أُحذِّر كرَّة أُخرى تحذيرًا عظيمًا مِما يُسمَّى ب "الشَّات" أو الدَّردشَة؛ عبر الفايسبُوك أو السكايب أو أيَّة وسيلة أُخرى؛ فهُو لَعمري من أعظَم مصايد الشَّيطان لذَوي النُّفوس الضَّعيفَة الفارغة مِن نُور الله تعالى، السَّهلة الانحدار إلى المعصية والإثم!! ويعلمُ الله كَم تهاوى فيه مِن أناس وسقطُوا، وفي كُلّ مرَّة تتوارد عليَّ قصص مُخزية تدعُ الحليم حيران!!
للشَّيطان خُطوات ماكرَة في الاستدراج؛ قَد تبدأ بالكَلام المعسُول أو حتَّى بالتحايا الصباحية والمسائية التي يُصوِّرُها الشَّيطان بريئة وهي مُفخَّخَة، أو بنقاشٍ يُدَّعى أنَّه عِلمي ومُفيد مع بعض المُباسطات والمُضاحكات، والسُّؤال عن الأحوال، ومن أي قصر أنت؟! وماذا تعمل؟! وكيف هُو الطَّقس عندكم؟! يتدرَّج إلى تبادُل الصُّور والفيديُوهات (العادية في البداية طبعًا تنحدرُ مع مُرور الوَقت)، وهكذا يفتل اللَّعين خيُوطَه جارًّا صاحبيه إلى واد سحيق من الغواية وتأجج الشَّهوات واستعار الغرائِز مَع تطاوُل العلاقة واستِمرار المُحادثَة؛ سيَما إذا كان أحد الطَّرفين عازبًا أو مُطلَّقا أو طال به قطار الزَّواج، أو غير مستقر أسريَّا، أو غير ذَلك من الحالات الحرجَة التي ينشب الشَّيطان أظافره في قُلوب أصحابِها أكثَر، فتسمع عَن قصص يَندى لها الجَبين؛ نسألُ الله العافية والمُعافاة!!
والله ما كان سبيل المعصية أبدًا سبيلا للسَّعادة وراحَة البال والهَناء، وسَل المُجرِّبين في أيِّ ميدان من ميادين الفحش والرَّذيلة يُنبؤُوكم بالنَّبأ اليَقين، وما فازَ لَعمري إلا المُستعفُّون، الحافظُون لفُروجهم، الغاضُّون لأبصارهم، الحافظُون لأنفُسهم عَن محارِم الله، وأعلم شخصًا خرَّب بيته وشرَّد أهله، بسبب علاقة أثيمة في الفايسبوك، فاليقظة اليقظَة، والخَوف الخَوف مِن الجَليل، وإن استطاع المرءُ أن يُغلقه نهائيًّا، أو يفتحه بحَذر شَديد، واحتياط أكيد، فذَلك أسلم لدين المرء وعِرضه وشرفِه!! وإن ادُّعي شيء من الفائدَة فلتكُن في العَلن كُلَّما أمكَن إذ لا داعي لإخفائِها وسِترها!!
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَن يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَا مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ أَبَداً وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) [النور : 21].