آحمد صبحي منصور Ýí 2012-02-21
هو خصم لله رب العالمين من يخلط السياسة بالدين
أولا :دعوة الاسلام دينية خالصة تختلف عن الدعوة السياسية لإقامة دولة
1 ـ شتأن ما بين دعوة الاسلام والدعوة لإقامة دولة. هى فى الاسلام دعوة دينية أولا وأخيرا. ففى بداية الدعوة الى الاسلام قال رب العزّة لخاتم المرسلين :(فَلا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ فَتَكُونَ مِنْ الْمُعَذَّبِينَ وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنْ اتَّبَعَكَ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ فَإِنْ عَصَوْكَ فَقُلْ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تَعْمَلُونَ )( الشعراء:213: 216 )، أى نهاه ربه جل وعلا أولا عن الوقوع فى الشرك حتى لا يكون يوم القيامة من أهل النار ، وحتى يكون أسوة للمؤمنين فى إخلاص الدين لرب العالمين ، وأمره بالبدء بإنذار عشيرته الأقربين فبهم ستنتشر الدعوة الى بقية أهل مكة ، وبهم ستتكون له حماية من المؤمنين ،وأمره أن يتواضع فى التعامل مع أتباعه المؤمنين ، فإن عصوه فعليه أن يتبرأ من عصيانهم وليس من أشخاصهم وذواتهم . لم يقل له رب العزة : قم بإنذار أهلك بالوقوف معك لاقامة دولة وأحكم سيطرتك على اتباعك حتى يخافوك ويرهبوك فإن عصوك فاقتلهم أو إضربهم بالسلاسل والجنازير،( كما كان يفعل صبية الاخوان والجماعات فى التسعينيات قبل أن يصلوا للسلطة) .
2 ـ فارق هائل بين الدعوة للاسلام والدعوة لاقامة دولة حتى لو كانت تتمسح بالاسلام . حين آلت الدعوة السرية لقلب نظام الحكم الأموى الى ( محمد بن على بن عبد الله بن عباس ) أرسل عام 100 هجرية دعاته السريين الى الآفاق ، وكان تركيزه على خراسان ،فكان يقول لهم :(أما الكوفة وسوادها (أى الريف المحيط بها ) فهناك شيعة على وولده ، وأما البصرة وسوادها فعثمانية ( أى على طريقة عثمان بن عفان ) ترى الكفّ وتقول : كن عبد الله المقتول ولا تكن عبد الله القاتل ، وأما الجزيرة فحرورية(أى خوارج ) ومارقة وأعراب ومسلمون فى أخلاق النصارى ، وأما أهل الشام فلا يعرفون إلا طاعة بنى مروان ، وأما أهل مكة والمدينة فقد غلب عليها أبو بكر وعمر .ولكن عليكم بخراسان،فإن هناك الصدور السليمة والقلوب الفارغة التى لم تتقسمها الأهواء ولم تتوزعها النحل ) ( الطبرى 6 / 512 ، المنتظم لابن الجوزى 7/ 56 ). هنا وصية سياسى محنّك يعرف أوضاع المنطقة ، ويختار أصلحها ـ وهى خراسان فى اقصى الشرق ـ ليبدأ بها دعوته بعيدا عن محور القوة الأموية فى الشام وفى مصر .وعلى نفس المنوال ترى وصايا الخلفاء الكبار لأولياء العهد ، فقد كتب معاوية وصيته لابنه يزيد وكان يزيد غائبا فلم يحضر وقت إختضار أبيه . كتب له : ( إنظر أهل الحجاز فانهم أهلك فأكرم من قدم عليك منهم . وانظر أهل العراق فإن سألوك أن تعزل عنهم كل يوم عاملا فافعل ، فإن عزل عامل أحب من أن تشهر عليك مائة الف سيف ، وانظر أهل الشام فليكونوا بطانتك وعيبتك (أى موضع سرّك ) فإن نابك شىء من عدوك فانتصر بهم فإذا أصبتهم فاردد أهل الشام الى شامهم فإنهم إن أقاموا بغير بلادهم أخذوا بغير أخلاقهم . وانى لست أخاف من قريش إلا ثلاثة : الحسين بن على وعبد الله بن عمر وعبد الله بن الزبير .فأما ابن عمر فرجل قد وقذه (أى غلبه ) الدين فليس ملتمسا شيئا قبلك . وأما الحسين بن على فأنه رجل خفيف وأرجو أن يكفيكه الله بمن قتل أباه وخذل أخاه ، وإن له رحما ماسة وحقا عظيما وقرابة من محمد ، ولا أظن أهل العراق تاركيه حتى يخرجوه ،فإن قدرت عليه فاصفح عنه ؛فإنى لو كنت صاحبه عفوت عنه . وأما ابن الزبير فإنه خبّ ضبّ فإذا شخص اليك فالبد له ، إلا أن يلتمس منك صلحا ، فإن فعل فاقبل. واحقن دماء قومك ما استطعت ) ( تاريخ الطبرى 4/ 238 ـ ).
أما فى الاسلام فالوصية يقولها النبى بالاخلاص لله جل وعلا وحده ، وهكذا فعل ابراهيم ويعقوب : (وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمْ الدِّينَ فَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ إِلَهاً وَاحِداً وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ) (البقرة 132 ـ ).
ثانيا : مرحلتان للدعوة الدينية فى الاسلام تخالفان الدعوة لإقامة الدولة :
ليس فى الاسلام دعوة لإقامة دولة ، ولكن لإخلاص الدين لله جل وعلا وحده فى الاعتقاد وفى العبادة وفى العمل والتعامل مع البشر. وهذه الدعوة الدينية لها مرحلتان :
1 ـ الدعوة العامة والاعلان العام للجميع للإيمان بالله وحده وخشيه وحده وعبادته وحده وتقديسه وحده ، مع تأكيد حريتهم فى الاختيارومسئوليتهم الفردية عن عقيدتهم وعقائدهم وأعمالهم يوم القيامة أمام الله جل وعلا وحده بلا شفاعات بشرية .يقول جل وعلا :(قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمُ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَمَا أَنَاْ عَلَيْكُم بِوَكِيلٍ )(يونس 108 ).
2 ـ ولهذه الدعوة العامة تشريعاتها : فهى بالحكمة والموعظة الحسنة : (ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ) ( النحل 125 ). وهى بالتسامح مع الخصم ومقابلة الأذى بالصبروالعفو والصفح . أهمية الصفح هنا هو إيمان الداعية للاسلام باليوم الآخر ، ومسئولية الفرد عن إختياره ، فإذا إختار الضلال فقد إختار لنفسه الخلود الأبدى فى النار، وبهذا يستحق الشفقة والعفو والصفح فيكفيه ما ينتظره من عذاب الآخرة. وترى هذا المعنى فى الآيات التى أمرت بالصفح عن المشركين المعاندين الرافضين للحق ،يقول جل وعلا : (وَإِنَّ السَّاعَةَ لآتِيَةٌ فَاصْفَحْ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ ) ( الحجر 85). ولو تأكد من إصرار قومه على الضلال فعليه أن يقابل إصرارهم بالصفح وأن يقول لهم سلاما ، فسوف يعلمون يوم القيامة سوء عاقبتهم :( وَقِيلِهِ يَا رَبِّ إِنَّ هَؤُلاءِ قَوْمٌ لا يُؤْمِنُونَ فَاصْفَحْ عَنْهُمْ وَقُلْ سَلامٌ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ )(الزخرف 88 : 89 ) ولذا أمر الله جل وعلا المؤمنين بالغفران للضالين الكافرين ، فكل فرد مسئول عن إختياره وعمله يوم القيامة : (قُلْ لِلَّذِينَ آمَنُوا يَغْفِرُوا لِلَّذِينَ لا يَرْجُونَ أَيَّامَ اللَّهِ لِيَجْزِيَ قَوْماً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ مَنْ عَمِلَ صَالِحاً فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ)(الجاثية 14: 15 ). وهو سمو خلقى لا مثيل له ، أن تعفو وتصفح عمّن يخالفك فى الدين ،وأن ترد عليه السيئة ليس بالسيئة ـ وهذا حقك ـ ولكن بالتى هى أحسن وليس بمجرد الحسنى أو بمجرد الحسنة :( وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ )( فصلت 33 : 35 ).
3 ـ : مثل هذه الطريقة لا تنفع مطلقا لدى من يدعو لتأسيس دولة لأنه لا بد أن يقنع أصحابه وأتباعه باستخدام السلاح ضد الآخرين ، وأن يكون اتباعه وأصحابه غاية فى السمع والطاعة ، لأن طريقه ليس الحكمة والموعظة الحسنة و الجدال بالتى هى أحسن ، وليست إحترام رأى المخالف المعاند والصبر على أذاه والعفو والغفران ورد السيئة بالتى هى أحسن ، بل هى الطاعة المطلقة لفرض إقامة الدولة بالسلاح ، ومباشرة المكائد والتآمر وأساليب الخداع مع الجماهير وعلى الأتباع حتى يتسنى له ركوب الجميع . ولا بد له أن يستعين بالغير وأن يتحالف مع هذا وذاك ، وأن يضرب هذا بذاك ، ثم إذا وصل الى السلطة بادر بالتخلص ممن أعانه من كبار قادته حتى لا يكون لأحد عليه فضل ومنّة، وليحكم مستبدا لا بد أن ينشىء أتباعا جددا يعرفونه كحاكم مستبد وليس كرفيق سابق فى النضال. هذه هى الوصفة التاريخية فى إنشاء أى دولة مستبدة ، لا فارق بين إقامة الدولتين الأموية والعباسية والدول الفرعونية فى مصر ونظم الحكم فى روما وفارس ، ولا فارق بين إقامة الدولة الفاطمية والدولة السعودية. كلها تقوم على التآمر والخداع والتآمر والقتل . وورث هذا كله الاخوان المسلمون،وعملوا أكثر من ثمانين عاما فى هذا الطريق . وعندما وصلوا الى الأغلبية فى مجلس الشعب مع أتباعهم السلفيين صرّح المرشد العام محمد بديع بأن هذا هو ما عملوا له من عام 1928 . هنا حديث سياسة وليس حديث دعوة اسلامية قرآنية .
4 ـ المرحلة الثانية من الدعوة الاسلامية هى أن تقتصر على دعوة المؤمنين الخاشعين فقط ، بلا تضييع الوقت والجهد مع المعاندين بعد أن عرفوا بالدعوة ورفضوها . يقول جل وعلا عن المعاندين إنه لا أمل فى هدايتهم:(وَسَوَاءعَلَيْهِمْ أَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ ) ولذلك يجب أن يقصر دعوته على أتباعه فقط يكمل معهم طريق الهداية :(إِنَّمَا تُنذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمَن بِالْغَيْبِ ) ( يس 10 : 11 ). وردا على أتهاماتهم وأكاذيبهم يأمره ربه بالتركيز بالدعوة القرآنية على من يخشى الله جل وعلا : (نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ وَمَا أَنتَ عَلَيْهِم بِجَبَّارٍ فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَن يَخَافُ وَعِيدِ )( ق 54 )وقال فى نفس المعنى (وَأَنذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَن يُحْشَرُواْ إِلَى رَبِّهِمْ لَيْسَ لَهُم مِّن دُونِهِ وَلِيٌّ وَلاَ شَفِيعٌ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ)(الانعام 51 )(فَذَكِّرْ إِنْ نَفَعَتْ الذِّكْرَى)(الاعلى 9 )( مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى إِلاَّ تَذْكِرَةً لِّمَن يَخْشَى)(طه 1 ـ ).
5 ـ هنا أيضا لا تجدى هذه الطريقة فيمن يدعو لإقامة دولة إذ يستحوذ على إهتمامه كيف يسيطر على الآخرين ، يقنعهم ويخدعهم حتى يكونوا له أتباعا، وإلا فهم أعداء وخصوم لا بد من إخضاعهم بالقوة . وبالتالى فلا سبيل مطلقا لصاحب الطموح السياسى فى (الاعراض )عن الخصوم ، بينما يكون الاعراض عن الخصوم أساسا فى الدعوة الى الاسلام، وقد تكرر الأمر به فى القرآن الكريم كقوله جل وعلا : (فَأَعْرِضْ عَن مَّن تَوَلَّى عَن ذِكْرِنَا وَلَمْ يُرِدْ إِلاَّ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا ) (النجم 29 ). ويشمل هذا الاعراض كافة ظروف التعامل مع المعادى للمؤمنين فى الدين ، سواء كان المؤمنون أقلية مضطهدة كما حدث فى مكة : (اتَّبِعْ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ )(الأنعام 106) ،أو كانوا أصحاب دولة كما حدث فى المدينة، فكان الأمر بالاعراض عن المنافقين الذين تمتعوا بالحرية المطلقة فى المعارضة السلمية دينيا وسياسيا:(أُوْلَئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ اللَّهُ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ وَقُل لَّهُمْ فِي أَنفُسِهِمْ قَوْلاً بَلِيغًا )( وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُواْ مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ وَاللَّهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلاً)(النساء 63 ،81 )(سَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ إِذَا انقَلَبْتُمْ إِلَيْهِمْ لِتُعْرِضُواْ عَنْهُمْ فَأَعْرِضُواْ عَنْهُمْ إِنَّهُمْ رِجْسٌ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ جَزَاء بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ) (التوبة 95 ).
وفى ثنايا هذا التكرار وردت تشريعات لهذا الاعراض عن المشركين: فهو إعراض يحمل السمو الأخلاقى ، إذ يقترن بالصفح والعفو والسلام ،فإذا وقع المشرك فى اللغو ـ أى كلام يسىء للاسلام ـ فالواجب الاعراض عنه وتحيتهم بالسلام (وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ وَقَالُوا لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ سَلامٌ عَلَيْكُمْ لا نَبْتَغِي الْجَاهِلِينَ)(القصص55)، وهذه من صفات عباد الرحمن:(وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الأَرْضِ هَوْناً وَإِذَا خَاطَبَهُمْ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلاماً)(الفرقان 63)،ومن صفات المؤمنين المفلحين:(قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ) ( المؤمنون 1 ـ 3) ، وهو مرتبط بالعفو والصفح والمعروف من سمو الأخلاق فى التعامل مع الجاهلين :(خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ ) (الأعراف 199 ) . ولكن هذا لا يعنى التهاون فى قول الحق كاملا وعاليا وصريحا ، فالدعوة لا بد أن تكون بأعلى صوت تعلن الحق كاملا بلا أى مراعاة لتقديس البشر ،أو بلا أدنى تحرّج من غلبة الثوابت المقدسة الخرافية المسيطرة على عقول الناس ، لذا يقترن قول الحق كاملا بالاعراض عن المشركين عبّاد الثوابت وما وجدوا عليه آباؤهم : (فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ)(الحجر 94) . ولذلك قال رب العزة لخاتم المرسلين :(كِتَابٌ أُنزِلَ إِلَيْكَ فَلا يَكُنْ فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِنْهُ لِتُنذِرَ بِهِ )،أى لا يتحرج من إعلان ما جاء فى الكتاب مهما بلغت حساسية من يقدّس الأولياء وتراثهم ، وحتى يتأسى المؤمنون بهذا قال جل وعلا : (وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ ) أى يتذكر المؤمنون أنه لا حرج فى إعلان الدعوة وقول الحق كاملا مهما كان ثقيلا على أسماع تعودت تقديس البشر والحجر. ولأنه أمر عسير أن يتبع الناس الحق القرآنى وحده فقد قال جل وعلا ( اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ قَلِيلاً مَا تَذَكَّرُونَ ) ( الأعراف ـ3 ).
وهذه التشريعات فى الاعراض عن المعادى فى الدين له جذور إيمانية،وهو الانتظار الى يوم الفصل يوم القيامة : (فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَانتَظِرْ إِنَّهُم مُّنتَظِرُونَ ) (السجدة 30)، فهو الاعراض عنهم مع احترام حريتهم الدينية: ( قُلْ يَا قَوْمِ اعْمَلُواْ عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنِّي عَامِلٌ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَن تَكُونُ لَهُ عَاقِبَةُ الدَّارِ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ ) ( الانعام 135 )، أى لهم أن يمارسوا حريتهم الدينية مثلما يمارس المسلمون حريتهم الدينية : (وَقُل لِّلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ اعْمَلُواْ عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنَّا عَامِلُونَ وَانتَظِرُوا إِنَّا مُنتَظِرُونَ )(هود 121 : 122 ) أى ينتظر الجميع الفصل بينهم يوم الدين :(قُلْ يَا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنِّي عَامِلٌ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَن يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذَابٌ مُّقِيمٌ إِنَّا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ لِلنَّاسِ بِالْحَقِّ فَمَنِ اهْتَدَى فَلِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَمَا أَنتَ عَلَيْهِم بِوَكِيلٍ)(الزمر 39 ـ ).ولا بأس بمدى حريتهم هذه ،حتى لو وصلت الى السخرية بالقرآن والخوض فيه ، وكانوا يعقدون مجالس لهذا ، وكان النبى محمد يحضرها فى مكة ، فنهاه ربه عن حضور هذه المجالس والاعراض عنها مرتين :( فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا وَيَلْعَبُوا حَتَّى يُلاقُوا يَوْمَهُمْ الَّذِي يُوعَدُونَ (الزخرف 83) ( المعارج 42). ونسى النبى فظل يحضر تلك المجالس فنزل عليه الوحى يؤنبه: (وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلاَ تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ )(الأنعام 68 ) . واستمرت تلك المجالس فى دولة الاسلام فى المدينة برعاية المنافقين، ولم يكن يحضرها النبى ، ولكن كان يحضرها بعض المؤمنين فنزلت هذه الآية تذكّر بالأوامر السابقة وتحذّر من عذاب يوم القيامة ( وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذاً مِثْلُهُمْ إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعاً )( النساء : 140). ويلاحظ أن النهى ليس عن الحضور المطلق ، ولكن عن الحضور فقط وقت الخوض فى آيات الله . وتلك درجة فى الحرية الدينية لم تعرفها البشرية إلا فى عصر الديمقراطيات الحديثة، وسبق بها الاسلام من أكثر من 1400 عام . ويبقى التناقض هائلا بين تشريعات الاسلام وتلك الدول الدينية التى أقامها المسلمون على أساس مذاهبهم الدينية وأديانهم الأرضية ، فلا يجرؤ مسلم سنّى على مناقشة الدين الشيعى فى أى مجلس علنى فى إيران ،ولا يجرؤ مسلم شيعى على إنتقاد الوهابية فى عقر داره خوف القتل بحدّ الردة المزعوم.
6 ـ والاعراض عن المعادى فى الدين يحمل فى ثناياه القدرة على الإستغناء عن هذا الخصم فى الدين . لذا يرتبط بالدعوة الى الاسلام ألّا يطلب الداعية من الناس لنفسه أجرا ، لأن أجره على الله جل وعلا ، وهو ينتظر هذا الأجر من ربه فى الدنيا فى الآخرة . و(الأجر ) ليس مجرد المال بل يشمل كل شىء دنيوى من الثروة والجاه والسلطة والتحكم السياسى والوصول للحكم . وبالتالى فهو ممنوع إبتداءا أن يتبع المسلم أى داعية يطلب أجرا ، سواء كان الأجر مالا أو وصولا الى مجلس الشعب أو وصولا الى السلطة والثروة أو أى حطام دنيوى . وكل نبى كان يؤكد لقومه إنه لا يطلب منهم أجرا . وتكرر هذا كثيرا فى القرآن الكريم . وفى سورة الشعراء كان كل نبى يقول لقومه:( وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِي إِلاَّ عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ ) قالها نوح ( آية 109)،وهود (127) ، وصالح ولوط (164) وشعيب (180) . وتكرر هذا لخاتم المرسلين عليهم جميعا السلام . فقد إقتدى عليه السلام بهدى الأنبياء السابقين فى عدم طلب الأجر من الناس ، فبعد أن قصّ الله جل وعلا بعض قصصهم قال لخاتم المرسلين عنهم :(ُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمْ اقْتَدِهِ قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرَى لِلْعَالَمِينَ )(الانعام: ـ 90 ). وأمره أن يعلن للناس إنه لا يطلب منهم أجرا : (قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنْ الْمُتَكَلِّفِينَ) (ص 86 ). وأن الأجر سينالونه هم إن أتبعوا الحق ، أى فالأجر هو للناس وليس للداعية للحق :( قُلْ مَا سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ إِنْ أَجْرِي إِلاَّ عَلَى اللَّهِ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ )( سبأ 47 ) ( قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْناً إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ) (الشورى 23 )(قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِلاَّ مَنْ شَاءَ أَنْ يَتَّخِذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلاً ) (الفرقان 57).ولذلك كان يأتى التساؤل الاستنكارى عن سبب ضلالهم وهو لايطلب منهم أجرا :( أَمْ تَسْأَلُهُمْ أَجْراً فَهُمْ مِنْ مَغْرَمٍ مُثْقَلُونَ ) (الطور 40 )و(القلم 46 )( وَمَا تَسْأَلُهُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ ) (يوسف 104 )( أَمْ تَسْأَلُهُمْ خَرْجاً فَخَرَاجُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ )(المؤمنون 72 ). ومن هنا فإن ميزان الداعية للحق ألا يسأل الناس أجرا ، وأن يكون أول من يهتدى بالحق الذى يدعو اليه بحيث يكون بعمله قدوة لهم : (اتَّبِعُوا مَنْ لا يَسْأَلُكُمْ أَجْراً وَهُمْ مُهْتَدُونَ (21) يس 21 ). ودعاة الباطل هم طلاّب دنيا ، ويجب على المسلم الاعراض عنهم وليس تأييدهم وانتخابهم : (فَأَعْرِضْ عَن مَّن تَوَلَّى عَن ذِكْرِنَا وَلَمْ يُرِدْ إِلاَّ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا ) (النجم 29 ).
ثالثا : قيام دولة فى الاسلام هو نتيجة لما يفعله المشركون :
1 ـ منذ أن هبط آدم للأرض هبط معه قانون العداء بين أبنائه ( أبناء آدم )، يقول جل وعلا : (قَالَ اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ )( الأعراف 24 ). قتل إبن آدم أخاه فى أول حرب عالمية فى تاريخ البشر ( المائدة 27 ـ ). وتوالى مسلسل الصراع وتوالى معه ارسال الرسل وإنزال الوحى السماوى ليهتدى به بنو آدم . وفى كل الأحوال يبدأ البغى والظلم فيتأجج الصراع ، وينتهى بمصرع الظالم ليحلّ محله ظالم آخر ، وهذا هو موجز الأنباء فى تاريخ بنى آدم على هذا الكوكب. وأفظع أنواع الظلم أن يبرر الظالم ظلمه واستبداده بنحريف الدين السماوى الذى ينزل لإقامة القسط فيصبح بالتحريف مسوغا ومشرعا للاستبداد والظلم والبغى . من هنا كان إنزال الكتب السماوية وانزال الحديد . الكتاب السماوى لكى يقوم الناس بالقسط ، والحديد هو أداة الصراع والقتال فى سبيل الحق أو فى سبيل الباطل، وسيظهر فى هذا الصراع من ينصر العدل والقسط ،أى دين الله الحق جل وعلا:( لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمْ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ )(الحديد 25).أى ربما ينتج عن هذا الصراع أن يقيم (الناس ) القسط . أى ربما يقيمون دولة (إسلامية ) على أساس القسط ، تطبق القسط والعدل فى التعامل مع الناس ، باعطاء الحقوق ومنع الظلم بين الناس ، وفى التعامل مع الله بالتأكيد على أنه لا إكراه فى الدين ،بضمان الحرية المطلقة فى (الدين) ، إنتظارا لمجىء ( يوم الدين ) (يوم الفصل) (يوم الحساب) الذى يحكم فيه رب العالمين بين الناس فيما كانوا فيه يختلفون . ربما يقيم ( الناس ) العدل بلا دولة ، فى قبيلة رعوية أو أى مجموعة بشرية من الناس لا تكتمل لديها متطلبات الدولة ونظام الحكم،فالأية الكريمة تتحدث عن (الناس ) وليس عن دولة . وفى كل الأحوال فإقامة القسط تأتى رد فعل لظلم موجود مطلوب إزالته.
2 ـ فالظالمون المشركون الكافرون هم الذين قد يتسببون بجرائمهم فى نجاح المستضعفين فى أن يقيموا لهم دولة . ولنا فى تاريخ خاتم المرسلين المثل الحى، فلم تكن إقامة الدولة واردة ، ولكن الاضطهاد وطرد المؤمنين من ديارهم وإجبارهم على الهجرة هو الذى جعلهم يقيمون دولة لهم فى ظروف مواتية . وحتى الهجرة نفسها ليست وحدها أساس إقامة الدولة ، فربما لا ينتج عنها تأسيس دولة . كان التاريخ سيتغير لو هاجر النبى والمسلمون كلهم الى الحبشة واستمروا فيها فى ظلّ حاكم أعطاهم اللجوء فى بلده وحماهم من ملاحقة قريش . ولكن هجرتهم للمدينة مكّن لهم من إقامة دولة خصوصا مع ملاحقة قريش لهم بالغارات الحربية على المدينة مما جعل التشريع ينزل لهم بحق الدفاع عن النفس ، وكانوا من قبل مأمورين بكف اليد عن رد الاعتداء ، وحتى حين جاءهم الإذن بالقتال إحتجوا، فقال جل وعلا: (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمْ الْقِتَالُ إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَخْشَوْنَ النَّاسَ كَخَشْيَةِ اللَّهِ أَوْ أَشَدَّ خَشْيَةً وَقَالُوا رَبَّنَا لِمَ كَتَبْتَ عَلَيْنَا الْقِتَالَ لَوْلا أَخَّرْتَنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ وَالآخِرَةُ خَيْرٌ لِمَنْ اتَّقَى وَلا تُظْلَمُونَ فَتِيلاً) ( النساء:77). وجاءت حيثيات الإذن بالقتال الدفاعى فى قوله جل وعلا:(أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِير الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلاَّ أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ )(الحج 39 : 40 ). فهم قد تعرضوا للظلم فى مكة وأخرجتهم قريش من ديارهم بغير حق ، ثم بعدها تلاحقهم قريش بالقتال، أو بالتعبير القرآنى :(أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ).
3 ـ وللمشركين المعتدين الظالمين فى كل زمان ومكان ملامح ثابتة تتعرف بها عليهم مهما رفعوا من شعارات (إسلامية ) وهى عدم تسامحهم مع المخالف لهم فى الدين أو حتى فى المذهب ، وإكراههم له فى الدين وفى المذهب وطردهم لمن يتمسك بدينه المخالف ولا يرجع عنه. تجد هذا فى إيران الشيعية فى تعاملها مع العرب السنيين فى الأهواز كما تجده فى تعامل الوهابيين مع الشيعة فى الخليج ،كما تجده مع الوهابيين الاخوان والسلفيين فى مصر فى تعاملهم مع الأقباط والبهائيين والقرآنيين . ومن الأنباء التى ترد من مصر هجرة الكثيرين من الأقباط بعد تصريحات تهدد بقاءهم فى بلدهم ، بل وطرد عائلات قبطية على يد السلفيين ، وقبلها طرد عائلات من البهائيين فى اواخر حكم مبارك ، ثم تهديد البهائيين علنا على لسان أحد الذقون السلفية . التهديد بالطرد للمخالف بالدين وأخراج الناس من بيوتهم وديارهم جريمة تلازم كل عصر يتحكم فيها أرباب الديانات الأرضية من قصص الأنبياء فى أقدم العصور الى عصرنا البائس ، فعلوا ذلك مع النبى شعيب والمؤمنين معه ، خيّروهم بين الطرد أو الرجوع الى ملتهم الأرضية:(قَالَ الْمَلأ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا مِنْ قَوْمِهِ لَنُخْرِجَنَّكَ يَا شُعَيْبُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَكَ مِنْ قَرْيَتِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا )(الأعراف 88)، وفعلها قوم لوط : (فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلاَّ أَنْ قَالُوا أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ )( النمل 56 )، بل هدّد آزر إبنه ابراهيم عليه السلام وأنذره بالطرد : ( قَالَ أَرَاغِبٌ أَنْتَ عَنْ آلِهَتِي يَا إِبْراهِيمُ لَئِنْ لَمْ تَنتَهِ لأَرْجُمَنَّكَ وَاهْجُرْنِي مَلِيّاً قَالَ سَلامٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيّاً وَأَعْتَزِلُكُمْ )( مريم 46 ـ ).وفى تاريخ كل الأنبياء كان أولئك المجرمون يهددون الأنبياء بالطرد : (وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِرُسُلِهِمْ لَنُخْرِجَنَّكُمْ مِنْ أَرْضِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا)( ابراهيم 13). وفعلوا ذلك مع خاتم النبيين عليهم السلام، يقول له ربه جل وعلا: (وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ هِيَ أَشَدُّ قُوَّةً مِنْ قَرْيَتِكَ الَّتِي أَخْرَجَتْكَ أَهْلَكْنَاهُمْ فَلا نَاصِرَ لَهُمْ ) ( محمد 13)، ويقول جل وعلا عن تآمرهم عليه بخطط منها القتل أو الأسر والسجن أو الطرد : (وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ) (الأنفال 30). وحين فعلوا ذلك مع خاتم النبيين المسلمين تأثر به تشريع الموالاة والقتال ، فلا موالاة مع المشركين الذين أخرجوا المسلمين من ديارهم ولا موالاة مع من يظاهر ويؤيد أولئك الكافرين المعتدين ، ولكن لا بد من القسط والبرّ مع المخالف فى الدين الذى لم يعتد على المؤمنين ولم يخرجهم من ديارهم :(لا يَنْهَاكُمْ اللَّهُ عَنْ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ إِنَّمَا يَنْهَاكُمْ اللَّهُ عَنْ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الظَّالِمُونَ )( الممتحنة 8 : 9 ).
أخيرا
من العجائب أن الدول التى تحمل إسم الاسلام زورا وبهتانا أو ما يسمى بالعالم الاسلامى هى التى يهاجر منها الناس فرارا بدينهم ويأتون الى دول الغرب وأمريكا ، مما يدل على أن تلك الدول السنية والشيعية هى الأشد تناقضا مع الاسلام بينما تكون دول الغرب وأمريكا هى الأقرب الى قيم الاسلام ومبادئه . ومن أعجب العجب أنّ مصر التى إشتهرت بتسامحها فى أشد القرون تعصبا يأتى عليها عصر التسامح وحقوق الانسان وقد تحكّم فيها سلفيون ينتمون الى عصور الكفر والشرك والطغيان ..
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم ..
في وصية معاوية لابنه يزيد نجدها وصية سياسية خالصة من سياسي ضليع ، ولا علاقة لها بدين الله ولا بالدعوة لتوحيد الخالق عز وجل ـ
وهذا ما بداه الخلفاء الراشدون ، سار علي نهجهم الاخوان المسلمون ، إقامة خلافات والعمل على ذلك بكل الطرق والوسائل.
ويريدون منا اتباع منهجهم البعيد عن ما اراده الله من سلم وتسامح وحرية .
أما الوصية التي تكون خالصة لوجه الله لا علاقة لها بالسياسة ولا بإقامة خلافات إسلامية ويكون قوامها العدل والقسط بين الناس ، وتكون وسائل الدعوة الحكمة والموعظة الحسنة : (ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ) ( النحل 125 ).
هل تمت محاصرة الشعب المصري من اخوان وسلفية وعسكر وحرامية وبلطجية
لقد زينت للعسكر أجهزتهم بالاتفاق مع الاخوان ، أنها تستطيع أن تحاصر الشعب المصري، وتخيفه، وأن تحاصر مصر كلها، وأن تتحدى كل القوانين المعروفة وتصادر على جميع الحريات وتقمع وتحاصر منظمات المجتمع المدني ، ومنظمات حقوق الانسان وتعطل الجمعيات الاهلية ولكن كل المؤشرات تقول أن هذا المشهد المصري لن يظل بهذا الشكل المعتم وسوف تكون هناك انفراجة ان شاء الله تعالى ولو بعد حين ، وإن غداً لناظره لقريب !.
شتأن ما بين دعوة الاسلام والدعوة لإقامة دولة. هى فى الاسلام دعوة دينية أولا وأخيرا. ففى بداية الدعوة الى الاسلام قال رب العزّة لخاتم المرسلين :(فَلا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ فَتَكُونَ مِنْ الْمُعَذَّبِينَ وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنْ اتَّبَعَكَ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ فَإِنْ عَصَوْكَ فَقُلْ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تَعْمَلُونَ )( الشعراء:213: 216 )، أى نهاه ربه جل وعلا أولا عن الوقوع فى الشرك حتى لا يكون يوم القيامة من أهل النار ، وحتى يكون أسوة للمؤمنين فى إخلاص الدين لرب العالمين ، وأمره بالبدء بإنذار عشيرته الأقربين فبهم ستنتشر الدعوة الى بقية أهل مكة ، وبهم ستتكون له حماية من المؤمنين ،وأمره أن يتواضع فى التعامل مع أتباعه المؤمنين ، فإن عصوه فعليه أن يتبرأ من عصيانهم وليس من أشخاصهم وذواتهم . لم يقل له رب العزة : قم بإنذار أهلك بالوقوف معك لاقامة دولة وأحكم سيطرتك على اتباعك حتى يخافوك ويرهبوك فإن عصوك فاقتلهم أو إضربهم بالسلاسل والجنازير،( كما كان يفعل صبية الاخوان والجماعات فى التسعينيات قبل أن يصلوا للسلطة) . فارق هائل بين الدعوة للاسلام والدعوة لاقامة دولة حتى لو كانت تتمسح بالاسلام . حين آلت الدعوة السرية لقلب نظام الحكم الأموى الى ( محمد بن على بن عبد الله بن عباس ) أرسل عام 100 هجرية دعاته السريين الى الآفاق ، وكان تركيزه على خراسان ،فكان يقول لهم :(أما الكوفة وسوادها (أى الريف المحيط بها ) فهناك شيعة على وولده ، وأما البصرة وسوادها فعثمانية ( أى على طريقة عثمان بن عفان ) ترى الكفّ وتقول : كن عبد الله المقتول ولا تكن عبد الله القاتل ، وأما الجزيرة فحرورية(أى خوارج ) ومارقة وأعراب ومسلمون فى أخلاق النصارى ، وأما أهل الشام فلا يعرفون إلا طاعة بنى مروان ، وأما أهل مكة والمدينة فقد غلب عليها أبو بكر وعمر .ولكن عليكم بخراسان،فإن هناك الصدور السليمة والقلوب الفارغة التى لم تتقسمها الأهواء ولم تتوزعها النحل ) ( الطبرى 6 / 512 ، المنتظم لابن الجوزى 7/ 56 ). هنا وصية سياسى محنّك يعرف أوضاع المنطقة ، ويختار أصلحها ـ وهى خراسان فى اقصى الشرق ـ ليبدأ بها دعوته بعيدا عن محور القوة الأموية فى الشام وفى مصر .وعلى نفس المنوال ترى وصايا الخلفاء الكبار لأولياء العهد ، فقد كتب معاوية وصيته لابنه يزيد وكان يزيد غائبا فلم يحضر وقت إختضار أبيه . كتب له : ( إنظر أهل الحجاز فانهم أهلك فأكرم من قدم عليك منهم . وانظر أهل العراق فإن سألوك أن تعزل عنهم كل يوم عاملا فافعل ، فإن عزل عامل أحب من أن تشهر عليك مائة الف سيف ، وانظر أهل الشام فليكونوا بطانتك وعيبتك (أى موضع سرّك ) فإن نابك شىء من عدوك فانتصر بهم فإذا أصبتهم فاردد أهل الشام الى شامهم فإنهم إن أقاموا بغير بلادهم أخذوا بغير أخلاقهم .
فى الاسلام فالوصية يقولها النبى بالاخلاص لله جل وعلا وحده ، وهكذا فعل ابراهيم ويعقوب : (وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمْ الدِّينَ فَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ إِلَهاً وَاحِداً وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ) (البقرة 132 )مرحلتان للدعوة الدينية فى الاسلام تخالفان الدعوة لإقامة الدولة : ليس فى الاسلام دعوة لإقامة دولة ، ولكن لإخلاص الدين لله جل وعلا وحده فى الاعتقاد وفى العبادة وفى العمل والتعامل مع البشر. وهذه الدعوة الدينية لها مرحلتان :ـ الدعوة العامة والاعلان العام للجميع للإيمان بالله وحده وخشيه وحده وعبادته وحده وتقديسه وحده ، مع تأكيد حريتهم فى الاختيارومسئوليتهم الفردية عن عقيدتهم وعقائدهم وأعمالهم يوم القيامة أمام الله جل وعلا وحده بلا شفاعات بشرية .يقول جل وعلا :(قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمُ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَمَا أَنَاْ عَلَيْكُم بِوَكِيلٍ )(يونس 108 ).ولهذه الدعوة العامة تشريعاتها : فهى بالحكمة والموعظة الحسنة : (ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ) ( النحل 125 ). وهى بالتسامح مع الخصم ومقابلة الأذى بالصبروالعفو والصفح . أهمية الصفح هنا هو إيمان الداعية للاسلام باليوم الآخر ، ومسئولية الفرد عن إختياره ، فإذا إختار الضلال فقد إختار لنفسه الخلود الأبدى فى النار، وبهذا يستحق الشفقة والعفو والصفح فيكفيه ما ينتظره من عذاب الآخرة. وترى هذا المعنى فى الآيات التى أمرت بالصفح عن المشركين المعاندين الرافضين للحق ،يقول جل وعلا : (وَإِنَّ السَّاعَةَ لآتِيَةٌ فَاصْفَحْ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ ) ( الحجر 85). ولو تأكد من إصرار قومه على الضلال فعليه أن يقابل إصرارهم بالصفح وأن يقول لهم سلاما ، فسوف يعلمون يوم القيامة سوء عاقبتهم :( وَقِيلِهِ يَا رَبِّ إِنَّ هَؤُلاءِ قَوْمٌ لا يُؤْمِنُونَ فَاصْفَحْ عَنْهُمْ وَقُلْ سَلامٌ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ )(الزخرف 88 : 89 ) ولذا أمر الله جل وعلا المؤمنين بالغفران للضالين الكافرين ، فكل فرد مسئول عن إختياره وعمله يوم القيامة : (قُلْ لِلَّذِينَ آمَنُوا يَغْفِرُوا لِلَّذِينَ لا يَرْجُونَ أَيَّامَ اللَّهِ لِيَجْزِيَ قَوْماً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ مَنْ عَمِلَ صَالِحاً فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ)(الجاثية 14: 15 ). وهو سمو خلقى لا مثيل له ، أن تعفو وتصفح عمّن يخالفك فى الدين ،وأن ترد عليه السيئة ليس بالسيئة ـ وهذا حقك ـ ولكن بالتى هى أحسن وليس بمجرد الحسنى أو بمجرد الحسنة :( وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ )
تاريخ الانضمام | : | 2006-07-05 |
مقالات منشورة | : | 5111 |
اجمالي القراءات | : | 56,686,632 |
تعليقات له | : | 5,445 |
تعليقات عليه | : | 14,818 |
بلد الميلاد | : | Egypt |
بلد الاقامة | : | United State |
دعوة للتبرع
أبواب الجنة والنار: فى القرآ ن الكري م إشارة لأبوا ب الجنة...
معنى السير فى الارض: كيف نوفق بين الأمر بالسي ر فى الأرض وصعوب ته ...
بين النكاح والزواج : هل يوجد فى القرآ ن كلمة زواج وتزوج ويزوّ ج ؟...
الدعاء المستجاب: ازاى الدعا ء بتاعى يستجا ب بيت نا في حاله...
المحمديون وقوم عاد: دكتور أحمد صبحي منصور شكرا تعلمت منك الكثي ر ...
more
هكذا أيها المسلم المصري على وجه الأخص أن يكون اختبار كل من يدعوا الناس لعقيدة دينية معينة.. ان يتأكد المتلقي أو المسلم من ان هذا الداعية لايطلب أجراً أياً كان نوع هذا الأجر.. فإذا طلب منك داعية معين ان تتبع منهجه او دعوته... فتحاورمعه وقل له وما هو الهدف من أن اتيع دعوتك.. او دعوة جماعتك.. ؟
فإذا أجاب بانه يريد منا ا نتبعه لتطبيق الشريعة .. فماذا يكون الرد.. وما هى الشريعة ؟
يقول تطبيق شرع الله وام شرع الله يقول تطبيق السنة من اللحية والجلباب للرجال والنقاب للنساء.. وطرد السياح.. من كل بلاد مصر فهم يمشون عراة .. ويشربون الخمور وقتال اليهود.. ..!!
هذا هو التدين السائد لدى جموع المصريين اليوم....
لكنهم لم يتطرقوا أيدا للعدل وتوحيد الله تعالى بمعنى الاكتفاء بالقرىن مصدرا للإسلام..
وليس المهم العمل الصالح بكل جزءياته.
لكنهم لم يتذكروا قوله تعالى في الحكم على كل داعية.. فالله تعالى يقول..
( قل لا أسألكم عليه أجراً إلا المودة في القربى) وقوله تعالى ( قل لا أسألكم عليه أجراً إن أجري إلا على الله)
بارك الله فيك دكتور منصور وإلى لقاء.