أولا : أنا لم أقل أن ( أم كلثوم بنت على بن أبى طالب ) كانت قاصرا . قلت إنها كانت صغيرة ، وفارق السّن هائل بينها وبين عمر . وهذا هو المفهوم من رواية ابن سعد فى الطبقات الكبرى . وهى تؤكد أن أم كلثوم كانت صغيرة ، فقد استغرب ( على ) أن يطلب ( عمر ) منه أن يتزوجها ، واتفقا على أن يبعث على بابنته الى عمر بحجة أن تعرض عليه كساءا أو شيئئا ما ، والهدف أن يراها عمر أولا ليرى هل تصلح للزواج ويرضى بها أم لا . وجاءت أم كلثوم للخليفة عمر وهى لا تعرف القصد الحقيقى من مجيئها ، ورأها عمر فأعجبته ، وتزوجها ، وأنجبت له إبنا .
ثانيا : مصطلح ( القاصر ) لم أذكره ، وهو مصطلح قانونى مرتبط بالرشد . أما المصطلح القرآنى المرتبط يالزواج فهو البلوغ . وبلوغ الفتاة بالحيض . ومتى حاضت صلحت للزواج والحمل والعدة ..الخ .. والقانون يجعل القاصر من يقل عمرها عن 18 عاما ، وهذا يخالف البلوغ بالحيض الذى يحدث قبل ذلك بعدة سنوات .
ثالثا : أهم شرط فى الزواج هو التراضى بين الطرفين ، خصوصا العروس التى تتسلم صداقها ويكون من حقها . ومتى تم التراضى فلا يحق لأحد الاعتراض على زواج صحيح . فكيف بمن يجعله زنا ؟
رابعا : الظروف الاقتصادية الصعبة التى لا يعانى منها المفتى تجعل البنت المصرية وأسرتها يرضون بهذا الزواج . وهم محتاجون للمال . وبدون هذا الزواج ستعانى البنت من مشكلة العنوسة التى تخنق ملايين البنات. وهذا هو الذى يجعل المصرييين الغلابة يرضون بهذا الزواج ، وتجعله ينتشر بين فقراء المصريين وهم الأغلبية الساحقة من الشعب . وبدلا من العمل على الاصلاح الاقتصادى ورفع مستوى المعيشة يلأولئك المظاليم يطلع علينا هذا المفتى بالحظر وتحريم الحلال وجعل الزواج زنا ..نسى معاناة الناس ، ونسى قيام الاسلام وشريعته على اساس الحرية والتراضى ورفع الحرج والتيسير والتخفيف .