ق 3 ف 4 : بين اعجاب المسعرى بالغرب وتكفيره

آحمد صبحي منصور في الخميس ٠٦ - نوفمبر - ٢٠١٤ ١٢:٠٠ صباحاً

كتاب ( المعارضة الوهابية فى الدولة السعودية فى القرن العشرين )

القسم الثالث المعارضة الوهابية التى أنجبت أسامة بن لادن  

 الفصل الرابع :  وجهة نظر قرآنية  نقدية للجنة الشرعية السلفية 

 الفرع الأول  :نقد عقيدة اللجنة فى التبري والتولي في العلاقة مع الغرب والعمل علي اقامة الدولة الاسلامية الموحدة في مواجهة الغرب :

بين اعجاب المسعرى بالغرب وتكفيره :

1 ــ الغريب ان الدكتور محمد بن عبد الله المسعري ( استاذ الفيزياء بجامعة الملك سعود بالرياض والذي يدين بعلمه في الفيزياء الي الغرب الذي تعلم فيه ) هو الذي يتزعم من خلال اللجنة ومؤلفاته تكفير الغرب وكراهيته ومواجهته ،الا انه بين السطور تتناثر عبارات الاعجاب بالغرب في الديمقراطية والشفافية وحقوق الانسان ،بل انه احيانا يقرن اعجابه بالغرب بتكفيره له كأن يقول تعليقا علي تعذيب المتهمين في تفجير الرياض واحتجاج المنظمات الحقوقية الغربية علي تعذيبهم (كيف يرضي مشايخ ال سعود ان يكون الكفار الذين ادانوا التفجير في حينه اشد عناية بالمتهمين من اهل الاسلام وعلماء الاسلام )، ويؤكد انه اضطر للهجرة من بلاد المسلمين ليكون في مأمن في بلاد الكفار ،ويقول (لقد هيمن الكفار علي البحار والقارات وغزوا الفضاء ووصلوا القمر بالرغم من كفرهم وانقطاع صلتهم بالله ــ بالحيوية والقوة الحركية في مجتمعاتهم المبنية علي المصارحة القوية والعلنية المطلقة والمحاسبة الخشنة للحكام ،وهي خصال كان الاسلاميون هم الاحق بها واهلها [71] أي يعترف بأن الغرب يسير علي نهج الاسلام في نظمه ،فلماذا إذن يحكم بتكفير الغرب وقوانينه ؟..هي بالطبع احدي تناقضات المسعري في شرعه وآرائه .

2 ــ الواضح ان رؤية المسعري في التبري من الغرب والموالاة وإقامة دولة اسلامية ــ بدأت تنضج وتتضح بعد ان انفرد بقيادة اللجنة وتعمقت صلاته بزعماء الحركات الجهادية المتطرفة في الغرب وتعميق صلته باسامة بن لادن الذي يتحرك بسلاحه وإرهابه في تجسيد اراء المسعري ورفاقه ضد امريكا التي تمثل الغرب وتسلطه .

و قبل ذلك نري نظرة اللجنة للغرب تأتي علي استحياء بين السطور كأن يقول اللجنة (كيف يمكن ان يكون المرء مسلما صالحا وفرنسيا صالحا في نفس الوقت .؟ )، وذلك في تعليق ساخر علي مدح وزير الداخلية الفرنسية باسكو للأمير نايف . المعنى أن الفرنسي الغربي لا يمكن ان يكون مسلما صالحا لمجرد انه فرنسي ،مهما بلغ صلاحه ..

  ــ ثم اوضح المسعري نظريته الكاملة في نشراته الصادرة في الاعوام الثلاث الاخيرة من القرن العشرين ،واوسع لها في كتبه (محاسبة الحكام ) (حكم تولي المشركين )، واوضح ذلك في كتابه (الادلة القطعية علي عدم شرعية الدولة السعودية ) اذ جعل هدف هذا الكتاب (اعادة الدولة ،دولة خلافة النبوة ،وتوحيد الامة وقيادتها لاستعادة مكانة الصدارة بين الامم  كما فرض الله عليها ذلك ) .

  ــ ورأي في مواضع اخري ان الجزيرة العربية هي اصلح مكان تبدأ فيه  الدولة الاسلامية مهمتها في اقامة دولتها العالمية ، حيث يلجأ الي الجزيرة العاملون علي ارجاع الخلافة الاسلامية الموحدة . وبالتالي فان المسعري لا يعترف بالوطنية او النزعة القومية او القبلية ،اكتفاء بما يسميه بالرابطة  الاسلامية ) ، وهى الحنبلية السنية فى الواقع  ،ويرفض في نفس الوقت ان يُستعان في اقامة هذه الدولة بقوة غربية  . ولهذا نراه يهاجم الملك عبد العزيز لعلاقته بالانجليز واستعانته بهم ،ولأنه اظهر ميوله القومية العنصرية بوضع اسم اسرته علي الدولة (علي اساس العنصرية القبلية وتمزيق المسلمين الي امة متعددة ودول متعددة ، وهو نظام كُفري يناقض في اساسه وبنيته وتفصيله نظام التابعية في الدولة الاسلامية ،وبذلك يكون الكُفر البواح قد ظهر ) .

  ــ وبعد هذا (التولي ) لاقامة دولة اسلامية موحدة نجده يؤسس (للتبري ) من الغرب حتي لو تناقض مع نفسه ،فيقول انه اذا اعتدت دولة اسلامية علي دولة اسلامية اخري فهذا شأن اسلامي محض لا شأن للغرب بالتدخل فيه ،كما لو اعتدت ايران علي العراق او اعتدي العراق علي دول الجزيرة العربية لا شأن للكفار بذلك[72].

ومفهوم أنه يرى هذا الاعتداء شأنا داخليا بين المسلمين ، فماذا إذا إستجار الذى يقع عليه الاعتداء بالغرب والأمم المتحدة ؟ ماذا إذا طلب أسلحة ليدافع عن نفسه ضد هذا المعتدى ؟ . المسعرى يمنع ذلك لأنه يرى أن توحيد المسلمين لا يكون إلا بالقوة الغالبة والغزو لاسقاط الأنظمة ، لذا يبادر بالتبرى من الغرب ويوجب هذا التبرى ، أملا فى توحيد كل ( المسلمين ) رعم أنوفهم ، ليتسنى للمسعرى ورفاقه تطبيق الشريعة المسعرية الوهابية الحنبلية السنية عليهم ، وبتأسيس دولة الاسلام تبدأ مواجهة دار الحرب الغرب الكافر,

وللانصاف فأن المتابعة التفصيلية لكتابات المسعري وقراءتها نقديا تستحق بحثا تفصيليا منفصلا الا اننا في حدود المنهج نكتفي بايراد السمات العامة ،علي امل ان تتاح الفرصة لبحث اخر في الفكرالمسعري و تفاصيل الملامح الاصولية الراهنة في المملكة السعودية .

3 ــ لقد اسس المسعري منهجه ورؤيته علي اساس تكفير الاخر وبطلان قوانينه وتشريعاته ،واعتبار الغرب (دار حرب ) بالمفهوم الفقهي او (دار كفر) وطالب بالتالي بتعديل العلاقات الاقليمية والدولية علي هذا الاساس ولأن القوانين والسياسات السعودية تخالفه ،فقد حكم بعدم شرعية الدولة السعودية .ونعطي امثلة سريعة :

3 / 1 : يعترض علي وجود علاقات مودة بين السعودية ودول العالم ،يقول ( استمع الي نشرة اخبارهم في الاذاعة او التلفاز وتتبع ما تحويه من بث علاقات المودة والتهاني في مختلف  المناسبات الكفرية و غيرها ؟؟؟مع كل دول الكفر علي اختلاف الوانها واشكالها ومللها ،وتأمل كيف يأخذ بعضهم بعضا بالاحضان ..أإسلام هذا ؟ ام ماسونية وعلمانية ؟)

3/ 2 : ويعتبر ذلك استسلاما وموالاة لدول الكفر يقول ( انظر الي واقعها كله ،سياستها الداخلية والخارجية استسلام وتولي جميع الكفرة والملاحدة وتوطيد اواصر الأخوة والصداقة والمودة بين جميع الدول والملل والبشر والمصلحة (الانسانية ) والاخوة والسلام العالمي وغير ذلك من الشعارات التي لا تنطلي الا علي المثاليين البلهاء ).

3 / 3 : ثم يننقد القوانين السعودية التي تمنع ذم الملوك والرؤساء واعضاء البعثات الديبلوماسية للدول المتعاهدة مع الدولة السعودية ،فيقول (وتأمل تشريعاتهم التي تذب عن رءوس الظلم وائمة الكفر ،وتصرح بالتعاون معهم وحمايتهم من كل سوء قد يمسهم ) ومنها المادة (28) من السياسة الاعلامية للملكة التي تنص علي قيام الاعلام السعودي علي احترام الانسان بأن يعيش في حرية علي ارضه ويستنكر كل اعتداء من أي نوع يقع علي حقوق الشعوب والافراد ومكافحة الاطماع التوسعية ) يقول :هكذا علي الاطلاق : وجهة انسانية ؟اين الاسلام ؟واين التوحيد ؟واين معاداة الكفار الحربيين ؟.. أإسلام هذا ام ماسونية ؟) .

3 /4 : ثم يقول (وهذه القوانين ليست حبرا  علي ورق بل هي واقع حيّ تنتهجه هذه الدولة ..تأمل علي سبيل المثال كلام خادم الحرمين ..) وينقل فقرات من خطابه عن الجامعة الاسلامية  بالمدينة المنورة في 8 صفر 1405 منها قوله (نتكلم عن وطننا ولا نتكلم عن الاوطان الاخري ،كل امة وكل وطن لها طريقتها الخاصة ولا نستطيع ان ننتقد احدا ،ولا من حقنا ان نتدخل في شئون الاخرين ..ونحن نريد صداقة العالم اجمع وفي الدرجة الاولي العالم الاسلامي والعربي ) ويعلق المسعري ..يا علماء الاسلام ويا دعاة التوحيد بالله عليكم أإسلام هذا ام ماسونية ؟ اهذا دين الرسل الذي قال عنه خاتم النبيين (لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الاخر يوادون من حاد الله ورسوله ..)ام هو دين الماسونية الذي يسعي لتوحيد ومؤاخاة البشرية ومحبة الشعوب وصداقتها دون اعتبار للعقيدة أو الدين ).

4 ــ والواضح ان المسعري يفهم الموالاة في الاسلام علي انها العداوة الكاملة للمخالف في الدين حتي ولو كان مسلما ومحسنا ،وانها تستدعي التدخل في امور الاخرين بالجهاد ،ومن هنا يهاجم القطرية والحدود الفاصلة بين الدول كما يبغض ويكره مبدأ عدم التدخل في الشئون الداخلية للدول الاخري ،ولهذا هاجم توقيع الملك عبد العزيز علي اتفاقية تحريم الحرب الهجومية (معاهدة بريان ليكون في 10/2/1931 م ،ويقول (وواقع هذه الدولة اليوم يثبت ايمانها الكلي بهذا الكفر البواح ،تحريم الحرب الهجومية وامثاله الذي يضاد شريعة الاسلام وعقيدة جهاد الكفار والمشركين حتي يكون الدين كله لله ).

المسعرى ترك العلم النافع الذى تخصص فيه وفشل فيه وهو الفيزياء النووية ، وتفرغ للهجص السلفى . المسعرى يجب علاجه فورا على نفقة الأسرة السعودية ، فهى المسئولة عما وصلت اليه حالته العقلية .!!

اجمالي القراءات 9861