ورد في القرآن الكثير من الألفاظ و المختلفه في التركيب الحرفي و نجد أن المفسرين أو الكثير يرون أن هذه الألفاظ لها نفس المرادفات(المعني). حتي أتي من الباحثين و المفكرين الذين بدأو يتدبروا بعمق في ألفاظ القرآن حتي هداهم الله إلي نظرية و قاعدة ذكرها الله في كتابه و غفلنا عنها و هي نظرية المحكم و المتشابه . و أن ليس هناك مرادفات في القرآن الكريم. و من هؤلاء المفكرين هم الدكتور المهندس المفكر و الباحث محمد شحرور و المهندس المفكر الباحث عدنان الرفاعي. و موضوعنا الآن هو الفرق بين ألفاظ :أنزل , أتي, نزّل.
المحكم و المتشابه
قال الله تعالي:
ُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آَيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آَمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ آل عمران (7)
هذه الآيه ترسم لنا هذه القاعده حيث أن كل لفظ(كلمه) في القرآن مذكوره في أكثر من موقع: منها محكم: أي أن المعني واضح و محكم ليس هناك مجال للتأويل, و منها ما هو متشابه أي أن المتشابه هذا يمكن تأويل المعني حسب مايراه أي قارئ.
هنا في موضوعنا نجد أيضا مثال للمتشابه و المحكم حيث نجد أن لفظ أنزل ورد في كثير من الأيات(أكثر من 92 مره) منها محكم و آخر متشابه. كيف هذا؟
المعني المحكم:
(إنزال مادي) أي أن الإنزال لشئ مادي "محسوس مادي" يري بالعين و يلمس باليد):
أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَدًا رَابِيًا وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ ابْتِغَاءَ حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ مِثْلُهُ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ الرعد (17)
وَاللَّهُ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ النحل (65):
الماء هنا مادي و إنزاله لابد أن يكون إنزالا ماديا.
وَقَالُوا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ مَلَكٌ وَلَوْ أَنْزَلْنَا مَلَكًا لَقُضِيَ الْأَمْرُ ثُمَّ لَا يُنْظَرُونَ الأنعام (8):
الملك هنا هو مخلوق مادي فهو إنزال ماديا.
وَيَقُولُونَ لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آَيَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَقُلْ إِنَّمَا الْغَيْبُ لِلَّهِ فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ يونس (20):
الآيه هنا آية ماديه محسوسه مثل آيات الرسل السابقيم مثل المائده لعيس و العصي لموسي و الناقه و غيرها....... فالإنزال هنا مادي
قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنْزِلْ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ تَكُونُ لَنَا عِيدًا لِأَوَّلِنَا وَآَخِرِنَا وَآَيَةً مِنْكَ وَارْزُقْنَا وَأَنْتَ خَيرُ الرَّازِقِينَ المائدة (114):
هنا المائده شئ مادي و إنزالها معناه مادي.
قَالَ اللَّهُ إِنِّي مُنَزِّلُهَا عَلَيْكُمْ فَمَنْ يَكْفُرْ بَعْدُ مِنْكُمْ فَإِنِّي أُعَذِّبُهُ عَذَابًا لَا أُعَذِّبُهُ أَحَدًا مِنَ الْعَالَمِينَ المائدة (115)
هنا جاءت كلمة(لفظ نزّل) الذي يشير إلي الإنزال المصحوب بالقوه و التنظيم و العنايه التي من لدن المولي. و هنا صيغه مبالغه في الإنزال.
إستثناء عن المحكم:المعني الإضافي:
لكل لفظ معني إضافي متوقف علي المضاف إلي هذا اللفظ(أنزل) الإضافه حيث يضاف إلي اللفظ كلمة أخري تغير المعني فيختلف المعني من المحكم مثل الآيات التاليه:
هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَعَ إِيمَانِهِمْ وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا الفتح (4) . هنا تم إضافة"في قلوب المؤمنين" فيظهر المعني أنه تنزيل معنوي فالسكينة هنا معني (معنوي) فبهذه الإضافه يتغير المعني المحكم إلي معني آخر يتوقف علي المضاف إليه و هنا " في قلوب المؤمنين"
قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ البقرة (97)
هنا إنحرف معني نزّل المحكم لإلي معني آخر و ذلك بسبب إضافة "علي قلبك" حيث أن القلب هنا يعتبر مستقبل معنوي فإن نزل هنا معنوي علي قلب الرسول.
المتشابه في معني لفظ أنزل:
اللفظ المتشابه ينحسر في لفظ إنزال الكتاب أو القرآن و نشاهدة في الآيات التاليه:
اللَّهُ الَّذِي أَنْزَلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ وَالْمِيزَانَ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ قَرِيبٌ الشورى (1).....هنا ممكن أن يكون إنزال مادي أو معنوي فهنا المعني متشابه أي يمكن الإختلاف عليه إما إنزال مادي أم معنوي.
أفَمَنْ يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَى إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ الرعد (1)هنا أيضا يتشابه علي القارئ معنيين : الإنزال المادي أو المعنوي
و هناك أيات متشابهات من سياق الآيه و ليس من سياق اللفظ حيث نشاهد هنا:
ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَنْزَلَ جُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا وَعَذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَذَلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ التوبة (26):
هنا من سياق اللفظ نشاهد أن اللفظ أنزل في المحكم هو مادي و من سياق الآيه نشاهد أن مانزله الله هو الجنود التي لم يرها المسلمون حينذاك فهنا إنزال مادي.
نزّل:
قَالَ اللَّهُ إِنِّي مُنَزِّلُهَا عَلَيْكُمْ فَمَنْ يَكْفُرْ بَعْدُ مِنْكُمْ فَإِنِّي أُعَذِّبُهُ عَذَابًا لَا أُعَذِّبُهُ أَحَدًا مِنَ الْعَالَمِينَ المائدة (115):
منزّلها علي وزن مفعّلها و التشديد هنا يشير علي أن الإنوال المادي مشدّد و لذلك من عظمة الحدث.
اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ الزمر (23)
هنا تعظيم لشأن الذي أنزله الله لعظمة التدابير الإلهيه في التنزيل.
أتي, آتينا, آتيناك :
هنا تنطبق القاعده السالفة الذكر و هي المحكم و المتشابه و الإضافي
المعني المحكم:
المعني المعنوي( الغير ملموس و الغير مباشر)
وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ هُوَ الْحَقَّ وَيَهْدِي إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ سبأ (6): -
العلم يعتبر معنوي و دراسه فهو يُأتي من الله.
وَلَقَدْ آَتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا بِهِ عَالِمِينَ الأنبياء (51):
فالرشد هنا معنوي فأتاه الله شئ معنوي بطريقه معنويه.
وَلَقَدْ آَتَيْنَا دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ عِلْمًا وَقَالَا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي فَضَّلَنَا عَلَى كَثِيرٍ مِنْ عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ النمل (15):
..العلم هنا معنوي فالإتيان هنا أيضا معنوي و ليس ماديا.
وَلَقَدْ آَتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ وَمَنْ يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ لقمان (12).:
الحكمه هنا معنويه فالمولي يأتيها من يريد إتيانا معنويا أيضا.
وَلَقَدْ آَتَيْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ الجاثية (16):
هنا أتي الله بني إسرائيل الكتاب ليس بطريقه مباشره(إنزال) و لكن عن طريق التبليغ الغير مباشر و الدراسه.
فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ وَكُلًّا آَتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا وَسَخَّرْنَا مَعَ دَاوُودَ الْجِبَالَ يُسَبِّحْنَ وَالطَّيْرَ وَكُنَّا فَاعِلِينَ الأنبياء (79):
هنا الحكم و العلم معنوي فمعني(الوسيله=الإتيان) معنوي
وَإِذًا لَآَتَيْنَاهُمْ مِنْ لَدُنَّا أَجْرًا عَظِيمًا النساء (67):
الأجر معنوي فالإتيان معنوي.
وَآَتَيْنَاهُمْ آَيَاتِنَا فَكَانُوا عَنْهَا مُعْرِضِينَ الحجر (81):
الذين أعرضوا هم الأتباع الذين وصلتهم الآيات عن طريق رسولهم(الذي أتاها الله إياها ثم أنزلها الله عليه)فهنا الإتيان معنوي.
وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آَتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ يوسف (22):
هنا الإتيان معنوي خاص بالحكم اللدني و العلم اللدني. و كذلك في هذه الآيه:
وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى آَتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ القصص (14)
وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آَتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ الأنعام (83):
الحجه هنا أساسها العلم اللدنّي الذي يؤتيه الله من لدنه علي من يشاء من عباده و هنا هو إبراهيم.
كَذَلِكَ نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ مَا قَدْ سَبَقَ وَقَدْ آَتَيْنَاكَ مِنْ لَدُنَّا ذِكْرًا طه (99):
الإتيان هنا بالذكر من لدن المولي( الذكر اللدني)
وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِمَنْ آَمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا وَلَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الصَّابِرُونَ القصص (80):
الذين أتاهم الله العلم أي يسر لهم سبل العلم و الدراسه(العلم اللدني)
و نشاهد أن الإتيان تكرر كثيرا مصحوبا بالعلم, الحكمه, الكتاب, الذكر.....و كلا من لدن المولي و لذلك نطلق عليه الحكم. العلم الذكر اللدنّي.
الإستثناء من المحكم:
إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ وَآَتَيْنَاهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا الكهف (84) :
هما أيضا إستثناء عن المحكم سببه الإضافه حيث تم إضافة "من كل شئ" أي ما هو معنوي(علم-حكمه)و أيضا ما هو مادي
المعني المتشابه:
ينحصر المعني المتشابه في اتينا الكتاب حيث أن هنا يحتمل أن يكون الإتيان مادي أو معنوي و خاصة عندما يتكلم الله إلي رسول من رسله. حيث أن كلام المولي علي إتيان الأتباع يكون واضح أن المعني معنوي و ليس مادي.
وَلَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ فَلَا تَكُنْ فِي مِرْيَةٍ مِنْ لِقَائِهِ وَجَعَلْنَاهُ هُدًى لِبَنِي إِسْرَائِيلَ السجدة (23):
فهنا يتشابه المعني بين مادي و معنوي.
و السؤال هنا إن كان المقصود المعني المادي فلماذا لم يستعمل المولي لفظ أنزل بدلا من أتي؟؟؟؟؟؟؟ حيث أن هناك فرق و ليس هناك ترادف فكل لفظ يشير إلي معني مستقل و مختلف عن نظيره!!!!!!
فما الفرق بين أتي و أنزل؟
في المعني المحكم لكلا منهما نجدأن معني:
أنزل =إنزال مادي مقرونه دائما بالآيات المرئيه و المحسوسه ماديه. ففي إنزال الكتاب فهو إنزال مادي لكتاب مكتوب من لدن الله(الكتاب اللدنّي)
أتي= إتيان(توصيل= وحي) معنوي أي إيحاء من الله و هذا الإيحاء يكون معنوي علي قلب الذي يأتيه الله و هذا المعني يتمشي مه المعني المضاف لأنزل علي القلب(معنوي)
ا منه نوعان:
إتيان(وحي)مباشر: عن طريق الإتيان مباشر لشخص مثل النبي محمد(ص)
إتيان غير مباشر: ناتج عن التدبر و الدراسه(العلم اللدنّي)
وَالَّذِينَ آَتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَفْرَحُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمِنَ الْأَحْزَابِ مَنْ يُنْكِرُ بَعْضَهُ قُلْ إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ وَلَا أُشْرِكَ بِهِ إِلَيْهِ أَدْعُو وَإِلَيْهِ مَآَبِ الرعد (36.). هذه الآيه المحكمه من أولها لآخرها.
الذين هنا تشير إلي من أتاهم الكتاب عن طريق رسولهم. أي اتباع الرسل من قبلك أي النصاري و اليهود فهم أتاهم الكتاب (لم ينزله الله عليهم بل علي رسولهم ) ووصل لهم الكتاب فيتغير(يتدرّج) المعني من إنزال إلي اتاهم.
و هذه الآيه تفرق بين معني أنزل و أتي....
إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَآَتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا النساء (163)
وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ هُوَ الْحَقَّ وَيَهْدِي إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ سبأ (6):
هذه الآيه الكريمه توضح الفرق بين أتي و أنزل توضيحا جليا لمن كان له سمع و بصر يسمع و يبصر به. فيها نشاهد أن الإتيان إختص بالعلم و هو عن طريق الدراسه و التدبر و هؤلاء اللذين أتاهم الله العلم(أتي=معنوي)=(عطاء من الله حيث أنه إتيان من اللع أي أن هذا العلم (اللدني ) يؤتيه الله من يشاء. هؤلاء الذين يحصلون علي( العلم اللدّنّي).
أجيبوني هل الكتاب أوحاه الله معنويا علي قلب محمد(ص)؟ أم ماديا (مكتوبا من لدن الله........ أم في البدايه كان وحيا معنويا علي قلب محمد(ص) ثم بعد ذلك أنزله ماديا مكتويا؟؟
هل الإحتمال الثالث هو الأقرب للصح بما أن الرسول رأي جبريل مرتين:وَلَقَدْ رَآَهُ نَزْلَةً أُخْرَى النجم (13) ؟
نبؤني بعلم إن فهمتهم ما فتح الله علي به و آتاني شرحه هنا أعلي.