1 ـ يزعم الاخوان والسلفيون أنهم وحدهم المسلمون الحقيقيون ، وبما أننا اليوم فى أول يوم من شهر رمضان فإنّنا لمجرد الوعظ نقول لهم : ألا تتقون الله جل وعلا فى رمضان ؟ أيها السلفيون والاخوان ؟.
2 ـ نقول هذا لأن دعواهم بأنهم المسلمون الحقيقيون أو حتى إنهم مسلمون ـ هذه الدعوى تتناقض تماما مع ما يرتكبونه فى مصر وسوريا وليبيا وتونس وأفغانستان وباكستان ..الخ .. نحن نقصد كل من يعتنق الوهابية بأحاديثها السّنية وتشريعاتها الفقهية ملتزما على حدّ تعبيرهم بهدى ( السلف الصالح ) . كلهم يرتدى مسوح التقوى ويحتكر الاسلام ، ثم يرتكب باسم الاسلام الفساد والقتل والسلب والنهب . هنا لا فرق بين طالبان والاخوان ، ولا فارق بين الشيخ حسان وذلك المجرم الذى ألقى بالشباب البرىء فى الاسكندرية من فوق الخزّان ، ولا فارق بين المرشد الاخوانى محمد بديع والغوغاء أصحاب الفعل الشنيع ، الذين قتلوا الشيخ الشيعى حسن شحاته ورفاقه ، إقتحموا عليهم بيوتهم وسحلوهم فى الشوارع فى مظاهرة تهتف ( الله أكبر ) ، أو الرعاع الذين انتهكوا حُرمة سيدة قبطية وعرّوها فى الشارع وهى تصرخ بلا مُجيب ، بينما هم يهتفون ( الله أكبر ). 3 ـ المفروض فى المؤمن الحقيقى أن يقول ( الله أكبر ) فى صلاته وفى غير صلاته وهو فى خشوع وخضوع لله جل وعلا ، وأنه إذا ذُكر إسم الله إزداد قلبه خشوعا ، وإذا سمع آيات الله إزداد إيمانا :( إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آياتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانَاً )(2)( الانفال )، لكننا نرى الوهابيين يهتفون ( الله أكبر ) فى المزايدة على الشرور والفسوق والعصيان ، بل يستخدمون إسم الله جل وعلا وإسم الاسلام و( الله أكبر ) فى التحريض على الجرائم ، يقول إمامهم لهم ( تكبير ) فترتفع أصواتهم بالتكبير وهم يذبحون ضحية بريئة ، أو يقتلون الناس عشوائيا ، وقد يحملون أعلاما تحمل إسم الله العظيم ورسوله الكريم وهم يرتكبون هذا البغى ، ويتناسون قوله جل وعلا (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنْ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (90)( النحل )، فهل ما يفعلون هو عدل وإحسان أم هو منكر وبغى ؟ وهل وعظ الله جل وعلا لهم قد تذكروه أم عصوه ؟ بل تراهم يتفننون فى استحلال الدماء فى الأشهر الحُرُم ، وفى شهر محرم الماضى سلّط رئيسهم محمد مرسى زبانيته تقتل المتظاهرين المسالمين.وتتجلى عبقريتهم الشريرة فى القتل والارهاب فى شهر رمضان بالذات ، وقتلهم الشيعة فى العراق فى شهرى المحرم ورمضان خير شاهد على ذلك .. فهل هم بما يفعلون يؤمنون بالله جل وعلا ؟
4 ـ هم يصلون ويصومون ولكن لو كانوا يؤمنون بالله جل وعلا حقيقة لعرفوا أن الصيام وسيلة للتقوى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمْ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (183)البقرة)، وأن كل العبادات من صلاة وحج وزكاة هى وسائل لكى نتعلم التقوى:(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (21)( البقرة )، وأنه ليس كل مؤمن فى الدنيا سيدخل الجنة ، لا بد للمؤمن أن يكون تقيا حتى يستحق الجنة ، إن الله جل وعلا يقول عن أصحاب النار : ( وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَراً)(71) الزمر ) . فى مقابل (الذين كفروا) لم يقل : "وسيق الذين آمنوا" بل قال جل وعلا :(وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَراً(73)الزمر )، فالجنة لا يدخلها إلا المتقون : ( تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَنْ كَانَ تَقِيّاً (63) ( مريم ). ولا يدخلها من يزعم الايمان نفاقا وخداعا ( وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ (8) يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلاَّ أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ (9)البقرة ).
إن من صفات المتقين الانفاق فى سبيل الله جل وعلا فى السرّاء والضرّاء وكظم الغيظ والعفو عن الناس والاحسان اليهم ، وإذا إرتكبوا فاحشة أو وقعوا فى الظلم أسرعوا بالتوبة الصادقة دون إصرار على المعصية ، يقول جل وعلا فى صفات المتقين : ( الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنْ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (134) وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ (135) ( آل عمران )، فهل تنطبق هذه الصفات على الاخوان والسلفيين وبقية الوهابيين ؟ إنهم يبغون العلو فى الأرض لحكم الناس ، وليس أولئك من المتقين ، يقول جل وعلا : (تِلْكَ الدَّارُ الآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوّاً فِي الأَرْضِ وَلا فَسَاداً وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ (83)( القصص ).
5 ـ هناك قاتل ( علمانى ) لا يقتل الناس باسم الجهاد الاسلامى إفتراءا على الله جل وعلا . أفظع المجرمين هم أولياء الشياطين ، الذين يؤمنون بالأحاديث الشيطانية التى يخترعها لهم سادتهم وأئمتهم ، وبها يستحلون قتل الأبرياء باسم الله وشرع الله ، إفتراء على الله جل وعلا ورسوله ودينه . أبعد البشر عن التقوى أولئك الذين يقتلون ويرتكبون الجرائم التى حرّم الله جل وعلا ثم يزعمون أن الله جل وعلا أمرهم بهذا ، فهذا يفعله عادة أولياء الشيطان. وبعد أن قصّ رب العزة قصة السجود لآدم ورفض ابليس قال يحذّر أبناء آدم من فتنة الشيطان : (يَا بَنِي آدَمَ لا يَفْتِنَنَّكُمْ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنْ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لا تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ (27)، إى الشياطين هم أولياء الذين لا يؤمنون، وهؤلاء الذين لا يؤمنون من أولياء الشياطين يفتنهم الشياطين فيستحلون المحرمات زاعمين أن الله جل وعلا أمرهم بها، يقول جل وعلا :( وَإِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً قَالُوا وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءَنَا وَاللَّهُ أَمَرَنَا بِهَا)، ويردّ عليهم رب العزة : (قُلْ إِنَّ اللَّهَ لا يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ (28)الأعراف) الى أن يقول جل وعلا عن أولياء الشياطين: (إِنَّهُمْ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ (30)( الاعراف ). هذا بالضبط ما ينطبق على جرائم الوهابيين من الاخوان والسلفيين وغيرهم ؛ يرتكبون الجرائم ويستحلون الدماء وهم يحسبون أنهم يُحسنون صنعا ، (وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ ).
6 ـ هنا تتجلّى عبقرية الشيطان فى خداع أبناء آدم جيلا بعد جيل. فى كل عصر يجعل المتدينين تدينا سطحيا أتباعا له ، يزين لهم الحق باطلا والباطل حقا ، والطاعة معصية والمعصية طاعة ، ويجعلهم يسارعون الى إرتكاب أفظع الجرائم على أنها أسمى العبادات ، ومنها أنهم جعلوا فى أحاديثهم الشيطانية جهادهم فى قتل النفس البريئة ( ذروة الأمر وسنامه ). هذه هى عبادة الشيطان ؛ هى العصيان لله جل وعلا باستغلال إسم الله جل وعلا والتستر بدين الله جل وعلا . هى عبادة للشيطان يقوم بها أولياء الشيطان جيلا بعد جيل ، برغم تحذير رب العزة القائل لأبناء آدم : (يَا بَنِي آدَمَ لا يَفْتِنَنَّكُمْ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنْ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لا تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ (27)،الاعراف ).
وسيستمر هذا الخداع جيلا بعد جيل الى أن تقوم الساعة ، ويجد أتباع الشيطان من أبناء آدم أنفسهم فى الجحيم . عندها سيقول جل وعلا لهم يذكّرهم بعهده القديم لهم : ( أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَنْ لا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (60) وَأَنْ اعْبُدُونِي هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ (61) وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنْكُمْ جِبِلاًّ كَثِيراً أَفَلَمْ تَكُونُوا تَعْقِلُونَ (62) يس ). لم يكونوا يعقلون .!. وقد نزل القرآن ( لعلهم يعقلون ) : (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (2) ) ( يوسف ) (إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (3) ( الزخرف ) ولكن الوهابيين من الاخوان والسلفيين إذا طلبنا منهم الاحتكام للقرآن إتهمونا بإنكار السُّنة ؛ سُنّة البخارى وابن تيمية وابن عبد الوهاب .
7 ـ كل أصحاب الجحيم سينقسمون الى درجات ، على رأسهم الشيطان الذى سيتبرأ من الجميع : ( وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِي عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلاَّ أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ مَا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِي مِنْ قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (22)ابراهيم ) ثم السادة والقادة ( الذين إستكبروا ) ومعهم أتباعهم الضعفاء الرعاع الذين سيطلبون من سادتهم أن يتحملوا عنهم نصيبا من النار ، فيرفض السادة ، يقول جل وعلا:( وَبَرَزُوا لِلَّهِ جَمِيعاً فَقَالَ الضُّعَفَاءُ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعاً فَهَلْ أَنْتُمْ مُغْنُونَ عَنَّا مِنْ عَذَابِ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ قَالُوا لَوْ هَدَانَا اللَّهُ لَهَدَيْنَاكُمْ سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَجَزِعْنَا أَمْ صَبَرْنَا مَا لَنَا مِنْ مَحِيصٍ (21)ابراهيم ). وييأس الأتباع ويندمون ويلعنون سادتهم وكبراءهم بينما تتقلب وجوههم فى النار : ( يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولَ (66) وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَ (67) رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنْ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْناً كَبِيراً (68)( الأحزاب ).
هؤلاء الأتباع المخدوعون تراهم فى الدنيا يهتفون بأسماء سادتهم ويتسارعون فى طاعتهم فى القتل والتدمير ، وفى الآخرة وهم فى الجحيم سيلعنون أولئك السادة . وأولئك السادة يتخلّون عن أتباعهم فى الدنيا ، يأمرونهم بقتل أنفسهم ، وهم يحرصون على حياة أولادهم ولا يتورعون عن الهرب والنجاة بأنفسهم عند الخطر تاركين أتباعهم فى الميدان . وفى الاخرة أيضا وهم فى العذاب مع أتباعهم يتبرأون من أتباعهم ويتخلون عنهم فى الآخرة كما تخلوا عنهم فى الدنيا .
8 ـ أعد قراءة الآيات القرآنية فى هذا المقال .. وأنظر الى مشاهد الاخوان والسلفيين فى القاهرة والأقاليم وحشودهم من أتباعهم المُغيّبين عن عقولهم ، وهتافاتهم ، وستجد الوصف القرآنى ينطبق عليهم . وبالتالى فإذا ماتوا على هذا ودون توبة فسينطبق عليهم ما قاله جل وعلا عن أتباع الشيطان فى الجحيم .
9 ـ ولهذا ننتظر فرصة شهر رمضان الذى أنزل فيه القرآن لنعظهم بالقرآن . وندعو الله جل وعلا أن يأتى رمضان القادم والمسلمون افضل حالا ..