أولا :
1 ـ إضطررت الى حذف مقال لكاتب فى الموقع كنتُ أُحسن الظّن به ، لأنه جرى على طريقة الغباء المعهودة فى بعض خصومنا ، يهجو موقع أهل القرآن وأصحابه لأننا برأيه نتجاهل المذابح التى يقيمها السيسى فى مصر والمذابح الأخرى هنا وهناك ونركز على الهجوم على الاخوان المسلمين والخلفاء الراشدين والحنابلة والسلفيين . أى إننا نكيل بمكيالين .
2 ـ أرى فى هذا درجة عالية من الغباء ، لأن المفترض فيمن يقرأ لنا ويكتب فى موقعنا أن يعرف أساس عملنا الاصلاحى ، والمهمة التى بذلنا ونبذل فيها أعمارنا ومن أجلها نُعانى إبتغاء مرضاة الله جل وعلا . هذه المهمة هى تبرئة الاسلام العظيم ممّا يفعله به المنتسبون اليه من الذين يستخدمون إسمه العظيم فى الوصول للحكم والغزو والاحتلال والسلب والنهب والسبى والاسترقاق واستبعاد الأمم والشعوب ، ويجعلون هذه الجرائم الكبرى شريعة ينسبونها لله جل وعلا ورسوله الكريم والاسلام العظيم . مهمتنا أن نجاهد فى سبيل الله دفاعا عن دينه وتبرئة لرسوله من أعدى أعدائه . ويكفى أنه بالرغم من كل ما نكتب وكل ما نصرخ فلا يزال العالم كله من العرب وغيرهم يُطلق على أولئك السفاحين المُتاجرين بالاسلام ( إسلاميين ) .! يتهيبون من إطلاق لقب الوهابية عليهم ، وهى إنتماؤم الحقيقى ، لأن الوهابية أضحت أقدس من الاسلام .!
3 ـ ولم نيأس ، وبعونه جل وعلا لن نيأس من مطاردة هذا الغباء أملا فى أن يتفهم الناس الحق بموضوعية ، ويطلقوا على المتطرفين إنتماءاتهم الدينية المذهبية بدلا من أن يجعلوهم يحتكرون لأنفسهم دون المسلمين جميعا لقب ( اسلاميين ) وهم الذين يتناقضون مع الاسلام فى كل صغيرة وكبيرة . هذا هو موقفنا من هذا الغباء ، فماذا لو تسلل هذا الغباء الى موقعنا يهاجمنا لأننا نؤدى مهمتنا الجهادية السلمية العقلية الفكرية ؟
ثانيا :
1 ـ قلنا إن من حق الاخوان وأى فرد السعى للسلطة بطريقة ديمقراطية . وقلنا إن الجريمة الكبرى للإخوان عندنا ليس فى جهلهم وعُنفهم ومبدئهم الارهابى ( إمّا أن نحكمكم وإمّا أن نقنلكم ) . هذه كلها صغائر بالنسبة للجريمة الكبرى، وهى ـ واقولها واستغفر الله جل وعلا ـ أنهم يمتطون الاسلام للوصول الى الحكم ، وباسم الاسلام يقتلون ويفسدون فى الأرض .
هى نفس الجريمة الكبرى التى إقترفها الخلفاء الراشدون أبو بكر وعمر وعثمان والأمويون فى الفتوحات ، وبإستغلال إسم الاسلام قتلوا الملايين وقهروا واسترقوا واستعبدوا شعوبا لم تكن تسمع شيئا من قبل عن العرب ولم تقدم لهم شرا أو إثما . ثم تتأسّس على هذه الجريمة الكبرى ( الفنوحات ) أديان أرضية يتحول بها الصحابة والخلفاء الى آلهة معصومة ، من يناقش تاريخهم يكون كافرا ، ومن يحتكم فيهم الى كتاب الله يكون أعظم كفرا .
2 ـ كان علينا أن نختار بين طريقين : إمّا أن نسكت عن حق الله جل وعلا ونرضى بهذا التشويه والاعتداء على ذاته جل وعلا ودينه ورسوله ، وإمّا أن نتصدى لقول الحق ونحتكم الى القرآن الكريم فى أولئك الذين يُهينون رب العزّة جل وعلا ويستخدمون الاسلام فى ارتكاب جرائمهم . وقد إخترنا طريقنا ، ولم نأبه بتقديس ابى بكر وعمر والصحابة والأئمة والأولياء لأنّ حق الله جل وعلا هو الأعظم ، ولأننا نرجو أن نكون من الذين يقدّرون الله جل وعلا حق قدره ، ولأنّ ما نفعله هو أبسط أنواع العدل والموضوعية ، فالله جل وعلا يأمر بالعدل والاحسان وأنزل شريعته فى القرآن الكريم بالسلام والعدل والاحسان والقيم العليا ، وليس من العدل والموضوعية أن يكون دين رب العزة مسئولا عن جرائم أولئك الناس ، وهم إن نسبوا جرائمهم الى دين الاسلام فواجب الباحث المُنصف أن يناقش هذا الزعم ، وواجب المفكر المسلم المؤمن بالله جل وعلا الرحمن الرحيم أن يبرىء رب العزة من هذا الاتهام ، وليذهب الى الجحيم اى شخص مقدس عند بلايين المعتوهين ، فواجب المُصلح توضيح الحق بالقرآن الكريم والتاريخ .
3 ـ ومن الطبيعى أن يغضب من فى قلبه مرض ، وأن يعترض من لا يزال يحتفظ داخله ببقية من غباء تجعله يرتعب من نقد الصحابة والأئمة . ولا بأس بأن يغضب ، ولا بأس بأن يهاجمنا ، ولكن ليس فى بيتنا وموقعنا .!.. فموقعنا مدرسة بحثية وليس مستشفى للأمراض العقلية والعاهات البشرية .
4 ـ نحن لا نحتكم لله جل وعلا فى كتابه الكريم فيما يفعله هتلر وموسولينى وجنكيزخان وستالين وعبد الناصر وصدام والقذافى وعيدى أمين وجورج بوش ويوليوس قيصر وهانى بعل ( هانيبال ) وكل الطُّغاة ( العلمانيين ) لأنه لم يقم واحد منهم باستخدام دين الله جل وعلا فى تبرير جرائمه ، ولم يقل واحد منهم أنه يقوم بذلك جهادا فى سبيل الله ويشوّه إسم الله ودينه وشرعه فى العالم باسره . ولكن نحتكم الى كتاب الله فيمن نسبوا جرائمهم الى دين الله جل وعلا .
5 ـ الخلفاء الراشدون ( ابو بكر وعمر وعثمان وغيرهم من :" أبطال الفتوحات " )، يشتركون مع بقية الفاتحين فى ( العظمة التاريخية ) القائمة على أنهار الدماء البشرية وأهرامات الجماجم البشرية وبلايين الآهات للبلايين من البشر المستضعفين الذين تمّت التضحية بهم على قرابين عبادة هؤلاء الطغاة المجرمين . وبكل موضوعية فإن العظمة الحقيقية هى فى التعمير والبناء والعمل الصالح والاصلاح ، هى للأنبياء ومن يسير على هُداهم ، هى فى عصرنا الحديث لطاغور وغاندى وليوتولستوى ومارتن لوثر كنج ومانديلا والدلاى لاما ومن على شاكلتهم .الخلفاء الراشدون ( ابو بكر وعمر وعثمان ومن جاء بعدهم من :" أبطال الفتوحات " )، يشتركون مع بقية الفاتحين فى ظلم البشر ، ولكن يتفوقون عليهم فى ( ظُلم رب العزة ) ، ويشاركهم فى هذا أرباب الأديان الأرضية الذين يفترون على الله جل وعلا كذبا ليؤسسوا دينا وكهنوتا يركبون به ظهور الناس ويحتكرون الثروة والسلطة . ومهمتنا الاصلاحية أن نبرىء الاسلام العظيم من أفعال كل من يتمسّح بدين الله جل وعلا .. ولا تأخذنا فى هذا الحق لومة لائم .. أو غباء آثم ..