آحمد صبحي منصور Ýí 2012-02-01
هو خصم لله جل وعلا من يستخدم الدين فى طموحه الدنيوى
أولا : الكفر بالقرآن بين الكافرين والمنافقين
1 ـ الكافرون يرفضون القرآن صراحة ومن حيث المبدأ ويطلبون بديلا له على هواهم ، إذ كانوا يطلبون من النبى محمد عليه السلام أن يأتيهم بقرآن غير هذا أو تبديله بحيث يعترف باتخاذهم للأولياء شفعاء وعبادتهم ليقربوهم لله تعالى زلفا:(وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَذَا أَوْ بَدِّلْهُ ) وجاء الرد عليهم بالرفض من رب العزة وان يقول لهم هذا الرفض النبى (قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ )( يونس 15 ). أى لايستطيع تغييرا ولا تبديلا فى كلام الله وقرآنه جل وعلا لأنه عليه السلام يخاف من عذاب يوم عظيم.!!
2 ـ هذا هو موقف الكافرين من مشركى قريش ؛ موقف واضح وصريح . أما المنافقون الذين يزعمون الايمان بالقرآن فلا يستطيعون الجهر علانية بالكفر بالقرآن،ولكنهم عبّرواعن كفرهم بالقرآن بطريقة ملتوية هى عدم الاحتكام اليه فى خلافاتهم مع النبى ومع المؤمنين . والايمان ليس مجرد كلمة تقال وليس شعارا يرفع ، ولكنه إلتزام قلبى يعبّر عنه السلوك والتطبيق العملى ، فإذا كنت مؤمنا بكتاب الله فعليك أن تحتكم اليه فى ضميرك بينك وبين نفسك لترى كيف طاعتك لربك جل وعلا. أما إذا كنت فى خلاف أوشقاق مع غيرك فعليكم ـ إذا كنتم مؤمنين فعلا بالقرآن ـ أن تحتكموا الى كتاب الله باخلاص وتسليم،وترتضوا بحكمه، هذا لو كان الايمان حقيقيا باليوم الآخر ، وبلقاء الله جل وعلا يوم الحساب.
ثانيا : فريضة الاحتكام للقرآن عند الاختلاف والتنازع :
1 ـ الخلاف والنزاع وارد ولا مفرّ منه ، وطريقة حل الخلاف بين المسلمين فى الاسلام هى الاحتكام للقرآن الكريم باخلاص . بل إن خاتم المرسلين نفسه كان مأمورا بالاحتكام للقرآن فى خلافه مع المشركين ليثبت عليهم الحجة فى كفرهم بالقرآن وعدم إنصياعهم له . ونقرأ الآيات فى سياقها الخاص، يقول جل وعلا فى سورة الأنعام : 112 : 116:
1/ 1 :(وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاء رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ ). ونظير هذا قوله جلّ وعلا عن خاتم النبيين ـ عليهم السلام:(وقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً) وتأتى الآية التالية لتعطى حكما عاما ينطبق على أعداء الأنبياء جميعا :( وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّاً مِنْ الْمُجْرِمِينَ وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِياً وَنَصِيراً ) (الفرقان 30 : 31).
1/ 2 : وعموما فهناك نوعان من الوحى فى الدين : وحى الله جل وعلا لأنبيائه ورسله ، ووحى نقيض ضال هو وحى الشيطان لأتباعه.والله جل وعلا يقول عن القرآن الكريم إنه لم تتنزل به الشياطين:(وَمَا تَنَزَّلَتْ بِهِ الشَّيَاطِينُ وَمَا يَنْبَغِي لَهُمْ وَمَا يَسْتَطِيعُونَ إِنَّهُمْ عَنْ السَّمْعِ لَمَعْزُولُونَ). ثم يقول جل وعلا إن للشياطين وحيا آخر تتنزل به على أتباعها من الأّفّاكين الزاعمين كذبا إن وحيا الاهيا يأتيهم من السماء:(هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَنْ تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ يُلْقُونَ السَّمْعَ وَأَكْثَرُهُمْ كَاذِبُونَ)(الشعراء 210 : 212 ، 221 : 223 ) . هؤلاء الأفّاكون المفترون الكذبة زاعمو الوحى الالهى هم بالطبع اعداء الأنبياء لأن وحيهم الشيطانى يناقض وحى الله جلّ وعلا .
1/ 3 : ويأتى هذا الوحى الشيطانى بصورة منمقة مزخرقة يغرّ المستمع ويخدعه، خصوصا وهم لا ينسبونه لمصدره الأصلى وهو الشيطان ، ولو فعلوا لإنفضّ عنهم الناس ، ولكنهم ينسبونه لله تعالى ولرسوله خداعا للناس ، إذ يشرّع لهم كل ما يهوون وكل ما يريدون وينسبه كذبا وزورا لله تعالى ورسوله . لذلك يصغى اليه من لايؤمن بالآخرة من مدمنى المعاصى والمتصارعين حول حطام الدنيا ، فيرتضوه دستورا لحياتهم ، يرتكبون به الفسق والعصيان ويدخلون الجنة بالشفاعات البشرية ، وبه يزيفون يوما للآخرة ممتلئا بالشفاعات والوساطات كى يستمروا فى العصيان:(وَلِتَصْغَى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُواْ مَا هُم مُّقْتَرِفُونَ) .
1/ 4 : ولأنه وحى منسوب لله تعالى ورسوله كذبا وإفتراءا فالمرجعية للفصل فيه لله جل وعلا ، ومن هنا يأتى الاحتكام لرب العزة من خلال كتابه الكريم :(أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلاً وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِّن رَّبِّكَ بِالْحَقِّ فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ ) .
1/ 5 : ونلاحظ هنا أن أحاديثهم فى موطأ مالك وما كتب عن الشافعى وما كتبه ابن حنبل والبخارى ومسلم وغيرهم يسمونها ( السّنة) و يجعلونها وحيا الاهيا مثل وحى القرآن ،بل ويجعلونها تنسخ أى بزعمهم تبطل وتلغى أحكام القرآن ،بل يتطرف بعضهم ويجعل تلك السّنة حكما على القرآن ، أى بالتناقض مع ما يقوله رب العزة ، أى بزعمهم نحتكم للسّنة ـ الوحى الشيطانى ـ فى القرآن ليكون القرآن خاضعا لسنتهم . لذا يقول جل وعلا عن تمام القرآن وعدم إحتياجه الى ما يكمله فى ردّ مسبق على مايقوله الكفار من الأئمة أعداء النبى وأعداء القرآن :( وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلاً لاَّ مُبَدِّلِ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ).
1/ 6 :ودائما يتحججون بإن الأكثرية الكاثرة من المسلمين قديما وحديثا لا تعترف بالقرآن إلا ومعه السّنة تشرحه وتفصّله ويردّ عليهم مقدما ربالعزة بأن هذه الأغلبية ضالة مضلّة ، ولو اتبعها النبى نفسه لأضلوه عن سبيل الله ،فهى أغلبية تتبع الظّن وتحترف الخرص والكذب :( وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ) ( الانعام 112 : 116 ). ومن الاعجاز فى هذه الآية الكريمة إعتراف أئمة الحديث أنفسهم أنها تقوم على الظن وليس على اليقين لأنها أحاديث آحاد . وعندهم فالحديث المتواتر الذى لا يلحقه الظّن لا يوجد ، أو يفترى بعضهم أنه يوجد منه واحد او بضعة أحاديث مع اختلاف فيما بينهم على ندرته . ولكن الرأى السائد عندهم أن كل الأحاديث المدونة فى ( كتب السّنّة ) هى أحاديث آحاد ، خصوصا مع اختلافاتها بين مختلف الكتب ،بل وفى الكتاب الواحد ، مما حدا بعضهم بتأليف كتب فى تأويل مختلف الأحاديث .
1/ 7 : و عدم وجوده أصلا .. . ووهذه آيات فى إعجاز القرآن الكريم إذ تنطبق على معظم المسلمين ، فقد ساروا على منهاج وسنّة منافقي الصحابة الذين ارتدوا على ادبارهم من بعد ما تبين لهم الهدى القرآنى ، يقول جل وعلا عنهم :(أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ الْهُدَى الشَّيْطَانُ سَوَّلَ لَهُمْ وَأَمْلَى لَهُمْ ) (محمد 24 :25) لأن الشيطان أملى لهم بوحيه الضال وبأئمته الذين أصبحوا مقدسين ، خصوصا أئمة الضلال من أهل السنة من مالك والشافعى وابن حنبل والبخارى وابن تيمية وابن عبد الوهاب .
2 ـ ذلك الوحى الضال الشيطانى على نوعين : نوع بالاسناد الكاذب للنبى بعد موت النبى كما كان يفعل أئمة السّنة والشيعة فى العصر العباسى ـ عصر التدوين ـ فيما يعرف بالحديث النبوى الذى يسندونه عبر سلسلة مضحكة من العنعنات الى النبى عبر أجيال من الرواة الموتى لا علم لهم بما أسنده أئمة الزور فى العصر العباسى. والنوع الثانى ، فى العصر العباسى الثانى وما تلاه ، وفيه تخفّف فيه الصوفية من هذا عبء الاسناد للغير ، فافتروا الوحى المباشر عن الله تعالى ، فيما يعرف بالهاتف والمنام والزعم برؤية الرسول وبرؤية الله جل وعلا فى المنام واليقظة والعلم اللدنى . هذا الطوفان من الافتراء ينخدع به بعض المؤمنين ويتقلب بين الشك والظن والتصديق والتكذيب ، ويحدث الاختلاف .
3 ـ وفى مواجهة هذا الاضلال والتدجيل والكذب على الله فإن واجب علماء الاسلام التصحيح والاصلاح حتى يكونوا أشهادا يوم القيامة على أقوامهم .هنا يكون الاحتكام الى كتاب الله مصداقا لقوله جل وعلا :(وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِن شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبِّي عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ ). والحكم جاء مقدما قبل هذه ألاية الكريمة التى تتحدث عن تقديس المشركين فى كل عهد للأولياء ، وتؤكد أن الله جل وعلا هو وحده الذى يجب أن نقدسه وحده ونتوسل به وحده ونطلب منه المدد وحده . يقول ربنا جل وعلا : ( وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ اللَّهُ حَفِيظٌ عَلَيْهِمْ وَمَا أَنتَ عَلَيْهِم بِوَكِيلٍ وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِّتُنذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا وَتُنذِرَ يَوْمَ الْجَمْعِ لا رَيْبَ فِيهِ فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ ) الى أن يقول جلّ وعلا: (أَمِ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ فَاللَّهُ هُوَ الْوَلِيُّ وَهُوَ يُحْيِي الْمَوْتَى وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) أى فالله جل وعلا وحده هو الولى المقصود بالعبادة والتقديس وطلب المدد.(الشورى6 :ـ )
4 ـ وفى كل الأحوال فلا بد من طاعة لله جل وعلا ورسوله وأولى الأمر أى اصحاب الشأن والاختصاص . والطاعة هنا لمطاع واحد ، هو الله جل وعلا فى كلامه وأوامره ونواهيه ،أى فى كتابه السماوى ورسالته السماوية التى بلّغها الرسول ، وبعد موته يظل كتاب بيننا هو الرسالة والرسول ، نحتكم اليه ، وينطق بقول الحكم القرآنى أهل أو أولو الأمر أى أصحاب الاختصاص فى الشأن أو الأمر المعروض . وإذا حدث نزاع مع أولئك المتخصصين أو أولى الأمر فالقرآن يعلو على الجميع ، أى فالمرجعية للقرآن ، كلام الله والرسول القائم بيننا ، فذلك خير وأحسن تأويلا . يقول جل وعلا : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللَّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً )(النساء 59 ). ولكن منافقى الصحابة رفضوا الاحتكام الى كتاب الله ، وعلى سنّتهم سار الوهابيون والاخوان المسلمون والسلفيون .
ثالثا رفض منافقى الصحابة الاحتكام الى القرآن الكريم
1 ـ قوله جل وعلا :(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللَّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً ) جاء تعليقا مقدما على موقف فعلى للمنافقين الذين رفضوا الاحتكام الي القرآن الكريم ، فقال جل وعلا فى الآيات التالية :( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُواْ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُواْ إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُواْ أَن يَكْفُرُواْ بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُضِلَّهُمْ ضَلالاً بَعِيدًا وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنكَ صُدُودًا فَكَيْفَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ثُمَّ جَاءُوكَ يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنْ أَرَدْنَا إِلاَّ إِحْسَاناً وَتَوْفِيقاً أُوْلَئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ اللَّهُ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ وَقُلْ لَهُمْ فِي أَنفُسِهِمْ قَوْلاً بَلِيغاً وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمْ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّاباً رَحِيماً فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً )(النساء 59 : 65). ونلاحظ هنا :
1/ 1 : هم كانوا يقولون باللسان فقط أنهم يؤمنون بالقرآن ، ولأنهم كاذبون فقد استعمل رب العزة لفظ (يزعمون ) فقال يخاطب الرسول (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُواْ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُواْ إِلَى الطَّاغُوتِ ). هنا التناقض بين القول والفعل ، وهى سمة النفاق فى كل زمان ومكان.هذا ينطبق على عصرنا حيث يقيم الاخوان المسلمون فى مصر حزب ( العدالة والحرية ) وهم فى تناقض تام مع العدالة والحرية ، وحيث يقيم السلفيون فى مصر حزب النور ، وهم فى ضلالهم ظلماتهم وقرونهم الوسطى يعمهون. وحيث تجد الاخوان ينسبون أنفسهم الى الاسلام وهم فى الحقيقة والمعتقد والسلوك وهابيون أعداء حقيقيون للاسلام . هنا يتجلى النفاق بإرذل وأسمج وأوضح معانيه .
1/ 2 : ترك منافقو الصحابة الاحتكام الى القرآن ، وآثروا عليه الاحتكام الى الطاغوت . و الطاغوت فى المصطلح القرآنى هو الأحاديث الشيطانية والتشريعات الشيطانية والوحى الشيطانى ، ولمزيد من التفصيل لنا مقال فى هذا عن معنى الاسلام ومعنى الطاغوت. وقد أمر الله جل وعلا بالكفر بالطاغوت والايمان به جل وعلا وحده وبكتابه وحده ، ومنافقو الصحابة لو كانوا مؤمنين فعلا فعليهم ان يكفروا بالطاغوت تمسكا بالقرآن الكريم. ولكنهم: ( يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُواْ إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُواْ أَن يَكْفُرُواْ بِهِ ). والسبب هو (الشيطان)،أستاذهم واستاذ الجميع والمصدر الأساس للطاغوت وكل الوحى الكاذب الذى يطغى على الوحى الالهى ليضل الناس (يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُواْ إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُواْ أَن يَكْفُرُواْ بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُضِلَّهُمْ ضَلالاً بَعِيدًا )
1/ 3 :ولأنهم فى ريبهم يترددون تراهم فى الأحوال العادية يصدّون عن سبيل الله ويرفضون الاحتكام الى كتاب الله ، فإذا أصابتهم مصيبة جاءوا للرسول يحلفون له بالكذب .ولو أنهم جاءوا له بالصدق فى التوبة والاستعداد المخلص للطاعة والتسليم بحكم الله جل وعلا لكانت المغفرة من نصيبهم .( وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنكَ صُدُودًا فَكَيْفَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ثُمَّ جَاءُوكَ يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنْ أَرَدْنَا إِلاَّ إِحْسَاناً وَتَوْفِيقاً ) (وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمْ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّاباً رَحِيماً )
1/ 4 : وفى كل الأحوال فلهم مطلق الحرية فى الاحتكام الى الله جل وعلا ورسوله ـ أى الكتاب ـ أو الاحتكام الى الطاغوت . هذا مع كونهم فى دولة اسلامية يقودها خاتم النبيين الذى يأتيه الوحى الالهى . ولكن هذا الوحى الالهى نفسه يمنع الإكراه فى الدين ،ولايلزم منافقى الصحابة بالاحتكام الى القرآن،بل كان النبى مأمورابالاعراض عنهم ووعظهم بالقرآن وعظا بليغا يبلغ قلوبهم ليكون هذا الوعظ القرآنى حجة عليهم يوم القيامة:(أُوْلَئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ اللَّهُ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ وَقُلْ لَهُمْ فِي أَنفُسِهِمْ قَوْلاً بَلِيغاً ).
1/ 5 : الاحتكام هنا للرسول أى الرسالة أى الكتاب أى القرآن ، والاحتكام يعنى التسليم والايمان الحقيقى بالله تعالى ورسوله والطاعة لله تعالى ورسوله ، وهذا هو المحكّ والميزان والتطبيق العملى للقول اللسانى. وهنا يأتى الخطاب باسم الرسول،وتأتى الاشارات للرسالة السماوية والرسالات السماوىة والتسليم ، مثل :(أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُواْ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ )(وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ )( وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمْ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّاباً رَحِيماً ) ( وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً ). والتسليم لا يكون إلا لله جل وعلا طبقا لما جاء فى كتابه . غاية ما هناك أن كتاب الله لا بد له من لسان الرسول لينطق به ، وبعد موت الرسول محمد عليه السلام فالرسالة قائمة بيننا ، والاحتكام اليها واجب على المؤمنين لو أرادوا إحسانا وتوفيقا،والطاعة ليست للنبى أو لمن ينطق بالقرآن ولكن للقرآن المنطوق . ولقد كان عليه السلام يعظ بالقرآن وينذر بالقرآن ويحكم بالقرآن ويتبع القرآن .
2 : يقول جل وعلا عن القرآن الكريم فى سورة النور: (لَقَدْ أَنزَلْنَا آيَاتٍ مُبَيِّنَاتٍ وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ )( النور 46 ). أى من يشاء من البشر الهداية يهده الله جل وعلا الى القرآن أو الصراط المستقيم . وبالتالى فهو يحتكم الى القرآن فى سلوكياته وفى عقائده ، لأنه يتحسّب لليوم الآخر ولقاء الله جل وعلا يوم الحساب. أما من يشاء الضلال فالله جل وعلا يزده ضلالا ،مثل منافقى الصحابة الذين كان فى قلوبهم مرض النفاق والكفر فزادهم الله تعالى مرضا ، مع زعمهم الايمان نفاقا وخداعا:(وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلاَّ أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمْ اللَّهُ مَرَضاً وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ)(البقرة 8 : 10)
2/ 1 : وعن التناقض بين زعم منافقى الصحابة الايمان ورفضهم الاحتكام للقرأن يقول جل وعلا فى الآية التالية من سورة النور :(وَيَقُولُونَ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالرَّسُولِ وَأَطَعْنَا ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِّنْهُم مِّن بَعْدِ ذَلِكَ وَمَا أُوْلَئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ).وعن رفضهم الاحتكام الى القرآن تقول الآية بعدها : (وَإِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِّنْهُم مُّعْرِضُونَ ) وتوضح الآية التالية هدفهم الحقيقى ، فليسوا طلاّب حق ،بل هم طلاب منفعة دنيوية ، لذا لا يلجأون الى الاحتكام الى القرآن إلا فى حالة واحدة ؛إذا كان معهم الحق ، وهم يعلمون أن الرسول يحكم بالقرآن أى بالعدل ، يقول جل وعلا:(وَإِن يَكُن لَّهُمُ الْحَقُّ يَأْتُوا إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ). وتأتى التساؤلات الاستنكارية عن موقفهم الملتوى : ( أَفِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ أَمِ ارْتَابُوا أَمْ يَخَافُونَ أَن يَحِيفَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ بَلْ أُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ) .
2/ 2 : بعدها يقول جل وعلا عن المؤمنين حقا وما ينبغى أن يكون :( إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَن يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ).التحاكم هنا لله جل وعلا وحده ، فى كتابه ورسالته التى ينطق بها رسوله، لذا ترى الضمير يعود بالمفرد ، فلم يقل جل وعلا ( إنما كان قول المؤمنين إذا دعوا الى الله ورسوله ليحكما بينهم) بل قال (لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ) فالحاكم واحد هو الله جل وعلا ، وليس إثنين . ثم قال جل وعلا ليؤكد ان الطاعة لله جل وعلا وحده وان الخشية منه وحده : (وَمَن يُطعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ) ( النور 47 : 54 ).
رابعا : ـ تلاعب الصحابة بفريضة الاحتكام الى القرآن وتقنين هذا التلاعب فى العصر العباسى
1 ـ فى الفتنة الكبرى والحروب الأهلية بعد الفتوحات العربية التى حملت اسم الاسلام زورا وبهتانا لجأ المتحاربون الى الحرب الفكرية الدعائية جنبا الى جنب مع الحرب المسلحة ، فكان إختراع الأحاديث ، ونبغ فيها الأمويون ، واستخدموا فيها أبا هريرة وغيره. وظل هذا طيلة العصر الأموى ، فيما يسمى بعصر الرواية الشفهية ، ثم بدأ التدوين على استحياء فى أواخر العصر الأموى وساد فى العصر العباسى الأول ، وانتشر فى العصر العباسى الثانى ، والى العصر العباسى الأول والثانى ينتمى أئمة الأديان الأرضية للمسلمين من سنّة وشيعة وتصوف وبقية ما ظهر وقتها من ملل ونحل إندثرت ولم يبق منها إلا الأديان الثلاث الأرضية : سنة وتشيع وتصوف.
2 ـ سار أئمة الأديان الأرضية للمسلمين على سنّة منافقى الصحابة . لم يجرءوا على رفض القرآن صراحة ،ولكن التفوا حول القرآن ، يؤسسون وحيهم الشيطانى بديلا عن القرآن ، وينسبون هذا البديل لله تعالى ورسوله بزعم أن (السّنة وحى )، ثم التفتوا للقرآن نفسه فأبطلوا شرعه بما أسموه ( النسخ ) مع أن ( النسخ ) فى اللغة العربية وفى القرآن يعنى الكتابة والاثبات وليس الالغاء والإبطال ، ولنا بحث منشور عن النسخ . ولم يكتفوا بهذا بل أقاموا ( علوم القرآن ) للطعن فى القرآن ، ولنا هنا أيضا مقال بحثى بهذا العنوان. ومن هنا أضحى الاحتكام ليس للقرآن بل لوحى الشيطان .
3 ـ ساعدت قوانين الاهية تشريعية ومنهجية علي شيوع الاختلاف وعدم التزام الأغلبية بتصحيح عقائدها بالاحتكام للقرآن. فالله جل وعلا خلقنا وخلق السماوات والأرض ليختبرنا (وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِوَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً ) ( هود 7) وموعد الحساب هو يوم القيامة بتدمير السماوت والأرض (يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ وَالسَّمَوَاتُ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ) ( ابراهيم 48). وفى هذه الدنيا نحن أحرار فى الايمان أو الكفر ومسئولون عن إختيارنا يوم القيامة: (وَقُلْ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ)(الكهف 29) . لذلك شاء الله جل وعلا ترك الحديث الشيطانى ولم يأمر بمصادرته :(وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاء رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ)(الانعام 112 )، بل شاء جل وعلا أن يظل مكتوبا مدونا منسوخا فى ملايين الكتب والنسخ والمدونات ، وهذا ما نراه من انتشار كتب الحديث والسّنة والفقه وغيرها فى ملايين النسخ ، وهذا معنى النسخ (وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍّ إِلاَّ إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنْسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ لِيَجْعَلَ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ فِتْنَةً لِلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ )(الحج 52 : 53). ولذلك فإن البشر مختلفون ، وتلك هى مشيئة الرحمن ( وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ إِلاَّ مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ )(هود 118 : 119). وموعدنا أمام الله جل وعلا ليخبرنا فيما نحن فيه مختلفون، وهى دعوة للتسابق فى الخير : (وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ)(المائدة 48). ونحن خصمان فى هذه الدنيا ، ولا يصح للخصم أن يحكم على خصمه ، ولكن ينتظر الخصمان الى يوم القيامة ليحكم بينهما رب العزة فى خصومتهما ، فيدخل احدهما الجنة والآخر فى السعير:(هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِنْ نَارٍ يُصَبُّ مِنْ فَوْقِ رُءُوسِهِمْ الْحَمِيمُ يُصْهَرُ بِهِ مَا فِي بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ وَلَهُمْ مَقَامِعُ مِنْ حَدِيدٍ كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيهَا وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤاً وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنْ الْقَوْلِ وَهُدُوا إِلَى صِرَاطِ الْحَمِيدِ ) ( الحج 19 : 24 ). وحتى يأتى يوم القيامة ـ فطبقا لشرع الله جل وعلا ـ لا يملك أحد إرغام أحد على تغيير رأيه أو معتقده .وسيظل الخلاف مفتوحا ، وما على المؤمن الحقّ إلاّ توضيح الحق ، دون إلزام لأحد ، ثم ينتظر حكم الله جل وعلا عليه وعلى الآخرين (يوم الفصل ).
خامسا : الاحتكام للقرآن فى الواقع بين التطبيق والتلفيق :
1 ـ تظل مشكلة التطبيق ، لأنه من السهل أن يقول الانسان حلو الكلام ، لكن التطبيق هو الفيصل ، ولقد وصف الله جل وعلا بعض الناس بأنهم يقولون آمنا بالله وباليوم ألاخر وما هم بمؤمنين ، هم فقط مخادعون . والله جل وعلا حين أمر بالاحتكام الى الله ورسوله عند التنازع ، إشترط الإيمان بالله وبليوم الآخر ـ أى تقوى الله جل وعلا وخشيته ـ حتى يكون هذا الاحتكام صادقا وحلاّ أيجابيا لمشكلة التنازع ، فقال :( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللَّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً )(النساء 59 ) . نلاحظ أن الخطاب للذين آمنوا، وهم مأمورون بالطاعة لله فيما جاء به رسوله أى الطاعة والاحتكام للكتاب عند التنازع . هذا ممكن نجاحه إذا كان أولئك المؤمنون يؤمنون فعلا بالله جل وعلا وباليوم الآخر. وبالتالى فإن النتيجة الملموسة لمن يرفض الاحتكام الى القرآن هى الحكم عليه بعدم الايمان بالله واليوم الآخر. وهذا ينطبق أيضا على من يتلاعب بالاحتكام الى القرآن ، كما حدث من عمرو بن العاص فى معركة صفين . إذ حين أشرف جيش معاوية على الهزيمة إستنجد بعمرو بن العاص يطلب مشورته : ( هلمّ مخبئتك يا ابن العاص ) ، فأشار عمرو برفع المصاحف فوق الرماح وطلب التحاكم الى كتاب الله . رفض (على بن أبى طالب ) لأنه أدرك أنها خدعة لتجنب الهزيمة ، ولكن شيعة ( على ) من الأعراب أرغموه على قبول التحكيم ، قال لهم (على ) أنه أعرف بمعاوية وعمرو وأنها مكيدة ، ولكن هدّده الأعراب من شيعته بالقتل وتسليمه لمعاوية إن رفض أمرهم . هؤلاء الأعراب كانوا وقتها يطلق عليهم ( القرّاء ) ، وهم الموصوفون بأنهم أشد الناس كفرا ونفاقا ، منهم من ثار على المسلمين فى حرب الردة ، ثم عاد الى الاسلام ، ثم كانوا جند الفتوحات العربية، ثم ثاروا على عثمان وقتلوه بسبب ظلمه وسوء قسمته للأموال وإسرافه فى محاباة أهله الأمويين بالمال والسلطة ، واختار أولئك الاعراب عليا للخلافة وقت أن كانوا يسيطرون على المدينة . وكانوا جنده وشيعته ، فانتصر بهم فى موقعة الجمل على جيش السيدة عائشة والزبير بن العوام وطلحة بن عبيد الله. وكاد أن ينتصر بهم على معاوية فى صفين لولا خدعة التحكيم . وانتهت خدعة التحكيم بخداع عمرو لأبى موسى الأشعرى ممثل (على )، فخرج ( على ) من موضوع التحكيم أكثر ضعفا ، وفاز معاوية بالاعتراف به خصما لعلى .ثم إن أولئك الأعراب الذين أرغموا عليا على التحكيم ندموا بعدها، وحكموا على أنفسهم بالكفر حين رضوا بالتحكيم ، وطلبوا من (على ) أن يحكم أيضا على نفسه بالكفر فرفض ، فخرجوا عليه ، وأصبحوا ( الخوارج ) ثم قتلوه . هؤلاء الأعراب ومعهم عمرو ومعاوية الذين تلاعبوا بالتحكيم بكتاب الله لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر طبقا لما جاء فى ألاية الكريمة ( النساء 59 ).
2 ـ وتبقى حتى الآن مشكلة التطبيق للنصوص القرآنية ، وعلى رأسها الاحتكام الى القرآن . فنحن أهل القرآن لسنا حزبا سياسيا ولسنا جماعة أو طائفة أو مذهبا أو نحلة . نحن مجرد تيار فكرى يعمل فى إصلاح المسلمين سلميا بالاحتكام الى كتاب الله ، وعرض عقائدنا وتراثنا عليه . هذا ما ننادى به تلبية للأمر من رب العزة بالاحتكام الى القرآن . ونحن بهذا لا نطلب أجرا ولا جاها ، هو مجرد الاصلاح السلمى بالقرآن إبتغاء مرضاة الله جل وعلا ، وإعتمادا وتوكلا عليه . ولكن التطبيق للاحتكام للقرآن الكريم يقف ضده أولئك الذين لا يؤمنون بالله جل وعلا ولا باليوم الآخر . هم يعتقدون أنه يكفيهم الاعتراف بالله جل وعلا الاها ، ويكفيهم بضع عبادات يومية وشهرية وسنوية من صلاة وصيام وصدقة وحج . ثم بعدها لا ضير أن ينسبوا لله جل وعلا ورسوله أكاذيب ، وأن يضيفوا له أولياء وشركاء فى التقديس وفى الشفاعة وفى التحكم فى الدنيا والآخرة، بل يستخدمون دين الله وإسمه جل وعلا فى الوصول للحكم وفى ظلم الناس بالاستبداد والفساد . ولأن القرآن الكريم يردّ عليهم مقدما فإن الاحتكام للقرآن الكريم مرفوض تماما منهم ، خصوصا أولئك الذين يمتطون دين الاسلام ليصلوا به الى الحكم ،أو ليحتفظوا بالحكم .
3 ـ ونحن لا نتوقف كثيرا مع الصوفية والشيعة الذين لا يسعون للسلطة ، ويكفى أن نقول رأينا مستدلين بالقرآن الكريم مستشهدين به محتكمين اليه ، ثم بعدها نقول لهم اعملوا على مكانتكم انا عاملون ، ونحترم حريتهم فيما يختارون لأنفسهم ، وننتظر الحكم علينا وعليهم يوم القيامة لأنها خصومة دينية بيننا وبينهم. ولأنهم لا يعتدون علينا ولم يخرجونا من بيوتنا ولم يمارسوا علينا الإكراه فى الدين فعلينا أن نعاملهم وفق ما قال رب العزة بالبر والقسط : ( لا يَنْهَاكُمْ اللَّهُ عَنْ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ)( الممتحنة 8). ولكن الوهابيين السلفيين والاخوان المسلمين فى مصر يطلبون أن يركبوا ظهورنا باسم الاسلام ، ويضعون فى شعاراتهم ان القرآن دستورهم وأن الرسول إمامهم ، فمن حقنا أن نناقشهم فيما يزعمون ، وأن نحتكم الى القرآن لنرى أين هم من شعاراتهم وأين القرآن منهم . وهم خلال ثلاثين عاما يرفضون الحوار معنا ،ويتعاملون معنا بالتجاهل وبالاتهامات والتجريح. كانوا فى عهد مبارك يختلفون معه فى كل شىء إلاّ إذا تعلق الأمر باضطهاد أهل القرآن . عندها تجد تناغما وتحالفا بين الغريمين ضدنا ، تنطلق منهم علينا اتهامات الكفر والخيانة والعمالة تمهّد لاعتقالنا ، وبعد الاعتقال تستمر حملاتهم ضدنا بالاغتيال المعنوى لنا ونحن فى السجون وتحت مطارق التعذيب . وكنت أتعجب من قسوة تلك الحملات علينا ونحن ضعاف تحت سوط السلطة وبين أنيابها ؟ هل تم حلّ كل مشكلات مصر ولم تبق إلا مشكلة وحيدة هى نحن ؟ وهل ما ندعو اليه من حوار سلمى واصلاح سلمى وإحتكام الى القرآن جريمة عظمى تستحق كل هذا العقاب بحيث يتحالف فيها النظام وأعداؤه ؟ وأيهما الأكثر خطورة : دعوتنا السلمية للاصلاح السلمى دون أن نطلب من الناس أجرا ، أم ذلك ىالنهب المنظم والمستمر للثروة المصرية والتجريف للآثار المصرية والتربة المصرية و الأخلاق المصرية ، وسيادة الفساد وتجذّر التعذيب والاستبداد ؟ ولماذا ينسى الاخوان والسلفيون ذكريات عذابهم فى سجون مبارك ويقبلون التحالف معه ضدنا ونحن لا حول ولنا ولا قوة ؟ هى أسئلة بريئة ، ومعروف إجابتها . فنحن أكبر خطر على الاخوان والسلفيين وكل المتلاعبين بالدين . نحن بدعوتنا البسيطة بالاحتكام للقرآن نهدد طموحهم ، ونوقظ الأغلبية الصامتة وننبه المثقفين المخدوعين الى ذلك التناقض الهائل بين الاسلام والاخوان المسلمين والسلفيين . وبالتالى فنجاحنا يعنى تدمير طموحهم ، والقضاء علينا بقبضة مبارك يزيح من أمام طموحهم عقبة عاتية تمنعهم من الوصول الى السلطة .
4 ـ ومن هنا نفهم ما حدث فى الربيع العربى . فهو نقطة فاصلة فى تاريخ المنطقة ، إما أن ينتهى الى إحلال السلفية الوهابية محلّ المستبد العربى الراهن الذى إنتهى عمره الافتراضى ولم يعد صالحا لاللاستهلاك المحلى، وبذلك ندخل فى سواد . وإما ينتصر الربيع العربى وتتأسس نظم حكم ديمقراطية حقوقية . بين هذا وذاك يقع جهادنا فى تعرية الاخوان والسلفيين . فليس فى الساحة غيرنا قادر على مواجهة الوهابية واعوانها من السلفيين والاخوان المسلمين من داخل الاسلام ، وبالتالى فلا بد من إسكاتنا ولو بالضوضاء علينا وبالتجاهل لنا . ومن المضحك أن يصبح القرآنيون موضوعا مثيرا للنقاش فى القنوات الفضائية . ولكن بطرق متعددة . منها ما يناقش القرآنيين فى غيابهم ، يستحضر بعض الناس ليشتم ويلعن ويتهم ويتكلم زورا وبهتانا على القرآنيين دون دعوة لأى واحد منهم . أو أن يستضيف بعض المتحدثين ممن يزعم أنه قرآنى ليكلم بلساننا كما لو كنا فى غياهب القبور . حتى الآن لم تجرؤ قناة فضائية عربية على استضافتى ، هذا مع أن لنا موقعنا (اهل القرآن ) ومركزنا ( المركز العالمى للقرآن الكريم ) وتنهال علينا الدعوات فى أمريكا كمتحدثين ومناقشين . ولكن يتم تجاهلنا تماما فى القنوات العربية . ثم استضافتنا قناة مسيحية مرتين وأتاحت لنا فرصة الكلام بحرية فانهالت علينا رسائل السب والشتم بأقذع اللفاظ ، ولم نهتم بهم فهم سقط المتاع ، ولكن الذى أحزننا هم أولئك الذين توجهوا لنا باللوم لأننا رضينا أن نتكلم عن الاسلام فى قناة مسيحية تبشيرية متعصبة . لم يسأل أحدهم نفسه : هل جاءتنى دعوة لقناة أخرى ورفضت ؟ ولماذا لا أخرج من دائرة الحصار والتجاهل لأقول كلمة حق يسمعها ملايين هم مشاهدو هذه القناة ؟ ثم أولئك الأبرار اللائمون لنا : لماذا يرضون بكل هذا الهراء الذى يقوله السلفيون فى عشرات القنوات الخاضعة لهم بما يشوّه الاسلام، ويزعجهم أن أرد على السلفيين فى حلقتين فى قناة مسيحية أو حتى يهودية ؟ لا يهم نوعية القناة .. المهم ما أقوله فيها ، هل هو حق أم باطل ؟
أعتب عليك يا دكتور احمد استخدام تعبير أئمة الضلال مع مالك والشافعى وابن حنبل فهم بشر يصيبون ويخطئون وانا شخصيا أحسن الظن بهم . الخطأ هو خطأ من اعطاه الله عقلا وفضل عليه اتباع الاوهام والخرافات التى لا تصمد لأى تفكير عاقل . أنا هنا فى مصر أتجادل مع زملائى من السلفيين والاخوان وهم دائما فى نقاشهم يحفظون بادجات وشعارات يرددونها حتى وان لم تكن مرتبطة بموضوع النقاش . لا أفترى عليهم وأقول أن فكرهم سقيم لأنهم لا يحملون أى فكر فلو فكروا مرة فلن يكون بيننا وبينهم اى خلاف .
أخيرا تقبل منى كل الاحترام والتقدير ودمت بخير والسلام عليكم ورحمة الله .
1 ـ ليست بينى وبين هؤلاء الأئمة خصومة شخصية ، هم شخصيات تاريخية ، أحكم عليها من واقع كتبهم وكتاباتهم وطبقا لمحددات قرآنية تنطبق على كتاباتهم .
2 ـ لم يكن وصفهم هذا سهلا علىّ بالمرة ..فلقد لبثت شطرا من عمرى شافعى المذهب وسنيا معتدلا ، بل وظللت هكذا عدة سنوات بعد حصولى على الدكتوراة وتأليف 15 كتابا . ولكن بعد سنوات من البحث المركز فى كتب السّنة وجدتها وأصحابها فى صف العداء للقرآن . وكان حتما أن أتخلّص من مشاعرى نحو أئمة كنت أقدسهم ثم تراجعت فأصبحت أقدرهم واحترمهم ثم حين توقف معهم بالدرس والتحليل تأكّد لى حتمية أن أتخذ موقفا معلنا ، إما أن أظهر حقيقتهم علنا أمام ملايين المعجبين بهم أو الذين توارثوا تقديسهم كأحد المسلّمات الدينية وما وجدوا عليه آباءهم ، أو أن أكتم الحق ، وأخسر آخرتى عند ربى جل وعلا .
3 ـ وفى كل الأحوال يا أخى العزيز ..هذه عقيدتى التى لا أفرضها على أحد ، ولكن من حقى اعلانها ، كما يكون من حق الآخرين اعلان تقديسهم لهذا الامام وذاك الولى .
4 ـ وأتحمّل مسئوليتى عن عقيدتى وعن كتاباتى أمام الله جل وعلا ، وسيتحمل كل فرد مسئوليته مثلى عن عقيدته وعن عمله .
5 ـ وقبل أن يأتى الاحتضار أرجو من كل من يهمه الأمر أن يبحث بموضوعية الأمر قبل أن يأتى يوم لا مردّ له من الله ..جلّ وعلا ..
السلام عليكم ورحمة الله دكتور أحمد صبحي منصور . عند قراءة هذه الفقرة من التعليق أعلاه وهى " أن أكتم الحق ، وأخسر آخرتى عند ربى جل وعلا" . لا أخفيك سرا أنني خفت أن نكون ضمن من يكتمون الحق وذلك عندما يتحدث من حولي عن موضوعات شائكة تتعلق بالآحاديث وخرافات الأديان الأرضية ولم أرغب في الرد عليهم لعلمي مسبقا أنهم لا يقبلون الرد وكلام يخالف معتقداتهم .
وتدبرت هذه الآية الكريمة (إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون )البقرة 159.
فهل ندخل ضمن من يكتمون الحق بالسكوت عن الرد وعدم الدخول معهم في مناقشات .
بخصوص كتمان الحق , وهذه الآية الكريمة التي تفضلتي أخت نجلاء بذكرها ( إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون ) , فإني أشعر بعدم ارتياح نفسي إن لم أبادر بإبلاغ الناس عن قول الحق في قضايا عدة كالخروج من النار وأهمية العمل في دخول الجنة وقضية الشفاعة , فهل مجرد الرد والنقاش مع بعض المقربين عند التطرق إلى هذه الموضوعات صدفة هو عدم كتمان للحق ؟ , أم إنه يتعين علينا السعي وإبلاغ أكبر عدد ممكن من المسلمين حتى الذين لا نعرفهم ؟
فهذا الأمر يؤرقني منذ فترة
تاريخ الانضمام | : | 2006-07-05 |
مقالات منشورة | : | 5111 |
اجمالي القراءات | : | 56,687,942 |
تعليقات له | : | 5,445 |
تعليقات عليه | : | 14,818 |
بلد الميلاد | : | Egypt |
بلد الاقامة | : | United State |
دعوة للتبرع
الزخرف 18: ما هو المقص ود بقول الله سبحان ه وتعال ى (...
الوحى لموسى: اريد ان اسال سيادت كم عن لقاء موسى النبي برب...
الصلاة بالحذاء: ما حكم الصلو ةبالح ذاءأو بالجز مة خلال...
قسورة: ما معنى ( قسورة ) في سورة المدث ر 51 ) ...
زواج الهبة حرام: اتفقت معها على ان تهب لى نفسها بالزو اج ...
more
أليس تاريخياً أن السلفيين هم أحفاد المنافقين.. يمكننا ان نتعلم ذلك من منهج البحث الذي اعتمده الدكتور صبحي منصور في كتاباته ومقالاته.. وآخرها هذا المقال ..
الذي احتكم فيه إلى القرآن الكريم.. لتفهيم وتعليم المؤمنين بالقرآن حقيقة المنافقين في صدهم عن القرآن مع اعلانهم الايمان به..
بل هم يرفعون المصاحف فوق أسنة الرماح ليسيطروا على العقل المسلم ..
بل المنافقون قد رفعوا المصاحف على أسنة الرماح في الفتنة الكبرى بين أنصار على وأنصار معاوية .. اليس أبي موسى الأشعري واحدا من رواة الأحدايث أليس معاوية راوِ لألحدايث وأبوه كلنا يعلم من .. اليس عمرو بن العاص هو من قام بالتحكيم .. وهو راوِ للأحاديث..
اليس السلفية يزعمون انهم احفاد عمرو موسى طبعا عمرو هو عمرو بن العاص وموسى هو أبو موسى الأشعري .. وليس عمرو موسى المرشح المنتظر للرئاسة.
شكرا لك دكتور أحمد والسلام عليكم ورحمة الله .