ما زال هناك مــن يعتقد
أن الإكراه في الدين، هو واجب ومن صميم الدين !؟
حملت لنا الأخبار أن طالبة تدعى علياء المهدي ، اهتدت إلــــى التعبير - وبطريقتها الخاصة - عن حنقها ضد الحركة التي نتأت هذه المرة تحت اسم " داعش " وكان ذلك التعبير جريئا، حيث جلست هذه الغاضبة جلوسا على عَـلـَم " داعش " الأسود.
والوجه الثاني للغرابة ! كيف حدث أن لم يحرك أحد ساكنا منذ سنين أمام أولئك الذين أناخوا بكلكـلـهم الرجعي البليد المنتسب إلى عصور مظلمة !؟، وكيف لم يستأ أحدٌ ، ولم يعبر أحد عن استنكاره وغضبه لما فعل هؤلاء الذين وضعوا أثقالهم السوداء القاتمة على تلك التعاليم الربانية البيضاء السمحاء الرحيمة، الذين خنقوها وحاصروها، وأخيرا أطلقوا العنان لشياطين التعصب والعنف والكراهية ، ولسان حالهم يقول إننا نتحدى حتى التعليمة الربانية التي أنزلها الله العلي العظيم الرحمن الرحيم الودود حين قرر ما يلي : (وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا ) . الكهف 29.
*) نعم ، الظاهر أنهم لم يستحوا فهم يصنعون ما يشاؤون من الإفساد في الأرض، وقد تحدوا الآية ، رقم 256 في سورة البقرة : (لا إكراه في الدين قد تبيـن الرشد من الغـيّ...) وهم يعملون - إن استطاعوا - إلى تطبيق آفة النسخ والمنسوخ عليها لغرض تحويلها من ( لا إكراه في الدين ) إلى : ( بـل إن الإكراه في الدين هو من صميم الدين حتى وإن تبين الرشد من الغي ) .
*) وإن المفروض من الأفراد والجماعات من المؤمنين بالله حق الإيمان بالحديث المنزل، إن المفروض من الجميع أن يتحركوا ويهبوا متناهين عن هذا المنكر، بتصريحات ومسيرات ومواقف ووعظ وأرشاد ، ومقالات باستمرار، وبلا هوادة ، إن كانوا واعين حق الوعي وجادين في أن ما جاء في الآيات: 77+78+79 بسورة المائدة ليس بالهزل: (... ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبيس ما كانوا يفعلون ).