وكان عند أهالي الوادي في النصف الأول من القرن الماضي اكتفاء ذاتي من المحاصيل والحبوب وصنع الملابس المناسبة لمعيشتهم وصنع الجلود.
وكان استعمالهم للأواني الفخارية في تجهيز الطعام وتقديمه وكانت تلك الأواني تصنع محلياً وكذلك أواني وأدوات خشبية مثل الملاعق كبيرة وصغيرة وكانوا لايحتاجون إلا للملابس القطنية الداخلية وكانت تأتيهم من وادي النيل عن طريق التجار الذين يحضرون في موسم البلح وكانوا يبيعون ويشترون بنظام المقايضة، وكانوا يأخذون من الأهالي البلح ويعطونهم العدس والفول حيث كانا لايزرعان في الواحات في تلك الأيام أما اليوم فالفول يزرع في كل مكان بالوادي وكذلك العدس
أما الملابس الخارجية فكما كانت تصنع يدوياً من الصوف وكان يتم غزلها محلياً وكذلك الغطاء.
· قبل دباغة الجلود التي عرفت أخيراً كان يصنع الحذاء من أسفل فكان يجدل من حبال الليف مثل ما كان يصنع الفراعنة لذويهم ويصنع الحذاء من أعلى من زعف النخيل.. وكان لا يوجد عندهم كبريت مثل المعروف حالياً ليوقد النار، وكان ذلك يتم بإستجلاب قطعة خشب جافة من شعرالعشار، عرضها 1 سم وطولها نصف متر، وتعمل حفرة في وسط الخشبة، عمقها حوالي 3 م وطولها خمسة سم ثم يؤتى بقطعة من سباط النخل الناشف بطول نصف متر تقريباً، وتدبب من أسفل حتى يُتمكن من إدخالها الحفرة، ثم تحدث عملية الاحتكاك بين السباطة وخشبة العشار فتنزل نشارة من هذه العملية.
· ثم تتجمع هذه النشارة في آخر حفرة الخشب، ثم يحتك بسرعة كبيرة جداً فيتولد حرارة كبيرة جدا على النشارة فتشتعل النار.. فيأتي بقطعة من مخلفات الحمار اليابسة على النار الملتهبة فيأخذها الشخص وينفخ فيها بشدة فتشتعل النار وينقلها إلى المطلوب إشعالها.
· بعد ذلك كان يحضرون جذع نخلة، ويوقد فيه النار ويستمر مدة طويلة من الزمن في مكان معين من الناحية القبلية من البلدة، وقبل أن ينطفى يستبدلونه بجذع آخر، حتى يستمدوا منهم حاجتهم من النار لجميع السكان،
· ومن العرب تعلموا تعلموا أن يحضروا قطعة من الحديد الصلب تسمى زناد، ويختارون قطعة من حجر الصوان تكون عريضة وحمراء ، ويحضر قلب عقلة من ساق نبتة البوص ويحرق طرفيها ويطفئ في الرمال، ويترك بواقي الحرق، وعندما يضعها على حجر الصوان، ويضرب الزناد فيحتك الحجر فينتج شرارة تلتقطه كعب ساق النبتة (البوص) فتشتعل ويقضي حاجته.
· كل هذا كان مطبق عند سكان الخارجة سابقاً والقري المجاورة، والغلال والحبوب كانت تطحن بواسطة النساء داخل البيوت عن طريق (الرحى)، والأرز كان يقشر أيضا في البيوت وكان يتم عن طريق المهراس وهو مثل الرحاية...
· عادات الزواج بالواحات:
للزواج احتفالية خاصة عند الواحتيين، ويختلف في طقوسه في بعض الأشياء من واحة لأخرى.
·وقد سجل الطبيب / مصطفى فهمي: في عام 1903م بعضاً من هذه العادات وما زال الكثير منها متوارث حتى الآن: ويحتفظ به المسنون في ذاكرتهم: فيحكي الحاج / عطيط الله من الماكس قبلي بالخارجة وعمره الآن مائة وعشرة أعوام : أن المهر كان عبارة عن غلق قمح أو شعير وكانوا يكتبون الكتاب عن طريق أحد فقهاء القرية.
· وذلك في ورقة بحضور أهل القرية، لإشهار الزواج وكان يوقع عليها والد العريس أو أخوه الأكبر أو أحد من أقاربه الكبار الذين يختارهم العريس وكان الزواج عادة يتم في موسم الصيف لبرودة الشتاء وكان الفرح يستمر لمدة شهر.!
·يغنون فيه كل ليلة طوال الشهر، ويذكر / يوسف أحمد مياس في مذكراته: أن عادات الزواج في بداية القرن العشرين فيقول: "عندما يبلغ الشاب الخامسة عشرة من عمره يتشاور الأبوين على زواجه ويختارون له إحدى الفتيات، ثم يرسلون رسولا من طرفهما إلى والدة الفتاة .. وعادة ما تكون أم العريس هى التي تذهب إلى أم العروسة ، ثم ترد أم العروسة بعد يومين أو ثلاثة، بالايجاب أو بالرفض ،، فإذا كان الإيجاب ذهب والد العريس وبعض ممن يختارهم ويذهبون لمنزل العروسة ومعهم حزمة حطب وبعض الفاكهة.
· ويكون أهل العروسة قد جهزوا لهم طعاماً .. بناءاً على الميعاد المتفق عليه ويشترط في هذا الطعام أن يكون أرز مطبوخ باللبن ويسمونه .. البياض .. حتى تكون الزيجة بيضاء، أما والد العريس وصحبته التي لاتقل عن أربعة أشخاص فيرتدون أفخم ما عندهم .. من ثياب.. ويلبس والد العريس ثوباً يسمى قميص وعليه ثوب أسود مفتوح على الصدر من أول الرقبة إلى السرة،
·ويكون والد العروسة قد استحضر خمسة أشخاص من أقاربه، وذلك ليبين أن أهل العروس (التكلة) من المذكرات المرفقة.. لــ مياس.
·أما الطبيب / مصطفى فهمي فقد كتب في كتابه بعد معايشته لأهل الواحات أكثر من عام فيقول عن الزواج: بعدما يتأكد العريس من مهارة خطيبته في الأشغال اليدوية بالخوص في الواحات الخارجة ومن جمالها في الواحات الداخلة، يرسل إلى أهلها رسولا لاستجلاب رضاهم.
·ثم يرسل رسولا آخر إلى أهله يخبرهم بما أجراه وبعد ذلك يرسل من أهله جملة أقارب ليتفقوا على المهر الذي لايزيد عند أغلب الأهالي عن اثنين جنيه، وقد يبلغ عند القليل من الناس الأثرياء خمسة عشرة جنيهاً على الأكثر.
· ثم يرسل العريس بعد ذلك لوازمه التي تكون غالباً .. جدياً أو عنزاً .. وويبتين من القمح ،، كي تجهز طعامه لمن يحضرون العقد، ويختار العريس زيادة صداق تسمى (المشاريط)، وهى تماثل النيشان عند المصريين بوادي النيل.
·وتتكون من فوطة للترابيزة وعصابة للرأس ورشوش وهى ضفائر للشعر من حرير أحمر، تعلق بها حلقات من النحاس أو معدن، ومفتاح الكرار. وكذلك عشرة أذرع قماش أبيض تسمى (مدراسية) وهى (البفتة).
· وذلك لتفصيلها قميصا تلبسه العروس ليلة الدخلة،، لظهور دم بكارتها عليه.!!
·ويوم العقد يتوجه أهل العريس وأقاربه إلى منزل العروس ويعقد المأذون على الوكيل بدون حضور الزوج، ثم تقدم الأطعمة للموجودين من الذبيحة التي أرسلها العريس، وقلب الذبيحة يأكلها العريس وعروسته كي يتحدا قلباً وقالباً.
.ومن العادات القروية في الزواج وخاصة في الخارجة :
أن يقوم العريس ليلة الحناء بتقديم منديل بداخله بلح أو شئ لعروسته، التي تقابله على باب منزل والدها وتأخذ منه المنديل وتعطيه آخر به حمام وأرز مطبوخ..
·ويأخذ العريس ليأكله مع أصحابه ثم يخرجون لغسيل يوم الدخول. ويزف الجهاز بالطبل من منزل الزوجة إلى منزل زوجها محمولاً على رؤس النساء، مع إنشادهن.. ويكون الجهاز عاداة عبارة عن:
وسادة من شيت أحمر ، حشوها قش أرز وحصير من ثمار صناعة الواحات، وحمالة من خشب يعلوها أربع قلل وإبريق من فخار أحمر وصينيتن من نحاس عليهما أمتعة الزوجة،
·
وعطورها وأقراطها، ووسط الجهاز قفتان من الخوص معلق بدوائرهم قرون من البامية. وبعض الباذنجان وبلح أخضر وبعض المزروعات، وبعد تناول العشاء يدعون الأقارب وأهل البلد ليستردوا منهم .. النقوط أو الدَين.
· وتمناز قرية ( القصر) عن غيرها من البلاد بأن كل شيخ يجمع حصته ويذهبون جماعة للعشاء،في منزل العريس والعادة عند الجميع أن الزفاف يتم ظهراً والزوجة يحضرونها بعد العشاء.. وسط جملة من النساء يتقدمهم الرجال بالمصابيح وقبل دخول العروس يضعون المدراسة على قدمها اليمنى.. وتدخل به أولاً ثم يحضرونها له لفض بكارتها..!!
·ويختلف الأمر في القصر بالداخلة حيث يذهب العريس إلى العروسة في منزل والدها ممسكاً بيده سيف ويضرب العروس على كتفها الأيمن سبع مرات إشارة إلى تقويمها بالسف إذا اعوج سيرها في حياتها الزوجية.!
·ولا تخرج الزوجة من منزل أبيها إلا بعد أن يدفع العريس قيمة إطلاقها من قيمة إطلاقها من قيد حديدي تقيد به.
نمكل في المقال التالي باقي عادات الزواج بواحات الوادي. ا