جاءتنى هذه الرسالة على موقع ( اهل القرآن ) فى صفحة الفتاوى . ولخطورتها أنشرها فى هذا المقال :
يقول مُرسل الرسالة : ( السلام عليكم انا شاب من ( .... ) لازلت صغيراً فقط 16 سنة بدأت بمشاهدة المواقع الجنسية قبل 3 أشهر او .. وكنت اشاهد مقاطع عادية للجماع بين الرجل و المرأة ، لأسد حاجتي الجنسبة و لكن بعد مدة بدأت با الميل إلى جنس جديد و هو تقبيل اقدام المرأة بأغراض جنسية للتلذذ فقط ، و لكثرة زيارتي وقعت في مقاطع جنسية لشواذ في البداية قلت يعع ممل جداً. و لم اشاهده حتى . و لكن بعد مدة اصبحت اشاهد نساء يعذبن الرجال { إمرأة سادية } و اخذت امارس العادة السرية بمشاهدة هذه الفيدوهات و لكن و فجأة شاهدت مقطع فيديو الإمرأة سادية تمسك برجل يمتص في ... رجل اخر ... فبدأت أهتم بهم و الأن أصبحت افكر اني امارس الجنس مع أصدقائي و .. فقط عندما امارس العادة السرية في الخارج اتكلم معهم بشكل عادي و حتى تصرفاتي لم تتغير إتجاهم اي اني لم اصبح شاذا ، و لكن عند ممارسة العادة السرية ابدا بتخيل نفسي امص ... اصدقائي و غيرها ... انا اخشى انا اخبر عائلتي فهي عائلة محترمة و قد يعاقيونني اشد العقوبات لو علمو ا بأني اشاهد الماوقع الجنسبة + امارس العادة السرية على مقاطع للواط ... انا مستعد لكي اقتل نفسي و لا اعيش حياة شواذ انا احب انا اكون رجل ذو شأن عظيم و له مكانة في العالم ... يا ربي سامحني فقط حتى ان حياتي اصبحت مملة احسست با ن ليس لدي مستقبل رغم اني في 16 من عمري فقط :/ و اخاف انا اذهب إلى طبيب نفسي او ما شابه بذلك خوفاً من أن تصل الكلام إلى أمي و أبي .... و الله انا محتار ماذا افعل بنفسي حتى اني افكر احيانا في الإنتحار على العيش ذليل مذلول كا لنساء ... هل هناك حل للقضاء على هذا الشذوذ ؟ هل انتحر ؟ هل لو قتلت نفسي سا أدخل للجنة ؟ كثير من الأسئلة انتظر جوابك يا شيخ .. ملاحظة : الإميل كتبته غلط . انا خائف للدرجة لا تتصور. لو ممكن ترد عليا هنا و لا تقوم با اي تليمح اني نشرت هذا او سالتك عنه و بارك الله فيك ) إنتهى .
إبنى العزيز : أشكرك على صدقك فى التعبير ، وأرى في هذا صدقا فى الرغبة فى التوبة . وسأنشر سؤالك فى هذا المقال مع حذف اسمك وبلدك ، نظرا لأهمية السؤال لمن هم فى مرحلتك العُمرية وللآباء والأمهات . رسالتك تثبت خطورة المواقع الاباحية على تدمير الشباب المراهق ، ولعلها تكون جرس إنذار لكل من يهمهم الأمر ، وهم بالملايين. لذا فإن النصيحة الأولى لك أن تمتنع نهائيا عن الدخول لتلك المواقع الاباحية ، وأن تشغل نفسك بما هو نافع لك فى حاضرك ومستقبلك . وتذكر : إنه عليك أن تشغل نفسك بالحق حتى لا تشغلك نفسك بالباطل. وهذا يحتاج توضيحا :
2 ـ أنت الآن على أعتاب الرجولة وتحمل المسئولية والتكليف ، أنت تجتاز مرحلة خطرة فى حياتك ، تحدث فيها تحولات جسدية ونفسية وعقلية هامة ، وربما تؤثر فى مستقبلك . وقد يحدث فيها تشوش بسبب عوامل خارجية ( كالمواقع الاباحية ) بمثل الذى تتحدث عنه ، وهذا شىء طبيعى وعادى . المهم كيف تعرف أن تجتاز مرحلة المراهقة هذه بأقل قدر من الأخطار . هذا هو موضوعنا .
3 ـ أنت الآن تتمتع بنعمة الصحة ( وفوران الشباب ) وتتمتع بالوقت . هاتان النعمتان قد تتحولان الى كارثة لو أسأت إستغلالهما ، أى تستغل وقت الفراغ فى تلبية غرائزك الجنسية والادمان على المواقع الاباحية بما يوقعك فى مصائب نفسية و تهيؤات جنسية شاذة وغير شاذة كما يحدث لك الآن . ويمكن أن تستفيد من الصحة ووقت الفراغ بأن تشغل نفسك فيما ينفعك فى مستقبلك ، الفيصل هنا هو مدى قدرتك على التحكم فى نفسك وغرائزك . إذا تمكنت من التحكم فى نفسك فأنت ناجح ، وإن استسلمت لغرائزك وتحكمت فيك أهواؤك فستظل ضعيف الشخصية ، خاملا خائبا طيلة حياتك . من المستحيل أن يقتل الانسان غرائزه فى داخله، ومن المستحيل أن يتجاهلها ، ومن الصعب جدا فى مرحلة المراهقة التخلص من عنفوان وسيطرة الغريزة الجنسية إلا بأن تعلو فوقها ، بأن تشغل نفسك عنها ، وأن تداريها وتؤجلها ببديل نافع تستغل فيه نعمة الوقت ونعمة الصحة .
4 ـ إبدأ من الآن ومبكرا ـ وانت فى مطلع شبابك أن ترسم لنفسك هدفا نبيلا تحققه فى حياتك ، وتعمل له من الآن ، ومن أجله تتجنب الانقياد لغرائزك . بمعنى أن تؤجل الاستجابة لها الى أن تتزوج ، وبعد تحقيق مرحلة من مراحل هدفك المنشود . إجلس مع نفسك وتفكر فى مستقبلك . ماذا تريد أن تكون ؟ هل تريد أن تكون مهندسا ؟ طبيبا ، متخصصا فى التكنولوجيا ؟ فى الحاسبات الهارد وير والسوفت وير ؟ هل تريد أن تكون أديبا ؟ كاتبا ؟ باحثا ، قصاصا ؟ فنانا مطربا ، ملحنا موسيقيا رساما ممثلا مخرجا ؟ فى مرحلة المراهقة تتفتح فى داخل الانسان بوادر طاقات إبداعية من الشعر و التمثيل وغيرها . المهم أن تختار طريقا لحياتك وعملك ، وتبدأ من الآن العمل من أجله بالآتى : أن تتفوق فى دراستك الثانوية ، كى تتأهل لدخول الكلية التى تتخصص فى المهنة التى تحبها ( الطب ، الهندسة ، الصيدلة ، الآداب .الفنون .الخ ) ، ثم لا تكتفى بالتفوق فى دراستك الثانوية بل تتعود وبكل جدية على القراءة ، سواء فى الكتب أو فى الانترنت ، وكل المعلومات متاحة على الانترنت ، أى بدلا من مواقع الفساد والجنس عليك بالبحث عن المعلومات التى تفيدك فى تخصصك المطلوب .
5 ـ قبل هذا وبعده يا بنى ، عليك أن تتعود الصلاة ، وأن تتعود الخشوع فيها ، وتعلم أنك بالصلاة تخاطب ربك جل وعلا ، تدعوه وتسبحه وتقدسه وترجو منه الخير وأن ينجيك من نفسك التى تأمرك بالسوء والفحشاء ، وأن تتعلم من الصلاة أن تكون طاهرا نظيفا مُحسنا للناس فعّالا للخير فى مجتمعك . لقد منحك ربك جل وعلا 24 ساعة كل يوم . تأدية الصلاة بالفرائض الخمسة وبالوضوء لا تتجاوز نصف ساعة فقط . هى زكاة هذا اليوم . جرّب أن تلتزم بالصلاة إلتزما حازما وحاسما مهما كانت الظروف ، وجرّب أن تخشع فى صلاتك وانت تخاطب ربك جل وعلا ، وجرّب أن تركّز فى صلاتك ، بألّا تسهو مهما استطعت ، وسترى نتائج ساطعة فى إصلاح نفسك . لو سوّلت لك نفسك الوقوع فى معصية ستسأل نفسك كيف ستصلى وتخاطب ربك جل وعلا وأنت مصمم على المعصية ؟ كيف تقول لربك وأنت تقرأ الفاتحة تدعون ( إهدنا الصراط المستقيم ) وأنت مصمم على الوقوع فى الفحشاء ؟ الصلاة أعظم وسيلة للتقوى والاصلاح والتطهر والسمو الأخلاقى. الصلاة أيضا ( مع الصبر ) أعظم وسيلة فى مواجهة كل المصاعب والمصائب والأزمات، ونحن معرضون للمصاعب والأزمات كل يوم . يقول جل وعلا (وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخَاشِعِينَ (45)،( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ (153) البقرة ). قد تغلبك نفسك فتخطىء . لا تيأس من رحمة الله ، فهو جل وعلا يعفر الذنوب جميعا لمن يريد ان يتوب مخلصا . يكفى أن تتوب توبة صادقة ، وأن تكون صلاتك وخشوعك فيها برهان ودليل توبتك . موجز ما سبق أن تلتزم بتجنب المواقع الاباحية ، وأن تلتزم بتأدية الصلاة والخشوع فيها .
6 ـ وفى كل أحوالك يا بنى : لا تقدس مخلوقا . كل الأنبياء والرسل والملائكة مخلوقات خلقها الرحمن جل وعلا ، فليكن تقديسك وعبادتك وخضوعك لله جل وعلا وحده..
7 ـ فى النهاية : أرجو أن تكون من رواد موقع ( أهل القرآن ) وأن تتفاعل فيه بالقراءة والتعليق . وستجد فيه معلومات هامة تاريخية ودينية وعامة ..تفتح لك آفاقا جديدة من مجالات التفكير ، تأخذك من عالم الغريزة السفلى الى اللذة العقلية ومتعة التفكير التى تضىء العقل وتسمو بالوجدان ، ولا يعقبها ألم ولا ندم .
8 ـ ادعو الله جل وعلا لى ولك بالهداية .