الرسول يتحدث عن عبدالناصر والسادات!

سامح عسكر في الثلاثاء ٠٥ - نوفمبر - ٢٠١٣ ١٢:٠٠ صباحاً

عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

"أفلا أنبئكم بما يحدث آخر الزمان..قالوا : اخبرنا ولا بأس فقال :في عقود الهجرة بعد الألف وثلاثمائة واعقدوا عقودا يرى ملوك الروم أن حرب الدنيا كلها يجب أن تكون ، فأراد الله له حربا . ولم يذهب طويل زمن عقد وعقد فسلط رجل من بلاد اسمها ( جرمن ) له اسم الهر أراد أن يملك الدنيا ويحارب الكل في بلاد ثلج وخير ، فأمسى في غضب الله بعد سنوات نار ، أرداه قتيلا سر الروش أو الروس ، وفي عقود الهجرة بعد الألف وثلاثمائة عد خمسا أو ستا يحكم مصر رجل يكنى ( ناصر ) يدعوه العرب ( شجاع العرب ) وأذله الله في حرب وحرب وما كان منصورا ، ويريد الله لمصر نصرا له حقا في أحب شهوره وهو له فأرضى مصر رب البيت والعرب بأسمر سادا أبوه أنور منه ، لكنه صالح لصوص المسجد الأقصى بالبلد الحزين . وفي عراق الشام رجل متجبر .... و.... سفياني ،في إحدى عينيه كسل قليل واسمه من الصدام وهو صدّام لمن عارضه ،الدنيا جمعت له في كوت صغير دخلها وهو مدهون ولا خير في السفياني إلا بالإسلام وهو خير وشر ، والويل لخائن المهدي الأمين .

وفي عقود الهجرة الألف وأربعمائة وأعقد اثنين أو ثلاثة ..... يخرج المهدي الأمين ويحارب كل الكون يجمعون له الضالون والمغضوب عليهم ، والذين مردوا إلى النفاق في بلاد الإسراء والمعراج عند جبل مجدون ، وتخرج له ملكة الدنيا والمكر ، زانية اسمها ( أمريكا ) تراود العالم يومئذ في الضلال والكفر ، ويهود الدنيا يومئذ في أعلى عليين يملكون كل القدس والمدينة المقدسة ، وكل البلاد تأتي من البحر والجو إلا بلاد الثلج الرهيب وبلاد الحر الرهيب ، ويرى المهدي أن كل الدنيا عليه بالمكر السيئ ويرى الله اشد مكرا ويرى أن كل كون الله له إليه المرجع واليه المصير وكل الدنيا شجرة له أن يملكها فرعا وجذرا .... فيرميهم الله بأكرب رمي ويحرق عليهم الأرض والبحر والسماء وتمطر السماء مطر السوء ويلعن أهل الأرض كل كفار الأرض ويأذن الله بزوال كل الكفر" انتهى

طبعاً هذا الفيلم الهندي مكذوب على رسول الله، وهو من وضع أناس ماتوا منذ سنوات أو ربما يكونوا أحياء، وقد فعلوا ذلك لانشغالهم بالمهدي المنتظر فأحدثوا هذا الخبر عن الرسول وفي ظنهم أنهم يفعلون الخير وتحذير الناس من فتن آخر الزمان..

ولكن كي يكون هذا الكذب مقبولاً لدى الناس ..زعموا أن الحديث مروي عن أبي هريرة وآخرين قالوا أنه عن عليّ بن أبي طالب..وأن الحديث مكتوب في القرن الثالث الهجري من عالم مدني اسمه.." كلدة بن زيد ابن بركة المدني"..والعجيب أنني بحثت عن "كلدة" لم أجد له أثر إلا فيمن يتحدث عن هذه المخطوطة وهذا يرجح أن "كلدة" هو اسم وهمي لإثبات صحة الوثيقة...ثم اكتفوا بأن المخطوطة محفوظة في تركيا وآخرين قالوا في الفاتيكان على طريقة الإرسال، وهذا يعني أنه إذا ذهبنا إلى تركيا أو الفاتيكان وبحثنا في كل شبر عن هذه المخطوطة لن نجدها.

أيضاً قال البعض -مدافعاً عن الحديث -أنها في سفر أشعياء اليهودي.. ولكن بحثت في سفر أشعياء لا أُثر للحديث فيه..

هكذا كان الوضع قديماً يحصل وبنفس الطريقة وبذات الخلفية، أناس ربما يكونوا حسنو النية ولكن يُحدثون هذه الآثار عن النبي كي تتوافق مع معتقداتهم وما تشبعت به عقولهم من أساطير..فتارة ينسبونها إلى النبي، وتارة إلى الصحابة ،وتارة يكتفون بنسبها إلى أهل الكتاب، الهدف هو إثبات صحة الحديث كونه مكتوب في عصور السابقين.!!

في تقديري أن هذا الحديث"المكذوب" والمخطوطة"الوهمية" كتبها الوضاع بعد حرب الكويت، والدليل أنهم تحدثوا عن وصف صدام حسين هكذا.." في إحدى عينيه كسل قليل واسمه من الصدام وهو صدّام لمن عارضه ،الدنيا جمعت له في كوت صغير "..وكأن الواضع كان يحكي حدوتة على طريقة شهرزاد ولكن لم يستطع إكمالها بالسجع...وربما كان الواضع ذو خلفية قومية نتيجة لمدحه المبالغ فيه لعبدالناصر ووصف صدام بأنه السفياني..ثم ذمه للسادات بأنه صالح لصوص المسجد الأقصى..

أعتقد -وبعد هذا السرد-أن صورة الأحاديث- وطُرق وضعها- قد ظهرت نوعاً ما، فإذا كان الوضاع يضعون الأحاديث في القرن الرابع والخامس عشر الهجريين ثم يصدقهم الناس، فكيف بمن كان يعيش في القرون الأولى للهجرة؟!...

اجمالي القراءات 22890