تعليق يعتبر خاتمة لهذا الفصل : خطوة رائعة للرئيس السيسى : إصلاح مادة التربية الدينية
مقدمة :
1 ـ حين كتبت مدخلا لهذا الفصل الثالث فى عام 2000 ، بدأته بمدخل عن التعليم الفاسد وخطورته . وأنهيت نشر هذا الفصل ، وجاء خبر رائع عن خطوة رائعة للرئيس المصرى عبد الفتاح السيسى نشره موقع : ( موجز الأنباء )
http://www.mojaznews.com/misc/7974/
2 ـ يقول الخبر : ( اعلنت وزارة التربية والتعليم اليوم عن إصدار كتاب القيم والاخلاق الذى يدرس فى جميع مراحل التعليم بعد الغاء كتاب مادة التربية الاسلامية وتبديل المادة بمادة الاخلاق والقيم بعد أن شهد الشارع المصرى فى الفترة الاخيرة هبوط فى مستوى الاخلاق والقيم وتعرض الفتيات التى عمليات تحرش وغياب الاخلاق فى الشارع دفع الرئيس السيسى الى الغاء مادة التربية الاسلامية وعمل تحديث للمادة العلمية فى المنهج وزرع القيم والاخلاق فى الشارع من خلال مادة القيم والاخلاق التى سوف يتم التدريس بهذه المادة بدايه من العام الدراسي الجديد 2014-2015 وذلك بعد مشاورات بين الكنيسة والازهر الشريف لاهمية ذلك الموضوع.وقد حرص الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي على ضرورة الانتهاء من تحضير كتاب هذه المادة الجديدة لكى يتم تدريسها لجميع الطلاب بجميع المراحل الدراسية بالعام الدراسي الجديد.اكد وزير التعليم المصري انه يتم تغير كتاب مادة التربية الاسلامية واستبداله بكتاب الاخلاق والقيم بعد تدهور القيم والاخلاق عند معظم الشباب المصري وخاصة بعد تعدد حالات التحرش بالكثير من الميادين والشوارع والمحافظات.كما اكد وزير الاوقاف ان القيم والاخلاق اكدت عليها جميع الاديان السماوية وحرص على توضيح ان هذا الكتاب ايضا سوف يحتوى على معلومات عن حضارة الاسلام و سماحة الاديان.). كان لا بد من كتابة هذا التعليق ليكون خاتمة لهذا الفصل يذكّر بالمدخل المكتوب عام 2000 .
أولا :
1 ــ قضيت يوما سعيدا أمس ، فقد جاءت بشائر تحقيق ما كنت أحلم به من إصلاح ، وأحسست أن بعض ثمار معاناتى خلال الثلاثين عاما المنصرمة لم تذهب هباءا ، خصوصا فى مجال إصلاح التعليم واصلاح الأزهر . ويتذكر القارىء أن كتاب ومقالات ( مبادىء الشريعة الاسلامية وكيفية تطبيقها ) ذكر حزمة من الاصلاحات على رأسها إصلاح التعليم المصرى وإصلاح الأزهر وإصلاح المساجد .
2 ـ وسيأتى الوقت الذى أنشر المٌتاح من المعارك الفكرية التى دخلت فيها بسبب الدعوة للإصلاح ، ومنها معركة إصلاح التعليم المصرى ، المعروف بمشروع ( التعليم المصرى والتسامح ) والذى إنشغل به مركز ابن خلدون عامى 1989 : 1999 .، وكان التركيز فيه على اصلاح مادة التربية الدينية للمسلمين والمسيحيين ، ومادتى التاريخ والقراءة . وأسهمت فيه فى إصلاح مادة التربية الدينية الاسلامية ، بكتابة ( دليل المعلم ) بديلا عن ( دليل المعلم الرسمى لوزارة التربية والتعليم ) ثم وضعت مقترحات بديلة لمادة التربية الدينية الاسلامية فى التعليم الابتدائى و الاعدادى والثانوى . ثم كتبت سيناريو فيلم تراثى عن شخصية قبطية رائعة فى العصر العباسى ، ( نشرت القصة فى موقعنا بعنوان : قبطى عظيم فى عصر خليفة لئيم ) وفيلما تسجيليا عن ظاهرة مصرية مجهولة ، وهى إشتراك المسلمين فى إحتفالات مولد السيدة العذراء فى كنيسة مسطرد . وأنتجهما مركز ابن خلدون . بعد التأليف والانتاج دعا د سعد الدين ابراهيم رئيس مركز ابن خلدون كل المؤسسات المصرية الى مناقشة المشروع ، من مجلس الوزراءووزارة التربية والتعليم والأزهر والكنيسة والاعلام والمثقفين والمفكرين والكُتّاب والأدباء ، وفوجئنا بهجوم فظيع من مجلس الشعب ومجلس الوزراء والاعلام الرسمى والحزبى ، وتركز الهجوم على شخصى وما كتبته فى اصلاح مادة التربية الدينية الاسلامية . والذين هاجموا لم يقرأوا المكتوب ، بل إستطلعوا رأى الشيوخ الذين يهاجمون أى شىء منسوب لشخصى . وبعد أن قرأ بعضهم بعض المكتوب ونشره خفّ الهجوم فى العام التالى ، وهذا شجعنا على الانتقال الى المرحلة التالية للمشروع ، وهو تطبيقه خلال ألأجازة المدرسية بمناقشته مع مدرسين من الوزارة ، وقيامهم بتدريسه على عينات من الطلبة فى مراحل التعليم . وتم توزيع جوائز تفوق على المدرسين المتفوقين . ثم كانت المكافأة التى تلقيناها هى إعتقال د سعد الدين ابراهيم وغلق مركز ابن خلدون وإعتقال كثيرين من أهل القرآن من المشاركين فى رواق ابن خلدون الذى كنت أديره ، والمشاركين فى مشروع اصلاح التعليم ، وقبل إعتقالى شددت الرحال الى أمريكا لأنجو بحياتى ، لأن إعتقالى وحشرى مع المساجين الارهابيين الوهابيين يعنى حتما قتلى .
3 ـ وسيأتى الوقت لنشر المكتوب فى اصلاح مادة التربية الدينية الاسلامية بالتفصيل ، ولكن أعرض سريعا لمقدمة وفهرس موضوعات الكتاب الأول ( كتاب : دليل المعلم . )
ثانيا : لمحة عن كتاب ( مشروع التعليم والتسامح : رؤية في دليل المعلم : للتربية الدينية الإسلامية .د . أحمد صبحي منصور)
1 ـ ( مقدمة : ليس المقصودمن هذه الكتابة عن دليل معلم التربية الإسلامية هو تكرار ما سبق إيراده في دليل المعلم لسنوات الدراسة ، وإنما تقديم رؤية أصلاحية تناقش المنهج الذي تسير عليه مادة التربية الإسلامية وتحاول إصلاحه والاقتراب به أكثر من حقائق الإسلام ، ثم نتوقف مع معلم التربية الإسلامية ونعطي دارسة قرآنية حول حقائق الإسلام الكبرى التي ينبغي أن ينشأ عليها المسلمون أطفالا ويمارسوها كبارا . ثم نقدم في النهاية مقترحا بمنهج مشترك للتربية الدينية للمسلمين والمسيحيين على أن تكون مادة النجاح فيها بالمجموع . إن الإصلاح هو الهدف الذي نسعى إليه جميعا ..و مادة التربية الإسلامية هي أساس الإصلاح ،وإذا شابها ادني خطأ في المنهج أو في العرض أصبحت شديدة الخطورة على الوطن والموطنين .. ومن هنا لا ينبغي منذ البداية أن تكون مادة التربية الدينية للمسلمين والمسيحيين بؤرة التفرق والانقسام والاختلاف بين أبناء الوطن الواحد ، ولكن ينبغي أن تكون نقطة التلاقي والاتصال والتعاون على البر والتقوى والوقوف أمام الإثم والعدوان . وهذا هو المفهوم الحقيقي لحقائق الإسلام وهي تدعو إلى الحق والقسط والخير والحب والتسامح والصبر والسلام والعفة والتقوى . والتي تنهي عن الفحشاء والمنكر والبغي والظلم والشرور والتعصب والإرهاب والكراهية وكل ما هو مشين وقبيح ..ومادة التربية الدينية هي الميزان الحساس ، وأي ميل أو اعوجاج في هذا الميزان يكون خطيرا على الدين الوطن .وحبا في دين الإسلام والوطن كتبنا هذا البحث ..
والله المستعان . د. أحمد صبحي منصور ..1998 )
2 ـ ( الفهرس : القسم الأول : رؤية لمنهج التربية الإسلامية :
نماذج للتجاوزات والأخطاء في دليل المعلم (الرسمى ) :
أولا : تكفير الآخر . ثانيا : تجاهل الآخر. ثالثا : تجاهل مصر والمكانة المصرية في القرآن الكريم .
رابعا : تجاهل القصص القرآنى عن المصريين والمصريين الذين تحدث عنهم القرآن الكريم . خامسا : تجاهل مقاصد التشريع في القرآن : تجاهل التقوى الاسلامية .
القسم الثاني : توجيه لمعلم التربية الإسلامية :
أولا : التعرف على حقائق الإسلام : العدل والقسط . الحرية الدينية . التسامح ( من الإحسان إلى الصبر ). الإحسان والتسامح في الدعوة ، التسامح والعفو والغفران ، الإحسان بالقلب ، الإحسان والصبر. تشريعات القتال في الإسلام هدفها السلام وحرية العقيدة :
ثانيا : الموالاة والانتماء لمصر فرضية الانتماء لمصر.الخصائص المصرية المستفادة من القصص القرآني .
الخاتمة : حول منهج جديد لمادة التربية الدينية في التعليم العام : مقترح بمنهج عام مشترك للتربية الدينية الإسلامية والمسيحية في العقائد : (1 ) في العبادات (2) في السلوكيات والأخلاق و محاربة السلوكيات الهدامة . ملاحظات على كيفية التنفيذ .) انتهى .
أخيرا
1 ـ المُصلح متخصص فى السيئات ، ولا يمدح إلا مُضطرا . ولكنى بقلب مفتوح أسجل تقديرى للرئيس عبد الفتاح السيسى على بدئه بهذه الخطوة الاصلاحية ، وأتمنى أن يسير فى طريق الاصلاح التشريعى الدستورى والقانونى ، لأن محاربة الارهاب أمنيا لا تُجدى مع وجود دين الارهاب مسيطرا على القلوب والعقول متخفيا باسم الاسلام ، نريد تطبيق إصلاح كامل مؤسس على الجمع بين الحرية والعدل .
2 ــ طيلة حياتى ما دعوت لأى حاكم ولا نافقته ولا مدحته ، بل كنت ولا زلت ناقدا متخصصا فى السيئات . ولكن أرى تباشير خير فى الرئيس عبد الفتاح السيسى . أدعو أن يوفقه رب العزة جل وعلا ليصلح ما أفسده أسلافه .