تصحيح لخطأ في مقال الحجر الأسود

سامح عسكر في الخميس ١٢ - يونيو - ٢٠١٤ ١٢:٠٠ صباحاً

منذ عدة أيام عقدنا دراسة موجزة عن طبيعة ومقام الحجر الأسود في الإسلام، وأن الإسلام برئُ من الوثنية التي يدعو لها بعض المتخلفين والجهلة باسم قداسة الحجر الأسود ، ويتهمه به العديد من غير المسلمين الذين يرون هذه الطقوس- التي تحدث عند الحجر -هي مظهر فاضح من مظاهر الوثنية..

وقد اعتمدنا في المقال عدة أدلة تاريخية وعقلية تُفضي إلى نتيحة واحدة، وهي أن كل ما ورد في شأن قداسة الحجر ..وأنه من أحجار الجنة وأنه يغفر لمن يتمسه به ويقبله وأنه يأتي يوم القيامة بلسان وشفتين..ما هو إلا هرطقة وتخلف ازداء للعقل وللدين الإسلامي، فالنصوص القرآنية طافحة أنه لا مقام لأي حجر سوى لمعدنه ومكانته لخدمة الإنسان وليس لخدمة دينه، وهذه بعضاً من النصوص الدينية الصريحة بأنه لا قداسة لحجر..

1-إذ قال لأبيه ياأبت لما تعبد ما لا يسمع ولا يبصر ولا يغني عنك شيئا..(مريم22)

2-قال أفتعبدون من دون الله ما لا ينفعكم شيئاً ولا يضركم..(الأنبياء 66)

3-إن هي إلا أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم ما أنزل الله بها من سلطان..(النجم23)

وغيرها التي تتحدث بطريقة مباشرة وغير مباشرة عن حُرمة الاعتقاد بالحجر وتسميته بأسماء بشرية أو إعطائه وظيفة غير وظيفته.

 وعلى هذا الأصل قلنا في المقال أن القرآن يخلو من الحديث عن الحجر الأسود ، بل الموجود هو العكس أنه لا مكانة لحجر وأن الله أرسل الأنبياء بالإسلام كي يصححوا معتقداتهم الدينية والثقافية والسلوكية، أن الاعتقاد بالحجر أو بالبشر- أو بأيٍ من المخلوقات- هو انحرافُ عن الفطرة السليمة التي جبل عليها الناس منذ ولادتهم..

أما عن الخطأ فقد قلنا أن مالك في موطأه لم يذكر رواية عمر –المكذوبة- أن عمر كان يرى النبي يقبل الحجر، ففعل عمر-تقليداً-ما كان يفعل الرسول، وبعد المراجعة والتنبيه من أحد الزملاء الكتاب-في موقع آخر- تبين أن مالك ذكر الرواية في موطأه ، ولكن مع ذلك قلت في المقال أن شأن الموطأ كشأن بقية كتب الحديث التي تطفح بالكذب والوضع في حق الأنبياء..بل في حق الله..وعليه..

أعتذر عن هذا الخطأ للقراء أن بحثي لم يكن دقيقاً، وأن الخطأ لم يؤثر على ما وصلت إليه الدراسة من تحقيق تاريخي وعقلي وعلمي أن الحجر الأسود كأي حجر لا منزلة له في الإسلام، وأن كونه ملاصقاً لجدار الكعبة يعني كونه علامة إرشادية لهداية الناس إلى تنظيم الطواف فحسب، ولكن مع مرور الزمن توسع المحدثون –عن جهل وعن عمد-في تفسير طبيعة الحجر، وظهرت للناس روايات تعتقد في قداسته وأن له منزلة إلهية يضر وينفع وأن له لسان وشفتان وأنه يشفع للناس يوم القيامة، سبحانك ربي هذا بهتانُ في حقك وفي حق الرسول والمسلمين..

اجمالي القراءات 10583