احتفت جريدة الأهرام فى الذكرى الثانية للثورة بمقال المرشد دكتور محمد بديع وبغض النظر عن تواضع مستوى المقال من ناحية التناول واللغة، إلا أنه يؤكد على أن كل ما يقوله الإخوان على كل شاشات الفضائيات هو مجرد فوتوكوبى من كلام المرشد بالحرف وعلى من يريد التأكد أن يطلع على أصل المقال ليجد نفس شريط الكاسيت الذى يثبت فى مخ كل إخوانى ويلصق فى ذاكرته كالوشم وماعلى العضو إلا التسميع والترديد كالببغاء، ما زال المرشد يكرر ويبرر بنفس العبارات أسباب الفشل الإخوانى فيقول: «والآن ما زال أمامنا العديد من التحديات التى يجب أن نواجهها جميعاً، وفى مقدمتها بقايا النظام السابق وفلوله وعملاء جهاز أمن الدولة والمنتفعون من رجال الأعمال، صنيعة النظام السابق وحوارييه وبعض وسائل الإعلام التابعة لهم والمحرضة على الثورة ومكتسباتها، والذين يحاولون مجتمعين أو متفرقين اختلاق الأزمات تلو الأزمات لتعطيل مسيرة التحول الديمقراطى وإشاعة الفوضى واليأس والقنوط فى النفوس»!!، ولى يا فضيلة المرشد عدة أسئلة لفضيلتكم: من الذى يختلق الأزمات ويفتعلها؟، الذى أصدر الإعلان الدستورى وشق الشعب إلى نصفين، أم الإعلام الذى ناقشه وكشف عواره؟، هل الإعلام استيقظ ذات صباح وظل يعذب الدكتور مرسى حتى أجبره على إعلانه الدستورى الكريه الديكتاتورى الذى أطاح بأبسط معانى الديمقراطية والذى لم يخبر به حتى مستشاريه أنفسهم، فاستقالوا الواحد تلو الآخر؟ من الذى يعطل مسيرة التحول الديمقراطى؟، هل هو الإعلام الذى شكل اللجنة التأسيسية المشئومة التى صنعت دستوراً وصفه المستشار طارق البشرى نفسه والمحسوب على التيار الإسلامى بأنه تدليس؟!، هل الإعلام هو الذى وقف على منصة فيرمونت ووعد بأنه عندما سيُنتخب سيعيد تشكيل التأسيسية وسيناضل من أجل دستور توافقى وأنه سيجرى حواراً وطنياً حقيقياً؟، هل الإعلام هو الذى أمر بخروج شباب الجماعة إلى الاتحادية لافتعال أزمة تحولت إلى مذبحة؟ من الذى يشيع اليأس والقنوط فى النفوس؟، هل الإعلام هو الذى افتعل أزمة السولار ورفع أسعار البنزين واخترع كوميديا كوبون الثلاثة أرغفة وكوبون البنزين وإن شاء الله كوبون الأوكسجين؟!!، هل الإعلام هو الذى حاصر المحكمة الدستورية التى جعلت العالم ينزعج من دولة اللاقانون ويحرم مصر من استرداد أموالها المنهوبة فى بنوك الخارج أو تسليم أى رجل أعمال هارب لعدم ضمان المحاكمة العادلة؟ هل الإعلام هو المحرض على الثورة المضادة يافضيلة المرشد؟، حاول أن تنعش الذاكرة يا دكتور بديع وتذكر أن الإعلام المحرض والذى يملكه نفس رجال الإعلام المحرضين هو الذى استضافك واستضاف رجال جماعتك قبل الثورة وتحمل العنت ومطاردة رجال أمن الدولة بسبب أنه يدافع عنكم ويوضح وجهة نظركم، وقتها كان هذا الإعلام جميلاً ورائعاً، أما الآن فهو بتعبيرك سحرة الشيطان، ووقت أن كان يدافع عن الإخوان، كان الإعلاميون ملائكة الرحمة، الإعلام يا فضيلة المرشد كشاف يحمله المشاهد ومرآة وعدسة ينظر بها القارئ، عندما يمشى المواطن فى حديقة يقول له الكشاف وتخبره المرآة والعدسة بأنه يسير فى حديقة غناء، أما عندما يمشى فى «مجارى»، لا يستطيع الإعلام مهما كان جباراً أن يقنع المواطن بأن الرائحة التى تزكم الأنوف هى رائحة الياسمين!، إعلامنا بعد الثورة لايمكن أن يكون إعلام أحمد سعيد صوت العرب ولا البرافدا السوفيتية ولا جوبلز النازية، سيظل إعلاماً حراً برغم الحصار الإخوانى.