واشنطن بوست: السادات أرسل خطابا سريا للملك فيصل لرفع المقاطعة «النفطية» عن نيكسون أثناء فضيحة ووترجي

في الجمعة ٣٠ - نوفمبر - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً

كشف الأرشيف الوطني بوزارة الخارجية الأمريكية عن قيام الرئيس المصري الراحل أنور السادات في يناير ١٩٧٤، أثناء سيطرة فضيحة ووترجيت علي مانشيتات الصحف الأمريكية، بإرسال خطاب سري للملك السعودي فيصل، يشير فيه إلي إمكانية محاكمة الرئيس الأمريكي في ذلك الوقت ريتشارد نيكسون، مشددا علي ضرورة قيام العرب ببذل كل ما في وسعهم من جهد لدعم نيكسون.

وقالت صحيفة واشنطن «بوست» الأمريكية في عددها أمس إن البرقية التي جري توجيهها إلي وزير الخارجية الأمريكية في ذلك الوقت هنري كيسنجر، والتي تلقاها من السفير الأمريكي في الرياض جيمس أدكينس، أن مسؤولا سعوديا رفيع المستوي قرأ لـ«أدكينس» الخطاب، وأشار إلي أن الملك السعودي والرئيس السادات سوف يكونا غاضبين إذا اكتشفا تسريب الخطاب.

وأكد السادات في خطابه السري أن ثمة إجراء قد يؤخذ يتمثل في إنهاء مقاطعة النفط التي فرضتها الدول العربية علي الدول التي ساندت إسرائيل في حرب أكتوبر ١٩٧٣.

وأشارت الصحيفة إلي أن المقاطعة التي تمت في نوفمبر ١٩٧٣ أجبرت نيكسون علي فرض السعر وضوابط حصص التسويق علي المنتجات النفطية.

ونبهت إلي أن السادات قال وفقا للبرقية، إن اختلالا اقتصاديا حدث في الولايات المتحدة بعد ارتفاع سعر برميل النفط في السوق العالمية من نحو خمسة دولارات إلي مستوي يعتبر مرتفعا للغاية، والذي يتمثل في ١٦ دولارا.

واقترح السادات في خطابه علي الملك فيصل طمأنة نيكسون بأن المقاطعة النفطية سوف يتم رفعها بمجرد تحقيق فك الارتباط مع القوات الإسرائيلية. وأكدت واشنطن بوست أن كينسجر سافر إلي الشرق الأوسط في فبراير ١٩٧٤ وتم رفع المقاطعة في الشهر التالي، يذكر أن وقف صادرات النفط العربي للدول الغربية تم بالتزامن مع بدء حرب أكتوبر ١٩٧٣، حيث صدر القرار العربي بوقف إمدادات النفط للدول المؤيدة لإسرائيل.

كما كشف أرشيف الخارجية الأمريكية عن برقية احتفظت بها الوزارة منذ مارس ١٩٧٣، والتي تنص علي وعد قطعه العاهل السعودي الملك فيصل بالتوصل إلي حل فيما يتعلق بالتهديدات الإرهابية التي تستهدف المصالح الأمريكية، شريطة أن تضغط واشنطن فورا علي إسرائيل من أجل الانسحاب من الأراضي التي قامت بالاستيلاء عليها واحتلالها. وأكدت الصحيفة أن البرقية هي إحدي وثائق إدارة الرئيس الأمريكي نيكسون البالغ عددها عشرة آلاف وثيقة، والتي تم الكشف عنها للمرة الأولي، وتشمل بعض الوثائق المتعلقة بالإرهاب وصنع السياسية في الشرق الأوسط، مشيرة إلي أنها تصور مدي التغير الطفيف الذي طرأ منذ أكثر من ثلاثين عاما.

وقالت الصحيفة: في أول مارس ١٩٧٣ استولي ثمانية إرهابيين يمثلون «منظمة سبتمبر الأسود» وهي جماعة فلسطينية كانت ترتبط بعلاقات مع ياسر عرفات وحركة فتح السياسية، علي السفارة السعودية في العاصمة السودانية الخرطوم، وذلك خلال حفل لنائب رئيس البعثة الأمريكية في ذلك الوقت. وأضافت: تم اتخاذ الدبلوماسيين، ويضمون سفراء السعودية والولايات المتحدة، رهائن وجري تقديم مطالبات بإطلاق سراح عناصر حرب العصابات الفلسطينيين المحتجزين في عدة دول، بما فيها إسرائيل، مشيرة إلي أن اثنين من الدبلوماسيين الأمريكيين ودبلوماسي بلجيكي تعرضوا للقتل، وقام الإرهابيون، بتسليمهم للمسؤولين السودانيين كما تم إطلاق سراح اثنين علي الفور، وتسليم ستة آخرين بعد محاكمتهم لمنظمة عرفات.

وأشارت واشنطن بوست إلي برقية الخارجية الأمريكية بتاريخ ١٤ مارس تصف محادثة حذر خلالها السفير الأمريكي في ذلك الحين نيلاكوس جي ثاتشير، العاهل السعودي من خطر يحدق ببلاده من جانب حركة فتح، ومرر له دليلا مفصلا بأنها متورطة بشكل مباشر في الهجوم.

وقال السفير الأمريكي: ربما كان الاغتيال الذي وقع في الخرطوم يستهدف بث رد فعل متفائل من خلال المحادثات الأخيرة في واشنطن بين رئيس الوزراء الإسرائيلي والملك الأردني.

وأكدت الصحيفة أن تقارير قالت إن الملك فيصل صرح بعد ذلك بأن الإرهابيين يستولون علي المبادرة، ويسودون صورة العرب في جميع أنحاء العالم، ويلحقون الضرر علي نحو بالغ بالقضية الفلسطينية. وقالت الصحفية: ردا علي ذلك، قال فيصل إن بلاده عارضت هذا النوع من الإفراط في العنف الذي وقع في الخرطوم، وأنها أوقفت المساعدات جميعها لحركة فتح حتي تتلقي ضمانات بأن فتح ستقوم بتطهير نفسها من الأفكار والممارسات الشريرة، مستدركة: لكن السعوديين قالوا إنهم لن يعلنوا ذلك جهارا لأن إخواننا الفلسطينيين سوف يهاجموننا بشدة.

ونبهت إلي قول فيصل في البرقية: لابد أن يبدأ أصدقاؤنا الأمريكان في ممارسة ضغط حقيقي علي إسرائيل، كي تنسحب من الأراضي العربية التي تحتلها، فبمجرد إحراز تقدم في هذا الاتجاه، فسوف ينفتح الطريق إلي حل جميع المشاكل بالمنطقة بما فيها الإرهاب.



اجمالي القراءات 4377