صرح المرشد محمد بديع أمس أن «النهضة قادمة لامحالة»! ودعا أيضاً دعوته الرائعة برفع منسوب الإيمان استلهاماً من مقياس النيل، لا فض فوك يا فضيلة المرشد، أنا أعرف جيداً أن التواضع جعلك تعلن أنها قادمة بينما هى موجودة فعلاً وحادثة ونحن ننعم بها ونتمرمغ فى خيرها ونتنفس رحيقها الياسمينى ونستظل بظلالها الوارفة الغناء، فلماذا لا تعلنها صريحة لنا نحن رعاياك فى هذه الإمارة الموجودة على هامش خلافتكم الإخوانية التى تسمى مصر، لماذا لا تعلن أننا نرقد تحت طائر النهضة الذى يبيض علينا خيراً وسعادة ورغداً، فها هو العيش فى ظل نهضتكم الناهضة المنهوضة النهضانة يتوافر لأبناء المحروسة بمعدل ثلاثة أرغفة يومياً بلا طوابير أو خناقات، وها هو السولار يفيض عن الحاجة لدرجة توافره فى غزة، وها هى الأسعار تنزل علينا برداً وسلاماً ولا تحرقنا مثلها مثل نار سيدنا إبراهيم عليه السلام، وها هم السياح يتوافدون على مصر أفواجاً بالملايين وكأنهم سمعوا نداء الشيخ صفوت «ع القدس رايحين شهداء بالملايين» وترجموه عن طريق الخطأ «على مصر رايحين سياح بالملايين» وها هم يستشهدون فعلاً فى المنطاد والأتوبيس والجرار والدوار بعد إضافة السياحة الانتحارية إلى قائمة الأنشطة السياحية مثل السياحة العلاجية والأثرية والدينية، وها قد ساعدتنا فضيلتكم بحكمتك وفهمك الصحيح للدين شعوباً وقبائل لتشاجروا وتناحروا بدلاً من أن تعارفوا فقسمتنا نهضتك القادمة لا محالة إلى بورسعيدية ومصاروة وألتراس ومش ألتراس ومؤمنين وكفرة وإسلاميين وعلمانيين وإخوان وسلفيين.. وتم بيعنا بالقطاعى فى سوق النخاسة، ولم تنس فضيلتكم فى ظل نهضتكم دام عزكم وطال عمركم وزهزهت نهضتكم هاى هئ الحس الشعبى وطبقت التعبير المصرى الدارج فى كل خرابة عفريت وزرعت على رأس كل مؤسسة إخوانيا بما يتنافى مع مبدأ الكفاءة ولكنه لا يخالف الشريعة، كيف تقول فضيلتكم إن النهضة قادمة وقطارها دخل المحطة فعلاً داهساً فى طريقه أجساد خمسين طفلاً أسيوطياً ونصفهم جنداً بدرشينياً؟! كيف تقول إن النهضة قادمة وريحها الطيبة أتت عبر الحدود الحمساوية فقتلت ستة عشر جندياً مصرياً فى رفح كانوا يتناولون إفطار رمضان ولم يكملوا جملة وعلى رزقك أفطرت ولكن بفضل نهضتكم وحسكم الإيمانى العالى الرائع تحققت لهم الشهادة ولا يهم من قتلهم وكيف قتلوا؟ المهم أن كتائب عز الدين القسام التى خرج منها ثلاثة ملثمين لتأديبنا عبر التليفزيون وكأننا فى وكر عصابات لا بلد مؤسسات، المهم أنها بخير وصحة وعافية تصلها سيارات السيراتو المسروقة والسجاير المهربة عبر الأنفاق وتقبض عنها المعلوم بما لا يخالف الشريعة، وإذا كانت النهضة الاقتصادية قد تحققت بنسبة 99% فإن النهضة الفنية التى يدعى البعض زوراً وبهتاناً أنكم ضدها فقد تحققت بنسبة 100% فقد ازدادت نسبة الحصارات الأوبرالية بنسبة لافتة للنظر فى عصركم الذهبى والتى يغنى فيها أتباعكم بصوت التينور الأغنية الأوبرالية الشهيرة «نعبيهم لك فى شكارة» من أوبرا حصار المحكمة الدستورية، وأغنية «نستو يا معفنين ولولب وواقى يا ليبراليين» من أوبرا مجزرة الاتحادية، ولا يستطيع مكابر أن ينكر الحدث الفنى الرائع المذهل الذى تم تجسيده مسرحياً أمام مدينة الإنتاج الإعلامى وهو باربيكيو العجل المذبوح بما لا يخالف الشريعة! أما فن الرقص فقد شهد طفرة غير مسبوقة حيث رقص مصارعو السومو الإخوان «الهارلم شيك» لأول مرة، أما «الجانجنام ستايل» فقد تفوقت فيه ميليشيات الاتحادية الذين كانوا يؤدونها بعد كل رصاصة تستقر فى رأس مشاغب أو فرق معسكرات التعذيب التى أضافت إلى الإبداع والخيال المصرى فن كتابة التقارير المزورة وعلى رأسها تقرير محمد الجندى على طريقة مسرحية «قالووووله» من إخراج وزير الداخلية القاطن فى لا ظوغلى وإخراج وزير العدل القاطن فى المقطم!

شكراً على نهضتك فضيلة المرشد وعليك أن تطمئن فهى قد تحققت تماماً ووصلت إلى كل بيت مصرى وما علينا نحن المصريين الذين نشبه القطط التى تأكل من النهضة ثم تنكر أن نسبح بحمدكم ليل نهار على فيضان النهضة الذى أغرقنا.