لقد سقطت جماعة الإخوان وداعش والسلفية يوم أن فقدوا شيئاً هاماً لا يخطر لهم على بال، وهو سبب تخبطهم وهزائمهم وجرائمهم..
إنه .."النصيحة"..أو فقه النصائح
كيف تقنع الآخرين
مبدئياً يجب لإقناع الآخرين أن يكون المرء موسوعياً بشكلٍ ما، كي يستطيع الإجابة على كل الأسئلة التي تراود الناس ، يجب أن يكون له في التاريخ والمنطق والفلسفة والجغرافيا واللغة والمقارنات ، هذه أساسيات لو لم يمتلكها شخص سيفقد تأثيره وقدرته على الإقناع.
لا أقول الإلمام بكل هذه العلوم بتمامها، ولكن على الأقل أن يمتلك حدها الأدنى، أي يجب أن يكون له معرفة ولو بسيطة فيها.
وكيف لهم أن يلمّوا بها ويُقنعوا الآخرين وهم يحرمون نصف هذه العلوم، فالمنطق والفلسفة لديهم زندقة، وعلوم التاريخ انتقائية، أي يأخذون منها ما يوافق أهوائهم، وكذلك علم المقارنات سواء مقارنة مذاهب أو أديان هم في حالة عجز تام وشلل كلي تجاه هذا العلوم.
معلومة بسيطة: أن الأنبياء كانت لديهم من هذه العلوم، وهو ما يحملني على الإقتناع بأن الأنبياء في أصلهم حكماء، وليسوا بشراً عاديين، وإلا لما استطاعوا التأثير في من حولهم ، هذه جهة، ومن جهة أخرى ما كان لهم أن ينتجوا أفكاراً تعيش حتى الآن، فالفكر –أي فكر-لو لم يكن قوياً سيزول في أول انقلاب ثقافي، تقريباً الانقلابات الثقافية تحدث في أقل من 100 عام.
هذا واضح جداً في سيرة النبي نوح، إذ قال لقومه.." أبلغكم رسالات ربي وأنصح لكم وأعلم من الله ما لا تعلمون "..(الأعراف :62 )
وتكرر مع النبي إبراهيم، إذ قال لأبيه.." يا أبت إني قد جاءني من العلم ما لم يأتك فاتبعني أهدك صراطا سويا".. (مريم :43)..
وهذا أسلوب في النصيحة يعتمد على امتلاك المعرفة كشرط أساسي في الدعوة، أي لا يمكن أن تكون داعية إلا بالمعرفة، وبدون المعرفة ستُصبح متنطعاً تريد الخير وتجهل طرقه فتخترع طُرق غير شرعية وغير عقلية فيمتعض من حولك الناس.
بعضهم يعتقد أن العلم الذي أتاه الله للأنبياء هو العلم بالدين..كأنه شئ هُلامي ميتافيزيقي يهتم بأمور الغيب ، ولأن الدين لديهم هو علم مختلف عن علوم العقل والحكمة والطبيعة، لذا فهم ليست لديهم القدرة للتفرقة بين الدين كونه نظرية والدين كونه عملية شاملة يجتمع فيها العقل والسلوك والمادة والروح.
أبسط دليل على هذا أنهم يفشلون في ترجمة أفكارهم ونظرياتهم دائماً، حتى شاع عنهم أنهم أصحاب شعارات ونظريات فارغة وتجار دين.
النصيحة تعني الاطمئنان أولاً لما تنصح له، والطمأنينة غير متوفرة في عالَم ملئ بالمتناقضات وحرب الأفكار، أي أن اليقين الحقيقي غير متوفر لديهم، بل يوجد نوع من اليقين هو لديهم وسيلة لتكفير ذنوبهم وتقصيرهم في حق الناس والدين، بالبلدي هم يكذبون على أرواحهم يعني يكذبوا الكذبة ويصدقوها.
توجد أصناف منهم ليسوا بمستوى عقلي يجعلهم على وعي بتلك المتنافضات، أصناف عاشت على الرأي الواحد، ولا يمكن أن تعتقد برأي ورأي آخر، لأن دائرة الحق والباطل لديهم متسعة جداً بل تشمل أدق التفاصيل والسلوكيات والصغائر.
هذه الفئة الأخيرة يمكن أن يكون لديها يقين حقيقي لما يؤمنون به، ولاتساع اليقين وكثرته لديهم صاروا أغبياء، لأن الذكي كونه يعلم بالمتناقضات وحرب الأفكار يشك كثيراً ولا يسلم لليقين بسهولة.
علاوة أن النصيحة تعني حُب المنصوح له، فعندما أنصحك يعني أنني أحبك، لو لم أكن أحبك يعني أن كل تعاليمي إليك صارت أوامر، وستظهر لك بصورة قهرية تفاضيلة سرعان ما سترفضها لعزة نفسك ، وكلما زاد لديك معدل الكبرياء كلما تنوعت ردود أفعالك وربما تصل إلى العنف.
المهم، أن الداعشيون والإخوان وكل تيارات السلفية لا يمتلكون الحد الأدنى من المعرفة، ولا يوجد لديهم فقه النصيحة، ولكثرة منطق الولاء والبراء زادت لديهم معدلات الكراهية، هم يكرهون الجميع، ولن يحبوا أحد إلا لو أرادوه في مذهبهم، حتى هذا الحب هو حب مزيف كونه يفتقر للأمانة والصراحة، فهم أكثر من يستعملون التقية وكتمان المشاعر الحقيقية..فكيف لهم أن يكونوا من الناصحين.
إنه .."النصيحة"..أو فقه النصائح
كيف تقنع الآخرين
مبدئياً يجب لإقناع الآخرين أن يكون المرء موسوعياً بشكلٍ ما، كي يستطيع الإجابة على كل الأسئلة التي تراود الناس ، يجب أن يكون له في التاريخ والمنطق والفلسفة والجغرافيا واللغة والمقارنات ، هذه أساسيات لو لم يمتلكها شخص سيفقد تأثيره وقدرته على الإقناع.
لا أقول الإلمام بكل هذه العلوم بتمامها، ولكن على الأقل أن يمتلك حدها الأدنى، أي يجب أن يكون له معرفة ولو بسيطة فيها.
وكيف لهم أن يلمّوا بها ويُقنعوا الآخرين وهم يحرمون نصف هذه العلوم، فالمنطق والفلسفة لديهم زندقة، وعلوم التاريخ انتقائية، أي يأخذون منها ما يوافق أهوائهم، وكذلك علم المقارنات سواء مقارنة مذاهب أو أديان هم في حالة عجز تام وشلل كلي تجاه هذا العلوم.
معلومة بسيطة: أن الأنبياء كانت لديهم من هذه العلوم، وهو ما يحملني على الإقتناع بأن الأنبياء في أصلهم حكماء، وليسوا بشراً عاديين، وإلا لما استطاعوا التأثير في من حولهم ، هذه جهة، ومن جهة أخرى ما كان لهم أن ينتجوا أفكاراً تعيش حتى الآن، فالفكر –أي فكر-لو لم يكن قوياً سيزول في أول انقلاب ثقافي، تقريباً الانقلابات الثقافية تحدث في أقل من 100 عام.
هذا واضح جداً في سيرة النبي نوح، إذ قال لقومه.." أبلغكم رسالات ربي وأنصح لكم وأعلم من الله ما لا تعلمون "..(الأعراف :62 )
وتكرر مع النبي إبراهيم، إذ قال لأبيه.." يا أبت إني قد جاءني من العلم ما لم يأتك فاتبعني أهدك صراطا سويا".. (مريم :43)..
وهذا أسلوب في النصيحة يعتمد على امتلاك المعرفة كشرط أساسي في الدعوة، أي لا يمكن أن تكون داعية إلا بالمعرفة، وبدون المعرفة ستُصبح متنطعاً تريد الخير وتجهل طرقه فتخترع طُرق غير شرعية وغير عقلية فيمتعض من حولك الناس.
بعضهم يعتقد أن العلم الذي أتاه الله للأنبياء هو العلم بالدين..كأنه شئ هُلامي ميتافيزيقي يهتم بأمور الغيب ، ولأن الدين لديهم هو علم مختلف عن علوم العقل والحكمة والطبيعة، لذا فهم ليست لديهم القدرة للتفرقة بين الدين كونه نظرية والدين كونه عملية شاملة يجتمع فيها العقل والسلوك والمادة والروح.
أبسط دليل على هذا أنهم يفشلون في ترجمة أفكارهم ونظرياتهم دائماً، حتى شاع عنهم أنهم أصحاب شعارات ونظريات فارغة وتجار دين.
النصيحة تعني الاطمئنان أولاً لما تنصح له، والطمأنينة غير متوفرة في عالَم ملئ بالمتناقضات وحرب الأفكار، أي أن اليقين الحقيقي غير متوفر لديهم، بل يوجد نوع من اليقين هو لديهم وسيلة لتكفير ذنوبهم وتقصيرهم في حق الناس والدين، بالبلدي هم يكذبون على أرواحهم يعني يكذبوا الكذبة ويصدقوها.
توجد أصناف منهم ليسوا بمستوى عقلي يجعلهم على وعي بتلك المتنافضات، أصناف عاشت على الرأي الواحد، ولا يمكن أن تعتقد برأي ورأي آخر، لأن دائرة الحق والباطل لديهم متسعة جداً بل تشمل أدق التفاصيل والسلوكيات والصغائر.
هذه الفئة الأخيرة يمكن أن يكون لديها يقين حقيقي لما يؤمنون به، ولاتساع اليقين وكثرته لديهم صاروا أغبياء، لأن الذكي كونه يعلم بالمتناقضات وحرب الأفكار يشك كثيراً ولا يسلم لليقين بسهولة.
علاوة أن النصيحة تعني حُب المنصوح له، فعندما أنصحك يعني أنني أحبك، لو لم أكن أحبك يعني أن كل تعاليمي إليك صارت أوامر، وستظهر لك بصورة قهرية تفاضيلة سرعان ما سترفضها لعزة نفسك ، وكلما زاد لديك معدل الكبرياء كلما تنوعت ردود أفعالك وربما تصل إلى العنف.
المهم، أن الداعشيون والإخوان وكل تيارات السلفية لا يمتلكون الحد الأدنى من المعرفة، ولا يوجد لديهم فقه النصيحة، ولكثرة منطق الولاء والبراء زادت لديهم معدلات الكراهية، هم يكرهون الجميع، ولن يحبوا أحد إلا لو أرادوه في مذهبهم، حتى هذا الحب هو حب مزيف كونه يفتقر للأمانة والصراحة، فهم أكثر من يستعملون التقية وكتمان المشاعر الحقيقية..فكيف لهم أن يكونوا من الناصحين.