محمد دندن Ýí 2010-08-02
بسم الله الرحمن الرحيم و به نستيعن:
قبل الخوض في معترك هذا الحديث،أود أن أستغفر الله رب العالمين، العالم بالنيات، مما قد يخونني مبلغ علمي في التعبير عنه. و عزائي في ما قد أجترح فيه من شطط ،مثل نبي الله إبراهيم عليه السلام سأله الله تعالى ، أولم تؤمن؟ قال بلى و لكن ليطمئن قلبي. و على بركة الله ابدأ:
موضوع الزكاة و تحديد قيمتها...لم يزل في النفس منها حاجة
في المذهب الجعفري،وقد أكون مخطئا ًفي معلوماتي و أنا على أتم الإستعداد للةلتراجع عنها، الخمس أو %20 من المدخول يعطى للحوزة ،و أولي الأمر يقوموا بصرفها و التصرف بها حسب أوجهها تبعاً لمفهومهم الفقهي. و قد استندوا في ذلك على الآية 41 من سورة الأنفال، و بذلك انتهى الموضوع.
أما في المذهب السني، فاعتمدوا بعض الأحاديث في تقديرقيمة الزكاة المفروضة. و بغض النظر عن القيمة المعتمدة ،كونها %2.5 أو %25 أو %75، ومن ثَم َ بلوغ النصاب و مرور الحول ،فهناك غبن في تنفيذها لأنها متروكة لشطارة و(فهلوة) مُخرج الزكاة، و في هذا المثل التالي توضيح لما أعني:
رب عائلة،مدخوله السنوي 100000جنيه،مستواه المعيشي ولا أحلى و لا أفخر،رحلات إستجمام و سيارات و مصاريف...و آخر السنة بقي لديه 5000 جنيه،مر عليه الحول، فتكون الزكاة المتوجبة على هذا المبلغ حسب الفقه السني 125 جنيه
و رب عائلة أخرى، نفس الحجم و المدخول، إنما يؤمن ب(خبي قرشك الأبيض ليومك الأسود)، و بما أنه مقتصد و غير مسرف في مصروفه، بقي لديه 45000 جنيه ، مر عليه الحول فوجبت زكاة المبلغ حسب الفقه السني بمقدار1115 جنيه...و ما ربك بظلاّم للعبيد....لماذا؟ شكراً يا سي بخاري ويا سي مسلم.
و لكن إذا طبقنا نفس المعادلة بدون النصاب و بدون مرور الحول، يعني على المدخول، تكون قيمة الزكاة لكل منهما 2500 جنيه...و بهذه الطريقة يبقى للمُبذِر 2500 جنيه يفرح بيها و صاحبنا الثاني يبقى معاه 42500 جنيه لبقية الأيام ذات الألوان المختلفة
هذا من حيث المبدأ...فما هي من حيث القيمة؟
أنا لا أعتقد أن ترك الأمور (سايبة) بدون تحديد حد أدنى سيجعل الناس يتدافعون لإخراج الزكاة تقرباً إلى الله. فكما أن الله سبحانه و تعالى فرض علينا 5 صلوات في اليوم و الليلة، و ترك الباب مفتوحاً لمن أراد الإستزادة بالنوافل، كذلك يمكننا القول أن هناك حداً أدنى لإخراج الزكاة و سيبقى الباب مفتوحاً لمن أراد الإستزادة من ثواب الله سبحانه و تعالى. أنا أقرب إلى فكرة الخُمس عند( حصاده) بمعناه العام و المجمل،بمعنى الحصول على الرزق، كونه الراتب اليومي أو الأسبوعي أو الشهري، أو أي مدخول أو ثروة ترزق بها، يجب إخراج زكاتها ، ويمكن إخراجها مباشرة أو إعطاؤها للعاملين عليها لتصرفها الدولة حسب أوجهها المنصوص عليها في القرآن الكريم....(بدون حروب الردة هذه المرة). و لعل عند بعض الإخوة و الأخوات القراء ما قد يلقي مزيداُ من الضوء على هذا الموضوع...شكر الله لكم متابعتكم و هدانا و إياكم العمل الصالح.
أخي أحمد عبد القادر...جمعني الله و إياكم في مستقر رحمته
الخُمْس هو مما غنمتم من شيء بحسب نص آية 41 من سورة الأنفال، نفس الآية التي تتكلم عن (يوم التقى الجمعان)، أنا أفهمها أنه (الخمس)،شيء يتعلق بغنيمة حرب و ليس بالرزق الذي تتحصل عليه نتيجة كدك وشغلك و تعبك. و قلت في مقالي أني أميل إلى قيمة الخُمْس لقصور عندي في تحديد أدنى قيمة لإخراج الزكاة. فلو سألني رب العزة يوم الحساب،لماذا الخُمْس؟ لقلت يا ربي ، هذا مبلغ علمي بعد أن اجتهدت.
أما الحديث عن تزكية النفس و تربيتها و تطهيرها و تقواها....إن شاء الله لن أكون و لا أنتم ممن قصّر في إتيانها
إلى أخي و حبيبي و بمثابة والدي الدكتور أحمد
مزيد من المحبة و الإحترام
قلتَ في معرض ردك الوجيز على كلامي((ومن هنا يأتى ترحيبى بمقالك هذا لأنه إضافة تتساءل وبطريقة واقعية تنفع الناس))
أبتهل إلى الله العلي القدير أن تكون كل تساؤلاتي و استفساراتي بطريقة واقعية و مما ينفع الناس.
شكر الله لكم و نفع بكم
أخي أحمد عبد القادر
إن شاء الله لم و لن يكون جدالاً ولكن محاولة لفهم أوضح و أرسخ
إذا كان الخُمس لله و لرسوله ولذي القربى ولليتامى و للمساكين و لإبن السبيل، فلمن الأربعة أخماس الباقية؟
كتب التراث تقول لنا أن المحاربين كانوا يقتسمون ما تبقى كل حسب أسهمه، الراجل و الراكب و الزاحف و ما إلى هنالك. هذا لا يعني أن تطبق نفس المفاهيم في عصرنا أو في المستقبل.
وعلى كل حال موضوعنا تحديد قيمة الزكاة المفروضة ، و أنا معك أنه لم يذكر في القرآن الكريم قيمتها بشكل محدد و واضح لا لبس فيه. و شكراً مرة أخرى لتفاعلك
أخى الكريم الأستاذ دندن - اكرمك الله . وبالفعل الموضوع خطير وهام ،وخاصة فى ظروف فقراء المسلمين الآنية ..ويحتاج إلى قوانين تنظمه ،ولا يترك لدرجة (إيمان أو تقوى ) الأغنياء ... وأعتقد ان الغرب فهم هذه المعادلة ،وقننها وأصبح يُنفق منها على الفقراء وأصحاب الخول البسيطة ،وجعلها (حق معلوم) ،لهم ،أى للفقراء ،ومنهم أى من الأغنياء .. فنحن فعلا نحتاج إلى لجان تشريعية ،وقد آن الآوان الا يترك الأمر (لنسبة البخارى أو غيره ) ،ولا (لباب حيله ) الذى بوبه فقط للتحايل فى الزواج ،وفى التهرب من فريضة الزكاة.
الزكاة لها دور كبير جدا فى تنظيم العلاقات الاجتماعية داخل المجتمع الواحد وتقويم الرأسمالية والظلم بنشر ثقافة العدل الاجتماعى فى البلاد ، ويتم ذلك من خلال إخراج الزكاة سواء للفقراء والمحتاجين مباشرة ، او بتحصيلها من قبل الدولة على هيئة ضرائب لينفق منها على فقراء الدولة بالتساوى لينعم ويعيش الجميع فى حالة من الرضا والقناعة وعدم الظلم الذي تنعم فثيه معظم الدول الاسلامية ز
ولو ان النسبة التى حددها البخارى وغيره من السابقين هى عين العدل فى التشريع لما وصلت الدول الاسلامية لهذه الحالة التى أصبح فيها الأغنياء والأثرياء في حالة ترف وثراء بلا حدود وعلى النقيض أصصبح الفقراء يموتون جوعا او يفكرون فى الانتحار من شدة الحاجة ، فشل تشريع الزكاة فى تحويل المجتمعات الاسلامية لدول مستقرة يسود فيها العدل الاجتماعى فى توزيع الثروات وفى القضاء على الفقر طوال هذه القرون هو أكبر دليل على مخالفة هذه النسب لشرع الله ، الزكاة لها دور اساسي فى تنمية المجتمعات عن طريق دوران رأس المال فيحدث النمو الاقتصادى المرجو .
الزكاة تنمع الحقد بين فئات وطبقات المجتمع الواحد فتخلق مواطن لا يعانى من المرض النفسي بسبب فقره وبسبب حاجته ، ومن المعلوم ان جميع الثروات الطبيعية فى أى دولة كانت هي ملك لجميع سكان هذا البلد ولكل مواطن حق الانتفاع منها ، كلن ما يحدث العكس يمتلك قلة ثروات البلد ويعيش المعظم فى معاناة وفقر بلا حدود وفى الاصل كل هذه الثروات رزق انزله الله لأهل هذا البلد او ذاك ، ومع الاسف الشديد الدول التي تدين بالاسلام فى معظمها ينتشر الفقر والجوع والمرض بينما الدول الاخرى طبقت روح الاسلام ومنهاجه وتشريعاته دون ان تكون مسلمة وبذلك نجحوا فيما فشل فيه المسلمون ولذلك تطوروا ونهضوا بشعوبهم ولازلنا نتصارع هنا فى بلاد المسلمين فى فتاوى لا علاقة لها بدين الاسلام ويتصارع مشايخ الاسلام فى اصدار فتاوى هزلية ساخرة يضحكون بها على الناس تاركين اهم المشكلات التى يجب التفكير والبحث فيها وهى نشر العدل الاجتماعى فى المجتمعات الاسلامية التى أصبحت نموذجا للظلم وانتشار الفقر والفقراء والجهل والجهلاء.
الأستاذ محمد دندن
أشكركم على هذا النقاش الثري الذي يخص الفريضة الغائبة وهي الذكاة . وأحمد الله أن يتم بحث هذه الفريضة قرآنيا بعيدا عن المذهبيات .. وفي إنتظار باقي المقالات من الدكتور احمد وبقية الكتاب المحترمين .
أشكر الدكتور عثمان على مداخلته المختصرة و التي شقت أمامي دروباً من التدبر. فالحمد لله تعالى على نعمة التفكر التي أمرنا الله جل و علا بإعمالها واختار معظمنا تجميدها والركون إلى… قال الشيخ كذا…و عن إبن كذا أن أبا كذا قال كذا و كذا.
قرأت كلمته التي قال فيها أن الأمر يحتاج إلى تقنين….قلت في نفسي…لعلي وجدتها
صحيح أن الله سبحانه و تعالى لم يحدد القيمة الفعلية أو النسبة المئوية لإخراج الزكاة في القرآن الكريم، و لكن هل إذا قرر مجلس نيابي أو مجلس الشعب أو سمه ما شئت، منتخبٌ من قبل الناس(و في ذلك تعبير عن إرادة الناس_أدام الله الملكيات الوراثية و أنظمة الحكم الإستبدادية لمن أرادها) ،أقول إذا قرر هذا المجلس فرض ضريبة،سمها ضريبة الزكاة ، أو ضريبة مساعدة ذوي الدخل المحدود ، و جمعها من الناس لهذا الغرض، و صرفها في أوجهها التي ذكرها القرآن الكريم،هل في هذا ما يتناقض مع مقاصد الشرع؟…لا أعتقد ذلك…. و تكون قيمتها متغيرة تبعاً لتغير حاجات و متطلبات البلد.
هذا لا يعني أن مقدار هذه القيمة صار أمراً شرعياً منزلاً لأن بعض أصحاب العمائم أفتى به،ولكن لأنه هذا ما اتفق عليه ممثلوا الناس في مجلسهم. و بذلك لم يعد الأمر متروكاً لكرم وعطف و شفقة و تقوى الناس….تريد أن تكون كريم الأخلاق، لا مانع ، إدفع ما عليك قانوناً ، ثم إسرح و إمرح كيفما تشاء.
هذه الضريبة أو التعرفة أو القيمة تختلف عن، و لا دخل لها بالضرائب المفروضة لتصريف أمور الدولة و مصالحها .الضرائب العامة تصرف في ما هب و دب من أوجه الصرف ، أما هذه فأوجه صرفها محدد في القرآن الكريم
.و لعل فيما يتفضل به إخوة وأخوات أ ُخر ما يقربنا إلى تحقيق المراد بإذن الله تعالى
دعوة للتبرع
الأعراب: Was wondering if you can help me, the following verse mentions...
الجهل المقدس: السلا م على من اتبع الهدى أنتم أهل القرآ ن؟!! ...
حطام : أنت تكرر عبارة ( حطام الدني ا ) عن ما في الحيا ة ...
اول المسلمين: (قُل إِنِّ ي أُمِر ْتُ أَنْ أَعْب ُدَ ...
الجهاد بالمال أولا: ستكرر فى القرآ ن الكري م الجها د بالما ل ...
more
كتبت هنا مسلسلا بحثيا عن الزكاة ، وركزت فيه على تزكية النفس ، ثم انتهيت الى زكاة المال أو تزكية المال. وبقيت هناك حلقتان فى دور الاكتمال . وينتهى البحث.
لا يستطيع اى باحث ان يقول أنه أتى بالقول الفصل والكلمة النهائية ، ومن هنا يأتى ترحيبى بمقالك هذا لأنه إضافة تتساءل وبطريقة واقعية تنفع الناس ، وسأحاول التعرض لتلك الناحية العملية الواقعية فى المقالتين الأخيرتين عن الزكاة المالية والضرائب وأشياء أخرى.
لك خالص محبتى