الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ... وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ

Brahim إبراهيم Daddi دادي في الثلاثاء ١٣ - مايو - ٢٠١٤ ١٢:٠٠ صباحاً

عزمت بسم الله،

 

خلق الله تعالى الإنس والجن ليعبدوه، ولا يقبل أن يُشركوا به شيئا، لأنه سبحانه لا يشرك في حكمه أحدا، فقد بعث الله تعالى الرسل مبشرين ومنذرين وأنزل معهم الكُتب ليخرجوا الناس من الظلمات إلى النور. هُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ عَلَى عَبْدِهِ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لِيُخْرِجَكُمْ مِنْ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَإِنَّ اللَّهَ بِكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ(9). الحديد.لقد أنزل الله تعالى مع آخر الأنبياء كتابا ( القرءان العظيم) وتولى المولى تعالى حفظه، ولم يكلف عباده بحفظه كما كلف من قبلهم.( إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ وَكَانُوا عَلَيْهِ شُهَدَاءَ). (44) المائدة.  بل أمرهم بالتدبر والتفكر فيه ـ في القرءان العظيم ـ والعمل بما أنزل الله على رسوله من النور. (كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ)(29). ص. وقال سبحانه: الر كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنْ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ(1). إبراهيم.

قال رسول الله عن الروح الأمين عن ربه: وَهَذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ مُصَدِّقُ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَلِتُنذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَهُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ(92). الأنعام.

لقد بعث الله تعالى مع آخر الأنبياء محمد عليه وعلى جميع الأنبياء السلام، كتابا مصدقا لما بين يديه من الكتب المنزلة، لينذر به أم القرى ومن حولها، والذين يؤمنون بالآخرة يؤمنون به ( أي بالكتاب وهو القرءان العظيم) فالذين يؤمن بالكتاب  وبالآخرة التي أنذر بها الرسول وحذر فإنهم يحافظون على صلاتهم، ( أي يداومون على صِلتهم بربهم) فلا يسهوا عن الصلاة ولا يتركوها أبدا. قال رسول الله عن الروح الأمين عن ربه: إِلَّا الْمُصَلِّينَ(22) الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ(23). المعارج. وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ(34). المعارج.

 

في هذا المقال أود أن أوجه عناية المؤمنات إلى أمر خطير في نظري، وهو تركهن للصلاة والصوم أيام طمثهن فيكنن بذلك قد قطعن صلتهن بربهن لأيام معدودات، لا يذكرن الله تعالى فيها ولا يقمن الصلاة التي لم ترفع عن مؤمن بالغ عاقل أبدا،  إلا بروايات وأحاديث مختلفة متناقضة ظنية مخالفة لأمر الله تعالى الذي يقول: إِنَّ الْإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا(19)إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا(20)وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا(21)إِلَّا الْمُصَلِّينَ(22)الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ(23).... وَالَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ(26)وَالَّذِينَ هُمْ مِنْ عَذَابِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ(27)إِنَّ عَذَابَ رَبِّهِمْ غَيْرُ مَأْمُونٍ(28)... وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ(34)أُوْلَئِكَ فِي جَنَّاتٍ مُكْرَمُونَ(35). المعارج.

لقد أُخرجت المرأة من زمرة الذين هم على صلاتهم دائمون والذين هم على صلاتهم يحافظون بروايات ظنية مختلفة تاركين وراء ظهورهم أمر الله تعالى الذي يقول: وَأَنْ أَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَاتَّقُوهُ وَهُوَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ(72). الأنعام.

 

أضع بين أيديكم جملة من الأسئلة لتجيب عليها كل مؤمنة بيوم الدين يوم يتبرأ الذين اتُّبعوا من الذين اتَّبِعُوا. إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنْ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوْا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمْ الْأَسْبَابُ(166). وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّءُوا مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمْ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنْ النَّارِ(167). البقرة.

1.    إن الله تعالى حرم في سورة النساءعلى المجنب والسكران القرب من الصلاة، حتى يغتسل المجنب ويعلم السكران ما يقول. قال رسول الله عن الروح الأمين عن ربه:  يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ وَلَا جُنُبًا إِلَّا عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّى تَغْتَسِلُوا وَإِنْ كُنتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنْ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمْ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا غَفُورًا(43). النساء.

2.    هل حرم المولى تعالى على الحائض القرب من الصلاة حتى تطهر، كما حرمها على المجنب والسكران بنص القرءان؟

 لأن الله تعالى حرم على الرجال القرب من النساء في المحيض حتى يطهرن ويتطهرن، ولم يحرم عليها بنص القرءان القرب من الصلاة ولا ترك الصوم في رمضان، فهل يمكن أن يحرم ذلك غير الله تعالى؟

 قال رسول الله عن الروح الأمين عن ربه: وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ وَلَا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمْ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ(222)نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ وَقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ مُلَاقُوهُ وَبَشِّرْ الْمُؤْمِنِينَ(223). البقرة.

ومن المفارقات أن أهل الحديث ـ أهل الدين الأرضي ـ، أداروا ظهورهم عن أمر الله تعالى القاضي باعتزال النساء في المحيض، فإذا بهم يأمرون النساء باعتزال الصلاة والصوم أيام الحيض!!!

3.    كيف ستلقى ربها المؤمنة بيوم الدين التي تموت وهي تاركة للصلاة والصوم؟

4.    هل سيشفع فيها أخوها أو أمها أو أبوها أو زوجها أو بنوها، ـ أو حتى أرباب الدين الأرضي ـ أليس لكل امرئ منهم يومئذ شأن يُغنيه؟

قال رسول الله عن الروح الأمين عن ربه:  فَإِذَا جَاءَتْ الصَّاخَّةُ(33)يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ(34)وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ(35)وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ(36)لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ(37). عبس.

5.    لقد جاء تحريم الصلاة والصوم على الحائض عن طريق روايات مختلفة متناقضة نسبت إلى من لا ينطق عن الهوى محمد عليه وعلى جميع الأنبياء السلام، فقد نسب إليه أنه قال :

226 حدثنا محمد قال حدثنا أبو معاوية حدثنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت ثم جاءت فاطمة   بنت أبي حبيش  إلى النبي  صلى الله عليه وسلم  فقالت يا رسول الله إني امرأة أستحاض فلا أطهر أفأدع الصلاة فقال رسول الله  صلى الله عليه وسلم  لا إنما ذلك عرق وليس بحيض فإذا أقبلت حيضتك فدعي الصلاة وإذا أدبرت فاغسلي عنك الدم ثم صلي قال وقال أبي ثم توضأ لكل صلاة حتى يجيء ذلك الوقت.

البخاري ج 1 ص 91 قرص 1300 كتاب.

6.    هل مثل هذه الرواية تقضي على القرءان الذي جاء فيه: وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى(132). طه. ؟

333 وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب قالا حدثنا وكيع عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت جاءت فاطمة   بنت أبي حبيش  إلى النبي  صلى الله عليه وسلم فقالت ثم يا رسول الله إني امرأة استحاض فلا أطهر أفأدع الصلاة فقال لا إنما ذلك عرق وليس بالحيضة فإذا أقبلت الحيضة فدعي الصلاة وإذا أدبرت فاغسلي عنك الدم وصلي .

مسلم ج 1 ص 262 قرص 1300 كتاب.

إذا كان وجود الدم لا تصح به الصلاة والصوم فكيف ينسب إلى الرسول عليه وعلى جميع الأنبياء السلام، أنه يأمر بنت أبي حبيش بالصلاة مع وجود دم يسمى ( دم الاستحاضة)؟؟؟

قال رسول الله عن الروح الأمين عن ربه: وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ(110). البقرة. وَأَنْ أَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَاتَّقُوهُ وَهُوَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ(72). الأنعام.

277 حدثنا يعقوب بن إبراهيم ثنا عبد الرحمن بن مهدي ثنا صخر بن جويرية عن نافع ثم بإسناد الليث وبمعناه قال فلتترك الصلاة قدر ذلك ثم إذا عملا الصلاة فلتغتسل ولتستثفر بثوب ثم تصلي     278 حدثنا موسى بن إسماعيل ثنا وهيب ثنا أيوب عن سليمان بن يسار عن أم سلمة بهذه القصة قال فيه ثم تدع الصلاة وتغتسل فيما سوى ذلك وتستثفر بثوب وتصلي قال أبو داود سمى المرأة التي كانت استحيضت حماد بن زيد عن أيوب في هذا الحديث قال فاطمة   بنت أبي حبيش      279 حدثنا قتيبة بن سعيد ثنا الليث عن يزيد بن أبي حبيب عن جعفر عن عراك عن عروة عن عائشة أنها قالت ثم إن أم حبيبة سألت النبي  صلى الله عليه وسلم  عن الدم فقالت عائشة فرأيت مركنها ملآن دمافقال لها رسول الله  صلى الله عليه وسلم  امكثي قدر ما كانت تحبسك حيضتك ثم اغتسلي قال أبو داود ورواه قتيبة بين أضعاف حديث جعفر بن ربيعة في آخرها ورواه علي بن عياش ويونس بن محمد عن الليث فقالا جعفر بن ربيعة     280 حدثنا عيسى بن حماد أخبرنا الليث عن يزيد بن أبي حبيب عن بكير بن عبد الله عن المنذر بن المغيرة عن عروة بن الزبير أن فاطمة   بنت أبي حبيش  حدثته أنها ثم سألت رسول الله  صلى الله عليه وسلم  فشكت إليه الدم فقال لها رسول الله  صلى الله عليه وسلم إنما ذلك عرق فانظري إذا أتى قرؤك فلا تصليفإذا مر قرؤك فتطهري ثم صلي ما بين القرء إلى القرء.

سنن أبي داود ج1 ص 72 قرص 1300 كتاب.

 

والطامة الكبرى أن ينسب إلى الرسول أنه أمر بما حرم الله تعالى وهو اعتزال النساء في المحيض وعدم القرب منه حتى يطهرن ويتطهرن، لكن البخاري يأبى إلا أن يأتي الزوج زوجته في المحيض أيام الاستحاضة (وهو وجود الدم في المحيض!!!). 323 حدثنا معلى بن أسد قال حدثنا وهيب عن عبد الله بن طاوس عن أبيه عن بن عباس قال ثم رخص للحائض أن تنفر إذا حاضت وكان بن عمر يقول في أول أمره إنها لا تنفر ثم سمعته يقول تنفر إن رسول الله  صلى الله عليه وسلم  رخص لهن   باب إذا رأت المستحاضة الطهر قال بن عباس تغتسل وتصلي ولو ساعة ويأتيها زوجها إذا صلت الصلاة أعظم     324 حدثنا أحمد بن يونس عن زهير قال حدثنا هشام عن عروة عن عائشة قالت قال النبي  صلى الله عليه وسلم  ثم إذا أقبلت الحيضة فدعي الصلاة وإذا أدبرت فاغسلي عنك الدم وصلي . 

البخاري ج 1 ص 123 وما بعدها، قرص 1300 كتاب.

 

7.    هل سيعاقب المولى تعالى المرأة التي لم تترك الصلاة والصوم أيام حيضها؟ بل داومت وحافظت على صلتها بربها ولم تترك الصلاة، وأدت جميع العبادات التي أمر الله تعالى بها، راجية منه سبحانه المغفرة والرحمة فيما سهت فيه ونسيت...

8.    هل سيعاقب المولى تعالى المرأة التي لم تداوم ولم تحافظ على الصلاة ؟؟؟ استنادا إلى أحاديث ما أنزل الله بها من سلطان، فهي أحاديث فيها اختلاف كثير لأنها من عند غير الله تعالى ولأنها تتناقض مع محكم التنزيل، فهل الواجب اتباع ما أنزل الله تعالى، أم اتباع ما قيل عن رسول الله عن طريق الروايات الظنية المختلفة؟؟؟؟

 

ختاما يقول المولى تعالى: أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا(82). النساء. صدق الله العظيم لقد وجدنا اختلافا كثيرا في الروايات المنسوبة إلى رسول الله عليه وعلى جميع الأنبياء السلام...

والسلام على من اتبع هدى الله تعالى فلا يضل ولا يشقى.

 

 

اجمالي القراءات 28147