1 ـ قال : أنت تقول إن الشخصيات التاريخية كالصحابة والخلفاء الراشدين ليسوا جزءا من الإيمان ، وأن التاريخ للراشدين والصحابة والأئمة والأولياء هو تاريخ بشرى أبطاله بشر ، وكتبه بشر ، وهو قضية علمية تاريخية . والروايات التاريخية لو ثبت صحتها بميزان البحث التاريخى فهى حقيقة علمية ، والحقائق العلمية ( أخبار ) تحتمل الصدق والكذب، أو هى ( حقائق نسبية ) وليست ( حقائق مطلقة ) لأن الدين الهى وحده هو ( الحقيقة المطلقة ) وأنت تعتبر القرآن وحده هو الدين الالهى وأن آياته هى الحقائق المطلقة .
وبالتالى قلت : إن من ينكر أو يكذّب بحقيقة الاهية فقد كفر وكذّب بحقيقة الاهية يجب الايمان بها . لأن الحقائق الالهية الدينية القرآنية مجالها ( الإيمان ) ، ومن لا يؤمن بها فهو كافر بها ، والقضية هنا لا تقبل رأيا ثالثا ، فإما إيمان وتسليم وإما كفر وتكذيب ، وقد أتاح الله جل وعلا للبشر الحرية المطلقة فى الايمان أو الكفر وفى الطاعة أو المعصية ، ولا شأن لدينه الاسلامى العظيم بما يفعله البشر من هداية أو ضلال ، لأن لهذا الدين الالهى يوما قادما لا محالة ، هو ( يوم الدين ) وفيه حساب البشر على إختيارتهم فى الدنيا ، وفيه طبقا لذلك إما خلود فى الجنة أو خلود فى النار . لذا فمن أنكر حقيقة قرآنية أو آية قرآنية ومات على ذلك فأمامه يوم عسير لا هروب منه . لأنه أنكر حقيقة مطلقة .
وقلت إن الذى ينكر حقيقة تاريخية فلا شىء عليه لأن التاريخ ليس دينا ، ولأن الشخصيات التاريخية ليست جزءا من الدين . وعليه فلو أنكر شخص ما وجود الخلفاء الراشدين أصلا فلا شىء عليه ، ولو أنكر وجود أبى بكر وعمر وعثمان وعلى وطلحة وأبى هريرة والدولة الأموية والدولة العباسية فلن يدخل النار ، غاية ما هنالك أنه أنكر قضايا علمية تاريخية ، ويوصف بالجهل وليس بالكفر .
قلت : نعم هذا قلته كثيرا
قال : ولكنك حين تستشهد بالقرآن الكريم فأنت تقول رأيا لك ، وهذا الرأى قد يكون خطأ وقد يكون صوابا . فهل إستشهادك بالقرآن الكريم فى أبحاثك يدخل فى الحقائق المطلقة ؟
قلت : لا . ما أصل اليه فى أبحاثى القرآنية هو وجهات نظر ، وهى حقائق نسبية . وأدعو القارىء الى فحصها وتمحيصها ونقدها ، وأقع فى أخطاء وحين تتبين لى هذه الأخطاء أتراجع عنها . وهذه صفة الباحث عن الحق .
حين تبحث موضوعا قرآنيا فيه فهناك منهج للتدبر القرآنى ، يستلزم أن تدخل على القرآن الكريم بدون فكرة مسبقة تريد إثباتها أو نفيها ، ثم تتبع الكلمة القرآنية لتتعرف على مفهومها القرآنى من داخل القرآن نفسه من خلال السياق الخاص للكلمة فى الايات السابقة واللاحقة لها ، ومن خلال السياق العام لنفس الكلمة فى القرآن كله ، وكل ما يتصل بها . هذا فى بحث كلمة قرآنية أو موضوع قرآنى . وعندما تتجمع أمامك كل الايات الخاصة بالموضوع تستخلص منها الحقائق القرآنية .
ولكن يظل ما تستخلصه هو ( رؤيتك القرآنية ) ويصبح ( بحثا قرآنيا ) يحمل إسمك ، وتتحمل أنت مسئوليته . وهذا البحث ليس دينا ، بل مجرد بحث معروض للقراءة النقدية والتصويب والأخذ والرد . هذا ما يفعله الباحثون العلماء ، ولا شأن لنا بشيوخ الجهل . ذرهم فى خوضهم يلعبون .!
قال : أنت باحث تاريخى تستخدم مناهج البحث التاريخى فى نقد الروايات ، ولك مؤلفات فى هذا البحث التاريخى نظريا وتطبيقيا ، ولك أبحاث تاريخية منشورة . لا جدال فى هذا . المأخذ عليك أنك تخلط الدين بالتاريخ ، مع أنك تدعو لعدم الخلط بينهما . ففى بحثك فى تاريخ الخلفاء الراشدين لا تجعلهم جزءا من الاسلام . وهذا نوافقك عليه ، ولكنك تعود وتحتكم فيهم الى الاسلام ، أى القرآن ـ وتحكم بكفرهم . كيف تفسر هذا ؟
قلت : حين أبحث تاريخ الاسكندر الأكبر أو جنكيزخان أو قيصر أو هتلر وموسولينى ولينين وستالين فلا يمكن أن أحتكم فيهم الى الاسلام ، لأنهم ارتكبوا ما ارتكبوه دون أن ينسبوا أفعالهم الى دين الله جل وعلا ، ولم يزعم أحدهم أن ما يفعله هو شرع الله جل وعلا وأنه دين الاسلام . وهم بالتالى ليسوا جزءا من أى دين الاهى أو وضعى أرضى . لم يحمل أحدهم الصليب أو يزعم أنه يفعل ما يفعل باسم المسيحية ويورطها معه فى مذابحه وقهره للشعوب .
الأمر يختلف مع الخلفاء الراشدين وغير الراشدين . هم إرتكبوا خطيئة الفتوحات ـ بالغزو والاحتلال والقهر والسلب والنهب والاسترقاق وفرض الجزية على الشعوب التى حكموها وأذلوها ، نفس ما فعله قبلهم قيصر وكسرى والاسكندر الأكبر ، ونفس ما فعله بعدهم هتلر وستالين ، ولكن الفارق هو أن أولئك الخلفاء رفعوا راية الاسلام ، وزعموا أن هذه المذابح وأنهار الدماء والسلب والنهب هى الجهاد فى الاسلام ، وأن هذا الاعتداء وذاك الظلم الهائل هو شرع الله جل وعلا.
وتأسس على هذا الفعل الفاضح دين أرضى سُنّى أصبحوا فيه آلهة معصومة من الخطأ ، وأصبحوا جزءا أساسا فى هذا الدين ، من ينتقدهم يكون ( كافرا ) مرتدا مستحقا للقتل وفق شريعتهم . وترتب على ذلك أيضا إزدواجية المعايير عندنا ، فالغرب حين يستعمرنا فهو محتل ظالم ، أما الخلفاء الراشدون فهم حين إحتلوا وإسترقوا شعوبا فهذه فتوحات عظيمة . أسبانيا نهلل لاحتلال العرب لها ، ونشجب قيام الاسبان بتحرير بلادهم من العرب ، وما ارتكبه الخلفاء هو عين الهدى ولكن إذا فعله الآخرون فهو عين الضلال .
هنا لا بد لى كباحث تاريخى ومفكر إسلامى ومصلح مهموم باصلاح المسلمين بالقرآن الكريم ـ أن أحتكم الى القرآن الكريم : هل ما فعله الخلفاء الراشدون وغيرهم يتفق مع الاسلام أم يتناقض معه ؟ وإذا كان يتناقض معه فما هو حكم الاسلام فيمن يرتكب هذا العمل ؟ هل يكون كافرا بسلوكه هذا أم يكون مؤمنا ؟ .
يؤكد الحاجة لهذا المنهج أن السنيين الوهابيين بالذات يكررون فى عصرنا ما كان يفعله الخلفاء فى الفتوحات ويعملون على إرجاعنا الى عصرهم ، عصر الحروب الدينية والحروب المذهبية . هذا المنهج فى الاحتكام الى القرآن الكريم لاصلاح المسلمين بالقرآن ليس ترفا فكريا ، بل ضرورة لمحاولة وقف حمامات الدم التى لا تتوقف ، والتى جعلت ( المحمديين ) مصدر الأنباء السيئة فى كل نشرات العالم الإخبارية .
قال : هناك بعض الشخصيات التاريخية مذكورة فى القرآن الكريم ، بل هناك بعض المخلوقات مذكورة بالاسم . فى القرآن الكريم نجد ( ابليس ، الشيطان ، القرين ، الملائكة ، جبريل ، ميكال ، مالك ، فرعون ، هامان ، قارون ، آزر والد ابراهيم ، وابن نوح ،وأبا لهب ، وزوجة نوح وزوجة لوط وزوجة ابراهيم ، وإمرأة فرعون ومريم ، وهناك من الصحابة : زيد . ) . فهل الايمان بالقرآن ينسحب وينطبق إيمانا بهذه الشخصيات ؟ هل يعنى هذا أن ( نؤمن بابليس ) وأن ( نؤمن بفرعون وهامان وقارون ) ؟ إننا مطالبون بالايمان بالأنبياء والرسل ، وهم مذكورون فى القرآن بالتفصيل أحيانا . فهل نؤمن بفرعون وابليس بنفس إيماننا بالرسل ، خصوصا وأن هؤلاء وهؤلاء مذكورون فى القرآن ، ونحن مطالبون بالايمان بكل ما جاء فى القرآن الكريم . ؟
قلت : نؤمن بكل حرف فيه وبكل كلمة وآية جاءت فى القرآن الكريم . وهذا يعنى الآتى :
1 ـ نؤمن أنه لا إله إلا الله جل وعلا ، وأنه لاشريك له فى ملكه ، وليس له من بين مخلوقاته شريك أو مثيل أو إبن أو زوجة . هذه صفات رب العزة فى القرآن الكريم . ونكفر بما يُنافى ذلك .
2 ـ نؤمن بكل الرسل والأنبياء ورسالاتهم والكتب التى نزلت عليهم . نؤمن أنهم بشر يُوحى اليهم . ولا يعطيهم الوحى الالهى تقديسا لأن التقديس لله جل وعلا وحده ، فلا تقديس لأى مخلوق . ونكفر بأى تقديس لبشر أو حجر أو كتاب كتبه بشر .
3 ـ نؤمن بكل ماجاء فى القرآن عن المخلوقات وصفاتها وما قاله رب العزة عنها ، نؤمن بالملائكة وما قيل فيهم ( الملأ الأعلى ، الذين يسبحون بحمد ربهم ولا يستكبرون ..الخ ) ونؤمن بما قاله رب العزة عن كفر ابليس وكفر وطغيان فرعون وهامان وبغى قارون وكفر والد ابراهيم وابن نوح وزوجتى نوح ولوط ولعن أبى لهب . ونؤمن بما جاء فى قصة مريم وأم موسى واخته وزوجة فرعون . ونؤمن بما جاء عن ( زيد ) فى سورة الأحزاب . نؤمن ونُصدق بكل ما قاله رب العزة عن هذه المخلوقات . على سبيل المثال وبإختصار تؤمن بقوله جل وعلا عن الملائكة : (الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلائِكَةِ رُسُلاً أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (1) فاطر ) وبقوله جل وعلا عن الشيطان : ( إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوّاً إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ (6) فاطر ) وبقوله جل وعلا عن فرعون وآله: ( فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ (40) وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ لا يُنصَرُونَ (41) وَأَتْبَعْنَاهُمْ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ هُمْ مِنْ الْمَقْبُوحِينَ (42) القصص )
وبهذا تختلف نوعية الايمان ، فارق بالايمان بالله جل وعلا وحده لا نبغى غيره ربا ، وبين ما جاء وصف الله جل وعلا لبعض مخلوقاته من مدح أو ذمّ أو تقرير وقصّ لما حدث منهم .
قال : وماذا عن الأخبار التى تأتى عن تلك المخلوقات خارج القرآن الكريم
قلت : ليست محلا للإيمان والتصديق . تدخل فى إطار البحث التاريخى .
قال : ولكن منها ما يتناول الغيبيات ، مثل تاريخ الأنبياء ، وقصص الأمم السابقة .
قلت : الغيبيات داخل القرآن الكريم التى أخبر بها القرآن الكريم يجب الايمان بها ، لأن الذى أخبر بها هو علام الغيوب جل وعلا . وهذه الغيبيات تنقسم الى ثلاثة أقسام : غيبيات فى التاريخ الماضى قبل نزول القرآن الكريم ( من خلق السماوات والأرض وخلق آدم والحرب العالمية الأولى بين إبنى آدم الى قصص الأنبياءوالأمم السابقة من نوح الى عيسى عليهم السلام ) ، وغيبيات وقت نزول القرآن الكريم ، فقد كان الوحى القرآن ينزل معلقا ومعقبا على أحداث فى عصر نزول الوحى فى مكة والمدينة ، وهذا يدخل فى ( التاريخ المعاصر للنبى محمد عليه السلام ) . وكان يحدث أحيانا أن ينزل الوحى يخبر مسبقا ببعض الأحداث التى ستقع بعدُ ببضع سنين ، مثل قوله جل وعلا : (غُلِبَتْ الرُّومُ (2) فِي أَدْنَى الأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ (3) فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ (4) بِنَصْرِ اللَّهِ يَنصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (5) وَعْدَ اللَّهِ لا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ (6) الروم ). ثم هناك غيوب مستقبلية أخبر عنها رب العزة ، مثل علامات الساعة وقيام الساعة وأحداث اليوم الآخر . كل هذه غيبيات إيمانية ، ومن صفات المؤمنين المتقين الايمان بهذه الغيبيات القرآنية ( ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ (2) الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاة وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ (3) ) البقرة ) .
الغيبيات الأخرى التى تُفرزها ( غُدّة الكذب ) عند البشر يتناولها البحث التاريخى . وهى تتنوع الى : غيبيات خرافية مثل الوحى الشيطانى الذى ينسب للنبى محمد عليه السلام الكلام فى الغيبيات مثل الشفاعة وعلامات الساعة فى الأحاديث والعشرة المبشرين بالجنة ، وما ينسبونه له من غيبيات عن الأمم السابقة وفى تاريخ الأنبياء . ثم غيبيات تاريخية كالأحداث التى إفتراها ابن اسحاق فى السيرة عن النبى محمد عليه السلام والتى تخالف شخصيته المذكورة فى القرآن الكريم ، مثل قتل الأسرى والأمر بالاغتيال ، ومنها ما زعموه للنبى عليه السلام من إفراط فى الجنس . وهذه الغيبيات يمكن الاحتكام بشأنها للقرآن الكريم . وهذا الاحتكام يدخل ضمن أسس البحث التاريخى فيما يخص السيرة ، ويلحق به أيضا ما قيل عن ابراهيم عليه السلام من انه كذب ثلاث كذبات وهو الموصوف بأنه كان صديقا نبيا (وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقاً نَبِيّاً (41) ) مريم ) .
قال : إذن هذه الغيبيات خارج القرآن الكريم ليست جزءا من الاسلام وليست محلا للإيمان ؟
قلت : نعم . هى ليست جزءا من الايمان الحق فى الاسلام الحق .
ولكنها أساس رصين فى الأديان الأرضية ، لأن الأديان الأرضية تقوم على خلط الدين بالتاريخ وخلط الدين بالسياسة ، وإفتراء الخرافات فى مناقب وتقديس البشر . وهذه عادة سيئة للبشر جميعا . إذهب الى أى مكتبة مسيحية فستجد كتبا عن معجزات فلان وفلان من القديسين . وإذهب الى أى مكتبة سنية أو صوفية أو شيعية فستجد مؤلفات عن مناقب النبى محمد والأئمة والأولياء ومعجزاتهم . إبحث هذه المعجزات الصوفية والسنية والشيعية والمسيحية ستجدها متشابهة ، لأن الأصل فيها واحد ، هو ( شوشو ) : الشيطان .!!
هنا يتوجب عليك أن تؤمن بقوله جل وعلا عن الشيطان وأتباعه فى كل زمان ومكان : (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّاً شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ (112) وَلِتَصْغَى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُوا مَا هُمْ مُقْتَرِفُونَ (113) أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَماً وَهُوَ الَّذِي أَنزَلَ إِلَيْكُمْ الْكِتَابَ مُفَصَّلاً وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمْ الْكِتَابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ فَلا تَكُونَنَّ مِنْ الْمُمْتَرِينَ (114) الأنعام )، وان تؤمن بما سيقوله رب العزة يوم القيامة لبنى آدم : ( أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَنْ لا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (60) وَأَنْ اعْبُدُونِي هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ (61) وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنْكُمْ جِبِلاًّ كَثِيراً أَفَلَمْ تَكُونُوا تَعْقِلُونَ (62)) يس ) وبما سيقوله الشيطان لأتباعه وهم فى النار : (وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِي عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلاَّ أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ مَا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِي مِنْ قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (22) ) ابراهيم ).
ودائما : صدق الله العظيم .