الإخوان مرض .. التوصيف والعلاج

آحمد صبحي منصور في السبت ٢٤ - أغسطس - ٢٠١٣ ١٢:٠٠ صباحاً

 

أولا : المرض الحسّى الجسدى والشفاء منه

1 ـ يأتى مصطلح ( المرض)  فى القرآن عن المرض الحسّى الجسدى وعن المرض المعنوى النفسى . ويأتى مصطلح (الشفاء ) أيضا بالشفاء من المرض الحسى الجسدى ، والشفاء من المرض النفسى المعنوى.    

2 ـ جاء المرض الحسّى الجسدى ضمن الأعذار المقبولة فى تأدية العبادات ، مثل رخصة الافطار فى رمضان للمريض:(البقرة 184 ، 185)،وتقديم الفدية عند حلق الرأس فى حالة الاحرام بالحج أو العمرة:( البقرة 196 )
والتيمم بدلا من الغسل والوضوء : ( النساء 43 )( المائدة 6 ) والتخفف من حمل السلاح عند قصر الصلاة وقت الخوف او القتال أو المطاردة : ( النساء 102 ) وفى عدم الخروج للجهاد ( التوبة 91 )( الفتح 17 ) وفى التخفف من قيام الليل : (المزمل 20) والتخفف من الآداب الاجتماعية :( النور 61 ) .
 3 ـ ويأتى الشفاء من المرض الحسى الجسدى بأن مرجعه الحقيقى الى الله جل وعلا:( الشعراء ـ 80 ـ ) .وقد أشار رب العزة الى بعض أنواع الدواء الطبيعى الذى ليست له آثار جانبية ، وهو عسل النحل الذى فيه شفاء للناس:( النحل 68 ـ 69 ) . موضوعنا هنا هو المرض المعنوى العقيدى .
ثانيا : المرض المعنوى ( الضلال والكفر و الشرك ) وإنطباقه على الاخوان .
هنا يأتى المرض المعنوى مرتبطا بالقلب، والقلب فى مصطلحات القرآن الكريم هو النفس والفؤاد والعقل ، هو ذلك الكائن البرزخى الذى يحتل الجسد المادى ويتحكم فيه . وبالتالى فالمرض هنا يعنى الضلال و الكفر والنفاق . ومن الإعجاز أن ينطبق حديث القرآن الكريم هنا على الاخوان فى عصرنا . ونعطى أمثلة :
1 ـ عن المنافقين الذين يخفون الكفر ويتظاهرون بالايمان يقول جل وعلا ( وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُم بِمُؤْمِنِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلاَّ أَنفُسَهُم وَمَا يَشْعُرُونَ ) هذا عن تصرفاتهم فى الخداع، ومنبع هذا الخداع هو ما وقر فى قلوبهم من ضلال وكفر،أو مرض بالتعبير القرآنى ، وبالتالى فلن يزيدهم الله تعالى إلا كفرا ومرضا،يقول جل وعلا:( فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللّهُ مَرَضاً )(البقرة10). وقوله جل وعلا : ( وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُم بِمُؤْمِنِينَ ..) يعنى أنه حيث يكون هناك ناس ، فمن أولئك الناس منافقون مخادعون يتسترون بالدين. وهذا ينطبق على الاخوان فى عصرنا وفى مصرنا . 2 ـ وقد تحالف منافقو المدينة مع اليهود و النصارى فى اعتداءاتهم على المسلمين ، وأشار رب العزة لهذا فى القرآن الكريم ،وهى وقائع حربية أهملتها السيرة النبوية ، قال جل وعلا محذّرا المؤمنين من محاكاة المنافقين : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ.) ثم يقول جل وعلا عن منافقى المدينة الذين فى قلوبهم مرض المتحالفين مع العدو المعتدى من أهل الكتاب:( فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَن تُصِيبَنَا دَآئِرَةٌ )(المائدة ـ 52 ). تكرر النهى للمؤمنين عن التحالف مع العدو المعتدى على المؤمنين ، ولكن لم يطع المنافقون لأن فى قلوبهم مرضا . هذه الآية الكريمة تخبر عن حادثة تاريخية فى وقتها ، ولكنها تنطبق على الاخوان فى عصرنا ، وقد ظهر حتى الآن تآمرهم مع الغرب وأمريكا واسرائيل ضد مصر . والمستقبل سيظهر فيه الكثير من الفضائح .

3 ـ وفى حصار الأحزاب للمدينة كان المنافقون طابورا خامسا للعدو المعتدى داخل المدينة، لذا يقول جل وعلا عن أدوار المنافقين وطوائفهم وقت محنة حصار المدينة فى غزوة الأحزاب: ( لَئِن لَّمْ يَنتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلًا )( الأحزاب 60 ). هم هنا اقتربوا من الخط الأحمر ، فكان لا بد من تحذيرهم ، فلهم حق المعارضة ولكن ليس الى درجة التآمر والتحالف مع العدو الذى يحاصر المسلمين. وهذا أيضا ينطبق على الاخوان لو تعرضت مصر لهجوم خارجى . ويكفى أن الارهابيين من حماس وغيرها من جنسيات أخرى يقاتلون مع تنظيمات الاخوان الجيش المصرى فى سيناء ، ويهددون بنقل الحرب الى العُمق المصرى .

4 ـ ويرفض الإخوان دعوتنا الى الاحتكام للقرآن الكريم ، وأيضا كان المنافقون يرفضون الاحتكام الى القرآن الكريم ، يقول جل وعلا  عنهم : ( أَفِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ أَمِ ارْتَابُوا أَمْ يَخَافُونَ أَن يَحِيفَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ بَلْ أُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ) ( النور 50 ). فى كل الآيات الكريمة السابقة جاء الوصف بأنهم فى قلوبهم مرض . وهو المرض المعنوى الذى يعنى الكفر العقيدى ، أو الشّرك العقيدى القلبى . وهو ينطبق على ( الاخوان المنافقين ).
5 ـ ويأتى وصف الكافرين المشركين عموما بالمرض القلبى أو قسوة القلب بحيث يخلو من مسام يدخل منها ضوء الهدى . وتأتى تلك القسوة فى القلب أو ذلك المرض فى القلب بسبب الايمان بالحديث الشيطانى المعروف الان بالسنة النبوية ، فلا يمكن أن يجتمع الايمان بالقرآن مع الايمان بتلك الأحاديث ، ولا يمكن الايمان بنقيضين ينفى أحدهما الاخر ، فتلك الأحاديث يلقيها الشيطان ليصادر أمنية النبى فى هداية الناس جميعا ، ويأذن الله تعالى بوجودها وكتابتها ونسخها فى نسخ وتدوينها فى كتب وطباعتها فتستمر فتنة واختبارا ، من يتبعها يكفر بالقرآن ويتبع سبيل الشيطان ، ويصاب قلبه بالمرض والضلال ، يقول جل وعلا عن الأحاديث الشيطانية ودورها فى تاريخ كل نبى : (وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلا نَبِيٍّ إِلاَّ إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ) ثم يقول جل وعلا عن دورها فى فتنة وضلال الناس حين تجعلهم قاسية قلوبهم مريضة بالضلال والظلم والتفرق : ( لِيَجْعَلَ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ فِتْنَةً لِّلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ )( الحج ـ 53 ). هنا تتكون ملامح المرض فى قلب المشرك حيث يجتمع فيه بتلك الأحاديث الشيطانية عداء النبى مع موالاة الشيطان مع القسوة والظلم والشقاق .  والاخوان الوهابيون دينهم الأساس هو تلك الأحاديث ، وبها تمكن مرض القلب فيهم .

ثالثا : القرآن الكريم هو الشفاء المعنوى ( الهداية ) للمؤمن ولا يزيد المريض الا مرضا
1 ـ القرآن الكريم هو وصفة الهداية من المرض القلبى المعنوى او الضلال ، وهو وصفة ناجحة للناس جميعا ، ولكن ليس كل الناس يرغبون فى هذا الدواء ، فمعظم الناس يصدّ عنه راغبا عنه وليس راغبا فيه ، ولذلك لا يستفيد منه إلا المؤمنون به ، أى فمع أنه شفاء لعموم الناس إلا إن المنتفعين بهذا الشفاء هم المؤمنون وحدهم ، إذ يكون القرآن الكريم لهم هدى للصدور ورحمة يوم القيامة . يقول جل وعلا يخاطب جميع الناس ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاء لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ ) (يونس 57 ). أى لا بد أن تكون أولا مؤمنا بالقرآن وحده لكى يكون القرآن لك شفاءا وهدى وررحمة . وإن كنت غير مؤمن بالقرآن وحده ففى قلبك مرض ، وهذا المرض إذا تحكّم فيك فلا فائدة فى شفائك .

2 ـ فالأشد ضلالا ومرضا هو محترف الاضلال الذى يستخدم القرآن فى الاضلال ، فيتحول على أيديهم بالانتقاء والتجاهل وتحريف الكلم عن مواضعه الى وسية للإضلال ، يقول جل وعلا يقارن بين الراسخين فى العلم من المؤمنين وعلماء الضلا الذين فى قلوبهم مرض وزيغ : (هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُوا الأَلْبَابِ (7) ( آل عمران ). 3 ـ لذا يكون القرآن فيه شفاء للمؤمن الحق ، ويكون زيادة فى مرض الكافر الضال المنافق الذى يستخدم القرآن فى الاضلال والخداع يشترى بآيات الله ثمنا قليلا . يقول جل وعلا عن صنفى البشر : المؤمن بالقرآن والكافر به :( وَنُنَزِّلُ مِنْ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلاَّ خَسَاراً (82) الاسراء ) . وهذا ما يفعله الاخوان حين يزعمون أن القرآن دستورهم ، ويستشهدون بآياته فى غير موضوعها ، أى يستخدمونه خدمة لأغراضهم فى الحكم والسيطرة وأكل أموالناس بالباطل ، وفى استحلال المحرمات كالزنا أو ( جهاد المناكحة ) . ويظلّ القرآن شفاء للمؤمنين وعمى على من لا يؤمن به . هذا وهذا يقرؤه ، ولكن هذا يزداد به إيمانا وذاك يزداد به عمى وضلالا ،يقول جل وعلا:( وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا أَعْجَمِيًّا لَّقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاء وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُوْلَئِكَ يُنَادَوْنَ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ )(فصلت 44 ).  

رابعا : أهم ملامح المرض الاخوانى : الكذب على الله جل وعلا ، والكذب على الناس

1 ـ المريض الحسّى الجسدى قد يكره الدواء خصوصا إذا كان بالجراحة ، ولكنه يذهب بقدميه للطبيب ، ويستسلم للجراحة . أما المريض المعنوى بقلبه ( أى الكافر المشرك المنافق ) فهو يتطرف فى رفض الشفاء الى درجة أنه يجعل نفسه طبيبا يدعو للمرض المعنوى الذى يتملّكه ، وإذا أعطيته الوصف القرآنى لشفائه وهدايته ثار عليك ، وربما قتلك متهما إياك بالكفر . المريض الحسّى يعترف بمرضه ، وهذا الاعتراف هو بداية العلاج ، أما المريض المعنوى بعقله وقلبه وفؤاده ونفسه ، أى المشرك الكافر المنافق فيستحيل أن يعترف بمرضه . ولو إعترف فهذا يعنى أنه بدأ طريق الشفاء . وهذا يحدث مع بعض المخدوعين ، ولكن يستحيل على القادة منهم محترفى الاضلال المعتدين المتعدّين على الناس أن يعترفوا بخطئهم ، فقد زيّن لهم الشيطان سوء عملهم فرأوه حسنا ، لذا لا أمل فى وعظهم أو إصلاحهم ، وقد حاول النبى محمد عليه السلام دعوتهم للهداية ، وكان يحزن من أجلهم فقال له جل وعلا : ( أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَناً فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ فَلا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ (8)  فاطر ) .

2 ـ لذا فالأفضل عندهم هو إدمان الكذب والتطرف فيه ، وهذا مشهور عن منافقى المدينة ، ونستشهد فقط بما جاء عنهم فى سورة التوبة ، يقول جل وعلا عنهم :( وَسَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَوْ اسْتَطَعْنَا لَخَرَجْنَا مَعَكُمْ يُهْلِكُونَ أَنفُسَهُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ (42) (يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ لِيُرْضُوكُمْ وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ إِنْ كَانُوا مُؤْمِنِينَ (62) ) ( يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ مَا قَالُوا وَلَقَدْ قَالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُوا بَعْدَ إِسْلامِهِمْ وَهَمُّوا بِمَا لَمْ يَنَالُوا ) (74)( سَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ إِذَا انقَلَبْتُمْ إِلَيْهِمْ لِتُعْرِضُوا عَنْهُمْ فَأَعْرِضُوا عَنْهُمْ إِنَّهُمْ رِجْسٌ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (95) يَحْلِفُونَ لَكُمْ لِتَرْضَوْا عَنْهُمْ فَإِنْ تَرْضَوْا عَنْهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ لا يَرْضَى عَنْ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ (96) التوبة).أى كانت أيمانهم الكاذبة وسيلة للنجاة ( اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (2) المنافقون)،ولذا يقول جل وعلا عنهم عندما يقعون فى مصيبة:( فَكَيْفَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ثُمَّ جَاءُوكَ يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنْ أَرَدْنَا إِلاَّ إِحْسَاناً وَتَوْفِيقاً (62)النساء ). وهذا كله ينطبق على الاخوان، فى عملهم السياسى ، وفى وقت سيطرتهم  وفى وقت محنتهم ، هم يكذبون ، وقد قلت عن شيخ منهم من قبل :" لا يكذب أبدا إلا عندما يتكلم .".

3 ـ وبسبب تمكن داء الكذب فى هؤلاء المرضى بقلوبهم فإنهم يوم القيامة سيأتون أمام رب العزة يحلفون أمامه بالكذب. ونتتبع الموضوع فى سورة المجادلة : (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ تَوَلَّوْا قَوْماً غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مَا هُمْ مِنْكُمْ وَلا مِنْهُمْ وَيَحْلِفُونَ عَلَى الْكَذِبِ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (14). أى يحلفون كذبا وهم يعلمون أنهم كاذبون . وهذا ينطبق على الاخوان الذين تولوا أى حالفوا أعداء مصر ضد مصر ، وشعارهم ( طظ فى مصر ) ويستحلون قتل المصريين بأيدى حماس وغير حماس، فى تحالف غير مقدس بينهم . مع إن مصر لم تقم بالاعتداء على حماس أو غيرها . ذنب المصريين أنهم رفضوا حكم الاخوان ، وهذا ضد عقيدة الاخوان :( إمّا أن نحكمكم وإمّا أن نقتلكم )، لذا نراهم يستعينون بأعداء مصر لقتل ابناء مصر داخل حدود مصر . وما يفعله الاخوان يفوق ما كان يفعله منافقو المدينة ، ولأن هذا الاعتداء من المنافقين سُنّة شريرة فى كل مجتمع فيه ناس ، فإن الآية التالية تتحدث عن مصير جميع أولئك المرضى المنافقين يوم القيامة ، يقول جل وعلا : ( أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ عَذَاباً شَدِيداً إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (15)، ويقول جل وعلا عن إدمانهم الكذب وإتّخاذه وسيلة دفاعية :( اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ (16)، ويقول جل وعلا عن خلودهم فى النار حيث لن ينفعهم ما جمعوه من أموال وجاه :( لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلا أَوْلادُهُمْ مِنْ اللَّهِ شَيْئاً أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (17). ويقول جل وعلا عن كذبهم أمام الله يوم البعث :(يوْمَ يَبْعَثُهُمْ اللَّهُ جَمِيعاً فَيَحْلِفُونَ لَهُ كَمَا يَحْلِفُونَ لَكُمْ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ عَلَى شَيْءٍ أَلا إِنَّهُمْ هُمْ الْكَاذِبُونَ (18). تأكيد من رب العزة بأنهم الكاذبون . والسبب فى إدمانهم الكذب وتجذر المرض فى نفوسهم وقلوبهم وأفئدتهم إن الشيطان تحكم فيهم ، لذا فهم فعلا فى هذه الدنيا هم حزب الشيطان ، يقول جل وعلا عنهم: (اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمْ الشَّيْطَانُ فَأَنسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ أُوْلَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمْ الْخَاسِرُونَ (19)).  وهذا ينطبق على مرض الإخوان فى عهدنا . والواقع أن حزب الشيطان يتجلى فى كل من يستخدم الدين وإسم الله فى الوصول للثروة والسلطة أو الاحتفاظ بالثروة والسلطة . وتراهم يزعمون الصلاح والايمان ويغلفون دعاويهم بدين الرحمن ، وهم فى الحقيقة أولياء الشيطان ، وحزب الشيطان . إن الشيطان يختبىء دائما خلف العمامة واللحى .!

4 ـ الاخوان يكذبون على الله جل وعلا بزعمهم إن الله جل وعلا إختارهم من دون العالمين ليكونوا وحدهم ( الاخوان المسلمين ) المكلفين بحكم الناس باسم الله . ومن يحترف الكذب على الله جل وعلا يسهُل عليه الكذب على الناس ، ويصير إدمان الكذب بالنسبة له مرضا يستحيل الشفاء منه ، طالما توغّل المرض فى قلبه ، وتحكّم الشيطان فى فؤاده . لا سبيل لشفائه ، ولا محلّ للحسرة عليه .

5 ـ ليس الإخوان مرضا فقط ، بل هم شؤم أيضا . فتحت الشعوب العربية عيونها على الربيع العربى فحلّ الشؤم الوهابى الاخوانى فأضاع هذا الربيع العربى وحوّله الى جحيم فى سوريا ، ويوشك أن يمتد الى لبنان وغيرها . المشكلة أعمق فى مصر ، فقد ركبوا الثورة المصرية المسالمة بعد أن عارضوها وقتلوا آلاف المتظاهرين خسّة وخلسة وعدوانا . ثم بالتهديد بحرق مصر تولى مرسى رئاسة مصر ، فأفسد فى عام أكثر مما أفسده مبارك فى ثلاثين عاما . وقامت ثورة مصرية اخرى فى 30 يونيه تستنجد بالجيش الذى عزل مرسى ، فهب الاخوان يحرقون مصر ، فوقف لهم الجيش ، وكان حتما اللجوء للطوارىء ، وما قد يتبعه هذا من إنتهاك لحقوق الانسان ، وعودة نظام مبارك البوليسى ، ولو حدث هذا فسيحتاج المصريون لثورة أخرى قادمة ضد الجيش والبوليس وأذناب مبارك . السبب هو شؤم الاخوان . فى عملهم السّرى تحت الأرض تحالفوا مع الجيش فكانت حركة الجيش عام 1952 ، والتى تحولت الى إنقلاب ثم ثورة . تآمروا على عبد الناصر فعصف بهم ، فعادوا للعمل السّرى ، فأعطوا عبد الناصر الحُجّة لحكم مصر بقبضة حديدية . تحالف معهم السادات ومكّن لهم فى مصر فطلبوا المزيد فاختلف معهم فإغتالوه . وعادوا للعمل السّرى فأعطوا مبارك الحُجّة فى تأسيس دولته البوليسية الارهابية . وعادوا للعمل العلنى بثورة المصريين فى 25 يناير 2011 ، وتأمروا عليها مع المجلس العسكرى الى أن وصلوا  للحكم ، وعندما ظهر إستبدادهم وفسادهم ، وتم عزلهم أخذوا فى إحراق مصر ، وعادوا للعمل السّرى ، ليعطوا للعسكر حُجّة لعودة نظام مبارك العسكرى الاستبدادى . هل هناك شؤم أكثر من هذا ؟ هنا يجتمع الكذب والشؤم والاعتداء والخسّة والنذالة والخيانة ..وكل ما يخطر على البال من ملامح الشرور . هذا يجعل مرض الاخوان أخطر من السرطان والايدز. وجنون البقر والبشر . فما هو الحل ؟ وكيف يمكن تطبيق وصفة الشفاء القرآنية ؟

أخيرا : تطبيق الشفاء بالقرآن الكريم

بإيجاز: الاصلاح الدينى بتأكيد الحرية المطلقة فى الدين والفكر والابداع . كررنا هذا ، وسنظل نكرره دون ملل . 

اجمالي القراءات 16120