أنيابه طاحنة ووجهه طويل وجبهته مثلثة
وقد أطلعت "العربية.نت" من رئيس الفريق الأمريكي، وهو الدكتور الأردني الأصل إياد زلموط، على تفاصيل الاكتشاف المنشورة اليوم في المجلة العلمية الأمريكية بطريقة لن يفهمها الا المتخصصون مثله بعلم الاحفوريات، فشرح عبر الهاتف من بيته بمدينة "آن آربر" بولاية ميتشغن حيث يقيم منذ 10 سنوات، أن ما تم اكتشافه يؤكد أن "سعدانيوس" هو الجسر السلالي الأقدم الذي عبر منه أسلاف ذلك الحيوان بالتطور طوال ملايين السنين حتى شهدت الأرض فيما بعد قردة وسعادين ومن بعدهما أشباه بشر" وهذه هي أهم حلقة مفقودة كأن العلماء يبحثون عنها منذ زمن طويل" بحسب تعبير الدكتور إياد المولود في دمشق قبل 36 سنة.
والاسم "سعدانيوس حجازينسيس" هو لاتيني وعلمي تصنيفي يشير الى أن الحيوان كان من منطقة الحجاز، وفيها عاش، وكان وزنه بين 15 الى 20 كيلوغراما، وله أسنان وأنياب طاحنة، ووجه كان طويلا وناتئا تعلوه جبهة ضيقة ومثلثة، وربما كان طوله متر واحد على الأكثر، وكل هذه الاستنتاجات جاءت بعد فحوصات مخبرية بالأشعة المقطعية السينية الممغنطة لعظام الجمجمة ولحجمها الدال حتى على عمر وطول الحيوان الذي عاش في زمن يتراوح بين 23 الى 30 مليون سنة إلى الوراء، أي ما معدله 28 مليون عام "وهذه المعلومة هي أهم ما في الاكتشاف" كما قال.
والشيء الوحيد الذي حمل الدليل على أن "سعدانيوس" هو الجد الأرضي الأقدم لأهم الثدييات على الأرض، وهي القردة والسعادين وأشباه البشر الممتدة إلى الإنسان الحالي، هو ما وجدوه في عظمة الأذن بالجمجمة "ففيها قناة عظمية ساعدت العلماء على معرفة أن سعدانيوس كان يعيش قبيل الانفصال الجيني بين السعدان والإنسان.
وهذا الأحفور هو القاسم المشترك الوحيد الذي كان بين ذلك الحيوان والقردة والسعادين، مما يعني أن "سعدانيوس" دخل في مرحلة تطور وصل أسلافه معها عبر الزمن "إلى تكوين سلالة انفصلت فيما بعد إلى سلالتي القردة والسعادين المتفرعة منها سلالة أرضية جديدة تماما هي أشباه البشر البدائيين" طبقا لما قال الدكتور إياد المتزوج من مكسيكية لبنانية الأصل متخصصة بعلم الأعضاء البشرية.
|