أولا :
1 ـ بدأنا مقالات هذا الكتاب مع اللجنة التأسيسية التى اجتمعت لكتابة هذا الدستور . ونختمها بهذا المقال يوم الاربعاء 23 يناير، قبيل يوم الجمعة 25 يناير الذى يعدّ له الثوار المصريون لاستئناف ثورتهم ضد الاخوان . نجحت الثورة المصرية فى إسقاط مبارك، ولكن المجلس العسكرى سارع باستلام السلطة وخدع الثوار ، ثم بدلا من إقامة حكومة انتقالية للاصلاح الدستورى والتشريعى قام المجلس العسكرى بتسليم ع الاخوان الرئاسة ، فانفرد مرسى وعشيرته بكل السلطات ، وبدءوا أخونة مصر والتمكين .يوم الجمعة القادم 25 يناير هو مرحلة هامة من مراحل النضال المصرى فى طريق التحرّر. هو طريق طويل ، قد ينتهى بتمكين الاخوان لو تهاون المصريون ، وقد ينتهى بتمكين المصريين من الحصول على حريتهم وكرامتهم لو تمسكوا بالنضال الى النهاية. هنا صراع وجود ، يقوم على المعادلة الصفرية ، إمّا مصر وإمّا الاخوان .
2 ـ فى الصراع السياسى العادى تتعدد الخيارات ، حيث يكون هناك أبيض وأسود وبينهما درجات ألوان مختلفة ، أحمر وبُنّى وأصفر وأخضر وبرتقالى وأزرق..الخ . هذه هى السياسة العادية حين يمارسها فرقاء تحت ظل المساواة لا يزعم احدهم أنه يحتكر الدين ويعلو به فوق الآخرين . فى ظل زعم الاخوان باحتكار الاسلام لأنفسهم وفوق غيرهم تكون المعادلة صراعا بين ( أبيض وغير أبيض ) أى يفوز لون واحد فقط يحصل على 100% ويترك الصفر للباقين جميعا ، أى واحد يكون له التمكين والآخر له الاسترقاق . وهذا هو لبّ الصراع بين الثوار المصريين الممثلين لمصر والاخوان،إن نجح الاخوان فلهم التمكين وركوب المصريين ، وإن نجح الثوار بمصر فسينتهى الاخوان سياسيا الى السجون والقبور . لا منزلة بين المنزلتين ، لا وسطية ولا رأى ثالث ، إمّا 100 % وإمّا صفر % أو صفر على الشمال.
3 ـ ولهذا بدأ الاخوان بأخونة السلطة التنفيذية والسلطة التشريعية والسلطة القضائية والاعلام والدستور، وضربوا الديمقراطية التى وصلوا بها فى مقتل ، وإختطفوا الثورة المصرية وأذاقوا الثوار النّكال . والاخوان بهذا قد ساروا فى طريق مسدود نهايته صفرية ، فحتى لو وصلوا الى التمكين وقهروا مصر والمصريين فلن يصفوا لهم الجوّ، بل سيظهر لهم منافسون من داخل فرقائهم السلفيين ، وسينشب صراع محلّى بينهم سينتهى بهم الى مذابح ، يفقدون فيها الحكم والحياة معا . هذه هى تجارب التاريخ فى الدول الدينية . صفر كبير لأن المستبد الدينى لا خيار أمامه سوى الصدر أو القبر.
4 ـ نحن هنا نبحث عن حل لإنقاذ ما يمكن إنقاذه ، ننقذ مصر وننقذ الاخوان والسلفيين من انفسهم ومن مذابح قادمة، وذلك بالجهاد ضد الاخوان والسلفيين الى أن يتم منع استغلال الاسلام العظيم فى الصراع السياسى وينتهى خلط السياسة بالدين . لا بد من التفاعل السياسى والمشاركة السياسية لإنهاء وجود الأغلبية الصامتة الساكنة الساكتة التى ينشط بها الاستبداد والفساد ، ولكن لا بد أن يكون هذا التفاعل أوالصراع السياسى متكافئا بعيدا عن استغلال الدين ، ليتساوى الجميع فى تكافؤ الفرص . أى لا بد من الجهاد لإلغاء مرسى ودستور مرسى وإخوان مرسى .
5 ـ هنا فرق بين الجهاد والقتال . الجهاد يشمل شتى أنواع النضال ، من اليد واللسان ،ومن اسلوب السلم والاعتصام والمظاهرات الى القتال والمقاومة المسلحة ، من الصراخ والهتاف الى حمل السلاح وسفك الدماء . لذا قلنا (الجهاد حتى إلغاء مرسى ..وإخوان مرسى.. ودستور مرسى .. ) ولم نقل ( القتال حتى إلغاء مرسى..) ، أى نبدأ بالنضال السلمى فإذا ووجه النضال السلمى بالاعتداء فلا بد من مقابلته بإعتداء مماثل ،وفق شرع الله جل وعلا:( فَمَنْ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ)(194)البقرة). وهذا اللجوء للقتال هو ضرورة فرضها مرسى وأخوان مرسى لإصرارهم على سلب حقوق المصريين فى الحرية والكرامة ، وبسبب فرض دستور مرسى شريعة القرون الوسطى المناقضة للاسلام ، ولهذا نقول وبكل إخلاص: ( ألا لعنة الله على مرسى وإخوان مرسى ودستور مرسى .!!). فهم الذين يجبرون المصريين على سلوك درب الكفاح . لقد حقّق المصريون أملهم فى إزاحة مبارك بأقل قدر من الدماء ، ولكن جاء الاخوان فإختطفوا ثورة المصريين واستغلوها فى ركوب المصريين ، ولا يزالون مستمرين على فرض دستورهم الشائن فوق رقاب المصريين ، ولن يعطوا المصريين حقوقهم إلا بالدم .
6 ـ هذه المواجهة المسلحة لو أسفرت عن انتصار مصر فستكون نوعا من العلاج من مرض خبيث، كعلاج المريض بالمضاد الحيوى الذى يتكون من نفس جراثيم المرض ، أو على حدّ فول الشاعر ( داونى بالتى هى الداء ). ومع هذا نقول إنّ هذا الانتصار سيكون أيضا لصالح الاخوان المنهزمين ، سينقذهم من مصير أفظع ينتظرهم لو انتصروا على المصريين ، لإنّ إنتصارهم ووصولهم للتمكين سيتلوه صراع أخر بينهم وبين السلفيين وسائر أطياف التطرف وجماعات الارهاب ، وستشب فتنّ بمذابح وشلالات دم تبدأ بالاخوان أنفسهم وتستمر بعدهم . لو إنتصر المصريون على الاخوان سيكون المصريون أرحم بالاخوان من السلفيين وبقية الارهابيين سفّاكى الدماء باسم الدين . لذا نعيد القول: ( ألا لعنة الله على مرسى وإخوان مرسى ودستور مرسى .!!) لأنهم وضعوا مصر والمصريين أمام إختيارات دامية لا مفرّ منها ، إما أن تخنع لهم مصر وتخضع وإما حمامات دم ، قد لا تُبقى ولا تذر.
7 ـ تحذيرنا للإخوان وحسنى مبارك هو عملنا المستمر خلال ربع قرن . مثلا : فى عصر مبارك نشرنا مقالا هنا بعنوان:( إصلاح الدستور المصرى لا يكفى لا بد من حكومة انتقالية لتوطيد الاصلاح الشامل ) ، قلت فى مقدمته : (اضطر الرئيس مبارك أخيرا الى الموافقة على تغيير مادتين فى الدستور ، فهل يكفى هذا فى تحقيق الاصلاح الشامل الذى نناضل من أجله منذ ربع قرن؟ ان المستخلص من هذا الاصلاح هو احلال الانتخاب محل الاستفتاء، وسيعمل ترزية القوانين – كالعادة - على تفريغ هذا التعديل الرشيق من مضمونه ليصب فى النهاية لصالح التمديد أو التوريث... باختصار ليس المطلوب فقط تغيير مادة أو مادتين من الدستور المصرى بل تغيير الدستور كله ليكون دستورا ديمقراطيا حقيقيا يليق بمصر وشعبها، والاصلاح الدستورى لا يكفى ، فلا بد له من اصلاح تشريعى كامل يضع الأرضية القانونية لاصلاح سياسى حقيقى. والاصلاح السياسى لا يكفى بدون اصلاح دينى يشد من أزره حتى لا نقفز فى الظلام ويأتى طوفان عقيم يستعيد صرخة اوربا حين هتفت " اشنقوا آخر مستبد بامعاء آخر رجل دين". نريد لمصر العزيزة اصلاحا سلميا لا مفر منه ولم يعد ممكنا تأجيله أو المماطلة والا فالانفجار قادم . العناد هنا سيؤدى للهلاك ولا يصح لعناد شخص واحد أن يهدد السفينة المصرية فى أعاصير هذه التحولات التى يشهدها العالم منذ الحادى عشر من سبتمبر2001.) إنتهى المقال المنشوربتاريخ الأحد 06 اغسطس 2006.
ثانيا : تحريضنا سابقا على الكفاح المسلّح للتحرّر من طغيان مبارك ورفضه الاصلاح سلميا :
إشتهر مبارك بالغباء والعناد ، إستسهل بغبائه وعناده أن يحكم طاغيا ليمارس هوايته فى السرقة والنهب وتعذيب خصومه ، ونحن منهم . ترتب عليه أن مفكرا مسالما مثلى إضطر أن يكتب محرّضا على الكفاح المسلّح فى مقال بعنوان: (واخيراً .. لا مفرّ من الدم ..!!)، كان ذلك بتاريخ 17 ديسمبر 2010 . وحين هرب الطاغية التونسى بن على ، كتبت مقالا بعنوان : ( نداء الى جنرالات الجيش المصرى : أليس منكم رجل رشيد ؟ ) فى يوم الجمعة 14 يناير 2011. و قلت فيه :( جاء الآن فى الساعة الواحة ظهرا بتوقيت واشنطن يوم الجمعة 14 يناير 2011، نبأ هروب طاغية تونس زين الدين بن على بعد انتفاضة الشعب التونسى البطل، بعد أن تحمل عشرات القتلى الذين سقطوا برصاص الأمن الخائن لشعبه ووطنه .. وهرب بن على لأن الجيش التونسى أثبت شهامته ووطنيته فوقف مع الشعب ولم يشارك خونة الشرطة فى قتل الشعب ...الكل الآن يتطلع الى مصر وخيبتها فى جيشها وفى قيادات جهازها الأمنى الخونة.)، وتتابعت بعدها المقالات فى التحريض على المقاومة المسلحة ضد مبارك، منها مقال يتنبأ مقدما بسقوط مبارك ومشروع التوريث :( مبارك الطريد ..بلا توريث ولا تمديد ) في الأحد 16 يناير 2011 ) ، ومقال فى وجوب شرعية المقاومة المسلحة ضد مبارك :( يا أيها الجلاّد : مقاومة سلطاتك شرف وعزّة وجهاد ) فى يوم الإثنين 17 يناير 2011 ).ثم إندلعت الثورة المصرية بمظاهرات التحرير فكان فى نفس اليوم مقال : ( بشأن مظاهرات يوم الغضب المصرى: الثلاثاء 25 يناير 2011 ) . وثبت شيخ الأزهر يدافع عن مبارك فكتبت فى اليوم التالى :( عار عليك يا شيخ الأزهر أن تكون مطية لطاغية فاجر): الأربعاء 26 يناير 2011 ). وفى اليوم التالى دعوة لأمهات مصر بالمشاركة فى الثورة :(يا أمهات مصر : تحركن لقيادة المظاهرات : الخميس 27 يناير 2011 ).ثم تأكيد آخر عن وجوب الكفاح المسلح ضد الطغيان جهادا فى سبيل الله جل وعلا : ( النضال فى سبيل العدل هو جهاد فى سبيل الله) : في الإثنين 31 يناير 2011 ). وفى نفس اليوم مقال ( انتصرت ثورة اللوتس المصرية ) لإثنين 31 يناير 2011 .) . وظلّ مبارك متشبثا بموقعه فكتبت مقال: ( يا مبارك : إخرج منها مذءوما مدحورا ) الثلاثاء 01 فبراير 2011 ) . ووضح إنحياز قادة العسكر لسيدهم مبارك فكتبت : ( أين شرف العسكرية المصرية ؟ هل تقف مع جنرالات مبارك أم مع مصر وشعبها ؟)في السبت 05 فبراير 2011 ) . وفى النهاية تنازل مبارك فكان مقال : ( الله أكبر .. وسقط الطاغية غير المبارك ) في الجمعة 11 فبراير 2011 ). وتوالت بعدها المقالات ، مثل : ( المستبد خائن لشعبه ، وبموته يحيا شعبه ) (في الأربعاء 23 فبراير 2011 ) .
ثالثا : تحريضنا الآن على الكفاح المسلّح للتحرّر من طغيان الاخوان ورفضهم الاصلاح سلميا :
1 ـ عناد مبارك يفوقه عناد الاخوان .عناد مبارك كان عنادا علمانيا شخصيا سياسيا ، لذا رضى فى النهاية بالتنازل عن العرش . عناد الاخوان أساسه ما سبق التذكير به من المعادلة الصفرية ، إمّا تمكينهم من رقاب المصريين وإما أن يتمكن المصريون من رقابهم . لذا لم تحدث حرب أهلية فى سبيل الخلاص من مبارك ، ولكن نذر الحرب الأهلية واضحة فى مصر ، حتى مع بداية عهد الاخوان وحتى قبل وصولهم الى الأخونة والتمكين . وإذا كنا قد حرّضنا على المواجهة المسلحة ضد مبارك فهذه المواجهة باتت حتمية ليس لأننا نقول ذلك ، ولكن لأن الاخوان قد جعلوها حتمية ، فإما أن يتمكنوا بمصر والمصريين إستبداد ا وسلبا ونهبا واسترقاقا ، ويرضى المصريون بهذا خنوعا وخضوعا وركوعا لبديع ومرسى والشاطر والعريان وبقية العصابة ، وإمّا أن يهب المصريون دفاعا عن شرفهم وحريتهم وكرامتهم وثرواتهم ومقدرات بلادهم ومستقبل أولادهم . وطالما يتجهّز الاخوان وأتباعهم للحرب والقتل والقتال دفاعا عن مرسى ودستور مرسى وإخوان مرسى ووهابية مرسى فلا سبيل لأحرار مصر من الدفاع ضد عدوّ سبق له أن إعتدى وفجر وقتل وحاصر وهدّد . وحدث هذا كله فى عدة أشهر بعد أن إختطف الاخوان ثورة المصريين . أى نحن هنا أمام عدو سفّاك للدماء ، يدمن الاعتداء على الغير ويجعله فريضة دينية وفق شريعته الوهابية السلفية . وهم قد بدءوا به مبكرا ، وهم اصحاب تاريخ اسود فى سفك الدماء منذ أن ظهروا تحت زعامة حسن البنّا ، الى أن تآمروا على عبد الناصر ، ثم ردّوا جميل السادات بقتل السادات ، وأفسدوا فى الأرض قتلا وسلبا فى عهد مبارك ، ومن رفاقهم خارج مصر انتشر الارهاب من اندونيسيا وباكستان وأفغانستان والعراق وسوريا ولبنان الى الجزائر ونيجيريا وليبيا ومالى ولندن ومدريد ونيويورك ، يشوهون الاسلام العظيم بارهابهم .
2 ـ ينطبق علي الاخوان وصف ( المعتدون ) و(الذين يفتنون الناس فى الدين )بالاضطهاد والاكراه فى الدين . لقد فرض رب العزّة جل وعلا فى تشريعه قتال هؤلاء المعتدين:( وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ (190)، أى إن قاتلونا فيجب أن نقاتلهم دفاعا ، الى أن ينتهوا عن الاعتداء : ( فَإِنْ انتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (192) ) البقرة ). ودليل إنتهائهم عن الاعتداء أن يكفّوا عن الاكراه فى الدين ، أو الفتنة فى الدين ، أو الاضطهاد فى الدين ، أو الاكراه فى الدين ، أو فرض دينهم السّنى الوهابى بشريعتهم شريعة ( اهل السنّة والجماعة ) التى توجب قتل المرتد وتارك الصلاة والقتل بحجة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر ، لذا طالما يصممون على الاكراه فى الدين والفتنة فى الدين فلا بد من الاستمرار فى قتالهم ، يقول جل وعلا : (وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ فَإِنْ انتَهَوْا فَلا عُدْوَانَ إِلاَّ عَلَى الظَّالِمِينَ (193)، أى لا بد من الاستمرار فى قتالهم حتى يكون الدين لله جل وعلا والوطن للجميع ،أى حتى يكون الدين لله جل وعلا وحده وليس لهم ، ليحكم فيه جلّ وعلا بين البشر يوم الدين ، فإن انتهوا عن هذا الاكراه فى الدين توقف القتال معهم.أى لا بد من استمرار قتالهم حتى ينتهى دستورهم المؤسس على الوهابية أو مذاهب أهل السّنة والجماعة.ولهذا يقول جل وعلا يؤكّد هذا التشريع فى استمرار القتال لمنع الاضطهاد الدينى والاكراه فى الدين:( وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ فَإِنْ انتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (39) الانفال ).
3 ـ إشتهر الاخوان طيلة تاريخهم بنقض العهود والمواثيق ، وهم بذلك يكرّرون موقف أعتى الكفّار من قريش. ففى القرآن الكريم إشارات تاريخية لوقائع سكتت عنها كتب السيرة ، تشير الى أن أئمة الكفر فى قريش بعد أن دخل الاسلام مكة وبعد أن دخل الناس فى دين الله أفواجا قاموا بنقض العهد واحتلال الحرم ، فنزلت سورة براءة تعطيهم مهلة الأربعة أشهر الحرم ليتوبوا فإن لم يتووبوا فلابد من حربهم ليرجعوا عن إعتدائهم ونكثهم للعهود . يهمنا هنا أن وصف رب العزّة لأئمة الكفر القرشى ينطبق فى عصرنا على الاخوان كما لو أن هذه الآيات الكريمة نزلت فى عصرنا . ولنتأمّل مثلا كيف ينطبق على الاخوان قوله جل وعلا : (كَيْفَ وَإِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لا يَرْقُبُوا فِيكُمْ إِلاًّ وَلا ذِمَّةً يُرْضُونَكُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ وَتَأْبَى قُلُوبُهُمْ وَأَكْثَرُهُمْ فَاسِقُونَ (8) اشْتَرَوْا بِآيَاتِ اللَّهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِهِ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (9) لا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلاًّ وَلا ذِمَّةً وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُعْتَدُونَ (10) التوبة ) كفار قريش والاخوان معتدون ناكثون للعهود ، ونزلت الآيات الكريمة فى التحريض على قتالهم الى أن يتوبوا . وتكون علامة توبتهم ليس بالمراءاة بالصلاة والزكاة بل إقامة الصلاة سلوكا بالمسالمة وحفظ العهود والحقوق، يقول جل وعلا:( فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوْا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَنُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (11). فماذا إن لم يتوبوا عن الاعتداء ؟ وكيف إذا لم ينتهوا عن نكث العهد وحفظ العهود ورعاية الحقوق .؟ إذن لا بد من قتال أئمتهم فى الضلال لأنهم لا أمن ولا أمان معهم حتى ينتهوا عن الاعتداء: (وَإِنْ نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ مِنْ بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُوا فِي دِينِكُمْ فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لا أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنتَهُونَ (12).
4 ـ المستبد العادى يظلم الناس فقط ، فعلها كسرى وهرقل وهتلر وموبوتى وعبد الناصر وعيدى أمين . كل مستبد عادى لم يحاول تسويغ ظلمه بالتمسح بالدين ولم يستغل إسم الله جل وعلا وهو يقتل الناس عشوائيا باسم الجهاد فى سبيل الله أو حد الردة . يفعل ذلك فى عصرنا الوهابيون وحكام ايران . ويفعل ذلك الاخوان ودستورهم الآثم يجعل ذلك تشريعا . هم بذلك يظلمون رب الناس قبل أن يظلموا الناس . هم ذلك يعلنون الحرب على الله ورسوله ، فقد أرسل الله جل وعلا رسوله رحمة للعالمين ( وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ (107) الانبياء ) فجعلوا العالم يؤمنون بأن خاتم المرسلين هو لارهاب العالمين وليس رحمة للعالمين ، الاسلام هو دين السلام فجعلوه دين الارهاب والقتل العشوائى للأبرياء . وسيأتى خاتم المرسلين يتبرأ منهم يوم القيامة لأنهم أتّخذوا القرآن مهجورا ، ووضعوا فوقه شريعتهم السامة الدامية ، لذا فهم فعلا أعداء النبى عليه السلام : ( وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً (30) وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّاً مِنْ الْمُجْرِمِينَ وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِياً وَنَصِيراً (31) ( الفرقان ). والسؤال الآن ما هو حكم الله جل وعلا فى التعامل مع من يحارب الله ورسوله ساعيا فى الأرض فسادا بالقتل واستحلال الدماء والأموال والأعراض ونشر الارهاب ؟ يقول جل وعلا فى حكم ينطبق على الاخوان المسلمين ومن نحا نحوهم : ( إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَاداً أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنْ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ (33) إِلاَّ الَّذِينَ تَابُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَقْدِرُوا عَلَيْهِمْ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (34) المائدة )
5 ـ قد يقول قائل : إن الآيات الكريمة السابقة تتحدث عن دولة اسلامية تقوم بتطبيق العدل وحرية الدين والمساواة والديمقراطية المباشرة وتحفظ الحقوق لكل المواطنين بالمساواة ، وليس هذا موجودا فى مصر الآن بل هو العكس . فالذى يحدث فى مصر أن طائفة باغية إختطفت الثورة من الثوار،وبغت عليهم بالقتل والقهر، وصنعت دستورا يجعل جرائمهم شريعة معمولا بها، فماذا إذا هبّ المظلومون يطالبون بحقهم يرفعون شعار العدل والحرية والايمان ضد الاخوان وحزبهم (الحرية والعدالة ) وسينضم للإخوان بقية الأحزب السلفية بأسمائها الحسنة المخادعة ..فما هو حكم الاسلام فى الصراع بين طائفتين كلتيهما تزعم العدل والحرية والايمان ؟ ونقول : بغضّ النظر عن الشعارات فان التّصرف الباغى هو الذى يوضح حقيقة المواقف . وهنا يكون الباغى هو عدو الله جل وعلا . وهنا يكون شرع الله بأن ينضم الجميع لحرب هذا الباغى الى أن يرجع عن بغيه.يقول جل وعلا :( وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (9) إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (10) الحجرات ) . هذا ينطبق على عصرنا ومشكلتنا مع الاخوان وأشياعهم . فالمصريون ثلاث فئات : فئة باغية معتدية ترفض الانصياع للحق وهم الوهابيون من الاخوان والسلفيين وغيرهم ، وفئة مظلومة مضطرة لأن تدخل فى قتال لتدافع عن نفسها ولتسترد حقوقها . ثم فئة ساكتة ساكنة يكتفون بالمشاهدة والجلوس . الله جل وعلا يوجب على هذه الفئة المتفرّجة السلبية أن تنهض لتتحالف مع الفئة المظلومة ضد الفئة الباغية حتى ترجع الباغية عن بغيها ، وحتى يكون المسلمون كلهم أخوة بالسلام والعدل دون تمييز لأحد على حساب أحد . هذه هى الأخوة الحقيقية القائمة على المساواة والسلام والعدل والحرية فى الدين .هنا يكون كل المصريين ( إخوة مسالمون لبعضهم ) بدلا من أن يحتكر الاخوان الاسلام ويمتطونه للوصول للسلب والنهب باسم الاسلام ، وهم أعدى أعداء الاسلام .
أخيرا :
1 ـ نعيد ما قلناه فى عهد مبارك فى عهد مرسى مع بعض تغيير:(واخيراً .. لا مفرّ من الدم ..!!)، ( نداء الى جنرالات الجيش المصرى : أليس منكم رجل رشيد ؟ ) ( أين شرف العسكرية المصرية ؟ هل تقف مع الاخوان أم مع مصر وشعبها ؟) ( يا مرسى : إخرج منها مذءوما مدحورا )( مرسى الطريد )( يا أيها الجلاّد : مقاومة سلطاتك شرف وعزّة وجهاد ) ( بشأن مظاهرات يوم الغضب المصرى: الجمعة 25 يناير 2013 ) ( عار عليك يا شيخ الأزهر أن تكون مطية لطاغية فاجر)(يا أمهات مصر : تحركن لقيادة المظاهرات ). ( النضال فى سبيل العدل هو جهاد فى سبيل الله). وأتمنى أن أكتب( انتصرت ثورة اللوتس المصرية ) ( الله أكبر .. وسقط الطاغية مرسى ) .
2 ـ يقول جلّ وعلا : (فَلْيُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يَشْرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالآخِرَةِ وَمَنْ يُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيُقْتَلْ أَوْ يَغْلِبْ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً (74) وَمَا لَكُمْ لا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنْ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيّاً وَاجْعَل لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيراً (75) الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفاً (76)النساء ) . خلف العمائم واللحى يتخفّى الشيطان ، فأولياء الشيطان دائما يستعملون أحاديثه الشيطانية المفتراة على الله ورسوله كما يستخدمون التدين السطحى ليركبوا ظهور الناس باسم الدين . هذه الآيات الكريمة نزلت فى قريش ولكنها تنطبق على الاخوان:( إخوان الشياطين ) وفى التحريض الالهى على قتالهم .
3 ـ ودائما صدق الله العظيم .!!