اتصلت بالأستاذ والعالم الأزهري المعروف وقلت له: يا دكتور أريدك في حلقة هذا الأسبوع للبرنامج الذي أعده ويقدمه المذيع الكبير علان العلاني ، فرحب الشيخ وقال لي: عما سنتكلم في الحلقة؟ قلت: عن فوائد البنوك؟ فرزعني السؤال الذي حطم أنفي من قوته المباغتة قال: عايزها حلال أم حرام؟ حاولت أن ألم شتات نفسي وقلت: مش فاهم يا مولانا؟
فشرح لي: يعني عايز أجاوب أقول إيه؟ إنها حلال أم أفتي بأنها حرام؟
تمالكت أعصابي حرصًا علي توفير ضيف مضمون للبرنامج:
- عايزها اللي تعوزه يا دكتور؟
فأجاب بمنتهي الوضوح: ما أنا مش عارف يا إبراهيم أعوز إيه؟
رديت: زدني علمًا يا دكتور؟
زادني فقال: خايف أقول حرام ساعتها يزعل مني شيخ الأزهر (كان وقتها الشيخ طنطاوي رحمه الله ) وخايف أقول حلال يزعل مني زملاء أعزاء وأفاضل.
قلت: مش خايف ربنا هو اللي يزعل؟
أجاب ضاحكًا: أصلك مش واخد بالك فيه أدلة علي أنها حرام وفيه أدلة علي أنها حلال !
لم أستغرب أبدًا أن يتم تعيين هذا الدكتور الشيخ عضوًا بعدها في البرلمان ورئيسًا للجنة الدينية حتي إنني كنت أتخيله ينظر للدكتور فتحي سرور قبل أن يتكلم ويسأله: عايزها حلال أم حرام؟