فوجئ ركاب القطار ١٩٣٢ المتجه إلي أسوان ظهر أمس الاثنين، بإلغاء الرحلة ليتأخر سفر قرابة ألف مواطن هم عدد ركاب القطار.
انتظر الركاب طويلاً دون أن يأتي القطار، ليكتشفوا أن هناك خطأ في التذاكر التي حصلوا عليها من قبل، والمدون عليها تاريخ وموعد الإقلاع الساعة الثانية عشرة والنصف ظهر الاثنين، حيث أبلغهم موظفو المحطة بأن موعد القطار الثلاثاء.
الأمر الذي اضطرهم إلي التدافع أمام شباك التذاكر لتغيير تذاكرهم ليلحقوا بقطار آخر، فاستجاب مسؤولو المحطة ودونوا موعد السفر في القطار رقم ١٩٣٠، الذي يتحرك في الساعة الثالثة عصرًا، وتم التغيير يدويا، مما تسبب في قلق المواطنين خوفًا من تعرضهم لمضايقات من المشرفين أثناء الرحلة.
الخطأ الذي ارتكبه مدون التذكرة تسبب في امتلاء الأمانات بأمتعة المسافرين واضطرار بعضهم إلي البقاء بجوار أمتعته لساعات طويلة، في انتظار القطار الثاني الذي وعدتهم الهيئة به.
أشرف سليمان، نائب رئيس الهيئة، قال لـ«المصري اليوم»، إن احتمال خطأ الكمبيوتر وارد، وأحيانًا يحدث خطأ منه في حجز إحدي التذاكر مرتين، وعادة ما نتدارك ذلك أثناء قيام الرحلة.
ويضيف: «هذه القطارات إضافية وليست أساسية، أي أنها تعمل في المناسبات فقط وهذا يعني أنه من الممكن تغيير مواعيد القطارات وتأجيلها لموعد لاحق للموعد المدون بالتذكرة، وهذه المشكلة خاصة بالتجارية».
واستمرت أمس معاناة المسافرين إلي الوجه القبلي في ظل نقص التذاكر، فجميع من توجه إلي منافذ بيع التذاكر تلقي جملة واحدة من موظف الشباك «لا توجد تذاكر.. كل الأماكن كومبليت، وأول يوم حجز للسفر من يوم ٢١/١٢ غير كده مفيش».
وهو عكس ما أعلنته الوزارة عن زيادة أعداد القطارات إلي ٢٢ قطارًا وإضافة ٣٣٣٠ عربة إلي جميع القطارات الموجودة لرفع العناء عن المواطنين.
ولم يجد «علاء محمود» مندوب مبيعات بدا من الانتظار في قاعة الحجز بالمحطة أكثر من ١٠ ساعات، لعله يستطيع الحصول علي تذكرة سفر يريد صاحبها استرجاعها إلي شباك الحجز مرة أخري.
وقال علاء: «منذ ١٥ يومًا وأنا أجري محاولات للحصول علي تذكرة عودة إلي قنا، لكني فشلت»، مشيرًا إلي أن الأزمة الحقيقة تحدث أثناء المناسبات والأعياد، «حيث نجد العاملين بشباك التذاكر يخفون التذاكر الخالية عنا من أجل أخذ رشاوي مقابل التذكرة، وعادة ما يكون ذلك بعد طول انتظار أمام الشباك».
واضطر صفوت صلاح الدين لدفع ٢٥ جنيهًا زيادة علي سعر التذكرة الحقيقية وقال: «اشتريت تذكرتين ليلة أمس الأول من أحد المواطنين الذي يظهر عادة في أوقات متأخرة بجوار المحطة، وحصلت منه علي تذكرتين إلي أسوان بـ ٢٣٠ جنيهًا، بعد أن تأكدت من صحتهما من شباك التذاكر، ورغم أن سعر التذكرة الواحدة ٩٠ جنيهًا، فإنني دفعت ٥٠ جنيهًا زيادة للتذكرتين».
ورغم الزيادة التي أعلنها وزير النقل في أعداد القطارات ومن ثم وفرة في التذاكر الموجودة وفتح شبابيك إضافية داخل المحطة علي جميع الأرصفة، لم توجد إشارة واحدة علي جدران المحطة أو لافتة تدل علي وجود أماكن إضافية والتي سميت بـ«الطوارئ»، الأمر الذي آثار غضب المواطنين، أما الصدمة الحقيقية فكانت فيما واجهه المواطنون أمام شباك الطوارئ، حيث تكدس الرجال علي فتحات الشباك الضيقة للحصول علي التذاكر الموجودة، والتي اقتصرت علي الدرجة الأولي مكيف، بينما اختفي رجال الأمن.
وقال موظف بأحد الشبابيك «لم يرد إلينا بيان» بزيادة ٢٢ قطارًا وكل الزيادة قطاران فقط، وبعض العربات من المميز في كل قطار.
من جانبه قال أشرف سليمان، نائب رئيس الهيئة، إن زيادة العربات كانت من أجل فقراء مصر: «لأن وزير النقل يهتم كثيرًا بأمرهم، لذا فلم يحظ المكيف بتلك الزيادة، وهذا هو السبب في اختفاء تذاكر السفر، فلدينا ٨٩% من القطارات للغلابة، و١١% فقط للمكيف»