وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ

لطفية سعيد في السبت ٠٤ - أكتوبر - ٢٠١٤ ١٢:٠٠ صباحاً

 

(وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ عِلْماً وَقَالا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي فَضَّلَنَا عَلَى كَثِيرٍ مِنْ عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ (15) وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ (16) وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنْ الْجِنِّ وَالإِنْسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ (17) حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِي النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ (18) فَتَبَسَّمَ ضَاحِكاً مِنْ قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحاً تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ (19)النمل

مع وضوح الآيات الكريمة ، لكنني دائما ما أتعبد لله بذكرها ، وترديدها ..  فقط أردت أن تشاركوني التأمل فيها ،  فقد آتى الله  سبحانه داوود وسليمان عليهما السلام ،علما عظيما ،  لم يزدهما هذا العلم إلا تقوى وخوف ورهبة من الله سبحانه ... وهذا ما يميز العالم الحقيقي عن المزيف  ... وحولك الأمثلة عزيزي

القارئ كثيرة لكلا الفرقين...

سأتناول دراسة بعض النقاط في الآيات الكريمة ، وسأترك بعض النقاط معلقة.. عمدا مع سبق الإصرار، والترصد أيضا ، حتى تشارك العقول معي ونتبادل المعرفة مع الحوار ...

1ـ الآيات الكريمة تذكر أن الله سبحانه قد فضل داوود وسليمان بما آتاهما من علم على كثير من المؤمنين ..وورث سليمان داوود في  هذا العلم وقد زاده الله بعلم إضافي .. فقد كان له جيش من الإنس والجن والطير .. وقد تعلم كيفية التواصل مع الطير ومع الجن أيضا ، عن طريق تعلم منطقهم  .. نطقهم

2ـ  وقد مر بنا أفعال  : (علمنا ، أوتينا ، حشر  ) بني كل منها للمجهول  من الذي علم وآتى  وحشر ؟ الله  سبحانه  وتعالى (أعرف المعارف)

 

 3ـ  (يوزعون ) قد جاءت في القرآن الكريم  ، ثلاث مرات في سورة النمل مرتان ، وفي سورة فصلت مرة واحدة:

َ(وحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنْ الْجِنِّ وَالإِنْسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ (17)النمل

) (وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجاً مِمَّنْ يُكَذِّبُ بِآيَاتِنَا فَهُمْ يُوزَعُونَ (83) حَتَّى إِذَا جَاءُوا قَالَ أَكَذَّبْتُمْ بِآيَاتِي وَلَمْ تُحِيطُوا بِهَا عِلْماً أَمَّاذَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (84) وَوَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ بِمَا ظَلَمُوا فَهُمْ لا يَنطِقُونَ (85)النمل

وَيَوْمَ يُحْشَرُ أَعْدَاءُ اللَّهِ إِلَى النَّارِ فَهُمْ يُوزَعُونَ (19فصلت)  ، وبحسب فهمي الخاص :  (يتم دفعهم ، يساقون بدون إرادة منهم )مجرد رأي

(أوزعني ) جاءت في القرآن الكريم مرتان ، في سورة( النمل 19)وفي سورة (الأحقاف 15) 

هل تجد فرقا بين الآيتين ككل  ؟ هل الآية الأولى التي في النمل  خاصة بنبي الله سليمان فقط ؟  وهل الأية الثانية (في سورة الأحقاف ) عامة للبشر جميعا ؟ من وجهة نظرك هل لسليمان عليه السلام نصيب كباقي البشر في هذه الآية ؟  وهل للآيتين نفس الحساب في باب الإعجاز العددي ؟ اقرأ وقارن :

( فَتَبَسَّمَ ضَاحِكاً مِنْ قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحاً تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ (19)النمل

 :(في سورة الأحقاف :

 (وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَاناً حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهاً وَوَضَعَتْهُ كُرْهاً وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلاثُونَ شَهْراً حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحاً تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنْ الْمُسْلِمِينَ (15 الأحقاف)

طبعا اللفظ القرآني معجز ، ولا يستوي ان نضع مكانه اي لفظ آخر، وهذا وجه من وجوه الإعجاز القرآني ، لكن أنا فهمته قريب لـ   : قدرني ، ادفعني ،  إلزمني  ( والله اعلم ) 

وطلب سليمان من ربه هذا الدفع  ، فلماذا ؟ حتي  يشكر نعمة الله سبحانه عليه ، وعلى والديه ، ويمكننا تلخيص كل هذه النعم في كلمة واحدة جامعة : " العلم " عندما قال الله سبحانه : (وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ عِلْماً وَقَالا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي فَضَّلَنَا عَلَى كَثِيرٍ مِنْ عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ (15)النمل وان يستخدم هذا العلم في العمل الصالح الدي يرضى عنه الله سبحانه ، ولا يقع في المحنة التي كادت تفقده ملكه الذي هو في الأساس علم من الله سبحانه يفتح به كل الطرق ، واجبنا أن نتمسك بطلب العلم بمعناه الواسع الذي يتسع لكل أنواع المعارف وفي مقدمتها العلم القرآني ،  لأنه هو الملك الحقيقي ، لم ينس سليمان الدرس مطلقا لذا نراه في ديمومة قرب مع الله طالبا منه أن يدخله فِي عِبَادِه الصَّالِحِينَ ،برحمة الله فقط  ... نقول هذا لمن ينتظر الشفاعة بمعناها التراثي ، ويجعلها في حساباته  نترككم مع دعاء سليمان ربه ، وندعو الله  سبحانه معه :

( فَتَبَسَّمَ ضَاحِكاً مِنْ قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحاً تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ (19)النمل

ودائما صدق الله العظيم  

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

اجمالي القراءات 60996