مصر والاخوان والعسكر فى لعبة الثروة و الثورة .

آحمد صبحي منصور Ýí 2010-08-13


أولا :
1 ـ تتلون السياسة المصرية بملامح الفرعون القائم ، لبست ثوب عبد الناصر ، ثم خلعته وارتدت ثوب السادات ، وهاهى الآن ترتدى ثوب مبارك .
الثوب الآخر المرفوض رسميا منذ انقلاب يوليو 52 هو ثوب الاخوان السلفى الوهابى . الاخوان المسلمون شاركوا فى انقلاب يوليو ، وحين جاء وقت تقسيم الغنائم اختلف الاخوان مع أبنائهم الضباط (الأحرار ) ، وانتهى الاختلاف بتآمر الاخوان على قتل عبد الناصر ، وقيام عبد الناصر بالعسف بالاخوان ، ففر معظمهم الى السعودية منبع دينهم الوهابى . وس&iacutيأتى الوقت الذى ينكشف فيه أن عبد الناصر مات فى قمة حيويته مقتولا مسموما بمؤامرة شارك فيها السادات و السعودية لتبدأ مصر والمنطقة حقبة جديدة يتسيد فيها النفوذ السعودى ويعلو فيها المدّ السلفى بديلا عن الناصرية والاشتراكية .


جاء السادات فلبست السياسة المصرية ثوبا جديدا يجمع بين الأمركة والسعودة والشعوذة ، وانتهى السادات بمقتله بمؤامرة ـ أيضا سيأتى الوقت ليكشف أن وراءها مبارك وأبو غزالة والنفوذ الأمريكى السعودى . لبست السياسة المصرية ما تبقى من ثوب الساداتية ولكن تحت عنوان أكبر يجمع بين كل أنواع الفساد ، السياسى و المالى والأخلاقى والدينى ، ويهدف أولا وأخيرا الى الهدف الأعظم وهو (الثروة ).
فى سبيل الثروة يلهث الناس فى عصر مبارك ، حيث تلاشت الحكمة المصرية ( القناعة كنز لا يفنى ) وأصبح ( ابن الأصول ) فى الثقافة المصرية ليس أحسن الناس أخلاقا بل أكثرهم ثروة . وفى سبيل الثروة يتم استخدام الدين والقانون والسلطة و العشيقة بل والزوجة .

2 ـ وحين عاد الاخوان المسلمون من المنافى الى مصر كان معهم تخطيط جديد ليصلوا به الى الحكم سلميا . يقوم هذا التخطيط على ضلعين متوازيين : ضلع العلاقة بين الثروة والثورة أو السلطة ، والضلع العادى التقليدى وهو السيطرة على عقول الناس بما يسمونه بالتربية ، أو غسيل مخ الشعب من خلال التعليم والاعلام والمساجد والأزهر والثقافة لنشر فكرهم السلفى ، وبعد أن يقتنع بهم الناس حكاما تأتى المرحلة الأخيرة وهى الحاكمية أو التمكين ، أى الوصول للسلطة المطلقة باسم الدين .

3 ـ نتوقف مع الضلع الأول غير التقليدى ، وهو العلاقة بين الثروة و السلطة أو الثورة . عاد الاخوان الى مصر بثروات معقولة ، قد تيسر لهم سبل الحياة المرفهة المترفة ولكن لا تكفى لوصولهم للحكم . ثم أنهم يريدون الوصول للحكم ليس بأموالهم ولكن بأموال الشعب نفسه ، أى يسرقون مال الشعب ثم يسترقونه بهذا المال نفسه .
ظهر هذا فى موجة توظيف الأموال وما صاحبها من ( المصارف الاسلامية ) و( البنوك الاسلامية ) و تجريم وتحريم التعامل مع البنوك العادية لأنها بنوك ربوية ، ولا بد من هجرها و التوجه لتوظيف الأموال و البنوك الاسلامية . وفى أواخر وأوائل التسعينيات اشتهرت شركات كثيرة فى توظيف الأموال منها الشريف و الريان وسعد . وظهر كبار الدعاة يروجون لها ، أهمهم الشيخ الشعراوى و الدكتور عبد الصبور شاهين ، ومعهم كبار الصحفيين وأجهزة الاعلام ، وفى الخفاء كان يؤيدهم كبار السياسيين مثل رفعت المحجوب رئيس مجلس الشعب ، ووزراء و وكلاء وزارات . ومن الطبيعى أن يتسابق المصريون على إعطاء (شقى العمر ) الى تلك الشركات ، بسبب كل هذا الزخم الاعلامى و هوجة الربح المضاعف والطمع الذى أضاع قيمة القناعة عند المصريين .
كان أكثر الضحايا من الطبقة المتوسطة ، من الحرفيين و المهنيين الذين لا تكفى أموالهم لبناء عمارة أو لانشاء شركة ، ولا يقنعون بهامش الربح الذى يحصلون عليه من البنوك ( الربوية ) التى تم تحريمها وتجريمها سنيا ووهابيا . عشرات الملايين من المصريين ممن يمتلك فائضا أو مدخرات من بضعة ألوف من الجنيهات الى بضعة مئات الألوف منها هرعوا بألوفهم الى الريان والشريف وسعد ، يحلمون بربح يصل الى عشرين فى المائة .

4 ـ شركات توظيف الأموال تلك كانت قمة جبل الثلج الطافية ، والجانب الأكبر غير المرئى هو التخطيط الاخوانى للوصول الى السلطة عن طريق إقتناص الثروة . إقتناص ثروة المصريين يجعل ملايين المصريين مرتبطين بهم برباط المصلحة ، ويعطيهم فرصة المواجهة مع النظام ومعهم أولئك المودعين المصريين. النظام لا يستطيع بضربة واحدة القضاء على هذا الوحش بكل أذرعته المرئية والخفية ، ليس فقط لأن هذا الوحش أصبح متحكما فى مدخرات ملايين المصريين ومسيطرا عليهم ، ولكن أيضا لأن هناك أعمدة للنظام إرتبطوا بهذا الوحش وساروا فى ركابه ، وأصبحوا مستشاريه ومدافعين عنه ، بل وهناك امتدادات خارجية لهذا الوحش معظمها خفى ، من بنوك مشبوهة ومنظمات غير معروفة وعصابات للمافيا . وتلك طبيعة أى تنظيم سرى يسعى للحكم ويحرص على إخفاء أسراره وأنصاره.

5 ـ الذى يهمنا هنا هو أن التخطيط الاخوانى بدأ مبكرا بوضع قاعدته الدينية من الناحيتين العقيدية والتشريعية ، للتصالح مع الفساد عقيديا ثم تسويغه تشريعيا .
من الناحية العقيدية راجت فجأة أحاديث الشفاعة ودخول المسلم الجنة وإن زنى وإن سرق ، وبمجرد نطق ( الشهادتين ) وخروج المسلم العاصى من النار مهما أجرم. كان ملحوظا وقتها الالحاح على هذه النغمة من أوائل الثمانينيات . كنت وقتها مدرسا فى جامعة الأزهر والسكرتير العام لجماعة دعوة الحق الاسلامية السنية ( المعتدلة ) فوقفت ضدهم جميعا فى الأزهر وفى الجمعية وخارجهما مؤكدا كذب أحاديث الشفاعة وكذب حديث خروج المسلم العاصى من النار. وانتهت المعركة بخروجى من الجمعية وخروجى من الأزهر لصالح السلفية الوهابية.
لم أسكت فنشرت كتابى ( المسلم العاصى : هل يخرج من النار ليدخل الجنة ) وقد طبعته مؤسسة الأهرام ووزعته مؤسسة أخبار اليوم ، وحقق نسبة غير عادية من التوزيع ، خصوصا مع تجوالى خطيبا خلال عامى 1986 ، 1987 ، فكان القبض علينا فى أول موجة من موجات القبض على القرآنيين ، وصاحب القبض علينا وحبسنا احتياطيا قرار آخر بمصادرة كتاب ( المسلم العاصى ). وأثناء وجودى فى السجن تبارى شيوخ الأزهر فى الهجوم علينا بالأكاذيب والافتراء . وبعد خروجنا من السجن استمر الهجوم صارخا وبذيئا فيما كتبه أحمد زين فى الأخبار ينتقد كتاب المسلم العاصى وسار على نهجه فهمى هويدى فى الأهرام يسخر من كتاب المسلم العاصى ، اما الشيخ عبد المعطى بيومى فقد طالب بقتلنا بالسيف دون نقاش ودون تردد قائلا : السيف أصدق إنباءا من الكتب ..
مع التمهيد للفساد الأخلاقى بتأكيد الايمان بشفاعة النبى والأولياء والأئمة جاء التسويغ للنهب العام لأموال المصريين وغيرهم بتحريم التعامل مع البنوك ، والدعوة الى ما يسمى بالبنوك الاسلامية وشركات توظيف الأموال . ولم أسكت برغم الاضطهاد وتوقع الاعتقال فى كل وقت ، وتصديت لهم ومعى صديقى الراحل د. فرج فودة ،الذى كتب ( الملعوب ) يتندر باسلوب ساخر وساحر على شركات توظيف الأموال ، ويناقشهم اقتصاديا كخبير فى الاقتصاد .
وفى مقال منشور لى هنا هو ( معركة الربا ) عرضت لمقالات ثلاث دافعت فيها عن البنوك العادية وأن الربا المحرم هو ربا الصدقة ، أما ربا التجارة فهو مباح بشرطين : التراضى وألاّ تكون الفائدة مركبة مضاعفة. وفى كل الأحوال فالاثم على البنك لو جعل الفائدة مركبة ، وليست على الضحية المضطر للاستدانة .
ونشرت عدة مقالات أخرى ، استدللت فيها بآراء فقهاء مستنيرين من السنيين . منها هذا المقال عن رأى الشيخ شلتوت .كما نشرت مقالا آخر عن ( الست كاملة ) التى تسترت بالتدين وتسلحت بأحاديث الشفاعة فأقامت عمارات للسكان سقطت على رءوس أصحابها .

6 ـ وأنشرهما هنا للتذكرة.
فالنظام الحاكم فى مصر قد تمكن من التخلص من شركات توظيف الأموال ، لينفرد وحده بالفساد وليحاصر الاخوان اقتصاديا ليضغط عليهم وليرد لهم الصاع صاعين . وفى ظل احتكار النظام للفساد فقد احتكر أيضا معظم شيوخ الفساد الذين لا يزالون يجترون لهو الحديث ليضلوا عن سبيل الله جل وعلا بغير علم ..
وهنا يكون من المفيد استعادة ما سبق من كتابات تنويرية ..لعلّ ... وعسى ..!!

ثانيا :
مقال : قال الراوى : احلام الست كاملة
جريدة الاحرار 7-12- 1992

1 ـ الست كاملة ارتدت الحجاب وأدت فريضة الحج واقامت عمارة تعلم انها آيلة للسقوط ومع ذلك نامت الست كاملة مستريحة الضمير تحلم بالجنة، وسقطت العمارة ومات الضحايا وظهر أن الست كاملة قد شاركت فى فساد كبير تحقق فيه الاجهزة المسئولة ولكن لاتزال الست كاملة تعتقد انها تضمن لنفسها وشركائها الجنة ، لان الاجهزة الحكومية المسئولة لم تصل للمجرم الحقيقى ، وهم أولئك الذين يروجون الاحاديث الكاذبة التى تجعل الجنة من نصيب المفسدين فى الارض طالما نطقوا " بالشهادتين"
2– وأعرف تاجرا ينطبق عليه وصف " رجل هذا العصر " .. كان يجلس فى أحد النوادى وأمامه زجاجات الخمر وحوله الحسناوات والضحكات ، وهو يتيه على الحاضرين بنقوده ونفوذه وبلقب الحاج الذى يتحلى به ، وقد قال لبعض السذج المتسائلين : يابنى طالما طريق الحج مفتوح فالجنة مضمونة .. وكلها يومين " وأرجع من الحج كمن ولدته امه .." وتتعالى الضحكات الناعمة وقد فهمن من الحديث معنى آخر لأن الحاج بطل الواقعة غمز لهن بعينيه ..
ومهما يكن من أمر هذه الواقعة التى رواها لى شاهد عيان فإنها دليل آخر على أن الفساد الذى يهدد حاضرنا ومستقبلنا يستند الى اسس دينية تراثية طالما نبهنا اليها وكوفئنا على ذلك بالاضطهاد والاتهامات الظالمة .
3– اذكر اننى واجهت هجوما عاتيا عندما أصدرت كتابى "المسلم ا لعاصى: هل يخرج من النار ليدخل الجنة" . وكان كتابا صغيرا احتوى على آيات قرآنية تثبت ان العاصى الذى يموت بلا توبة سيدخل النار ولن تنفعه شفاعة ولن يخرج من النار أبدا مهما نطق بالشهادة او الشهادتين ، ودعوت فيه الى تنظيف القلب من تلك الاحاديث الهدامة التى لم يقلها الرسول عليه السلام والتى تشجع على العصيان بدعوى ان الجنة من نصيب المسلم الذى يقول لا اله الا الله بلسانه مهما فعل . ومع أنها دعوة للهداية والاصلاح وتستند الى عشرات الآيات القرآنية فان بالاشياخ ذوى النفوذ مازالوا بالسلطات الحكومية حتى تم وضعى فى السجن بسبب هذا الكتاب وقامت بمصادرته،وأثيرت حملة ضدى وضد الكتاب على صفحات مجلة" اللواء الاسلامى " ليؤكد أن الجنة من نصيب العاصى مهما أفسد فى الارض ، وأن النبى فى انتظاره ليشفع له مهما عصى ، وأنه سيدخل الجنة وان سرق وان زنى رغم انف ابى ذر ورغم انف احمد صبحى منصور.
4 ـ وكان من الممكن ان يظل كتابى محدود الأثر وأن أظل أنا بنفس محدودية التأثير ولكنهم فى اندفاعهم للدفاع عن تلك الأحاديث الكاذبة قاموا بحملة تنبيه للأغلبية من الناس بأن فى امكانهم الفساد والعصيان طالما يقولون باللسان لا اله الا الله ، وأن طريق الفساد مفروش بالورود ، وأن الجنة تحت أقدام المفسدين طالما أقام أحدهم مسجدا أو أدى حجة لبيت الله الحرام يرجع منها كيوم ولدته أمه ثم يعود للعصيان ويغرق فى الفساد ليعود الى الحج فينظف جسده من المعاصى ، وهكذا يكون الحج بزعمهم من أدوات العصيان لا من بواعث التقى والايمان .
5– وأسفرت تلك الحملة عن عقد صلح بين الفساد ونوعية التدين الفاسد .. وقد صدر كتابى المسلم العاصى " سنة 1987 وصودر فى نفس العام . واستمرت اجهزة الاعلام الرسمية والشعبية تنهل من كتب التراث تؤكد على نفس الخط ، وكانت ثمراتها تتوالى من فضيحة شركات توظيف الأموال الى قضايا الفساد التى يتوالى الكشف عنها ، ثم جاء الزلزال فكشف الكثير من العورات وأحال للنيابة (52 الف) موظف ومهندس ، كل منهم يعتقد اعتقادا جازما ان من حقه ان يفسد فى الارض وأن يحتفظ فى نفس الوقت بقصر فى الجنة تجرى من تحته الانهار لأنه أدى فريضة الحج أو صام ستة ايام بعد رمضان أو قال بعض التسبيحات وهو يتلاعب بحبات مسبحته أثناء أخذ رشوة أو عقد صفقة مشبوهة .
6– إن الايمان يعنى الاعتقاد فى الله تعالى وحده بدون ولى أو شفيع ، فهو وحده الولى والشفيع. والايمان لا يكفى وحده لدخول الجنة حتى لوكان ايمانا حقيقيا ، إذ لابد من اقتران الايمان بالعمل الصالح ، ودائما يتكرر فى القرآن الكريم لفظ " الذين آمنوا وعملوا الصالحات ".
و ليست الاعمال الصالحات مجرد العبادة ، ولكن تشمل كل عمل نافع للمجتمع ، والعبادات من صلاة وزكاة وصيام وحج وطاعات كلها مجرد وسائل للتقوى ، والله تعالى يقول " ياأيها الناس اعبدوا ربكم الذى خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون " ( 2/ 21 ) . والمتقون وحدهم هم الذين يدخلون الجنة " تلك الجنة التى نورث من عبادنا من كان تقيا (19 /63) .. والتقوى تعنى الخوف من الله تعالى بحيث يحاسب الانسان نفسه فى الدنيا فيبتعد ما أمكنه عن المعاصى من سرقة ورشوة وفواحش وظلم وبغى وكذب .. وكل الرسالات السماوية كانت تتلخص فى كلمة واحدة هى التقوى ، والله تعالى يقول " ولقد وصينا الذين اوتوا الكتاب من قبلكم واياكم أن اتقوا الله " (4 / 131 ) ..
7– ولكن العادة السيئة للانسان انه يجب أن يفسد فى الأرض وأ ن يدخل الجنة أيضا ، ولكى يحقق هذه المعادلة المستحيلة يتطوع بعض الناس بالكذب على الله ورسوله وينسبون لله ورسوله أحاديث الشفاعات ودخول الجنة بغير حسا ب وبمجرد النطق ببعض الكلمات والدعوات ..
وتظل تلك الأكاذيب فى طى الكتمان لايحس بها احد فاذا اتيحت الفرصة لرجال التدين الفاسد أذاعوها على الناس فى وسائل الاعلام ، وحينئذ يسود الفساد ، وتتوزع الاتهامات ولكن يظل المجرم الحقيقى طليقا لأنه سيدنا الشيخ !!

ثالثا :
فتاوى معاصرة . ( العالم اليوم : نسيت التاريخ )
فــــــــوائد البنـــــــــوك
1 ـ بدأ الشيخ شلتوت بأرباح "صندوق التوفير" فأفتى بأنها حلال ولا حرمة فيها، لأن المال المودع في الصندوق ليس ديناً ولم يقترضه منه صندوق التوفير ، وإنما تقدم صاحب المال إلى صندوق التوفير بنفسه طائعاً مختاراً ملتمساً قبول إيداع ماله عنده ، وهو يعرف أن مصلحة التوفير تستغل الأموال المودعة لديها في مشروعات تجارية تحقق فيها ربحاً ، وهى تعطيه الفوائد من خلال تلك الأرباح . وصاحب المال يقصد بإيداع ماله حفظ ذلك المال من الضياع وتعويد نفسه على التوفير والاقتصاد ، ثم إمداد المصلحة الحكومية بزيادة رأس مالها ليتسع نطاق معاملاتها وتكثر أرباحها فينتفع العمال والموظفون وتتسع مجالات العمل وينتفع الجميع بفوائض الأرباح.
2 ـ ويقول الشيخ شلتوت : ولا شك أن تعويد النفس على الاقتصاد في النفقة والتوفير مع مساعدة الدولة على إنجاز مشروعاتها غرضان شريفان كلاهما خير وبركة ولذلك فإن من يودع أمواله بقصد النفع لنفسه وللآخرين إنما يستحق التشجيع وليس في هذا النفع المشترك شائبة ظلم لأحد ..
3ـ ويستطرد الشيخ شلتوت قائلاً إن التعامل مع صندوق التوفير بتلك الكيفية وبالأرباح المضمونة الثابتة لم تكن معروفة للفقهاء السابقين حين أفتوا بما كان سائدا في عصرهم ، ثم استحدث التقدم البشري أنواعا من التعامل الاقتصادي قامت على أسس صحيحة إلا أنها لم تكن معروفة من قبل ، ولكن ما دام الميزان الشرعي قائما على قوله تعالى :" والله يعلم المفسد من المصلح " وفي قوله تعالى " :" لا تَظلِمون ولا تُظلَمون " فلابد أن نسير على مقتضاه ، ولذلك فإن الربح المذكور لا يدخل في نطاق الربا وإنما هو تشجيعٌ على التوفير والتعاون .
4ـ ثم يلتفت الشيخ شلتوت إلى التعامل مع البنوك فيفتي بأنه حلال ويضع ذلك تحت عنوان " الأسهم والسندات ضرورة الأفراد وضرورة الأمة" ويقول "من المشاريع الهامة التي تعود بالخير على المسلمين ما يحتاج إلى قرض من المصرف يتقاضى عنه المصرف ربحا ، فهل يحجم المسلمون عن ذلك على أنه ربا ويترك المجال لغير المسلمين ؟ وما حكم الشرع في الأسهم والسندات ؟ .
ويبدأ الشيخ بتوضيح معنى الربا الذي نزل القرآن بتحريمه فهو القرض الذي يأخذه المحتاج الجائع المعدم من الثري المرابي الذي يستغل جوع المحتاج ليعطيه قرضاً بربا ، ( وهو ما لا ينطبق على التعامل مع المصارف والبنوك لأنها لا تتعامل مع الجوعى والمعدمين وإنما تتعامل مع أصحاب مشاريع تجارية وصناعية يفتحون أسواقاً للعمل والوظائف والرواج وبذلك يكون التعامل معها حلالا.). انتهى .

خاتمة :
كان الشيخ شلتوت شيخا للأزهر عندما دخلته طالبا فى الحادية عشر من العمر عام 1960 .
كان الشيخ شلتوت آخر نقطة مضيئة من آثار مدرسة الامام محمد عبده .
ومن العار أن تتراجع مصر من عصر الامام محمد عبده ( 1849 : 1905 ) الى عصر الشيخ شلتوت (1893 : 1963 ). ثم ينتهى الحال بمصر الى شيوخ الثعبان الأقرع ورضاعة الكبير والتبرك ببول النبى و التداوى ببول الابل والدفاع عن حديث الذبابة .
حاجة تقرف .!!

اجمالي القراءات 11935

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
التعليقات (1)
1   تعليق بواسطة   آحمد صبحي منصور     في   الجمعة ١٣ - أغسطس - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً
[50274]

عذرا .. اضطررت الى اعادة نشر هذا المقال بسبب عبث أعوان الشيطان

ولهذا فليس فيه التعليقات


أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2006-07-05
مقالات منشورة : 5111
اجمالي القراءات : 56,686,922
تعليقات له : 5,445
تعليقات عليه : 14,818
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : United State

مشروع نشر مؤلفات احمد صبحي منصور

محاضرات صوتية

قاعة البحث القراني

باب دراسات تاريخية

باب القاموس القرآنى

باب علوم القرآن

باب تصحيح كتب

باب مقالات بالفارسي