ال رجل الدين السعودي وإمام الحرم المكي السابق عادل الكلباني في مقال تصدر موقعه اليوم الثلاثاء "هل يظن أولئك أن مجرد سجن القائل برأي ما يقطع رأيه، أو يجبره على تغييره، إذا كان الله تعالى يقول: لا إكراه في الدين، فكيف يريد هؤلاء إكراه الناس على رأي فقهي يرونه ؟".
وكان الكلباني تعرض لهجمة قوية من متشددين ومشايخ دين في السعودية إثر فتوى له قال فيها بإباحة الغناء ومفنداً أسباب القول بتحريمها.
وكان من ضمن من لمحوا له في تصريحاتهم مفتي عام السعودية عبدالعزيز آل الشيخ الذي طلب من عموم المفتين التريث وعدم الاستعجال في إصدار الفتاوى وتركها لأهلها إلا أنه لم يسم الكلباني أو غيره، في وقت نهى في مفتي السعودية عن التعرض لهؤلاء المفتين قائلاً إن الاختلاف قائم ولا يمكن إلغاؤه.
وبحسب موقع الكلباني الذي تعرض لعدة هجمات إلكترونية من متشددين طالبوه بالتراجع عن آرائه، إلا أن الكلباني أكد أنه يتحمل في سبيل رأيه أي شيء ضارباً المثل بابن تيمية وغيره ممن سجنوا وعذبوا بسبب توجهاتهم الفقهية.
ويتضح من مقال الكلباني تأثره بكلام الكثيرين عن فقدانهم لرجلي الدين الراحلين عبدالعزيز بن باز ومحمد العثيمين في تلميح صريح بأن من بعدهم لم يستطيعوا أن يملؤوا الفراغ بعدهم، حيث قال الكلباني تعقيباً على ذلك "ومما أكثر القراء قوله: رحم الله ابن باز وابن عثيمين، لو كانا حيين لأمرا بسجنه وجلده !!! وهم بذلك يقتفون أثر واحد من المشايخ – له منا كل الحب ووافر التقدير - في دعواه هذه !" مضيفاً "وإن مما يثيره التحسر على الشيخين، لعلهما يجلداني أو يسجناني، أسئلة كثيرة، لم لم يسجنا المرابين ؟ لم لم يسجنا المغنين أنفسهم ؟ وأسئلة كثيرة تدور في الذهن تعجبا من عقول تاهت في مفازة التقليد، وظنت أن العلم لا يكون إلا عند الشيخين !"
وأكد أن "هذا سوء ظن بالله، وأن الله قد ضيع دينه بعد وفاة الشيخين، وبئس الظن هذا الظن ! فإن الإسلام بقي بعد وفاة الموحى إليه، صلوات ربي وسلامه عليه، ومات أبو بكر وعمر وعثمان وعلي والصحابة كلهم، رضي الله عنهم أجمعين، وما مات الإسلام ولا يموت، ولم يرتبط ديننا بابن باز ولا بابن عثيمين، ولا بأي عالم مهما عظمت منزلته وعلت مكانته، فالإسلام هو الذي رفعهم، وهو الذي يرفع غيرهم، والمنة لله على كل أحد، يمنون عليك أن أسلموا، قل لا تمنوا علي إسلامكم، بل الله يمن عليكم أن هداكم للإيمان إن كنتم صادقين" .
وبين الكلباني "فمن ظن أن الدين إنما حمله ابن باز وابن عثيمين رحمهما الله، وأنه لم يعد هناك دين بعدهما، فقد والله أعظم على الله الفرية، وما قدر الله حق قدره، وما قرأ القرآن ولا السنة ولا نظر في السيرة، وما يعلم جنود ربك إلا هو، ولله ما في السموات وما في الأرض، كل له قانتون".
وأشار في ختام مقالته إلى أن القوة والبطش لم تغنِ المأمون شيئاً حين أجبر الناس على القول بخلق القرآن ومؤكداً أن " القوة والبطش لا يعنيان بحال أن الباطش هو المحق، ولو كان الأمر كما زعمتم، لكان الحق مع المأمون قطعا، إذ قسر الناس على القول بخلق القرآن، ولكان لينين وستالين على حق حين قهرا الناس على الشيوعية"!
ويشغل الكلباني إمامة الناس في مسجد المحيسن بحي إشبيلية شرق الرياض حالياً بعد أن كان إماماً لفترة قصيرة للحرم المكي، مشبهاً نجاحه بالوصول للمنصب حينها بأنه مثل "أوباما"، وتداول السعوديون إن سبب مغادرته منصب الإمامة في الحرم آراؤه المتطرفة ضد الشيعة، إلا أن مقربين منه يقولون بأنه تراجع عن الكثير من مواقفه السابقة.
والكلباني من مواليد مواليد الرياض 1958م وحاصل على شهادة الثانوية العامة مع دراسات دينية متنوعة منها أنه حفظ القرآن في سن مبكرة. ويقول الكلباني عبر موقعه إن القائمين على مسجد الملك خالد شمال الرياض استغنوا عنه بعد أن عاد من إمامة الحرم المكي لأنه تركهم بعد أن كان إماماً للجامع لمدة 21 عاماً، تنقل بعدها بين عدة دول قبل أن يستقر به الحال في مسجد المحيسن.