خاطرة تهم النساء فقط.
لقد سمعت هذه الخاطرة من أستاذ كريم جاء فيها ما يلي مع التصرف:
تزوج شاب اسمه يحي بشابة اسمها مريم، وبعد أيام من زواجهما السعيد، خرجا في فسحة مشيا على الأقدام إلى حديقة عامة، وفي طرقهما لاحظت الزوجة محبة الناس الملفتة للنظر لزوجها، فالكل يبتسم له ويسلم عليه الذكور والإناث على حد سواء، كتمت الزوجة أنفاسها وبدأ تفكر في طريقة تحصن بها زوجها من المعجبات خاصة، ليبقى لها وحدها لا شريك لها فيه.
في يوم من الأيام تشجعت وذهبت إلى مشعوذ وطلبت منه أن يحصن زوجها يحي من كيد النساء، قال لها: إن الأمر سهل وصعب عليك تطبيقه، قالت: كيف ذلك؟ فقال لها إذا أردت تحصين زوجك إلى الأبد ولن يعشق غيرك، فعليك أن تحضري ثلاث شعيرات من شارب الأسد، وبذلك أضمن لك إخلاص زوجك لك وحدك لا شريك لك، خرجت من عنده وهي تفكر في كيفية الحصول على ثلاث شعيرات من شارب الأسد، فكرت ثم فكرت فتوصلت إلى شراء قطة لحم لترود بها أسد الغابة، وفعلا ذهبت إلى الغابة بقطعة من اللحم وما أن رأت الأسد مقبلا نحوها رمت بقطعة اللحم وهربت مهرولة إلى بيتها، ثم جاءتها فكرة أخرى اعتقدت أنها ستنال بها مبتغاها.
في هذه المرة تزينت كما تتزين لزوجها أو أكثر، وخرجت إلى الغابة مصحوبة بآلة موسيقية وجلست على ربوة وبدأ العزف على الآلة كاشفة زينتها ومحاسنها، فجاء الأسد يمشي الهوينة مطأطئا رأسه، فلما اقترب منها بسط ذراعيه أمامها وقلبها ينبض بسرعة خوفا من بطشه، وبدأ يقترب منها حبوا إلى أن وصل إلى فخذها المبسوط المكشوف، فوضع رأسه عليه وهو في سعادة تامة، وتشجعت فوضعت يدها على رأسه تمسحها وازدادت سعادته وانبسط فأصبح كالقط الأليف يحك رأسه إلى جسدها، فوضعت بين إصبعيها شعرة من شاربه ثم نتفتها، وكررت ذلك ثلاثا، ثم قامت لتنصرف لكن سعادته لم تنته بعد لأنه يشم منها عطرا طيبا ويرى زينة لم ير مثلها في حياته، لكنها قامت ومشت نحو بيتها وهو يرافقها ويمشي وراءها إلى أن وصلت إلى خارج حدود الغابة حيث السكان والمارة فتوقف ينظر إليها كأنه يرجو منها المكوث معه إلى الأبد...
عادت الزوجة إلى المشعوذ فرحة مسرورة لما توصلت إليه لتنال هدفها، وهو ربط زوجها معها إلى الأبد ولن تستطيع امرأة أخرى مراودته لأنها تعلم أن كيد النساء عظيم، لما دخلت على المشعوذ وضعت بين يديه الشعيرات الثلاث وقالت: لقد تحصلت على الشعيرات الثلاث فأرجو أن تجعل زوجي مُلكا لي وحدي. فقال المشعوذ: كيف حصلت على الشعيرات الثلاث من شارب الأسد؟ فقالت: بكل فخر واعتزاز تمكنت منه بذكائي وفطنتي وصبري، فقصت عليه القصة كما حدثت. فقال لها: ما دمت تمكنت من أخذ شعيرات من شارب الأسد وجعلته يتمرغ في أحضانك، فكذلك يمكنك فعل ذلك مع زوجك، أي أن تكوني دائما جديدة متجددة متزينة، لسانك عسل، وعيناك تسر الناظر إليها، وثغرك مبتسم فواح، وأنا أضمن لك بذلك إخلاص زوجك لك وحدك إلى الأبد...