آحمد صبحي منصور Ýí 2011-05-05
جاءنى الخطاب التالى : ( .... هناك مسألة خطيرة أريد منك أن تبحث فيها بدقة ، فوفقا لك ولأغلب المسلمين ،،التبني حرام شرعا ، ولكن أرجو البحث أكثر في هذا الموضوع والتدقيق فيه فقد قرأت كتابا أقنعني بجواز التبني وحليته ،،، فوفقا للآية الكريمة ( حرمت عليكم أمهاتكم وبناتكم وأخواتكم وعماتكم وخالاتكم وبنات الأخ وبنات الأخت وأمهاتكم اللاتي أرضعنكم وأخواتكم من الرضاعة وأمهات نسائكم وربائبكم اللاتي في حجوركم من نسائكم اللاتي دخلتم بهن فإن لم تكونو&elig;ا دخلتم بهن فلا جناح عليكم وحلائل أبنائكم الذين من أصلابكم وأن تجمعوا بين الأختين إلا ما قد سلف إن الله كان غفورا رحيما ( 23 ) ) لو دققنا هنا نجد أن الله يقول ( حلائل أبنائكم الذين من أصلابكم ) لم لم تكتفي الآية بحلائل أبنائكم . ولم التأكيد على أبناء الأصلاب ،،، وفقا للدكتور محمد شحرور : أن التبني حلال لأن الله أكد في هذه الآية أن هناك أبناء ليسو من الأصلاب وان في حال نفينا وجود أبناء التبني ،،، فنحن نقر بذلك الحشوية في القرآن ، أي الزيادة التي لا داعي منها . وله شرح طويل جدا للآيات التي يستدل بها جمهور المسلمين على عدم جواز التبني ويفسرها تفسيرا دقيقا ،،، وبناء على فهمي من كلام محمد شحرور أننا أسقطنا فهمنا على القرآن وموروثاتنا ، فأنت تنكر أسباب النزول على حد علمي ،،، إلا أنك منها تقر على عدم جوازية التبني ولكن
في حال قرأت الآيات من دون مرجعية عقلية مسبقة فالنتائج تختلف (وَمَا جَعَلَ أَدْعِيَاءَكُمْ أَبْنَاءَكُمْ ذَلِكُمْ قَوْلُكُم بِأَفْوَاهِكُمْ وَاللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِندَ اللَّهِ فَإِن لَّمْ تَعْلَمُوا آبَاءَهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ ) ( الأحزاب 4 : 5 )هذه الآية لا تعني أن الأدعياء هم أبناء التبني أبدا وفقا لما فهمته من دكتور شحرور . وانما هم من تجاوزوا سن الفطام من الاطفال وتم تربيتهم بعدها وهؤلاء ادعياء وليسو أبناء ، لذلك الآية لم تقل أولادكم لأنها لو كانت أولادكم فذلك سيكون شطط لأن أي رجل أو امرأة قد تبنو طفلا هم يدركون أنهم لم يأتو به إلى الدنيا عن طريق الولادة منهما بل هناك والدين أخرين لأن الولد والابن ليس لهما نفس المعنى كما يدعي أصحاب العقلية الشعرية فالولد هو من الصلب أما الابن ليس بالضرورة أن يكون كذلك فنحن أبناء آدم ،،، ولسنا أولاده أتمنى أعرف رأيك فيما ذهب اليه شحرور ........)
وأردّ بالآتى
أولا :فى البداية لا يجوز الاعتداء على حق الله جل وعلا فى التشريع ، أى طالما جاءت آية قرآنية صريحة واضحة فى تحريم أمر فلا مجال مطلقا لأى عالم مسلم أن يتحايل على تحليلها بالتأويل والتلاعب ، خصوصا وأن آيات التشريع فى القرآن الكريم جاءت بالتفصيل و التوضيح وبأسلوب علمى تقريرى ليس فيه مجاز .
وطالما قال جل وعلا ( وما جعل أدعياءكم أبناءكم ) فهو نصّ صريح فى تحريم التبنى ، وخصوصا أن رب العزة جل وعلا أوضح التشريع فى الآية التالية فقال : ( ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِندَ اللَّهِ فَإِن لَّمْ تَعْلَمُوا آبَاءَهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُم بِهِ وَلَكِن مَّا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا ) ( الاحزاب 5 )، فهنا وضع رب العزة الحل وهو انتساب المتبنى لأبيه طالما كان معروف الأب ، وإلا فهو أخ أو أخت فى الاسلام . ونعلم كيف تعرض خاتم المرسلين الى تأنيب من رب العزة بسبب تحرجه من زواج من كانت زوجة لابنه بالتبنى ، وذلك حتى ينقطع تماما موضوع التبنى تأسيا بخاتم المرسلين ، ويكفى هنا دليلا على تأكيد تحريم التبنى التدبر فى قوله جل وعلا فى لوم وتأنيب خاتم النبيين :(وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالا مُّبِينًا وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولا مَّا كَانَ عَلَى النَّبِيِّ مِنْ حَرَجٍ فِيمَا فَرَضَ اللَّهُ لَهُ سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلُ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَّقْدُورًا الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلاَّ اللَّهَ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ )(الأحزاب 36 : 40 ) .
إن تحريم التبنى مرتبط بمنظومة تشريعات قرآنية فى الميراث و الزواج حتى لا يكون للابن المتبنى حقوق ليست له . والباب مفتوح لمن أراد العطف على طفل يتيم ، ولنتذكر عشرات الآيات القرآنية التى تحرص على رعاية اليتيم و كفالة حقوقه بدون حاجة الى منحه نسبا مزورا .
ثانيا وإذا كان النصّ التشريعى القرآنى الصريح بطبيعته لا يحتاج اجتهادا بل إتباعا ، فإننا نزيد التأكيد هنا على تحريم التبنى ببحث الموضوع علميا وفق منهج أهل القرآن ، فى استقصاء كل الآيات فى سياقها العام والخاص بما فيها من محكمات ومتشابهات ، والنظر فيها معا لاستخلاص الحكم الشرعى من القرآن الكريم.
وباستعراض المواضع التى ورد فيها كلمة ( أب ) ومشتقاتها يظهر الآتى :
1 ـ كلمة ( الأبوين ) تدل على الأب والأم معا : ( يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ فَإِن كُنَّ نِسَاء فَوْقَ اثْنَتَيْنِ فَلَهُنَّ ثُلُثَا مَا تَرَكَ وَإِن كَانَتْ وَاحِدَةً فَلَهَا النِّصْفُ وَلأَبَوَيْهِ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا السُّدُسُ مِمَّا تَرَكَ إِن كَانَ لَهُ وَلَدٌ فَإِن لَّمْ يَكُن لَّهُ وَلَدٌ وَوَرِثَهُ أَبَوَاهُ فَلأُمِّهِ الثُّلُثُ فَإِن كَانَ لَهُ إِخْوَةٌ فَلأُمِّهِ السُّدُسُ مِن بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِي بِهَا أَوْ دَيْنٍ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ لاَ تَدْرُونَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ لَكُمْ نَفْعًا فَرِيضَةً مِّنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا )(النساء 11 ). (َأوْلادِكُمْ ) تعنى الذكر و الأنثى . وأيضا (أَبَوَاهُ ) تعنى الأب و الأم . ونفس الحال فى قوله جل وعلا يخاطبنا كى نتعظ بما حدث ( لأبوينا ) آدم وحواء : ( يَا بَنِي آدَمَ لاَ يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا) ( الاعراف 27 ).ويقول جل وعلا فى قصة يوسف عن أبيه وأمه : ( فَلَمَّا دَخَلُواْ عَلَى يُوسُفَ آوَى إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ وَقَالَ ادْخُلُواْ مِصْرَ إِن شَاء اللَّهُ آمِنِينَ )( وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ ) (يوسف 99 ، 100 )
2 ـ يأتى لفظ الأب ليشمل الجد المباشر مع الأب المباشر: ( وَكَذَلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَعَلَى آلِ يَعْقُوبَ كَمَا أَتَمَّهَا عَلَى أَبَوَيْكَ مِن قَبْلُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ )(يوسف 6 ). هذا ما قاله يعقوب عليه السلام لابنه يوسف متحدثا عن اسحق والد يعقوب وابراهيم جد يعقوب ـ عليهم جميعا السلام. وهذا ما قاله ـ فيما بعد ـ يوسف عليه السلام لصاحبيه فى السجن :( وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبَائِي إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ مَا كَانَ لَنَا أَن نُّشْرِكَ بِاللَّهِ مِن شَيْءٍ ذَلِكَ مِن فَضْلِ اللَّهِ عَلَيْنَا وَعَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَشْكُرُونَ ) ( يوسف 38 ). هنا جعل آباءه ابراهيم واسحق ويعقوب.
3 ـ بل يأتى لفظ الأب ليشمل العم . يقول جل وعلا عن يعقوب عليه السلام وهو يوصّى أولاده عند الموت : ( أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاء إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِن بَعْدِي قَالُواْ نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ )( البقرة 133 ). هنا جاء اسماعيل ضمن آباء يعقوب بينما هو عم يعقوب .
4 ـ ويـأتى لفظ (آباء ) بمعنى الأسرة والعشيرة فى سياق النهى عن موالاة الأهل المعتدين الظالمين ، كقوله جل وعلا : ( لا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ ) ( المجادلة 22 ). ومثله قوله جل وعلا : ( أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ آبَاءَكُمْ وَإِخْوَانَكُمْ أَوْلِيَاء إِنِ اسْتَحَبُّواْ الْكُفْرَ عَلَى الإِيمَانِ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ )(التوبة 23 : 24 ).
5 ـ ويأتى بمعنى السلف السابقين والعادة السيئة باتباع تراث (السلف الصالح ) ، وهى من سمات الكفر و الشرك ، كما ورد فى قصص القرآن الكريم : ( فَقَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن قَوْمِهِ مَا هَذَا إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُرِيدُ أَن يَتَفَضَّلَ عَلَيْكُمْ وَلَوْ شَاء اللَّهُ لَأَنزَلَ مَلائِكَةً مَّا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي آبَائِنَا الأَوَّلِينَ ) (المؤمنون 24 ) ، أى فطالما لم يرد هذا الحق فى (الثوابت ) التراثية فهم يكفرون به لأنهم تعودوا اتباع الضلال المتوارث عن (الآباء ) ، أو كما قال جل وعلا : ( إِنَّهُمْ أَلْفَوْا آبَاءَهُمْ ضَالِّينَ فَهُمْ عَلَى آثَارِهِمْ يُهْرَعُونَ )(الصافات 69 : 70 ). وتكرر هذا المعنى كثيرا فى القرآن ليؤكد على عادة إتباع (السلف الصالح ) و( ما وجدنا عليه آباءنا ) . يقول جل وعلا ( وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ قَالُواْ بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلاَ يَهْتَدُونَ ) ( البقرة 170 ).
ومن أجل هذا السلف و تقديس المتوارث يجعل السلفيون فى عصرنا القرآن خاضعا لتراثهم السلفى ، فعلت قريش هذا فى عصر نزول القرآن الكريم حين كانوا يرفضون الاحتكام للقرآن الكريم لو تعارض مع ما وجدوا عليه آباءهم ، وكذلك يفعل السلفيون اليوم حين يتمسكون باكذوبة ( ما أجمعت عليه الأمّة ) يكررون بالنصّ وباللفظ ما كانت تقوله الجاهلية ، يقول جل وعلا : ( بَلْ قَالُوا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِم ُّهْتَدُونَ وَكَذَلِكَ مَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِّن نَّذِيرٍ إِلاَّ قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِم مُّقْتَدُونَ) ( الزخرف 22 : 23). إتّباع الآباء أو السلف عادة سيئة للمشركين فى كل زمان ومكان تلازم البشر يرعاها ابليس اللعين ، وهذا ما قاله رب العزّة جل وعلا : (وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ الشَّيْطَانُ يَدْعُوهُمْ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ ) ( لقمان 21).
6 ـ وبينما يأتى لفظ (الآباء ) عاما وبدلالات مختلفة طبقا للسياق كما مرّ فى الأمثلة السابقة فإن التشريع القرآن يحرص على توضيحه وتحديده . وهنا يأتى التفصيل والاستثناءات أو المحترزات بمصطلح الفقه . إقرأ قوله جل وعلا فى تشريع الزى و الزينة للمرأة : (وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّأَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاء وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ )
وفى هذا السياق نفهم التفصيل فى قوله جل وعلا فى المحرمات من النساء فى الزواج ( حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ وَعَمَّاتُكُمْ وَخَالاتُكُمْ وَبَنَاتُ الأَخِ وَبَنَاتُ الأُخْتِ وَأُمَّهَاتُكُمُ الَّلاتِي أَرْضَعْنَكُمْ وَأَخَوَاتُكُم مِّنَ الرَّضَاعَةِ وَأُمَّهَاتُ نِسَائِكُمْ وَرَبَائِبُكُمُ الَّلاتِي فِي حُجُورِكُم مِّن نِّسَائِكُمُ الَّلاتِي دَخَلْتُم بِهِنَّ فَإِن لَّمْ تَكُونُواْ دَخَلْتُم بِهِنَّ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ وَحَلائِلُ أَبْنَائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلابِكُمْوَأَن تَجْمَعُواْ بَيْنَ الأُخْتَيْنِ إِلاَّ مَا قَدْ سَلَفَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا ) ( النساء 23 ). فهنا تقييد فى التحريم لمفهوم الابن ليقتصر على الابن الذى من صلب أبيه ، ليس مرتبطا بالأبوة العامة التى تشمل العم والجد والسلف والعشيرة .
اشهد لك انها لفته رائعه لم تكن فى بالى من قبل ان اضافه من اصلابكم هى للتميز بين المعنى الحقيقى للاب و المعنى المجازى هذا فعلا الفهم الصحيح فهذا يؤكد ان وجودها ليس حشوا و المعنى الذى بينه دكتور احمد هو المناسب فعلا ولكن ماذا عن الاخوه فالله يعطى معنيين ايضا للاخوه معنى حقيقى اى الاخ الشقيق و المعنى المجازى وهو الاخ فى الدين و الاخ فى الايمان فى قوله تعالى انما المؤمنون اخوه. فلماذا لم يفرق الله فى تحريم نكاح الاخوات بين الاخوات بالمعنى الحقيقى و الاخوات بالمعنى المجازى .وشكرا.
تحية طيبة
قرأت ردك ، ولكن
لم لم تقل الآية ،، حرمت عليكم بناتكم اللاتي من أصلابكم ،،،
أم أن بناتنا بالشكل العام كلهن محرمات
وأرجوا أن أعرف لم لم تجب على بقية خطابي وهو
هل يوجد ترادف في القرآن لأنها مسألة بالغة الأهمية
وشكرا ،،، وأرجو أن أكون ضيفا خفيفا
جاءت هذه الآية لتقطع وتحدد المحرمات ، دون لبس : {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ وَعَمَّاتُكُمْ وَخَالاَتُكُمْ وَبَنَاتُ الأَخِ وَبَنَاتُ الأُخْتِ وَأُمَّهَاتُكُمُ اللاَّتِي أَرْضَعْنَكُمْ وَأَخَوَاتُكُم مِّنَ الرَّضَاعَةِ وَأُمَّهَاتُ نِسَآئِكُمْ وَرَبَائِبُكُمُ اللاَّتِي فِي حُجُورِكُم مِّن نِّسَآئِكُمُ اللاَّتِي دَخَلْتُم بِهِنَّ فَإِن لَّمْ تَكُونُواْ دَخَلْتُم بِهِنَّ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ وَحَلاَئِلُ أَبْنَائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلاَبِكُمْ وَأَن تَجْمَعُواْ بَيْنَ الأُخْتَيْنِ إَلاَّ مَا قَدْ سَلَفَ إِنَّ اللّهَ كَانَ غَفُوراً رَّحِيماً }النساء23
فحليلة الابن لا يمكن أن تكون للابن بالتبني ، لأن القرآن قص علينا قصة زواج زينب من الرسول عليه السلام ، بتعبير القرآن "زوجناكها " وبيا السبب في تلك الزيجة : : لكي لا يكون على المؤمنين حرج في أزواج أدعيائهم "
بنت الزوجة ذكرها الله سبحانه وتعالى في معرض التشريع للمحرمات في الزواج بإنها ربيبة وليست أبنة ..وهذا يكمل منظومة التشريع القرآني في الزواج والميراث أيضا .. لأن لله سبحانه وتعالى لو ذكرها ابنة على سبيل المسئولية والتزامه الأدبي لكان زواجها محرما من ابنه ... لذلك كان أختيار لفظ الربيبة محددا.. حتى لا بتداخل مع تشريعات أخرى ..
الذي يعاجز القرآن الكريم لا يعاجز إلا نفسه ..
الشكر للدكتور أحمد على هذا البحث المتكامل ..
أبدأ تعليقي بآخر جملة كتبها الأستاذ عبدالمجيد فالقرآن يتفوق على كل من يعاجزه ويتهمه ، فكل لفظ في قرآننا العظيم لا يمكن أن نضعه مكان لفظ آخر فالابن أو الولد يختلفان عن الربيب أو الدعي وكل له موضع الذي وضع بحكمة ، من الممكن ألا تصل إليها عقولنا لذا لا نتهم الآيات بل العقول القاصرة ، ونتبع ما قالته الآيات القرآنية دون لي لعنقها ، أو الخروج من موضوعها . ولكني أردت أن أعلق على كلمة حشوية .. وإنها غير موجودة بالقرآن لسبب بسيط أن هناك آيات محكمات ، وآيات متشابهات ، فالمعنى يقال بأكثر من طريقة وكل طريقة لها فائدة ، كون المرء غير مدرك لها ، هذا لا يعني انعدامها ، أو أنها حشوية !
شكرا على الاضافات الجيدة ، واقول للاستاذ عبد الله وهويسأل :( لم لم تقل الآية ،، حرمت عليكم بناتكم اللاتي من أصلابكم ،،،أم أن بناتنا بالشكل العام كلهن محرمات ؟ . لم لم تجب على بقية خطابي وهو هل يوجد ترادف في القرآن لأنها مسألة بالغة الأهمية )
التحريم هنا عن زوجة الابن أو بالتعبير القرآنى ( وحلائل أبنائكم ) وتم تحديد الابن بأنه ابن الصّلب ، اى الابن الحقيقى و ليس المجازى وليس بالتبنى حيث يحرم التبنى أساسا . وبالتالى فليس الكلام هنا عن البنات ، وقد سبق تحريم البنات والامهات فى صدر الآية . وزوج البنت هو رجل لا نتصور ان يتزوجه رجل ، وهنا الفارق بين البنت وزوجها وبين الابن للصلب وحليلته .لذا لم يقل جل وعلا بناتكم اللاتى من أصلابكم .
أما الترادف فى القرآن الكريم فهو أساس فى التعبير القرآنى و فى النسق القرآنى ، وهو أحد اساليب القرآن الكريم فى البيان والتفصيل والشرح ، مثله مثل اسلوب العطف بالواو واسلوب التكرار . وقد كتبنا فى هذا كثيرا ، ويمكن الرجوع الى كتابنا ( القرآن الكريم وكفى )
الاخت نجلاء محمد
فهمك صحيح ، واتفق معك تماما ، فليس في كل الايات التي استحضرها الدكتور احمد ما يشير الى تحريم التبني ، وقوله تعالى { وَحَلائِلُ أَبْنَائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلابِكُمْ } يعني ان هناك بالضرورة ابناء ليسوا من اصلابنا ، وهذا بحد ذاته تصريح قرأني بوجود التبني ، لكن تنظيم علاقة نسب المتبني مع المتبنى ، جاء في قوله تعالى { ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِندَ اللَّهِ } اي لا يجوز نسبة نسب المتبنى الى نسبك ، بل ينسب لاباه على الرغم من انه يعيش في كنفك وتحت رعايتك ، فنسبة المتبنى الى ابيه البيولوجي لا يقصد بها هنا كما فهم الدكتور احمد التخلي عن المتبنى واعادته الى اباه الحقيقيي ليعيش في كنفه ، وانما فقط ان يحمل اسم ابيه مع الاستمرار في العيش في كنف متبنيه ، وحين قال { وَمَا جَعَلَ أَدْعِيَاءَكُمْ أَبْنَاءَكُمْ } يقصد هنا ان الادعياء ليسوا من اصلابكم في الحقيقة حتى تنسبوهم اليكم ، لذلك اتبعها بقوله { ذَلِكُمْ قَوْلُكُم بِأَفْوَاهِكُمْ وَاللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ } ووقول الحق هنا انهم ليسوا من نسبكم ، فانسبوهم الى نسبهم الحقيقي .
اما عن الترادف فالقرأن يخلو تماما من الترادف ، ومن يريد ان يفهم القرأن فعليه انكار الترادف وحينها ستتفتح كنوز القرأن في عقله وقلبه .
لقد جعل المولي سبحانه وتعالي لكل امر الاهي سواء كان للتحليل او للتحريم سببا فلم يأمرنا المولي عز وجل اي امر او ينهانا عن شئ الا ويذكر السبب ولهذا اعطانا المولي عز وجل العقل وميزنا به دون غيرنا من المخلوقات فان سبب تحريم التبني واضحا وهو حتي لا يأخذ المتبني حق ليس من حقه فمثل ما شرحت يا عمي العزيز فمن يريد ان يكفل يتيما فكل السبل متوافرة له ومجالات الخير كثيرة وهذا ردا صريحا لكل من يتحايل ويحرف الكلام عن موضعه!!!
سم الله الرحمن الرحيم
اتفق اتفاقا تاما مع ما قال الاخ ادم قدورة وانسخه والصقه هنا كما هو مكتوب:
فهمك صحيح ، واتفق معك تماما ، فليس في كل الايات التي استحضرها الدكتور احمد ما يشير الى تحريم التبني ، وقوله تعالى { وَحَلائِلُ أَبْنَائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلابِكُمْ } يعني ان هناك بالضرورة ابناء ليسوا من اصلابنا ، وهذا بحد ذاته تصريح قرأني بوجود التبني ، لكن تنظيم علاقة نسب المتبني مع المتبنى ، جاء في قوله تعالى { ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِندَ اللَّهِ } اي لا يجوز نسبة نسب المتبنى الى نسبك ، بل ينسب لاباه على الرغم من انه يعيش في كنفك وتحت رعايتك ، فنسبة المتبنى الى ابيه البيولوجي لا يقصد بها هنا كما فهم الدكتور احمد التخلي عن المتبنى واعادته الى اباه الحقيقيي ليعيش في كنفه ، وانما فقط ان يحمل اسم ابيه مع الاستمرار في العيش في كنف متبنيه ، وحين قال { وَمَا جَعَلَ أَدْعِيَاءَكُمْ أَبْنَاءَكُمْ } يقصد هنا ان الادعياء ليسوا من اصلابكم في الحقيقة حتى تنسبوهم اليكم ، لذلك اتبعها بقوله { ذَلِكُمْ قَوْلُكُم بِأَفْوَاهِكُمْ وَاللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ } ووقول الحق هنا انهم ليسوا من نسبكم ، فانسبوهم الى نسبهم الحقيقي .
نعم نعم فان الايات التي تم ذكرها تثبت حقيقة وجود التبني وإلا من هم اصلا الادعياء؟؟؟؟؟!!!!!!! هم الذين لدينا متبنين ولكن لا يجب ان نقول عنهم ابنائنا وهذا ما تثبته حقا الاية المذكورة من اخينا الكريم الدكتور احمد منصور لتحريم التبني وهذا يتناسب مع النص القراني لانه الله يقر بوجود الادعياء ولكن لا نستطيع ان نقول عنهم ابنائنا.
اما انلقطة الثانية التي طرحها الدكتور احمد منصور وهي ايضا لا اسسا لها من الصحة بالتفسير للاسف وهي قضية الميراث، لكن الله قد حدد في الايات ان الميراث للاولاد الذين ليس ادعياء، فهنا النص لا يحتاج اصلا الى توضيح مبالغ فيه وانما توضيح مبسط: اي فقط من هم اولاد طبيعين لهم الح في الميراث وهذا لا يتنافى بوجود مثلا طفل يتيم ومتبنى ويوجب الاخذ بعين الاعتبار والتصدق عليه من الورثة.
وثم قضية التحريم لا يجوز من اي بشر كان سواء علامة او شيخ او اي شخص كان مهما كانت مكانته وتفهمه لايات الله تعالى، لانه بكل بساطة ان الله قد وضح لنا ما هو حرام وما هو حلال "وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَـٰذَا حَلَالٌ وَهَـٰذَا حَرَامٌ لِّتَفْتَرُوا عَلَى اللَّـهِ الْكَذِبَ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّـهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ" النحل 116 .
يكفي ان نتدبر القران لنرى ما حرم الله علينا.. وكل شي خارج هذا التحريم فهو مرفوض كما هو مرفوض بتاتا هذا التحريم الوارد في نص اخينا الدكتور احمد منصور بارك الله فيه...
ارجو من الدكتور رجاءا حارا ان يأخذ بعين الاعتبار ردي ورد الاخ الكريم ادم قدوة حيث ارى انه من خلال قراءة ما حرم الله لنا في الايات والتأكيد على ما هو حلال وحيث لا يوجب التحريم والتحليل على كيفنا لتجنب المعصيات والافتراء على الله، ويقوم الدكتور بدورة بارك الله فيه بتصحيح ما اراه شيء شائع في التحريم والتحليل حيث لسنا بحاجة الى تحريم اشياء لم يحرمها علانية رب العالمين كقضية التبني هذه.
كلنا بشر ونخطىء وهذا شي عادي جدا بما فينا النبي/الرسول علية الصلاة والسلام ( قل انما انا بشر مثلكم)
الخلاصة ان التبني حسب القران مسموح .. وكيف ..
ونرجو من الاخ الدكتور احمد ان يتقبل ها النقد البناء لما فيه مصلحة لديننا
والله اعلم
وطالما قال جل وعلا ( وما جعل أدعياءكم أبناءكم ) فهو نصّ صريح فى تحريم التبنى ، وخصوصا أن رب العزة جل وعلا أوضح التشريع فى الآية التالية فقال : ( ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِندَ اللَّهِ فَإِن لَّمْ تَعْلَمُوا آبَاءَهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُم بِهِ وَلَكِن مَّا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا ) ( الاحزاب 5 )، فهنا وضع رب العزة الحل وهو انتساب المتبنى لأبيه طالما كان معروف الأب ، وإلا فهو أخ أو أخت فى الاسلام . ونعلم كيف تعرض خاتم المرسلين الى تأنيب من رب العزة بسبب تحرجه من زواج من كانت زوجة لابنه بالتبنى ، وذلك حتى ينقطع تماما موضوع التبنى تأسيا بخاتم المرسلين ، ويكفى هنا دليلا على تأكيد تحريم التبنى التدبر فى قوله جل وعلا فى لوم وتأنيب خاتم النبيين :(وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالا مُّبِينًا وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولا مَّا كَانَ عَلَى النَّبِيِّ مِنْ حَرَجٍ فِيمَا فَرَضَ اللَّهُ لَهُ سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلُ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَّقْدُورًا الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلاَّ اللَّهَ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ )(الأحزاب 36 : 40 ) .إن تحريم التبنى مرتبط بمنظومة تشريعات قرآنية فى الميراث و الزواج حتى لا يكون للابن المتبنى حقوق ليست له . والباب مفتوح لمن أراد العطف على طفل يتيم ، ولنتذكر عشرات الآيات القرآنية التى تحرص على رعاية اليتيم و كفالة حقوقه بدون حاجة الى منحه نسبا مزورا .
ثانيا وإذا كان النصّ التشريعى القرآنى الصريح بطبيعته لا يحتاج اجتهادا بل إتباعا ، فإننا نزيد التأكيد هنا على تحريم التبنى ببحث الموضوع علميا وفق منهج أهل القرآن ، فى استقصاء كل الآيات فى سياقها العام والخاص بما فيها من محكمات ومتشابهات ، والنظر فيها معا لاستخلاص الحكم الشرعى من القرآن الكريم.
وبينما يأتى لفظ (الآباء ) عاما وبدلالات مختلفة طبقا للسياق كما مرّ فى الأمثلة السابقة فإن التشريع القرآن يحرص على توضيحه وتحديده . وهنا يأتى التفصيل والاستثناءات أو المحترزات بمصطلح الفقه . إقرأ قوله جل وعلا فى تشريع الزى و الزينة للمرأة : (وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّأَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاء وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ )
وفى هذا السياق نفهم التفصيل فى قوله جل وعلا فى المحرمات من النساء فى الزواج ( حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ وَعَمَّاتُكُمْ وَخَالاتُكُمْ وَبَنَاتُ الأَخِ وَبَنَاتُ الأُخْتِ وَأُمَّهَاتُكُمُ الَّلاتِي أَرْضَعْنَكُمْ وَأَخَوَاتُكُم مِّنَ الرَّضَاعَةِ وَأُمَّهَاتُ نِسَائِكُمْ وَرَبَائِبُكُمُ الَّلاتِي فِي حُجُورِكُم مِّن نِّسَائِكُمُ الَّلاتِي دَخَلْتُم بِهِنَّ فَإِن لَّمْ تَكُونُواْ دَخَلْتُم بِهِنَّ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ وَحَلائِلُ أَبْنَائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلابِكُمْوَأَن تَجْمَعُواْ بَيْنَ الأُخْتَيْنِ إِلاَّ مَا قَدْ سَلَفَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا ) ( النساء 23 ). فهنا تقييد فى التحريم لمفهوم الابن ليقتصر على الابن الذى من صلب أبيه ، ليس مرتبطا بالأبوة العامة التى تشمل العم والجد والسلف والعشيرة .
تاريخ الانضمام | : | 2006-07-05 |
مقالات منشورة | : | 5111 |
اجمالي القراءات | : | 56,686,952 |
تعليقات له | : | 5,445 |
تعليقات عليه | : | 14,818 |
بلد الميلاد | : | Egypt |
بلد الاقامة | : | United State |
رأى الدكتور - عزالدين نجيب فى (آتى الزكاة)
الرجم للزاني حكم توراتي تسلل إلى القرآن
رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه (هل الاجتناب اشد من التحريم؟)
وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ
الفصل الختامى فى موضوع الزكاة : ( 5 ) أنصبة المستحقين فى إطار التكافل
دعوة للتبرع
إسرائيل أفضل ؟!!!!: فى رأيى أن اسرائ يل لو حكمت مصر ستكون مصر أفضل...
عرش الرحمن: ما معنى الاية الكري مة (وكان عرشه على الماء ) ...
هل ربنا يكيد ؟: هل ربنا يكيد ؟ ما معنى ( إن كيدى متين )؟ ...
تولى النصارى للسلطة: في كل الدول الأسل اميه أو العرب يه يقول...
مستقبل مصر: من اقدر بحكم مصر ؟ سؤال اطرحه عليك استاذ ى بعد...
more
إن التبني المحرم هو أن يضيف الرجل المتبني الولد أو البنت لأسمه ويجعله بذلك لا يختلف عن باقي أولاده في الميراث وكذا باقي الحقوق .
ولكن على حسب اعتقادي أنه ليس محرما أن يربي أحدنا طفل صغير معدوم الأبوين ولكن مع إضافته لإسم والده الحقيقي إن وجد فإن لم يوجد له آب معروف فنسميه أي إسم آخر ففي هذه الحالة يجوز بل ومستحب
فهل فهمي هذا صحيح أم أن هناك خطأ في فهمي لهذه المسألة ؟ ولكم جزيل الشكر