أتباع لهو الحديث ضلوا، ويُضلون عن سبيل الله بغير علم، واتخذوا القرآن مهجورا.
عزمت بسم الله،
لقد ضرب الله لنا مثلا لرجل جاء من أقصى المدينة يأمر قومه أن يتبعوا المرسلين، وجاء رجل يأمرنا أن نتبع ما وجدنا عليه آباءنا، ونقدس تلك الروايات المنسوبة إلى آخر الأنبياء محمد عليه وعلى جميع الأنبياء السلام، وإلى الوحي المنزل عليه من عند الله تعالى، رغم أن الرجل يعلم أن في تلك الروايات ما يخالف أحسن الحديث الذي نزل على قلب رسول الله الذي عصمه من الناس، لقد حفظ الله تعالى القرآن العظيم من إمكانية الإتيان بمثله، وتحدى القادر على كل شيء، خلقه من الجن والإنس أن يأتوا بمثله، ولا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا. قُلْ لَئِنْ اجْتَمَعَتْ الْإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِلَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا(88). الإسراء.
وَإِنْ كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِوَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ(23). البقرة.
بما أن أعداء الله تعالى لم يقدروا على أن يتخطوا تحدي الخالق سبحانه لخلقه من الجن والإنس، فلم يأتوا بمثل ما أنزل الله تعالى على عبده من قرآن، فقد ابتدعوا بعد موت الرسول بحوالي قرنين من الزمن ما يسمى (بالسنة أو الحديث) ونسبوا أقوالا وأفعالا إلى الرسول محمد عليه وعلى جميع الأنبياء السلام، ـ فحرموا ما أحل الله تعالى، وأحلوا ما حرم سبحانه وبدلوا وغيروا في شرع الله تعالى، وأشركوا رسوله في التشريع لتكون لذلك القدسية. ـ رغم أن الرسول عليه وعلى جميع الأنبياء السلام، بعثه الله تعالى بشيرا ونذيرا ومبلغا لأحسن الحديث كتابا. وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَاحْذَرُوا فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ(92). المائدة. ولم يكن أبدا يتقول على الله تعالى، رغم أنه عليه وعلى جميع الأنبياء السلام، كان يضيق صدره بما يقول قومه، فأنزل الله تعالى أمره قائلا: فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنْ الْمُشْرِكِينَ(94)إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ(95)الَّذِينَ يَجْعَلُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ(96)وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ(97)فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنْ السَّاجِدِينَ(98)وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ(99). الحجر.
الحمد لله تعالى أن أخبرنا في أحسن الحديث عن مصير الذين يلحدون في آيات الله وكفروا بالذكر لما جاءهم وسوف يعلمون من هو على هدى من الله تعالى، ومن هو عمى. قال رسول الله عن الرُُّوح الأمين عن ربه سبحانه: إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَفِي آيَاتِنَا لَا يَخْفَوْنَ عَلَيْنَا أَفَمَنْ يُلْقَى فِي النَّارِ خَيْرٌ أَمْ مَنْ يَأْتِي آمِنًايَوْمَ الْقِيَامَةِ اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ(40)إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جَاءَهُمْ وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ(41)لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ(42)مَا يُقَالُ لَكَ إِلَّا مَا قَدْ قِيلَ لِلرُّسُلِ مِنْ قَبْلِكَ إِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ وَذُو عِقَابٍ أَلِيمٍ(43)وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا أَعْجَمِيًّا لَقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌوَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُوْلَئِكَ يُنَادَوْنَ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ(44). فصلت.
مجرد تذكير لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد أضع بين يدي القارئ الكريم ذي القلب السليم ما يلي:
- ما معنى هذه الآية الكريمة التي نزلت على محمد لينذر بها قومه، قال رسول الله عن الرُُّوح الأمين عن ربه سبحانه: (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جَاءَهُمْ وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ . لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ) ؟؟؟
- ما هو الذكر ؟
- ما هو الكتاب العزيز؟
- ما هو الكتاب الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه؟
- ما هو الكتاب المنزل من حكيم حميد؟
- ما هو الكتاب الذي هو هدى وشفاء للذين آمنوا ؟
- ما هو الكتاب الذي لا يهتدي به من كان في آذانهم وقرا وهو عليهم عمى؟
- هل كتاب البخاري (وغيره من كتب التراث )، نجد فيها المواصفات السابقة الذكر، أم أننا نجد فيها الاختلاف الكثير، والتناقض مع الكتاب العزيز ( القرآن العظيم)؟
- هل الذين يصدون عن تلك الكتب المختلفة يعتبرون عند الله تعالى من الذين كفروا بالذكر لما جاءهم؟
- هل الهاجرون لتلك الكتب البشرية يوصفون عند الله تعالى بأنهم لا يؤمنون وفي آذنهم وقر وهم عليها عمى؟
قال رسول الله عن الرُُّوح الأمين عن ربه سبحانه:
لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِلَا يَسْتَجِيبُونَ لَهُمْ بِشَيْءٍ إِلَّا كَبَاسِطِ كَفَّيْهِ إِلَى الْمَاءِ لِيَبْلُغَ فَاهُ وَمَا هُوَ بِبَالِغِهِ وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ(14). الرعد.
وَكَيْفَ أَخَافُ مَا أَشْرَكْتُمْ وَلَا تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُمْ بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالْأَمْنِ إِنْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ(81). الأنعام.
وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا أَيُّ الْفَرِيقَيْنِ خَيْرٌ مَقَامًا وَأَحْسَنُ نَدِيًّا(73). مريم.
مَثَلُ الْفَرِيقَيْنِ كَالْأَعْمَى وَالْأَصَمِّ وَالْبَصِيرِ وَالسَّمِيعِ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلًا أَفَلَا تَذَكَّرُونَ(24). هود.
صدق الله العظيم وبلغ رسوله الكريم عليه وعلى جميع الأنبياء السلام.
والسلام على من اتبع هدى الله فلا يضل ولا يشقى.