آحمد صبحي منصور
في
الأربعاء ١٥ - أغسطس - ٢٠١٢ ١٢:٠٠ صباحاً
نص السؤال
آحمد صبحي منصور
لا تستطيع قتل وساوس الشيطان مرة واحدة . الشيطان يتربص بالمؤمن عندما يقدم طاعة لله جل وعلا من عبادة أو عمل صالح . يوسوس له بالرياء والتفاخر بما يفعل ، وقد يهيىء له إنه بما عمل من صالحات فقد أصبح أثيرا مقربا عند الله جل وعلا و ضامنا للجنة ، فيغتر . وقد يشغله عن الخشوع فى الصلاة والاخلاص فى العبادة بوساوس اليأس من عدم القبول لعبادته ، وقد يشغله عن الخشوع بالتفكير فى المحرمات . وقد يخدعه يجعله يفهم إنه طالما يصلى فمن حقه أن يفعل المعاصى ..فقد أصبح مغفورا له .. وهذا يتناقض مع وظيفة العبادات فى تعليم التقوى ، وأنها وسائل للتقوى ، وأن المحافظة على الصلاة تعنى التمسك بالتقوى فى التعامل مع الناس ورب الناس .
وفى كل الأحوال يجب على المؤمن أن يستعيذ بالله جل وعلا من الشيطان الرجيم ، فى صلاته وفى قراءته للقرآن الكريم . وأن يكون مخلصا لله جل وعلا وهو يستعيذ به جل وعلا من وسوسة الشيطان . وأن يتذكر أن الله جل وعلا ليس محتاجا لعبادته ، وأن المؤمن هو المحتاج للعبادة والاخلاص فى الدين كى يدخل الجنة. وعليه أن يعى تماما إنه سيموت مهما طال به العمر ، وأن يتذكر معنى الموت ، وأن هذه هى فرصته فى النجاة من عذاب يوم القيامة ، وأن يتذكر آيات العقاب ، وأن يدعو ربه أن يظل على إيمانه وعمله الصالح الى آخر لحظة فى حياته . وأن يتوقف بالتركيز مع قراءته للفاتحة وأن يستحضر جلال الله جل وعلا وهو راكع وهو ساجد وهو قائم ، يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه جل وعلا .
قد يغفل ولا بد أن يغفل فى صلاته ، وقد يسهو وقد ينسى ، ولكن هذا يدفعه الى التعويض عما غفل وعما نسى. فإذا نسى الخشوع فى ركعة فعليه بالتعويض بمزيد من الخشوع فى الركعة التالية ، ومن هنا نفهم حكمة التكرار فى الركعات والسجود وفى قراءة القرآن .
وطالما ظل اللمؤمن حيا فهو فى صراع مع وساوس الشيطان ..أما المشرك الكافر فلا يتصارع مع الشيطان لأن الشيطان قد تمكن منه وطبع على قلبه ، ورضى هو بحاله يحسب أنه أحسن صنعا مهما أساء .