أول مشروع بالسعودية للتزويج عبرالجوال وتحذيرمن الجنس الهاتفي

في الأربعاء ٠٥ - ديسمبر - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً

ينطلق الأسبوع المقبل في السعودية مشروع جوال "زواج السعادة"، بهدف التوفيق بين الراغبين في الزواج، بالتوازي مع تحذيرات من تحول مواقع لطلبات الزواج في الانترنت جسرا للوصول إلى ممارسة "الجنس الهاتفي" والتلاعب بطالبي الزواج الحقيقيين.

وقال حسام دحبور مدير تطوير الأعمال في الشركة التي تقدم خدمة "زواج السعادة" لـ"العربية.نت" إنه تقدم بمشروع التوفيق بين طالبي الزواج من خلال توفير خدمة إرسال رسالة عبر الجوال بمواصفات الراغبين بالزواج من الجنسين.

وأضاف أن إجراء التطابق وإيصال الأطراف ببعضها البعض يتم عبر الاتصال بولي أمر الفتاة لاتمام خطوات الارتباط.

من جانب آخر أوضحت سارة عبدالله-30 عاما- في حديثها مع"العربية.نت"، أنها منذ 7 أعوام تحاول الحصول على شريك حياتها وبمجرد معرفتها بتوفر مواقع تتلقي طلبات الزواج عبر شبكة الانترنت، بادرت بوضع مواصفاتها، وأتاحت الفرصة للتعرف على 10 أشخاص اكتشفت أنهم يمررون قصصهم الإنسانية ويحاولون استمالتها وادعاء رغبتهم في الزواج منها، وطلب منحهم فرصة للتعارف عبر المكالمات الهاتفية ثم اتخاذ القرار النهائي.


يحاولون استدراجي

وأضافت سارة: بعد فترة بدأوا يحاولون استدراجي لممارسة الجنس الهاتفي بأساليب أصبحت اعرفها، مثل السؤال عن الملابس التي أرتديها، أو تفاصيل غرفة النوم، أومحاولة الدردشة عن أجواء حميمية تجسد طموحاتهم في شريكة حياتهم، وأرد على هذا الموقف بإنهاء الاتصال وقطع العلاقة.

وترى سارة أن التسجيل في مواقع طلب الزواج بهدف الوصول للجنس الهاتفي يكاد يكون ظاهرة بين الشبان والفتيات، و"هناك فتيات يبحثن عن ذلك ويتفاعلن معه".
وتصف شعورها عندما تكشف نوايا محدثها بأنها تصاب بصدمة نفسية وإحباط "لكن حاجتي للزواج تعيدني للبحث عن شريك حياتي بعيدا عن صرامة العائلة التي لن توافق على إيجاد أجواء للتعارف قبل الزواج".

ويذكر صالح – 40 عاما- لـ"العربية.نت" أنه رجل متزوج لكنه لا يجد كفايته من زوجته، ولكون مواقع طلبات الزواج توفر خيارات متنوعة للحصول على علاقات بعيدة عن سلطة ورقابة المجتمع فهو يتردد عليها باستمرار وبأسماء مستعارة متعددة، ويرى أن الفتيات أيضا يتواجدن للبحث عن الجنس الهاتفي وليس الشبان فقط – على حد تعبيره.
وتقول عواطف – 27 عاما – لـ"العربية.نت"، إنها كانت متفاءلة بالنتيجة عندما سجلت للمرة الأولى في موقع لطلبات الزواج، وكانت جادة وحاولت التعرف على أكثر من شخص للمفاضلة، لكنها اكتشفت أن كل وحد منهم يبحث عن ممارسة الجنس الهاتفي، و"يصعب وصف شعوري بخيبة الأمل".

وتضيف مستدركة : فهمت أن هذه الممارسة تشكل نقطة ضعف بالإمكان استغلالها ولم أتردد بالانتقام ورد اعتباري من خلال ابتزاز من أجده يبحث عن ذلك، حتى تقدم لي عريس بالطريقة التقليدية وتزوجته دون اقتناعي التام به، وعدت للإطاحة بمن أجدهم عبر مواقع الزواج يحاولون التلاعب بالفتيات، ولا اشعر بالندم على ما أفعل ، وهذه الممارسة مصدر تندر بين الفتيات.


الجنس الهاتفي زنا

من جانبه صنف د. محمد النجيمي أستاذ الفقه المقارن بالمعهد العالي للقضاء، عضو مجمع الفقهي الإسلامي الرجل الذي يهدف من دخوله مواقع الزواج لممارسة الجنس الهاتفي على أنه "فاسد خلقيا ويوقع نفسه في الإثم العظيم".

وقال "الحديث مع المرأة الأجنبية يتم في حدود المصلحة العامة، وممارسة الجنس عبر الهاتف زنا وحرام، لأن الأذن تزني بالسماع، وتصبح الفتاة مشاركة في الإثم إذا اكتشفت نوايا من تحادثه وتجاوبت معه، ومن تستمر في بحثها عن الرجل الصالح رغم معرفتها بنواياه عبر هذه المواقع اشك في صدقها بطلب الزواج".

وأضاف: من حيث المبدأ لا يوجد مانع في البحث عن الطرف الآخر الذي تتوافر فيه الشروط عبر مواقع الانترنت المخصصة لطلبات الزواج إذا كانت آمنة، وتحت إشراف دقيق على المواقع حتى لا تتحول إلى بؤرة فساد.

و دعا النجيمي لتيسير المهور وحل إشكالية عضل الآباء للفتيات بسبب رواتب البنات. وحمل المجتمع ومؤسساته مسؤولية تحجيم معوقات الزواج.

وتقول حصة العزاز المختصة في علم الاجتماع لـ "العربية.نت"، إن مواقع التزويج بالانترنت هي اسوأ الخيارات للبحث عن شريك العمر، وتلجأ الفتاة لذلك لأن المجتمع يحرمها من حق معرفة من ستتزوج به.

وأضافت: غالبية الفتيات يقمن بارتياد هذه المواقع بنية الزواج، بينما يجدها الرجال مدخلا لتحقيق متعة الاكتشاف وإضاعة الوقت، أو متنفسا لتفريغ الطاقة الجنسية.

وتنوه العزاز إلى أن "هذه المواقع تضم نوعيات سيئة وجيدة من فتيات ورجال. وفي مجتمع تقليدي يلتفون على التقاليد بإرضاء الغريزة بوسائل غير مشروعة ولا مقبولة اجتماعيا".

وترجع العزاز ممارسة الجنس الهاتفي إلى عدم وجود الإشباع الجنسي ونقص الثقافة الجنسية التي يروج لها بشكل خاطئ عبر الفضائيات المشبوهة. وتضيف "المرأة بطبيعتها تبحث عن الاستقرار، واعرف سيدات تزوجن ومستقرات عن طريق مواقع الانترنت رغم كوننا مجتمعا قبليا صارما، ولا توجد مؤسسات تطرح الحلول وتتبناها لحماية الفتيات من الوقوع بفخ الجنس الهاتفي".

 

اجمالي القراءات 3370