قراءة في سورة النحل
قراءة في سورة النحل

لطفية سعيد في الإثنين ٢١ - يوليو - ٢٠١٤ ١٢:٠٠ صباحاً

 

 وجوب عبادة الله الواحد الأحد ، لأنه سبحانه المستحق الوحيد للعبادة  جاءت على لسان جميع الرسل إذ نقلها الوحي في صيغة واحدة لينذروا بها أقوامهم ،  وقدعرفنا ذلك بدورنا بصورة متكررة ومؤكدة  في القرآن الكريم على لسان الرسل  جميعا .

وتأتي أهمية التوحيد في القرآن، ليس فقط في إقناع البشر بوجود إله خالق.. في عالم كثر فيه فكر الإلحاد ! بل لبطلان ما يجعلون لله شريكا ـ وهم كثر ـ من حجر أو بشر ،وأكثرهم لا يدرك حقيقة ما يفعل ،  و كما يقول عنهم القرآن :( قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً (103) الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً (104) أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْناً (105) ذَلِكَ جَزَاؤُهُمْ جَهَنَّمُ بِمَا كَفَرُوا وَاتَّخَذُوا آيَاتِي وَرُسُلِي هُزُواً (106الكهف ) ! فآيات القرآن تذكر كلا الفريقين ( الملحد والمشرك ) بجرمه وخطئه لعله يتذكر او يحدث له أمرا.

  ففي سورة النحل آيات ودلائل على وجوب عبادة الله سبحانه وحده  ، وموجبات عبادته سبحانه في ثنايا آياتها لا تعد ولا تحصى ، وسنحاول جاهدين أن نقف معا على بعض منها بأبسط الأساليب ، وأقل الكلمات دفعا للملل، وسيكون تناولنا بداية :  من الآية 1 إلى الآية 22 ،  تبدأ السورة  بـ " أتى أمر الله فلاتستعجلوه سبحانه وتعالى عما يشركون " و"أمر الله" يتضح  من الآية التي تليهافي نفس السورة  : ( ينزل الملائكة بالروح من أمره على من يشاء من عباده  أن أنذروا أنه لا إله إلا أنا فاتقون")  إذن (أمر الله  ) هو كلام الله ..وهو أيضا : وحي الله : القرآن الكريم ، وبدأت السورة بوجوب عدم استعجال أمر الله ، ولنتذكر  معا :قوله تعالى:في سورة طه:

 ( فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ وَلا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِنْ قَبْلِ أَن يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْماً (114طه

إذن اتضح  (أمر الله  )  وعدم الاستعجال في : (فلا تستعجلوه ) : وتختتم الآية الأولى بالهدف الأساس وهو: توحيد الله وعد م الإشراك به لعدم وجود مثيل له فهو  سبحانه يعلو فوق جميع خلقه لأسباب سوف تذكرها الآيا ت التالية بالتفصيل لكن

من يقوم بتوصيل الرسالة إلى الرسل ؟ يقوم بها الملك الموكل " الروح ".:(ينزل الملائكة بالروح من أمره على من يشاء من عباده )

دعنا نسأل :  ما الهدف من إرسال الوحي كما ذكرت الآيات :

 

هدف الوحي في إيجاز( إنذار الناس بتوحيد الله سبحانه  ): " أن أنذروا أنه لا إله إلا أنا فاتقون" فطالما أن توقن بتوحيد الله تعرف أنك حتما ستحاسب يوم الحساب ، فلابد أن  تتبع كل ما جاء به رسل الله جميعا 

لماذا يجب علينا عبادة الله وحده لا شريك له ي سورة كما ورد في سورة النحل :       

يجب علينا عبادة الله سبحانه، وعدم الإشراك به للأسباب الآتية

:1ـ خلق السموات والأرض   تعالى عما يشركون

 2 ـ خلق الإنسان من نطفة فإذا هو خصيم مبين

3 ـ والأنعام خلقها لكم فيها دفء ومنافع ومنها تأكلون

4 ـ أنزل من السماء ماء لكم منه شراب ومنه شجرفيه تسيمون

5 ـ سخر الليل والنهار والشمس والقمروالنجوم مسخرات بأمره

6 ـ سخر البحر لتأكلوا منه لحما طريا وتستخرجوا منه حلية تلبسونها وترى اللك مواخر فيه

7ـ وألقى في الأرض رواسي أن تميد بكم وأنهارا وسبلا لعلكم تهتدون

 8 ـ  وعلامات وبالنجم هم يهتدون

و بأسلوب موجز تلخص كل موجبات العبادة .. في آية موجزة الكلمات ، يقول تعالى : () أَفَمَنْ يَخْلُقُ كَمَنْ لا يَخْلُقُ أَفَلا تَذَكَّرُونَ (17)  )

وتعقب الآية 18 بتذكيرنا بنعم الله سبحانه التي لا نستطع عدها :

(وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها إن الله لغفور رحيم )

وأخيرا نأتي للآية 19  في قراءتنا وهي تخص الله سبحانه وحده المطلع على خفايا الصدور فيتساوى عنده السر والعلن : وتبدأ بذكر لفظ الجلالة : (والله يعلم ما تسرون وما تعلنون )وتأتي الآية  20 بعقد مقارنة بين  الخالق عز وجل  المستحق للعبادة  والمخلوق"الذين يدعون من دونه" تأكيد لما سبق قوله في الآية 17ــوَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لا يَخْلُقُونَ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ (20) أَمْوَاتٌ غَيْرُ أَحْيَاءٍ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ (21) 

الآية 21 لتعدد وجوه القصور البشري فهم  أموات لا يستطيعون دفع الموت عن أنفسهم  ،ولا الشعور بموعد بعثهم !

وأخيرا  تختتم الآية 22  بذكر الخلاصة  التي  كانت السبب الرنيس  : (الهكم  إله واحد )..والسبب في عدم إيمان الناس بالإله الواحد هو  حقيقة كشفها الله سبحانه : (قلوبهم منكرة وهم مستكبرون )  

ودائما صدق الله العظيم

 قَالُوا سُبْحَانَكَ لا عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (32) البقرة

 

                                                            

اجمالي القراءات 16733