قالت أن المصريين يشعرون بأن "أوباما" خدعهم .. الواشنطن بوست : أحداث قرقيزستان قد تتكرر في مصر إذا لم

في الجمعة ٠٤ - يونيو - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً

 

قالت أن المصريين يشعرون بأن "أوباما" خدعهم .. الواشنطن بوست : أحداث قرقيزستان قد تتكرر في مصر إذا لم تبادر أمريكا بدعم خطط انفتاح سياسي عاجل في مصر
كتبت : رضوى جمال (المصريون)   |  04-06-2010 21:38

حذرت صحيفة أمريكية من ذهاب الأوضاع السياسية في مصر بعيدا عن أماني الولايات المتحدة بفعل الضغوط التي يشعر بها نشطاء الديمقراطية في مصر ، وإحباطهم من الوعود المعسولة التي قدمها الرئيس أوباما في بداية عهده بدعم الديمقراطية وأشواق الشعوب للحرية والعدالة محذرة من تكرار نموذج "قرقيزستان" في مصر بأسرع مما يتصور الجميع إذا لم تبادر الإدارة الأمريكية بدفع نظام الرئيس مبارك إلى إحداث انفتاح سياسي حقيقي وجاد .

وقالت الواشنطن بوست في تقريرها أن الرئيس أوباما عندما ألقى خطابه في القاهرة منذ عام، أعلن عن التزامه بدعم الحكومات التي "تعبر عن إرادة شعوبها"، و أكد على أن الزعماء يجب عليهم أن يحافظوا على سلطتهم من خلال القبول و ليس الإكراه، مشيرة إلى أن المصريون اعتبروا في ذلك إشارة إلى الرئيس مبارك، حتى أن أحد الحضور هتف قائلاً: "باراك أوباما، نحن نحبك".

إلا أنه بعد مرور عام على خطاب أوباما أصبحت خيبة الأمل تسيطر على المصريين، بحسب الصحيفة الأمريكية. فقد قامت إدارة أوباما بخفض المساعدات التي تقدمها لدعم الديموقراطية في مصر للنصف، ووافقت على منع المساعدات من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية إلى الجماعات التي لا تحظى بموافقة الحكومة. كما أشارت إلى قيام أوباما نفسه بمطالبه الرئيس مبارك في 2009 بتحقيق وعده برفع قانون الطوارئ الذي يتم بموجبه قمع المصريين منذ عام 1981، و لكن عندما أعلن الرئيس مبارك عن تمديد قانون الطوارئ الشهر الماضي، اكتفت إدارة أوباما بوصف ذلك القرار بـ"المؤسف".

و أشارت الصحيفة إلى تدهور صحة الرئيس مبارك، و قيام نظامه بمحاربه الزعماء الجدد الذين يحظون بتأييد شعبي، مما يترك الساحة خالية من أي مرشح محتمل ليخلف مبارك، قائلة أن المرء قد يتصور أنه في ظل هذه الظروف ستتعاون الحكومة الأمريكية مع المصريين لفتح العملية السياسية حتى تتيح الفرصة لأي زعيم جديد أن يفوز بدعم الشعب و تأييده و بذلك تحقق الاستقرار و النظام في هذا البلد الهام، إلا أن الحكومة المصرية مصابة بالشلل التام بسبب رفض الرئيس مبارك النظر لما هو أبعد من حكمه، في حين تقف إدارة أوباما -في سعيها لتحقيق استقرار وهمي- صامته و سلبية.

و أكدت على أن إدارة أوباما تكرر نفس الخطأ الذي وقعت فيه الإدارات الأمريكية أثناء الحرب الباردة، حين قامت بدعم الدكتاتوريات اليمينية حتى أطاحت بها القوى المتطرفة، مشيرة إلى ما حدث عندما قام المتمردون بالإطاحة بالحكومة الفاسدة في قيرغيزستان، و أعلنوا غاضبين أن الولايات المتحدة لم تدافع عن حقوقهم في مواجهة تزوير الانتخابات و انتهاكات حقوق الإنسان ووضعت أولوية واضحة للتعاون الإستراتيجي مع الحكومة. و حذرت قائلة أنه إذا لم تعلن إدارة أوباما بشكل واضح عن دعمها للحقوق السياسية و حقوق الإنسان للمواطنين المصريين فإن نفس الكلام سيقال عن الولايات المتحدة في القاهرة قريباً و ربما أقرب من المتوقع.

و تابعت الصحيفة قائلة أنه لا تزال هناك فرصه لتغيير هذه السياسة "الفاشلة"، في إشارة إلى زيارة جو بايدن نائب الرئيس الأمريكي لمصر هذا الأسبوع، مضيفة أنه بطبيعة الحال فإن هناك الكثير من الأزمات على أجندة اللقاء، و لكن إذا كانت الولايات المتحدة ترغب في تفادي الأزمة القادمة في مصر، فيجب على بايدن أن يجري محادثات صريحة مع الرئيس مبارك و كبار المسئولين في مصر ليوضح لهم أنه من مصلحة مصر و الولايات المتحدة أن يقوم الرئيس مبارك بفتح العملية السياسية في هذه الفترة الانتقالية الصعبة، و يؤكد للشعب المصري أن الولايات المتحدة تدعم إجراء انتخابات حرة و نزيهة.

و اختتمت قائلة أنه بالنظر إلى التاريخ المؤسف للولايات المتحدة بدعم الظالمين بدلاً من المظلومين في هذا الجزء من العالم، فإن مثل هذه الخطوة بإمكانها أن تشكل "البداية الجديدة" التي ينتظرها الشعب المصري، مؤكدة أنه حان الوقت ليساند أوباما المصريين بدلاً من مبارك.
اجمالي القراءات 3886