها دائما ، وهو الذي كان لا ينفك عن قيادة الجيوش ، وكان الانكشارية أو جنود السلطان قد اعتادوا ألا يخرجوا للحرب إلا والسلطان يقودهم ، فهو الذي رباهم وهو الذي دربهم ولا يعرفون غيره أبا ووالدا وقائدا وسلطانا .

3  ــ أرادت " روكسانة " أن تتمتع بالنفوذ والقوة إلى نهاية عمرها ، وهي تخشى أنها لا تزال في ميعة الصبا  والشباب ، والسلطان كهل لا يلبث أن يفارقها ويموت فتفقد سلطانها ويؤول العرش إلى ولي العهد " مصطفى " ، وتصبح غريمتها الشركسية أم ولي العهد هي أم السلطان والمتحكمة دونها في كل شيء وتنتقم منها للأيام الخوالي التي تحكمت فيها في السلطان سليمان . ورأت " روكسانة " أن السبيل الأمثل لضمان المستقبل أن تستثمر نفوذها في الحاضر أكمل استثمار بحيث تضغط على السلطان سليمان ليجعل ابنها هي ( سليم ) ولي العهد بدلا من " مصطفى " كبير أبناء السلطان وولي عهده الرسمي .  

4 ــ بدأت بإفساد علاقة السلطان بزوجته الشركسية أم ولي العهد مصطفى .. افتعلت مشادة كلامية معها بالحديث عن النشأة الأولى لكل منهما ، ولم تتحمل الزوجة الشركسية الساذجة التي قاست كثيرا من الغيرة ، فاندفعت تضرب" روكسانة " بكل ما تحمل لها فى داخلها من حقد .. واصطنعت روكسانة الضعف وتركت غريمتها تنهال عليها ضربا ولكما وعضا وتمزيقا للثياب وخدش للرأس والشعر والوجه .وذهبت الزوجة الشركسية إلى جناحها تحتفل بانتصارها على روكسانة .. بينما خرجت روكسانة من المعركة سعيدة بما تحمل على وجهها وشعرها وجسدها وملابسها من أثار العدوان .. واحتجبت روكسانة عن السلطان على غير عادتها ، وشعر السلطان بالقلق عليها ، وعرف بما حدث ، وأرسل ليستدعيها فاعتذرت وتعللت بالمرض ، وتكرر الاستدعاء السلطاني وتكرر الاعتذار ، وفي النهاية أرسلت إليه رسالة شفاهية تقول أنها غير جديرة بالظهور أمام السلطان لأنها كما قالت خصيمتها الشركسية " لحم يباع ويشترى " !! . وصمم السلطان غاضبا على حضورها ، وعرفت أنها أثارته بما فيه الكفاية فجاءته على استحياء تتحامل على نفسها والأربطة تغطي وجهها وتحمل معها كل أثار العدوان من الخدوش والكدمات والشعر المنكوش .. وانتهى الأمر بخصومة دائمة بين السلطان وزوجته الشركسية .. وتحقق لروكسانة هدفها الأول وهو إقصاء السيدة الأولى أم ولي العهد عن موقعها الرسمي .

5 ــ والتفتت روكسانة نحو" مصطفى " ولي العهد فمازالت  بالسلطان سليمان حتى نقله من العاصمة ليكون حاكما على " آماسيا " في الأناضول ، وبذلك أبعدته عن القصر العثماني ليخلو لها الجو ولتضمن قطع أي اتصال بينه وبين والدته أو أي نصير له ..

6 ــ ثم تخلصت من إبراهيم باشا " الصدر الأعظم " ، أو رئيس الوزراء .وعينت رستم باشا التابع لها بدلا منه .    

7 ــ واحتاجت روكسانة إلى إشعال حرب لا داعي لها بين الدولة العثمانية والدولة الصفوية الفارسية سنة 1548 ، ويقول بعض المؤرخون أن هذه الحرب قد نشبت بإيعاز من روكسانة التي كانت تتبادل مراسلات مع زوجة الشاه " طماسب الأول الصفوي " واتفقت روكسانة مع الصدر الأعظم رستم باشا على إيغار صدر السلطان سليمان القانوني على ابنه الأمير مصطفى .. واستطاعت روكسانة مع الصدر الأعظم إقناع السلطان بأن ابنه مصطفى يتآمر مع الدولة الصفوية ضد أبيه السلطان ، وعن طريقهما بلغت آذان السلطان شائعات مصنوعة جيدا تقول أن الإنكشارية يرغبون في عزل السلطان بعد أن بلغ من الكبر عتيا وتعيين ولي عهده الأمير مصطفى مكانه في السلطنة .. وانه من الخير للسلطان أن يعتزل لمصلحته ومصلحة الدولة .. وآتت الدعاية السوداء ثمارها ، فاقتنع السلطان سليمان بضرورة التخلص من ابنه .

رابعا : حمير السلطان

1 ــ وأراد السلطان أن يحصل على فتوى شرعية من شيخ الإسلام تبرر له قتل ابنه ، وقدم له سؤالا مصطنعا يقول أن هناك تاجرا ثريا في استانبول تحتم عليه تجارته أن يغيب تاركا ثروته وبيته وأولاده في حراسة عبد ، وذلك العبد قد أحسن التاجر تنشئته وائتمنه على أمواله وأولاده .. ثم اكتشف أن ذلك العبد خان الأمانة واختلس الأموال وتآمر مع الأعداء على حياة التاجر وزوجته وأولاده .. فما هي العقوبة الشرعية التي يستحقها ذلك العبد الخائن ؟ وأفتى شيخ الإسلام بأنه يستحق القتل .

2 ــ وتشجع السلطان بهذه الفتوى فاستدعى ابنه مصطفى إليه ، وخشي أصدقاء الأمير من هذه المقابلة ، ولكن الأمير رفض توسلاتهم إليه بعدم السفر لأبيه وقال انه لم يرتكب عملا يغضب والده ، وانه لا يرغب في معصية أبيه بعدم السفر إليه ، وإن أباه إذا قتله فهو والده على أى   حال وهو الذي أتى به إلى هذه الحياة !! ودخل مصطفى إلى خيمة أبيه فأعطى السلطان إشارة إلى الجلادين فانقضوا عليه وقتلوه أمام عينيه وكان ذلك في 21 سبتمبر 1553 .. وفيما بعد تولى ابن روكسانة السكير الماجن السلطنة باسم السلطان سليم الثاني ( 1566 – 1574 ) .

4 ــ  لقد  اكتسب سليمان لقب القانوني لأنه الذي أعطى الغطاء القانوني للدولة العثمانية, ومن بينها التحديد النهائي لمنصب " شيخ الإسلام" إذ جعله رئيس هيئة العلماء وأكبر شخصية في الهيئة الإسلامية, وكان  يستصدر منه الفتاوى التي تصبغ سياسته بالصبغة الإسلامية ..

5 ــ    ومن الطريف أن الدولة العثمانية حين هزمتها روسيا وأجبرتها على التنازل عن اليونان ومقاطعات رومانيا في معاهدة أدرنة سنة 1829 م عززت موقفها المتخازل باستصدار فتوى  من شيخ الإسلام تجيز هذا التصرف . وكان ذلك في عهد السلطان محمود الثاني ، الذى استصدر فتوى توجب محاربة (محمد على ) والى مصر ، ثم استصدر فتوى أخرى من نفس شيخ الإسلام تجيز له العدول عن حرب محمد علي , والفتوى الأولى كانت سنة 1831م , والثانية سنة 1833م .

أخيرا

1 ــ الاسلام برسالته القرآنية الخاتمة ، هل له دخل بكل هذا الهجص ؟

2 ـ لماذا يمتطى السلاطين دين الاسلام ليبرروا طغيانهم ؟ كان ممكنا أن يفعلوا ما يشاءون دون التمسح باسم الاسلام ؟ ولكنهم أنشأوا كهنوتا  من : ( حمير السلطان ) ليُسوّغ لهم جرائمهم باسم الاسلام .

3 ـ ألا لعنة الله على السلطان وحريم السلطان وحمير السلطان ، فى كل زمان ومكان ..

اجمالي القراءات 12381