هذا الحكم المسىء للاسلام الذى يقضى باعدام المسيئين للرسول عليه السلام ( الحلقة الاخيرة )
أيهما الأكثر عداءا للإسلام : مرسى أم موريس ؟

آحمد صبحي منصور في الثلاثاء ١١ - ديسمبر - ٢٠١٢ ١٢:٠٠ صباحاً

مقدمة : إشتهر موريس صادق بعدائه الشديد للاسلام ، واشترك فى صناعة فيلم مسىء للرسول عليه السلام فحكمت عليه محكمة مصرية بالاعدام ، وهذا بالمخالفة للشريعة الحقيقية للاسلام . وقد أكّدنا هذا فى مقالات سبقت. ونختمها بسؤال نجيب عليه : أيهما الأشد عداوة للاسلام : مرسى الرئيس الاخوانى فى مصر أم موريس صادق.؟ نحن نعتقد أن مرسى الآن ـ إن لم يتب ومات على ما هو عليه ـ هو أشد عداءا للاسلام من موريس صادق . واليكم التفصيل.

أولا : مرسى وموريس من حيث العقيدة :

1 ـ أثبتنا فى بحث سابق نشرته الأحرار أن المصريين ليسوا عربا ، وأن تعدادهم فى عهد عمرو بن العاص كان يتعدّى 15 مليون ، وأن الجند العرب الفاتحين ظلوا بمعزل عن المصريين الأقباط فى المدن والريف ، وبعد طردهم من الجندية منذ عهد الخليفة المتوكل إحترفوا السلب والنهب ، وظلوا يحافظون على حياتهم بعيدا عن المصريين يحملون للمصريين مشاعر الاستعلاء . وبالتالى لم يحدث إختلاط جنسى بالزواج على نطاق واسع بما يؤكد أن محاولات الأولياء الصوفية والشيعة للإنتساب الى النبى وكبار الصحابة هو مجرد مزاعم واهية تدخل ضمن الارتزاق الدينى . المصريون من مسلمين وأقباط هم مصريون بالجنس والأصل ، ولكنهم عرب باللسان . وبالتالى فإن محمد ( مرسى ) مصرى شأنه شأن ( موريس ) صادق . مع اختلاف ظاهرى فى الدين ،لأن مرسى وموريس يتفقان فى الواقع فى دينهما برغم أن مرسى يزعم أنه ( مسلم ) وأن دينه ( الاسلام ) . أجداد مرسى المصريون دخلوا فى التشيع ـ على أنه الاسلام ـ فى العصر الفاطمى . ثم دخلوا فى التصوف السنى واعتنقوه فى العصور الأيوبية و المملوكية والعثمانية . ثم إعتنق مرسى السنة المتشددة الحنبلية التيمية الوهابية . وفى كل هذه الأديان الأرضية كان مرسى وأجداده المصريون يقدسون البشر ( النبى محمد وبعض الصحابة والأئمة والأولياء ) وكانت لهم أسفارهم المقدسة . وهو نفس ما فعله أجداد موريس الذين عبدوا المسيح والرهبان والبطاركة واتخذوهم أربابا من دون الله جل وعلا . وهو ما يتمسك به موريس حتى الآن . أى إنّ جذور عقيدة مرسى وعقيدة موريس هى واحدة.. ترجع للديانة الفرعونية القديمة ، ولكن مع اختلاف شكلى بين قبطية موريس وسنية مرسى .

2 ـ إن الله جل وعلا يقول عن تأثير الديانات الفرعونية فى اليهود والنصارى : (وَقَالَتْ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتْ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ قَاتَلَهُمْ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ (30) اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا إِلَهاً وَاحِداً لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ (31)(التوبة ) .( عزير ) هو ( عوزير ) باللغة المصرية القديمة ، أو هو ( إوزيريس ) بالترجمة اليونانية والذى عرفناه بعد فك طلاسم حجر رشيد بأنه اله الموت فى الاسطورة الدينية الفرعونية ( أوزيريس وايزيس وحورس وست ). وتحول الى الاله ( عزير ) عند اليهود ، وتحول الى ( عزرائيل ) ملك الموت  فى الدين السّنى . وهذا الثالوث (أوزيريس وايزيس وحورس ) صار أصل الديانة المسيحية لدى المصريين ( الآب والابن والروح القدس ) وحملت المسيحية المصرية وصف القبطية لأن كلمة ( قبط ) كانت تعنى الدين الفرعونى ، أى باختلاف المسيحية المصرية عن المسيحية الرومانية حملت اسم ( القبطية ) نسبة لأصلها الفرعونى القديم ، وحمل المسيحيون المصريون لقب ( قبط أو أقباط ) نسبة لدينهم المسيحى الذى يكرر الديانة المصرية الفرعونية ( قبط أو جبت ) وأطلقوا إسمها على مصر ( Egypt) . كان تأثر بنى اسرائيل بالديانة المصرية الفرعونية هائلا ، وتردد ذكر ملامحه فى القرآن من عبادة عجل أبيس الى طلبهم من موسى أن يعبدوا الآلهة المصرية بمجرد عبورهم ونجاتهم من فرعون (وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتَوْا عَلَى قَوْمٍ يَعْكُفُونَ عَلَى أَصْنَامٍ لَهُمْ قَالُوا يَا مُوسَى اجْعَل لَنَا إِلَهاً كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ (138) الاعراف )، وإنتقل تأثير الديانة الفرعونية الى العرب ومكة ، فصارت ( إيزيس أو عزى ) تحمل إسم ( العزّى ) وذلك ضمن ثالوث الاهى ( اللات والعزى ومناة )، فقال جلّ وعلا لهم  (أَفَرَأَيْتُمْ اللاَّتَ وَالْعُزَّى (19) وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الأُخْرَى (20) أَلَكُمْ الذَّكَرُ وَلَهُ الأُنثَى (21) تِلْكَ إِذاً قِسْمَةٌ ضِيزَى (22) إِنْ هِيَ إِلاَّ أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الأَنْفُسُ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنْ رَبِّهِمْ الْهُدَى (23)( النجم ) . ويهود المدينة ظلوا يحملون التأثر بالقبطية أو الديانة الفرعونية القديمة ، وبها أصدروا فتوى لكفار قريش ممّن يعبد ( العزى ) والثالوث بأنهم أهدى من النبى والمؤمنين ، فقال رب العزة : (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيباً مِنْ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هَؤُلاءِ أَهْدَى مِنْ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلاً (51) ( النساء ) . ( الجبت ) هنا هو (القبط ) بالقاف باللهجة المصرية الريفية والتى تقع فى نطقها بين القاف والجيم . أى كانت القبطية فى أسسها العقيدية عبادة البشر والحجر مؤثرة فى العرب وغيرهم ، وبسببها صارت مصر ( منبع الديانة القبطية ) تسمى فى أوربا ( إيجبت ) وصار المصريون عند العرب يسمون ( الأقباط ).

3 ـ ونرجع الى سورة التوبة وقوله جل وعلا عن اليهود والنصارى : (وَقَالَتْ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتْ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ قَاتَلَهُمْ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ (30) اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا إِلَهاً وَاحِداً لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ (31) ونتأمّل قوله جل وعلا عن الفريقين (يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ )، أى يكررون مقال المصريين القدماء فى ديانتهم ( القبطية ) الفرعونية . وملامحها تقديس البشر ( عيسى وعزير والأحبار والرهبان ) وتقديس أسماء مخترعة ولكن صارت لها رهبة . وقد حافظ المصريون بدينهم القبطى الفرعونى حين دخلوا المسيحية على الطريقة المصرية ، فتحوّل الثالوث الفرعونى والصليب الفرعونى ( العنخ ) الى الصليب نفسه وبنفس صورة العذراء مريم التى أخترعوا أنها جاءت بولدها وطافت كل أنحاء مصر من الدلتا الى الصعيد ، وتحولت المعابد الفرعونية الى كنائس وأديرة تحمل الشعارات والمسميات المسيحية ولكن بنفس المضامين والتراث الفرعونى الأصيل. ومن أجل تمسكهم بهذا المرورث الدينى الفرعونى القبطى تحمل المصريون إضطهادا هائلا فى العصر الرومانى فى عهد كراكلا ودقلديانوس ، ثم تحملوا الاضطهاد فى العصرين الأموى و العباسى . وحين أغراهم الفاطميون بالدخول الى ( الاسلام ) على الطريقة الشيعية فإن الأغلبية المصرية لم تجد فارقا كبيرا بين القبطية والتشيع ، هى مجرد خلافات فى المسميات ، أى محمد مكان عيسى ، والقديسون الأقباط يحل محلهم ( على وبنوه وآل البيت ) . ثم حين إعتنقوا الدين السنى الصوفى تحوّل محمد مكان عيسى وتحول الصحابة والأئمة والأولياء محل الرهبان والبطاركة والقديسين. ، وحين إعتنق محمد مرسى الوهابية أضيفت الى عقيدته أسماء أخرى مقدسة مثل ابن تيمية وابن عبد الوهاب . إى إنّ ما كان سائدا فى جوهر الدين الفرعونى يتكرر ، كل ما هنالك أنهم استبدلوا الأسماء و الأشكال . تقديس الأسماء هو نفسه فى كل العصور . فى العصر الفرعونى كانت هناك رهبة وقداسة لإسم ( أمون ) و ( رع ) ، ثم أصبحت القداسة لعيسى والبطاركة ، ثم بعد الفتوحات العربية صار التقديس والرهبة لأسماء أخرى كالبخارى والسيد البدوى وابن حنبل والشافعى ..الخ ..وقديما قال يوسف عليه السلام لرفيقيه فى السجن يعلّق على عبادة المصريين لأسماء إخترعوها ثم هابوها وقدّسوها : ( يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمْ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ (39) مَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِهِ إِلاَّ أَسْمَاءً سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ إِنْ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلَّهِ أَمَرَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ (40)( يوسف )، وهو نفس التساؤل اليوم لمن يعبد أسماء الالهة والأرباب فى المسيحية والقبطية والسنّة والتشيع والتصوّف. وفى عبادة وتقديس البشر يشترك ( مرسى ) و ( موريس ) مع إختلاف المسميات من القبطية الى الوهابية .

4 ـ ولكن الفارق الأساس هنا أن ( موريس صادق ) هو ( صادق ) فى إنتسابه لدينه القبطى الذى يقدّس البشر ، وهو يعلنه معبّرا بصدق عن عقيدته فى تأليه المسيح ، أمّا ( مرسى ) فهو كاذب فى زعمه الانتماء الى الاسلام ، لأنه ليس فى الاسلام تقديس لبشر ، ولكن مرسى بوهابيته يؤمن بشريعة الوهابية التى تناقض الاسلام ، ويقدّس النبى محمدا عليه السلام كما يقدس أئمة السنّة من البخارى والشافعى وابن حنبل الى ابن تيمية وابن عبد الوهاب ..وحسن البنا وسيد قطب . ويعتبر نقدنا لأولئك الأئمة إزدراء للدين ( السّنى ) وجريمة تستوجب فى شرعه القتل وفق ( حد الردة ). مرسى منافق كاذب فى إنتمائه للاسلام وفى استخدامه لاسم الاسلام فى الوصول للحكم . أما موريس صادق فهو متّسق مع عقيدته القبطية ودينه الأرضى . هذا من الناحية العقيدية .

ثانيا : من ناحية التعصّب السلوكى :

1 ـ ورث ( موريس ) كراهية الاسلام من خلال معاناة أجداده طيلة 14 قرنا من عهد عمرو بن العاص الى عهد مرسى بن العيّاط . لم يعرف موريس وأجداده عن الاسلام إلا ما فعله عمرو بن العاص وبقية الولاة ، وقد فصّلنا فى أضطهاد المصريين الأقباط بحثين منشورين هنا . وهذه المرارة المترسبة تفسّر هذا الحقد الهائل الذى يكنّه موريس للاسلام ، ولكن لا تبرّره، وذلك لسببين : أننا ونحن ندافع عن الأقباط نؤكد ما فى الاسلام من تسامح وأنه برىء مما فعله العرب فى مصر . وموريس يعرف أتجاهنا وفكرنا ، وقد تزاملنا فترة قصيرة فى أوائل التسعينيات فى مجال الدفاع عن حقوق الانسان فى مصر، وكان يبدى إعجابا بنضالنا ضد الاخوان والوهابيين ، ويستشهد بأقوالنا ضد زملائه المحامين من الاخوان  . أى كان يعرف منهجنا ، وكان شاهدا على اضطهادنا ـ ونحن مسلمون مخلصون للاسلام ونستمد حجتنا من القرآن الكريم ، ومع هذا كانت كراهيته للاسلام أكبر من الحقائق التى كان شاهدا عليها. وثانيا لأن موريس فى تعصبه هذا يخالف ما نعرفه فى اصدقائنا من الأقباط الذين لا يصلون الى درجة تعصّبه . وأنا هنا أحكم بمعرفتى بكثير من الأصدقاء الأقباط ناضلنا معا ضد الاستبداد والتطرف. وأقول إن تعصب موريس يصل به الى مطالبته بتهجير إخوانه المصريين المسلمين الى الجزيرة العربية ـ هذا التعصب الأحمق يرفضه ويخجل منه من أعرفهم من الأقباط ، وهم كثيرون .

2 ـ موريس فيما يتمناه من تهجير المسلمين المصريين الى الجزيرة العربية يعبّر عن خيال مريض غير قابل للتحقيق ، ولكن هذا الخيال المريض موجود بالأصالة فى كل دين أرضى يصل أصحابه الى درجة الحكم والسيطرة والتمكين . إن المشركين المعتدين بالسلوك لو تحكّموا فهم دائما يطردون الأقلية التى تخالفهم فى الدين أو المذهب والملة. فعلت هذا قريش مع المؤمنين ، وفعل هذا الأسبان مع العرب والمسلمين بعد سقوط غرناطة ، وإمتلأ العالم الجديد فى الامريكيتين واستراليا بالمهاجرين بسبب الاضطهاد المسيحى المذهبى فى أوربا .  وعندما وصل الاخوان الى بعض النفوذ بعد ما يعرف بثورة يولية 1952 كانوا يدقون على أبواب المسيحيين فى شبرا وغيرها يأمرونهم بالرحيل من مصر . وحين وصل الاخوان والسلفيون مؤخرا الى صدارة المشهد السياسى فى مصر أعلن كثير من دعاتهم أن البلد بلدهم ومن يعترض فليخرج منها، وجاء الاعلان مباشرا للأقباط بالرحيل . ونحن هنا نتحدث عن عشرة مليون قبطى على الأقل ، ويستحيل تهجيرهم جميعا. ولكن يختلف الحال مع أقلية ضئيلة قليلة العدد . أهل القرآن مثلا طوردوا ، وحتى لقد منعوهم من الصلاة فى بيوتهم . صحفى مغمور فى جريدة حكومية يعتنق الوهابية أراد الشهرة فتزعم حملة لطرد البهائيين ، وتحقّق أمله فى هذا الزمن الردىء ، وبدلا من دخوله السجن وتحقيره أصبح مشهورا بل زعيما ..!!. وحين يصل مرسى وجماعته الى ما يطمحون اليه من ( التمكين ) فسيكون هذا منذرا بطرد بضعة ملايين من الأقباط . مجرد عدة مذابح ويسارع الأقباط بالفرار . مرسى هنا أكثر خطورة من موريس . موريس يحلم ويتمنى وهو يعلم إستحالة تحقيق حلمه ، أما مرسى فهو يعمل فى تحقيق هذا الحلم لأن ( طرد ) الآخر المخالف فى الدين والمذهب أساس فى الوهابية .

3 ـ بغض النظر عن دعوته المنشورة فى تهجير المسلمين المصريين للصحراء العربية فإن موريس لم يرتكب سوى مجرد هذا القول . ولكن موريس لم يقتل نفسا بريئة ، ولم يقم بالهجوم على مسجد . أما مرسى فهو يمثّل دينا أرضيا يقتل الأبرياء تحت راية الجهاد ، ومعظم ضحايا الوهابية من المسلمين الصوفية والشيعة . ويبلغ ضحايا الوهابية عدة ملايين داخل وخارج ما يعرف بالعالم الاسلامى . والاخوان والسلفيون يقتلون الآن وفى شهر محرم الحرام الثوار المصريين الرافضين لاستبداد مرسى ، ومرسى مسئول عن هذا ، وحتى كتابة هذا المقال وهو ماض فى استبداده وفى فرض دستوره الوهابى على المصريين غير عابىء بثورة المصريين بالملايين فى سائر أنحاء مصر . ولو تم إقرار هذا الدستور فستصبح الوهابية ( أهل السّنة والجماعة ) هى مصدر التشريع دستوريا ، وبالتالى يصبح قتل ملايين المصريين مباحا بفتوى ( قتل ثلث الرعية لاصلاح الثلثين ) وهذا يشمل عموم الأقباط والقوى الحية من الشعب المصرى ، علاوة على قتل من يفكّر ومن ينتقد بحد الردة وقتل الزنديق ، ثم هناك رجم الزانى وقتل تارك الصلاة والقتل بالتعزير والقتل أمرا بمعروف ونهيا عن المنكر ، وقد تم تطبيق هذا التشريع الوهابى فعلا فى السويس ، ثم فتاوى ابن تيمية فى قتل من لايصلى جماعة ومن يؤخر الصلاة عن موعدها ..الخ .. ليس هذا تقوّلا عليهم ، بل كتبهم فى التشريع السنى التراثى مليئة بهذا ، ليس فقط كتب التراث بل كتب أئمتهم المجتهدين فى عصرنا البائس ، يقوله الجزرى فى كتابه ( الفقه على المذاهب الأربعة ) و ( فقه السّنة ) لشيخهم سيد سابق ـ وكتاب الشيخ الوهابى أبى بكر الجزائرى (  منهاج المسلم ). مرسى يريد فرض شريعة تناقض الاسلام تحت إسم الاسلام . فأيهما الأكثر عداءا للاسلام مرسى أم موريس ؟  لنترك موريس ونقارن بين مرسى و المجرمي العاديين واصحاب العصابات : من هو الأكثر إجراما : اهو الذى يقتل فردا أم الذى يقتل شعبا ؟ أهو الذى يقتل شخصا بدافع دنيوى ( علمانى ) أم ذلك الذى يرتكب القتل الجماعى ويعتبره دينا وشريعة وجهادا ؟

4 ـ ونرجع للقرآن الكريم . فى سورة البقرة تقسيم الاهى للبشر : منهم المؤمن التقى ومنهم الكافر الصريح ومنهم المنافق المفسد : قال جل وعلا عن المتقين (الم (1) ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ (2) الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاة وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ (3) وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالآخرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (4) أُوْلَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ (5)) . وقال عن الكافرين الذين لا أمل فى توبتهم : ( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ ءأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ (6) خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (7) ) هذا ينطبق على موريس . لو أحاط بموريس 790 مليون شخص يحاولون إقناعه بأن المسيح عبد الله ورسوله وأن الله جل وعلا واحد أحد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد ، ما إقتنع موريس ولظل مؤمنا بالوهية المسيح. ولأنه مصمم على كفره فقد ختم الله جل وعلا على قلبه ، ويستوى إن وعظته أم لم تعظه . وقال جل وعلا عن المنافقين المخادعين المفسدين :( وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ (8) يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلاَّ أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ (9) فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمْ اللَّهُ مَرَضاً وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ (10) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لا تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ (11) أَلا إِنَّهُمْ هُمْ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لا يَشْعُرُونَ (12). قوله تعالى (  وَمِنْ النَّاسِ ) يعنى حيثما يوجد ناس وفى أى مجتمع من البشر نجد منافقين يخادعون الناس بالدين ، وحين يصل منافق لمنصب رئيس الجمهورية فإنه يصلى أمام الكاميرا ويتحدث عن صلاته الفجر فى المسجد ويخطب الجمعة بالناس ويعظهم ويأمرهم بالبر ( وينسى نفسه )، وهو يرائى بصلاته ، وهو يكذّب بالدين الحقّ ولا يأبه بالجوعى والأيتام و يمنع ( الماعون ) أى ما يحتاجه الناس ، ولذا توعّد الله هؤلاء المرائين بالويل (أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ (1) فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ (2) وَلا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ (3) فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ (4) الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ (5) الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ (6) وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ (7) الماعون ) ..ألا تنطبق هذه السورة على مرسى ؟ ألا ينطبق على جماعته قوله جل وعلا :( وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ (8) يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلاَّ أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ (9) فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمْ اللَّهُ مَرَضاً وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ (10) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لا تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ (11) أَلا إِنَّهُمْ هُمْ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لا يَشْعُرُونَ (12).

5 ــ موريس كافر بينما مرسى منافق ، موريس يعلن صراحة كفره بالقرآن الكريم ويفخر بهذا ولا أمل فى هدايته ـ من وجهة نظرنا القرآنية . أما مرسى فيعلن أن ( القرآن دستورنا ) و ( الاسلام هو الحلّ ).. وهو فى سلوكه وفى دينه الأرضى السنى الحنبلى والوهابى عدوّ للاسلام . أى ينطبق عليه وصف النفاق ، فالمنافق هو الذى يخدع المؤمنين بإيمانه . وبهذا ينطبق عليه وعلى طائفته قوله جل وعلا عن مصير المنافقين الذين يموتون على نفاقهم دون توبة :( إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنْ النَّارِ(145) ( النساء ). الميزة التى يمكن أن ينجو بها مرسى وأن يتفوق على ( موريس ) هى إحتمالية التوبة ، لا أمل فى توبة موريس ـ ولكن هناك أمل فى توبة مرسى ، وفى توبة أى منافق ، فلو تاب لنجا وأصبح ( مع المؤمنين ) وليس ( من المؤمنين )، يقول جل وعلا :( إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنْ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيراً (145) إِلاَّ الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَاعْتَصَمُوا بِاللَّهِ وَأَخْلَصُوا دِينَهُمْ لِلَّهِ فَأُوْلَئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ وَسَوْفَ يُؤْتِ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ أَجْراً عَظِيماً (146) النساء ). أى لا تزال هناك فرصة أمام مرسى لأن يتوب ويصلح عمله ،ويعتصم بالله ويخلص دينه لله. مرسى يستطيع التوبة بأن يستقيل من رئاسة الجمهورية لأنه فعلا لا يصلح لها ، وأن يرد المظالم ويعتذر للمظلومين الذين ظلمهم فى فترة رئاسته ، وأن يتبرأ من جماعة الاخوان المسلمين ودينهم الأرضى القائم على الظلم والعدوان وتقديس البشر ، وأن يحاول فيما تبقى له من عمر أن يكفّر عن سيئاته ما استطاع . فهل سيتوب مرسى ويصلح عمله ؟ ويعتصم بالله ويخلص دينه لله ؟ أم يظل وهابيا إخوانيا ويكتفى باصدار المزيد من إعلاناته الدستورية الورقية ليدخل بها الى الجحيم . ؟؟.

6 ــ  الأيام بيننا ..أو ( الأيام بينما ).

المقال القادم : ( دستور مرسى كفيل بقتل 100 مليون مصرى )

اجمالي القراءات 14392