آحمد صبحي منصور Ýí 2012-06-12
أولا
*التيار المتطرف هل هو فاعل أو مفعول ؟
وبمعنى آخر : هل هو رد فعل للظروف أو هو فاعل أصيل للظروف ؟
وذلك السؤال مهم جداً، لأن التشخيص الصحيح للظاهرة هو البداية الحقيقية لعلاجها ..
وأعداء التطرف الدينى من خارج الأصولية الدينية يكررون أن للتطرف أسبابه الاقتصادية والسياسية والاجتماعية ، أى أنه رد فعل للظروف ، أى أنه مفعول وليس فاعلاً ، وعلى ذلك فإن علاج أسباب التطرف تقضى على التطرف ، ولهذا يطالبون باجراءات سريعة مثل القضاء على البطالة وارتفاع الأسعار وعلاج مشاكل الشباب وعلاج أزمات النقل والإسكان والمواصلات ، ويطالبون أيضاً بإفساح الهامش الديمقراطى ومحاربة الفساد المستشرى في قطاعات الدولة. وعلى المدى البعيد يطالبون بتداول السلطة وإصلاح نظام الحكم وتحويله إلى النظام اللامركزى والإدارة المحلية وتحويل الريف إلى عنصر جذب اقتصادى وسكانى وإنتاجى ، ويقولون أن التطرف الدينى جاء نتيجة للفساد والتخبط السياسى والاقتصادى ، فإذا تم الإصلاح انتهى التطرف والإرهاب الدينى وذلك أقرب للصواب .
* والجناح المدنى للتطرف والإرهاب لهم رأى آخر.
صحيح أنهم يعتبرون الحكومة مسئولة أيضاً عن سبب الفساد واضطهاد الشباب المتدين وتعذيبه ، ولكنهم في الوقت نفسه يخلطون بين التدين والتطرف ويجعلون التدين ـ أو التطرف- ظاهرة أصيلة في الشعب المصرى ورغبة نبيلة في العودة للسلف الصالح ودعوة للإصلاح بالدين ، بعد أن فشلت النظريات الشيوعية والعلمانية في الحكم .
* وعليه فإن الحل من وجهة نظرهم هو في القضاء على الدولة العلمانيةالقائمة ، وأن يحكموا هم ليجربوا تطبيق شعاراتهم. وإذا طولبوا ببرنامج للحكم تكلموا عن عظمة الإسلام ، وتحولوا إلى الخطب الدينية وتركوا لغة السياسة ، وتحدثوا في الترغيب والترهيب والوعد والوعيد . ثم إذا عجزوا عن الإقناع تحرك الجناح العسكرى بأهم وسيلة في الإقناع وهى المدفع الرشاش . وكما يقال فإن الجواب نعرفه من عنوانه ، وقد عرفنا ولا نحتاج إلى المزيد !! فإذا كانوا يفعلون هكذا وهم خارج الحكم فكيف إذا حكموا ؟ !!
* ونعود إلى السؤال الأساسى هل التيار المتطرف فاعل أم مفعول ؟
وكاتب هذه السطور مسلم أصولى، ولكنه يعارض التطرف منذ أن بدأ ، وذلك عن اقتناع بأنه يخالف الإسلام ، وأن الإسلام يحتاج الآن لمن يعانى فى سبيل إظهار حقائقه وليس محتاجاً لمن يتاجر باسمه العظيم في دنيا السياسة والاقتصاد.
وأرى أن التدين المصرى يخالف ذلك التطرف ، فالمصرى عادة حين كان يتدين فهو( يتصوّف ) و يكون أكثر تسامحاً وأكثر صبراً على ظلم الحاكم ، أى يكون أكثر ابتعاداً عن التطرف والإرهاب. ومن هنا فتلك الشراسة فى الشباب المتدين مرجعها إلى الفكر الحنبلى الوافد الذى جاءت به رياح النفط حين هاجر المصريون للعمل وعادوا بالذقون والتزمت والتعصب والتطرف ، ثم وجدوا الدولة تزايد على التطرف ، فتفسح أجهزة الإعلام للجناح المدنى للتطرف ، وفى الوقت نفسه تترك الفساد يتغلغل في أجهزتها فينتشر السخط بين الشباب وينضم إلى معسكرات التطرف ، وحينئذ تطارده أجهزة الأمن وتمارس معه العنف فيزداد التطرف إنتشاراَ.
إذن فالتطرف رد فعل لظروف داخلية وخارجية .
ولأنه رد فعل وليس فاعلاً أصيلاً فإن منجزاته كلها صورية. صحيح أنه أنشأ الكثير من المساجد ولكنه نشر الكثير من النفاق والتحايل باسم الدين . صحيح أنه نشر اللحى على الوجوه وغطى وجوه البنات بالنقاب ولكنه ملأ العقول بالخرافات والأساطير التى يبرأ منها الله تعالى ورسوله . صحيح أنه انتشرت كلمات طيبة مثل " جزاك الله خيراً " ولكن انتشرت معها أيضاً اتهامات بالكفر والردة على أهون الأسباب .
*هناك فرق بين الدين الحق والتدين . الدين الحق مصدره رب العزة ، أما التدين فهو تعامل البشر مع دين رب العزة سلبا أو إيجابا. ومن هنا فإن التدين إذا كان أكثر إرتباطاً بكتاب الله تحول إلى عنصر فاعل في السلوك وتحول إلى تقوى ورقى وسماحة وشجاعة في الحق وعفو عند المقدرة وتحول إلى إصلاح حقيقى في النفس لا يأبه بالشعارات واللافتات مثل العمائم واللحى والنقاب ، وبالتالى يكون أبعد عن أساليب التحايل بالدين ، وأكل أموال الناس باسم شركات التوظيف ، ومحاولة مصادرة مستقبلهم باسم الحاكمية ، والسعى لقتلهم باسم الجهاد . !!
أخيرا
1 ـ نشرت هذا المقال فى جريدة الأحرار وقت سطوة شركات توظيف الأموال التى نهب فيها السلفيون أموال المصريين بالتعاون مع فساد نظام حسنى مبارك ، وحينها كانت بعض جماعات التطرف والارهاب تسيطر على بعض القرى فى الصعيد ، وتنظيماتهم تخيف المثقفين حتى لقد ثار هذا التساؤل عن التطرف هل هو فاعل أصيل أم رد فعل للواقع السياسى والاجتماعى والاقتصادى . كان المتحاورون يتكلمون على سطر ويتركون سطورا ، خوفا أو نفاقا أو تفاديا للمشاكل أو أملا فى ركوب الاتوبيس القادم فى وقت إعتقد فيه الجميع أن التطرف هو الوريث القادم سريعا وتوّا لحكم مصر . كتبت هذا المقال ليصع النقاط على الحروف وليغضب المتطرفين والنظام معا .
2 ـ والآن تتضح وتتأكّد الحقيقة ؛ فالتطرف من صنع النظام ، أى هو مفعول به وليس فاعلا . ولكنه أصبح مخيفا للنظام ، وقد فرض نفسه بديلا للنظام بدرجة يتصور البعض معها إن التطرف قدر لا فكاك منه ، فكيف يمكن إجتثاث الاخوان والسلفيين وبقية جماعات وتنظيمات وتشكيلات التطرف والارهاب ما ظهر منها وما بطن .
3 ـ ومن أسف أن كل ما تنبأنا به ـ منذ عام 1982 فى كتاب ( السيد البدوى ) وما تلاه ـ قد وقع ، لأن نظام مبارك أغفل تنفيذ كل ما نصحنا به فى علاج ظاهرة التطرف وإنقاذ مصر منه ، بل واضطهدنا عقابا على نضالنا السلمى فى سبيل الاصلاح .
4 ـ والآن نعيد النصح ونؤكد على نفس الحل ، فمع ذلك الصعود المبهر والمفجع للإخوان والسلفيين فإن الوقت لم يفت ، ولا تزال الوصفة ناجحة ، وهى أننا لو قمنا بالاصلاح فسينتهى التطرف وستعود جماعاته الى جحورها . وحتى لا يتخوّف بعضهم من الاصلاح الكلّى ، نقول لنبدأ باصلاح جزئى هيّن وبسيط ويتفق مع حقوق الانسان ومع حقائق الاسلام ومع أكثر من ألف آية فى القرآن ، ومع مبادىء الشريعة الاسلامية الالهية الحقيقية . هذا الاصلاح الجزئى موعده الآن ونحن نقوم باعداد الدستور المصرى . أى لا بد أن يؤكد الدستور المصرى على كفالة الدولة للحرية المطلقة فى الدين ( عقيدة و تعبيرا ودعوة وشعائر ) والحرية المطلقة فى الرأى والفكر والابداع ، وأن يحرّو ويجرّم الدستور إصدار أى قانون يحدّ من تلك الحرية المطلقة ، وأن يلغى كل القوانين والقواعد فى التشريع المصرى التى تتدخل فى حرية الدين وحرية الفكر والرأى والابداع .
لو طهرنا القانون المصرى من كل تلك القوانين وكل تلك المتاريس التى تعرقل حرية الفكر والرأى والابداع والحرية الدينية لأمكن حصار الاخوان والسلفيين ، فالوهابية ـ وهى دين السلفية والاخوان ـ لا يمكن أن تعيش إلا بفرضها على الناس بالقوة والارهاب ، ولا يمكن أن تستمر إلّا بوجود نظام حكم يقيها من النقاش ويحميها من الجدال ، ويهدد من يناقشها بتهمة إزدراء الدين . ولهذا يحرص الاخوان والسلفيون فى الجمعية التأسيسية لوضع الدستور المصرى على تحصين دينهم الوهابى بمواد دستورية مطاطة وهلامية تمنع من التعرض له بالنقاش .
3 ـ لقد ظللنا من عام 1977 وحتى الآن نرفع صوتنا ونكتب فى التحذير من خطر الوهابية السلفية الاخوانية ، ونتعرض للأذى ، بينما تمتد الوهابية سرطانا وهى تحمل شعار الاسلام وتشوّه إسمه العظيم ..والآن هم على وشك تقنين دينهم الأرضى بالدستور .. ونحن لا زلنا نصرخ ونحذّر بلا فائدة كأننا نؤذن فى خرابة ..!!
4 ـ أليس فى مصر رجل رشيد ؟
في عام 1995م قام أحد علماء الأزهر بتأليف كتاب( السنة في مواجهة أعدائها) للرد على أحمد صبحي منصور وفي وصف المؤلف لكتابه قال الآتي:
"من القضايا التي القيت على الساحة وهي مطروحة طرحا خاطئا قضية إنكار سنة النبي صلى الله عليه ووسلم بالكلية أقواله وأفعاله وتقريراته وصفاته الخُلقية والخلقية
وهذا وإن كان اتجاها محدودا تدور به رؤوس البعض إلا أنه يظهر في الأمة من حين لآخر وقد ظهر في هذا الزمان بصورة مكشوفة
وهذا الكتاب قد جاء أولا ليناقش ما قاله أصحاب هذا الاتجاه حتى تعتدل الصورة وتزول الرجفة وهو قد جاء ثانيا ليسد ثغرة في الفكر الاسلامي قد أحدثها هذا الطرح الخاطيء لهذه القضية المتعلقة بالسنة وهو قد جاء أولا وأخيرا ابتغاء مرضاة الله في رد قوله شائنة مؤادها أن السنة بعد إنكارها يمكن أن يحل محلها ما يملأ فراغا في التشريع الإسلامي من نحو العرف وغيره." انتهى التعريف بالكتاب
ورغم أن الكاتب المحترم ناقض نفسه وكذب على الناس وكذب على الله في توصيفه لكتابه حيث انه ادعى ظلما ان احمد صبحي منصور ينكر أوصاف وأفعال وأخلاق الرسول عليه السلام وهذا غير صحيح ، وكذلك يتمادى في الكذب ويقول أن أحمد صبحي يدعى أن سبب إنكاره للسنة أنه يمكن أن يحل محلها أي عرف أو غيره في المجتمع وهذا غير صحيح إطلاقا لأن احمد صبحي كما نعلم جميعا يرفض رفضا باتا أي كلام يخالف صحيح القرآن الكريم ولا علاقته له بالأشخاص وحتى لو وجه نقدا لشخص فيكون النقد للكلام المكتوب ولا علاقة للنقد بجسد وبنيان وكيان الشخص صاحب الكلام أو صاحب الفكر
وقمة التناقض تظهر في صفحات الكتاب حيث يتم توجيه تهم واضحة لأحمد صبحي بأنه ادعى النبوة لكي يشوه صورته وأنه يحمل أجندة أجنبيه هدفها تحقيق ثلاثة أشياء 1ـ احترام النبي شرك
2ـ سنة النبي عمل شيطاني
3ـ المؤسسات الدينية منحرفة ورجالها ضالون
وهذه التهم الثلاث لكل تهمة منها هدف في بطن الكاتب وفي بطن من خططوا لهذا الكتاب وكلها تدعو لنشر الكراهية والحقد والكره لاحمد صبحي منصور ووضعه أمام مدافع الارهابيين ، كذلك تحويل كل كلامه لأكاذيب دون تفكير لمنع أي إنسان لديه أبسط قدر من العقل أن يقرأ ويتفكر ويناقش كلام الرجل قبل أن يحكم عليه لأنهم يعلمون النتيجة ، ولذلك فعلوا ما يشوهون به صورة الرجل
ولكي يضعوا متاريس لحماية مؤسسات التطرف والارهاب ويتستروا على رجال الوهابية في مصر لأنهم غضبوا حين وصف رجال الوهابية بأنهم منحرفون ، وأنه وجه كلاما للمؤسسات الدينية التي يرتزقون منها
لماذا أقول هذا الكلام ليس مجاملة لاحمد صبحي لأنه لا يحتاج لمجاملتي ، وإنما أقول هذاالكلام للتأكيد على ما قاله في المقال الذي مضى عليه أكثر ربع قرن ، ووبكل أسف وأسى بدلا من أن يكون الأزهر حائط الصد الذي يحارب التطرف والارهاب ويقف في وجهه لكي لا ينتشر ويسيطر على المجتمع ساعدوه الارهاب والارهابيين وفتحوا لهم الازهر وجميع مؤسسات الدولة ووسائل الاعلام وعلى العكس تماما حاربوا المصلحين واضطهدوهم ولفقوا لهم التهم والأكاذيب والأباطيل وعرضوا حياتهم للخطر
صاحب هذا الكتاب هو الدكتور ( طه الدسوقي حبيش) استاذ بجامعة الأزهر
وكان هذا في عهد شيخ الأزهر الشيخ (جاد الحق على جاد الحق)
وكان كل هذا من أجل عيون الوهابية وآل سعود فماذا حدث وهل يجرؤ الكاتب لو كان حيا أن يعترف أنه أخطأ في حق الرجل ، وأنه كان مخطئا حين دافع عن الوهابية وظلم أحمد صبحي منصور .؟
أعتقد أن هذا التعقيب لا ينفصل أبدا أبدا عما هو كائن الآن في مصر فقد ساهم مشايخ الأزهر في حماية الوهابية ونشرها ورعايتها والطبطبة عليها وعلى دعاتها بقصد أو بدون قصد الله وحده يعلم وفي المقابل سبوا وشتموا واضطهدوا واتهموا المصلحين ودعاة التنوير والاصلاح بالموعظة الحسنة والكلمة الطيبة وبالطريقة السلمية فهم شركاء فيما تعاني منه مصر اليوم ..
هذا مجرد مثال بسيط لما فعله علماء الأزهر مع كل مصلح داعية للتنوير والإصلاح لأنهم اليوم يتحدثون عن الحرية والديمقراطية وحرية الفكر والابداع وحرية الاجتهاد وعن الثورة وعن التدين المعتدل ويرفضون التعصب والتزمت والارهاب والتعصب الديني دون أن يعترف أحدهم أنه كان أحد دعاة الارهاب والتطرف والعنف والتحريض على قتل المصحلين أقول هذا الكلام ومعي عشرات الأدلة على كلامي كتب ومقالات وجرائد ومجلات
وبمعنى آخر : هل هو رد فعل للظروف أو هو فاعل أصيل للظروف ؟وذلك السؤال مهم جداً، لأن التشخيص الصحيح للظاهرة هو البداية الحقيقية لعلاجها ..وأعداء التطرف الدينى من خارج الأصولية الدينية يكررون أن للتطرف أسبابه الاقتصادية والسياسية والاجتماعية ، أى أنه رد فعل للظروف ، أى أنه مفعول وليس فاعلاً ، وعلى ذلك فإن علاج أسباب التطرف تقضى على التطرف ، ولهذا يطالبون باجراءات سريعة مثل القضاء على البطالة وارتفاع الأسعار وعلاج مشاكل الشباب وعلاج أزمات النقل والإسكان والمواصلات ، ويطالبون أيضاً بإفساح الهامش الديمقراطى ومحاربة الفساد المستشرى في قطاعات الدولة. وعلى المدى البعيد يطالبون بتداول السلطة وإصلاح نظام الحكم وتحويله إلى النظام اللامركزى والإدارة المحلية وتحويل الريف إلى عنصر جذب اقتصادى وسكانى وإنتاجى ، ويقولون أن التطرف الدينى جاء نتيجة للفساد والتخبط السياسى والاقتصادى ، فإذا تم الإصلاح انتهى التطرف والإرهاب الدينى وذلك أقرب للصواب .والجناح المدنى للتطرف والإرهاب لهم رأى آخر.صحيح أنهم يعتبرون الحكومة مسئولة أيضاً عن سبب الفساد واضطهاد الشباب المتدين وتعذيبه ، ولكنهم في الوقت نفسه يخلطون بين التدين والتطرف ويجعلون التدين ـ أو التطرف- ظاهرة أصيلة في الشعب المصرى ورغبة نبيلة في العودة للسلف الصالح ودعوة للإصلاح بالدين ، بعد أن فشلت النظريات الشيوعية والعلمانية في الحكم . وعليه فإن الحل من وجهة نظرهم هو في القضاء على الدولة العلمانيةالقائمة ، وأن يحكموا هم ليجربوا تطبيق شعاراتهم. وإذا طولبوا ببرنامج للحكم تكلموا عن عظمة الإسلام ، وتحولوا إلى الخطب الدينية وتركوا لغة السياسة ، وتحدثوا في الترغيب والترهيب والوعد والوعيد . ثم إذا عجزوا عن الإقناع تحرك الجناح العسكرى بأهم وسيلة في الإقناع وهى المدفع الرشاش . وكما يقال فإن الجواب نعرفه من عنوانه ، وقد عرفنا ولا نحتاج إلى المزيد !! فإذا كانوا يفعلون هكذا وهم خارج الحكم فكيف إذا حكموا ؟ !!
وكاتب هذه السطور مسلم أصولى، ولكنه يعارض التطرف منذ أن بدأ ، وذلك عن اقتناع بأنه يخالف الإسلام ، وأن الإسلام يحتاج الآن لمن يعانى فى سبيل إظهار حقائقه وليس محتاجاً لمن يتاجر باسمه العظيم في دنيا السياسة والاقتصاد.وأرى أن التدين المصرى يخالف ذلك التطرف ، فالمصرى عادة حين كان يتدين فهو( يتصوّف ) و يكون أكثر تسامحاً وأكثر صبراً على ظلم الحاكم ، أى يكون أكثر ابتعاداً عن التطرف والإرهاب. ومن هنا فتلك الشراسة فى الشباب المتدين مرجعها إلى الفكر الحنبلى الوافد الذى جاءت به رياح النفط حين هاجر المصريون للعمل وعادوا بالذقون والتزمت والتعصب والتطرف ، ثم وجدوا الدولة تزايد على التطرف ، فتفسح أجهزة الإعلام للجناح المدنى للتطرف ، وفى الوقت نفسه تترك الفساد يتغلغل في أجهزتها فينتشر السخط بين الشباب وينضم إلى معسكرات التطرف ، وحينئذ تطارده أجهزة الأمن وتمارس معه العنف فيزداد التطرف إنتشاراَ.
إذن فالتطرف رد فعل لظروف داخلية وخارجية .
ولأنه رد فعل وليس فاعلاً أصيلاً فإن منجزاته كلها صورية. صحيح أنه أنشأ الكثير من المساجد ولكنه نشر الكثير من النفاق والتحايل باسم الدين . صحيح أنه نشر اللحى على الوجوه وغطى وجوه البنات بالنقاب ولكنه ملأ العقول بالخرافات والأساطير التى يبرأ منها الله تعالى ورسوله . صحيح أنه انتشرت كلمات طيبة مثل " جزاك الله خيراً " ولكن انتشرت معها أيضاً اتهامات بالكفر والردة على أهون الأسباب .
تاريخ الانضمام | : | 2006-07-05 |
مقالات منشورة | : | 5111 |
اجمالي القراءات | : | 56,686,909 |
تعليقات له | : | 5,445 |
تعليقات عليه | : | 14,818 |
بلد الميلاد | : | Egypt |
بلد الاقامة | : | United State |
مصر بين الوجه المشرق والوجه المظلم
الفتنة الطائفية .. بين عالم يسبق عصره وعلماء يعانون طفولة فكرية..!!
هل صحيح أن مبارك مازال في شرم الشيخ
دعوة للتبرع
شهد رمضان: ماهو تفسير الآيه فمن شهد منکم الشهر...
اربعة أسئلة : أسئلة عن القرآ ن الكري م السل ام عليكم...
أخت ظالمة: اود ان استشي ركم في عدد من القضا يا، اولها...
نفى الاحاديث بالعقل: عندي اقترا ح ارجو التفك ير فية ان سمح الوقت...
فما مصيره ؟!: الصل اه والصي ام والحج والزك اه كلها...
more
بهذه الصيحة والحكمة التي مصدرها القرآن العظيم يتمم الدكتور/ صبحي منصور هذه المقالة الموجزة والمختصرة وخير الكلام ما قل ودل..
ولو توالت العقود وتواصلت الصراعات بين الاستبداد السياسي والاستبداد الديني وحاول كل منهما أن يفوز بنصيب الأسد في كعكة حكم مصر..
فلن يفلح أي منهما في حل مشاكل مصر.. لأن المصريين لم ينضجوا بعد ولم يتعلموا بعد أن يكتشفوا عدوهم الداخلي المتخفي المستتر في كاب أو مسبحة أو لحية..
إن من أروع ما نادى به الاسلام العظيم في الرسالة الخاتمة القرآن الكريم.. هى الحرية المطلقة في الاعتقاد والتعبير والدعوة وإقامة الشعائر بل والدعوة لها بكل الطرق السلمية العقلية القولية اللسانية ..
يقول تعالى : (وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر)..
والمشئية الانسانية البشرية هى بمصطحات العصر (الحرية المطلقة) في العقيدة والدعوة والتعبير وإقامة الشعائر..
أما من يُكرِه الناس على عقيدة معينة او شعيرة معينة او يمنعه من اداء شعائر عقيدته.. فهم بحق المستبد بالعقل والفكر والارادة الانسانية..
شكرا لك دكتورنا الحبيب/ أحمد صبحي منصور.